أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - الهلال الخصيب المأزوم..بممكنات التأزيم















المزيد.....

الهلال الخصيب المأزوم..بممكنات التأزيم


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8383 - 2025 / 6 / 24 - 17:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهد الهلال الخصيب منذ 7 أكتوبر 2023 تصاعدًا مطردًا في التوترات، لكن التحول الجذري أتى في يونيو 2025 حين انهار التوازن القائم بين "محور المقاومة" كشبكة غير متجانسة من الفاعلين، وبين خصومه الإقليميين والدوليين. ومع تراجع فاعلية الوكلاء، دخلت إيران نفسها في مواجهة عسكرية مفتوحة، كاشفة انتقال الصراع من الوكالة إلى المواجهة المباشرة.

أولاً: البؤر الساخنة في الهلال الخصيب بعد التصعيد

1. فلسطين – إسرائيل: من غزة إلى طهران

الواقع الجديد أن غزة أصبحت مدمّرة إلى حد كبير، فيما تعرّضت البنية العسكرية لحماس لضربات مميتة، جعلت منها شبه منزوعة السلاح. في المقابل، اشتعلت الضفة الغربية بجيوب مقاومة محلية يصعب تصنيفها تنظيمياً، ما يشير إلى تفكك مركزية القرار المقاوم داخل فلسطين.

الأهم، أن إسرائيل – مدعومة من واشنطن – انتقلت من ضربات محدودة إلى ما تصفه بـ"استئصال الرأس"، مستهدفة العمق الإيراني مباشرة. هكذا، تقلّص دور الوكلاء، ودخلت إيران ساحة الاشتباك المباشر.

2. لبنان: حزب الله على حافة القرار الكبير

حزب الله يقف أمام مفترق حاسم: هل يخوض مواجهة شاملة استجابة لما يتعرض له الحليف الإيراني؟ حتى الآن، اقتصرت ردوده على عمليات محسوبة في الجنوب اللبناني.

لكن ضغط الداخل اللبناني، مع تعقيدات المشهد الإقليمي، جعل قراره أصعب من أي وقت مضى. دخول إيران المباشر في المواجهة زاد من الضغط عليه، وقد يدفعه لتوسيع الاشتباك، مع ما لذلك من كلفة سياسية وعسكرية.

3. سوريا: ميدان الغارات والمعابر

تزايدت الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية، مستهدفة مواقع إيرانية وقوافل لحزب الله. الولايات المتحدة عززت مشاركتها عبر قواعد التنف والعمر، مما جعل سوريا معبرًا ناريًا لا مجرد ميدان دعم.

السيطرة الجغرافية تبقى مفككة بين النظام، وقسد، والفصائل المدعومة من أنقرة، ما يزيد من هشاشة الجبهة السورية في سياق المواجهة مع إيران.

4. العراق: صعود المواجهة على جبهتين

شهد العراق أكثر من 20 هجومًا على قواعد أميركية منذ مايو 2025، معظمها على يد فصائل ولائية. لكن الرد الأميركي كان فوريًا، واستهدف شخصيات قيادية.

داخليًا، يمرّ الحشد الشعبي بانقسام حاد بين تيار "مهادِن سياسيًا" وآخر "معبّأ أيديولوجيًا" أكثر التصاقًا بطهران. هذا التفكك الداخلي في أدوات إيران جعل من الأخيرة طرفًا مضطرًا للتدخل المباشر لتعويض التآكل في شبكة الوكالة.

ثانيًا: التنظيمات المسلحة في ظل انهيار محور الوكالة

حزب الله

يمثل حزب الله رأس الحربة التقليدي لمحور المقاومة، لكنه اليوم في وضع حساس. هو في أعلى درجات الجاهزية، لكنه يحجم عن الاشتباك الواسع. ضغوط الداخل اللبناني، والانقسام الشعبي، جعلت القرار بالمواجهة الشاملة محفوفًا بالمخاطر، رغم تصاعد الضغوط الإيرانية عليه بفعل تورط طهران المباشر في الحرب.

حماس

تعرضت حماس لاستنزاف غير مسبوق. بُنيتها الصاروخية أُنهكت، وبُناها التنظيمية داخل غزة تلقت ضربات قاتلة. رغم بقاء الدعم الإيراني، إلا أن قدرتها على الفعل تراجعت جذريًا، وتحول مركز الاشتباك من غزة إلى جبهات أبعد.

الجهاد الإسلامي

تلقّت الجهاد الإسلامي ضربة أكثر فتكًا؛ معظم قادتها تمّت تصفيتهم، وفقدت الكثير من استقلال قرارها، لتغدو أقرب إلى ذراع تنفيذية مرتبطة بإيران دون حضور ميداني حاسم. ومع ذلك، تبقى ذات رمزية مقاومة، ولو إعلاميًا.

فصائل الحشد الولائي

نشطت هذه الفصائل بشدة بعد استهداف إيران، لكنها وقعت سريعًا تحت ضغط أميركي مباشر. وأمام هذا الضغط، بدأت تظهر تباينات واضحة داخل الحشد بين تيارات تريد البقاء ضمن الشرعية العراقية، وأخرى ترى نفسها جزءًا عضويًا من المشروع الإيراني.

قسد

ليست ضمن محور المقاومة، لكنها تلعب دورًا وظيفيًا مهمًا في جغرافيا الصراع. تحاول الحفاظ على توازنها من خلال استمرار التنسيق مع واشنطن، وهي تشعر بتهديد متزايد من احتمال إعادة التموضع الأميركي أو تطورات ميدانية تخرج عن السيطرة في الجوار العراقي–الإيراني.

داعش

في ظل الانشغال العام بالقوى النظامية والولائية، يحاول تنظيم داعش استغلال الفراغ الأمني، خصوصًا في البادية السورية ومناطق ديالى. لكنه يفتقد الطاقة الاستراتيجية والمظلة السياسية، ما يجعله فاعلًا هامشيًا في الصراع الكبير، لا أكثر.

ثالثًا: المناطق المتنازع عليها في الهلال الخصيب

الجولان السوري المحتل

تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ 1967، وضُمّ رسميًا عام 1981. يُستخدم حاليًا كنقطة مراقبة ومنصة ضربات إسرائيلية. وقد يتحول إلى جبهة اشتباك مباشرة في حال تصاعد المواجهة.

مزارع شبعا وتلال كفرشوبا

أراضٍ لبنانية محتلة تُستخدم كمرجعية شرعية لسلاح حزب الله. تشهد عمليات تسلل وردود محسوبة، وقد تصبح ساحة تصعيد مباشر إذا قرر الحزب توسيع الاشتباك.

الضفة الغربية والقدس الشرقية

تخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة، مع تصاعد وتيرة الاستيطان والاقتحامات. تُعامل الضفة كجبهة داخلية مؤجلة من قبل إسرائيل، لكن شبح انفجارها قائم دومًا.

كركوك

منطقة غنية بالنفط تتنازعها بغداد وأربيل، بمشاركة تركمانية. النزاع قومي–طائفي–اقتصادي في آن، وقد يعاد تحريكه بفعل أي انفجار أمني إقليمي.

شمال شرق سوريا

منطقة متشابكة النفوذ بين قسد، النظام السوري، وفصائل مدعومة من تركيا. تشكل خاصرة رخوة تهدد بتوسيع نطاق الصراع، خاصة إذا انسحبت القوات الأميركية.

الحدود العراقية–السورية (القائم–البوكمال)

ممر استراتيجي تستخدمه الفصائل الولائية لنقل العتاد والتموضع. وهو الآن تحت القصف المتكرر من الطيران الإسرائيلي والأميركي، ما يجعله خط تماس دائم.

المثلث الحدودي (العراق – سوريا – الأردن)

منطقة التنف والركبان خاضعة لوجود أميركي رمزي لكنه مهم استراتيجيًا. وقد تتحول إلى بؤرة اشتباك حقيقي



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رهينة اليورانيوم المخصب..هدنه تكتيكيه وملامح تموضع جديد
- انبعاث مركزية الهلال الخصيب على انقاض الهلال الشيعي
- النانو..قبضة اسرائيل القاتله..لماذا تتم تعمية رصدها
- مديات..تحالف روسيا والصين مع ايران
- إيران بعد تدمير قدراتها النووية: بين الردع المنهار وسيناريو ...
- أنقره تتموضع مبكرا في شرقا اوسطيا جديد
- ساعة الصفر..ممكن ان توجه ايران ضربه نوويه لأسرائيل
- 48 ساعه فرصه محور (المقاومه)..لتكتيك ميداني محوري
- عمال التصاريح..ورغيف الحزن المخبوز بوجع الكرامه
- انعكاسات المواجهة الاسرائيليه-الايرانيه على واقع الطبقه العا ...
- هل يتجرّع خامنئي كأس السم كما تجرّعه الخميني؟
- أيران..من هندسة الخوف الى ادارة الخسائر
- هرمز..بين ارتجال التوظيف وحكمة التلويح
- التوقيت المرحلي للمواجهه الاسرائيليه - الايرانيه..لحظة توافق ...
- الموقف الجماهيري في المواجهة بين اسرائيل وايران..عبء أم رصيد ...
- باتريوت إلى أوكرانيا: إسرائيل تُفكك ظلال موسكو في المشرق
- تداعيات الخيار العسكري لغلق الملف النووي الايراني على كيان ا ...
- المعنى الاخر لاستثناء العراق من فعاليات اسرائيل العسكريه
- العداء الروسي- البريطاني : ترف الوهم
- الحرب الروسيه- الاوكرانيه...قابلة الشرق الاوسط الجديد


المزيد.....




- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: وحدات كوماندوز برية عملت سرًا ف ...
- موافقة على سداد قرض محطة الضبعة النووية في مصر بالروبل.. ماذ ...
- رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق لـCNN: هدف إسرا ...
- إنفاق دفاعي غير مسبوق: الناتو يقر رسميًا رفع السقف إلى 5% رغ ...
- غزة.. شهادات ناجين من طوابير الموت أمام مراكز المساعدات في غ ...
- مقتل فتى فلسطيني في الضفة الغربية خلال عملية للجيش الإسرائيل ...
- إيران تؤكد مقتل قائد عسكري بارز وتنظم جنازة لقادة وعلماء
- الناتو - ترامب: الخوف مما لا يمكن توقعه.
- مجموعات -كوماندوس برية- إسرائيلية -تحركت سرا في قلب- الأراضي ...
- مليون ونصف مهددون بالموت عطشا بغزة والاحتلال يمعن بتدمير الم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - الهلال الخصيب المأزوم..بممكنات التأزيم