أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالله جاد - سؤال لا يخلق من كثرة الرد : لماذا أنا مؤمن ؟!














المزيد.....

سؤال لا يخلق من كثرة الرد : لماذا أنا مؤمن ؟!


عبدالله جاد

الحوار المتمدن-العدد: 8356 - 2025 / 5 / 28 - 04:50
المحور: حقوق الانسان
    


سؤال لا يخلق من كثرة الرد: لماذا أنا مؤمن

في عصور الانحطاط يشيع تأسيس الإيمان على الخوارق والكرامات، وفي عصرنا لاحظت أن أكثر المجتمعات الإسلامية انحطاطاً التي يتقاتل فيها أصحاب المذاهب المنتسبة إلى الدين وتراق فيها الدماء من أجل إعفاء لحية أو تقصير ثوب هي التي يشيع فيها هذا البلاء. و أغلبنا لا زال يذكر قصة اللوحة الملفقة لغابة أينعت أشجارها متخذة شكل كلمة التوحيد في ألمانيا وتذكر القصة أنه لما ذاع أمر هذه الأشجار قامت السلطات الألمانية"الحاقدة" بتسوير الغابة ومنع الدخول إليها أو تصويرها. واستمرت هذه الخرافة مشتهرة إلى أن كشف صاحب اللوحة الملفقة تزويرها وكنت أعجب هل يحتاج الناس لإثبات صدق إيمانهم لهذه الترهات وهم يشهدون معجزات الله تعالى في خلقه يوميا صباح مساء في بديع خلقه بل " وفي أنفسهم أفلا يبصرون" لكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

إن البشرية كلما ارتقت في معارج الإدراك والفكر والروح كانت أكثر إذعاناً لأدلة العقل لذلك كانت معجزة القرآن الكريم لا في نظمه البديع الذي تحدى به الله تعالى به الجن والإنس وحسب بل وما انطوى عليه من منهج حياة بديع لا يتصور قيام حياة حقة للإنسان أو سعادته إلا به، ففيه منهج وسنن لو لم تكن دينا لوجبت أن تكون ديناً!

بهذا الفهم أصبحت مؤمناً واخترت "أن أسلم لرب العالمين" وألتزم باتباع النهج الذي ارتضاه تعالى لنا لتحقيق سعادتنا فالله تعالى خلقنا أثراً لفيض رحمته ومحبته وامتن علينا بإنزال الدين لنا متضمناً شريعة "مبناها وأساسها على الحِكَمِ ومصالح العباد في المعاش والمعاد، وهي عدل كلها، ورحمة كلها ومصالح كلها، وحكمة كلها، فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث فليست من الشريعة، وإن أدخلت فيها بالتأويل، فالشريعة عدل الله بين عباده، ورحمة بين خلقه وظله في أرضه، وحكمته الدالة عليه وعلى صدق رسوله أتم دلالة وأصدقها" كما قال ابن القيم رحمه الله.

فهي شريعة (أو بالمرادف اللغوي منهج ) إنسانية الغاية والمقصد فالله تعالى غني عن العالمين وما خطر لي مرة أن حكماً شرعيا يقسو علي إلا وجدت لدى التمحيص أنه في الحقيقة ليس حكماً شرعيا أو أنه مجتزأ من نظامه وسياقه وأن الشريعة نظام متكامل يستحيل فيه الظلم لكننا نحن الذين نجتزيء منها ما نلبسه أهواءنا وأمراضنا الاجتماعية ومن هنا كان نداء سيد قطب رحمه الله خذوا الإسلام كله أو دعوه كله طبعا يقصد بقبول الإسلام قبوله كتأسيس نظامي للفرد والجماعة وإلا فكلنا خطاءون.

بهذا التصور فإن الإيمان ليس دعوى ولا فكرة نظرية، بل ابتلاء متجدد يواجه فيه الإنسان مسئوليته وأمانته بالاختيار بين سلوك طريق الباطل أو طريق الحق، فيكون الاختيار شاهدا على حقيقة إيمانه وصدقه. فالإيمان عمل متجدد وهو ما أوضحه نبينا الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام عندما أمرنا أن نجدد إيماننا بقول لا إله إلا الله باعتبار أن الإنسان السوي يصدق عمله قوله.

الهوى وغيره من أمراض النفوس والعقول هي التي تجعل المسلمين يتفلتون من أحكام شريعتهم برغم أن التزامها نعمة لا يقدرها إلا ذو فطرة سليمة وعقل ناضج. تعرفت بالأزهر بشاب حديث عهد بالإسلام فسألته ماذا أعجبك في الإسلام؟ قال: قبل إسلامي لم يكن لي منهج حياة أفعل ما شئت كيف شئت أنى شئت لكن الإسلامي رسم لي المنهج في كل سكنة وحركة.

إيماني بديني وثيق الارتباط بإيماني بإنسانيتي فكما ورد في الحديث الصحيح "خلق الله آدم على صورته" وأبتسم أمام عبث الإلحاد الطفولي و لا تضايقنى شبهات المفترين بل أجد فيها تذكيرا بنعمة الله تعالى و أنعم أجدد أيماني بإقراري بنعمة اللعب تعالى و حمده على منته أن هدانا للإيمان.



#عبدالله_جاد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن علوم التدبر و التدبير (الاسترتيجية): هل السياسة أخطر من أ ...
- المعارضة في تراثنا الاسلامي
- العنف: أشره ما استتر منه
- العنف: اشره ما استتر منه
- سأظل مسلما وسأظل يساريا
- تبديد النص : الجابري قارئا لابن خلدون
- منهجية التغيير في الفكر العربي من وعي الهوية إلى تجديد الذات


المزيد.....




- الخارجية الروسية تؤكد استحالة تمديد مذكرة التفاهم مع الأمم ا ...
- الاحتلال يقتحم نابلس بـ40 آلية عسكرية واعتقالات وحرائق بالضف ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإنهاء الحرب ...
- ضرب بقبضته الطاولة وأكمل متأثرا.. فيديو حديث مندوب فلسطين عن ...
- السعودية تعلن إعدام مواطنين وتفاصيل قضيتين أدينا بها
- -المشاهد لا تطاق!-.. لحظة انهيار رياض منصور أثناء كلمة مؤثرة ...
- اقتحام مستودع للأمم المتحدة بغزة مع بدء دخول المساعدات، والا ...
- وكالة: مقتل شخصين على الأقل في اقتحام دام لمستودع للأمم المت ...
- 4 دول أوروبية تدعو لمنح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة ...
- الاحتلال يعدم ميدانيا أحد موظفي -الأونروا- في غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالله جاد - سؤال لا يخلق من كثرة الرد : لماذا أنا مؤمن ؟!