أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عبدالله جاد - تحديات أمام العقل المسلم














المزيد.....

تحديات أمام العقل المسلم


عبدالله جاد

الحوار المتمدن-العدد: 8367 - 2025 / 6 / 8 - 23:09
المحور: قضايا ثقافية
    


اهتممت لفترة بموضوع إعجاز القرآن الكريم باعتبار أنه الركن الأساس للتصديق برسالة الإسلام ثم تجدد هذا الاهتمام مع موجة الحوار
حول ما سمي بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم وهو نقاش متجدد في العصر الحديث والملفت للنظر أن هذا الموضوع لم يكن مطروقا بكثرة أيام الإيناع الحضاري للمسلمين وربما كانت من الإشارات القليلة لهذا الموضوع ما نقله السيوطي في الإتقان من أن القرآن الكريم قد تضمن أصول العلوم قاطبة في حين انشغل العديد من المفكرين بمسألة "الإعجاز العلمي" منذ هجمة البغي الأوربي على العالم الإسلامي والافتتان بمنجزات الغرب العلمية حتى أخرج الشيخ "طنطاوي جوهري" ما أسماه تفسيراً علمياً للقرآن الركيم وكان على الفكر الإسلامي أن ينتظر سنين طويلة حتى يعلن فقيه عالم مثل الشيخ طه العلواني بوضوح أن حقيقة الإعجاز العلمي هذه لا تتحقق إلا عندما يطور عالم ما نظرية يستلهمها من القرآن الركيم ويتحدى نظراءه أن يأتوا بأفضل منها لا أن يقوم بإسقاط النظريات العلمية الحديثة على القرآن الكريم مدعياً إشارته لها من قديم
وفي ظني لن يوجد مثل هذا العالم أبداً لا لأن القرآن الكريم أخبر الله تعالى فيه أته كتاب رحمة وهداية و ليس كتاباً يعلم الناس حقائق الكون المنظور الذي طلب إليهم في آياته أن يمشوا ويتدبروا في خلقه فما كان القرآن الكريم ليقرر حقائق الوجود دفعة واحدة ليعيش الناس بعدها في عطالة فكرية مستمرة.. لا ليس لهذا وحده بل أيضاً لأن من طبيعة المشتغل بالنشاط العلمي ألا يقوم عن قصد بإعلان وتحديد موجهات نشاطه العلمي فعلى سبيل المثال لم يقف ماركس ليعلن أنه بحكم خلفيته الدينية اليهودية سيقوم بكذا وكذا لكن أصبح في حكم المقرر الآن أن كارل ماركس عندما وضع أصول مذهبه المادي منقلباً على هيجل كان متأثراً بيهوديته بل وبأسلوب قراءة الأحبار للتوراة وتفسيرها (المدراش) حتى أنه أمكن للعديد من الباحثين أن يتتبع بسهولة هذا التأثير في العديد من كتاباته.
فمن طابع النموذج المعرفي الإرشادي ورؤية العالم التي تكمن خلفه أن تكون نوعاً من الخلفية الفكرية والشعورية ومن ها كانت أزمة من رفعوا شعار إسلامية المعرفة ومناهضوه على حد سواء .
فمن رفعوا هذا الشعار انغمسوا في التأصيل للأسس والقواعد التي ستحكم تأصيل هذه المعرفة افسلامية المرتقبة والمناهضون لهذا الشعار يتساءلون مستنكرين أين هذا الأنموذج المعرفي الإسلامي وما معالمه وأين هي المعرفة الإسلامية والعلوم الإسلامية المبشر بها؟!
وبطبيعة الحال لم تكن المشكلة في الشعار نفسه و لا في صاحبه إسماعيل الفاروقي رحمة الله عليه فالشعار كأي فكرة جنينية لابد أن تكون عامة وغائمة إلى حد ما كما أنه استهدف بهذا الشعار رد الثقة إلى العلماء المسلمين في ثقافتهم وحضارتهم وعلومهم فالباحث المسلم عندما يحتك بالعلوم التي تدرس في المدارس العلمية ا؟لأوربية والأمريكية يفاجأ بهذا الكم الهائل من التراث العلمي الذي قد يراه البعض بناءاً علمياً فخماً مهيباً ويراه آخرون "تيها وركاماً" فإما ان ينخرطوا في الآلة البحثية الغربية او ينكصون إلى موقف دفاعي يهيم في التغني بالأيام الخالدة التي علم فيها المسلمون العالم.
فهنا مشكلة مزدوجة بين تطاول الأمد في حالة الجهل والتمسك بقشور العلوم الموروثة وغياب العقلية الناقدة التي تستوعب الفكر الغربي دون أن يستغرقها لتتجاوزه وبين الهوة السحيقة بين العرب والمسلمين وما أنجزه علماء الغرب في مختلف المجالات.
وفيما أظن لن يفيد في هذا الوضع دعوة الباحثين المسلمين إلى إسلامية المعرفة ولا دعوات اللحاق بركب العلم الغربي و اللهاث وراء كل حديد ينتجه في مجال المعرفة والعلم بل لابد من مواجهة مشكلات واقعنا مواجهة جادة فالنماذج المعرفي وال
لوم المتولدة عنها لا تبنى في أذهان العلماء الذين يدورون حول ذواتهم بل على الأرض وفي سياق مواجهة التحديات الحياتية التي ترهق الإنسان العربي المسلم ولعل من أهم مشكلات هذا الواقع مشكلة التكوين العلمي والتعليم بشكل عام في مواجهة محاولات التجهيل والتخدير والتضليل
ا



#عبدالله_جاد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن علوم التدبر و التدبير(الاستراتيجية) : هل السياسة أخطر من ...
- عن علوم التدبر و التدبير (الاستراتيجية): هل السياسة أخطر من ...
- عن علوم التدبر و التدبير ( الاسترتيجية ): هل السياسة أخطر من ...
- موضوعية هيئة الإذاعة البريطانية
- الفصام النكد في حياتنا العلمية
- عن ثقافتنا و الاستبداد
- سؤال لا يخلق من كثرة الرد : لماذا أنا مؤمن ؟!
- عن علوم التدبر و التدبير (الاسترتيجية): هل السياسة أخطر من أ ...
- المعارضة في تراثنا الاسلامي
- العنف: أشره ما استتر منه
- العنف: اشره ما استتر منه
- سأظل مسلما وسأظل يساريا
- تبديد النص : الجابري قارئا لابن خلدون
- منهجية التغيير في الفكر العربي من وعي الهوية إلى تجديد الذات


المزيد.....




- أمريكا.. تحطم طائرة على متنها 20 شخصًا في ولاية تينيسي
- شاهد.. حجاج إسبان يصلون إلى مكة من إسبانيا على ظهر الخيول في ...
- كندا خارج أوروبا جغرافيًا... فهل تدخلها سياسياً عبر بوابة ال ...
- بعد غيابٍ دام 529 يوماً في جزيرة أسترالية.. كلبة تعود إلى حض ...
- مصر تودّع بطل واقعة العاشر من رمضان بتكريم استثنائي.. ماذا ف ...
- -جيروزاليم بوست- عن تقرير للطاقة الذرية: إيران أجرت اختبارات ...
- نائب أمريكي: على البنتاغون تطوير الدفاع ضد المسيرات بدلا من ...
- نائب أوكراني: زيلينسكي لايكترث لحياة الأوكرانيين و كل مايعني ...
- حكومة غزة تنفي وجود أنفاق تحت المستشفى الأوروبي وتصف فيديو ا ...
- اتصال هاتفي بين الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد ونظيره ا ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عبدالله جاد - تحديات أمام العقل المسلم