أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاد - المعارضة في تراثنا الاسلامي














المزيد.....

المعارضة في تراثنا الاسلامي


عبدالله جاد

الحوار المتمدن-العدد: 8329 - 2025 / 5 / 1 - 02:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اصبح الفكر الغربي في صورته التي وصلت الينا حاضرا فينا حتى انه عند دراسة الفكر السياسي الاسلامي يقتصر الدارسون على كتب نصائح الملوك ومرايا الامراء ويغفلون كتب الفقه والتاريخ والسير والاثار اللهم الا ما اشتهر عند الغربيين مثل مقدمة ابن خلدون الذي اعتبروه اول مفكر اسلامي يستخدم المنهج العلمي في دراسة "الظاهرة" الاجتماعية والسياسية لانه براي بعض الكتاب الغربيين ومن تابعهم من الكتاب العرب فصل بين الاخلاق وبين علم الاجتماع وعلم السياسة على غرار ما اشتهر عن ماكيافللي من انه فصل بين الدين والاخلاق وبين السياسة وقال بان الغاية تبرر الوسيلة فاستحق ماكيافللي ان يكون _ حسب هذه الاراء _ مؤسس علم السياسة وان يكون ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع؟ اصبح الفكر الغربي في صورته التي وصلت الينا حاضرا فينا حتى انه عند دراسة الفكر السياسي الاسلامي يقتصر الدارسون على كتب نصاءح الملوك ومرايا الامراء ويغفلون كتب الفقه والتاريخ والسير والاثار اللهم الا ما اشتهر عند الغربيين مثل مقدمة ابن خلدون الذي اعتبروه اول مفكر اسلامي يستخدم المنهج العلمي في دراسة "الظاهرة" الاجتماعية والسياسية لانه براي بعض الكتاب الغربيين ومن تابعهم من الكتاب العرب فصل بين الاخلاق وبين علم الاجتماع وعلم السياسة على غرار ما اشتهر عن ماكيافللي من انه فصل بين الدين والاخلاق وبين السياسة وقال بان الغاية تبرر الوسيلة فاستحق ماكيافللي ان يكون _ حسب هذه الاراء _ مؤسس علم السياسة
فقد سعى الفقه الاسلامي لتاسيس حق معارضة الحاكم تحت عنوان واجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فالامر بالمعروف ( وهو كل خير تتحقق به مصالح العبادسواء امر به الله تعالى او تعارف عليه الناس بفطرتهم السليمة) والنهي عن المنكر (وهو ما انكره الشرع للمفسدة المتحققة بوقوعه) فرض عين على كل مسلم لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ( من راى منكم منكر ا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان) واذا كان يشيع في الفقه الاسلامي ان اليد للسلطان فقد شاع فيه ايضا ان العلماء حكام عل الملوك.
والعلماء في الخبرة الاسلامية ليسوا طبقة و لا جماعة مغلقة بل مؤسسة تستمد شرعيتها من حساسيتها للمجتمع بما تطلع عليه من واقع يعيشه المجتمع من خلال الفتاوى التي يصدرها العلماء وعامة الناس يختارون مفتيهم من العلماء فكل مسلم مكلف بالاجتهاد في اختيار مفتيه.
المعارضة في ترثنا الاسلامي (٤)
فمن ابواب الفقه باب مخصوص للبغاة يعالج الفقهاء فيه مساءل تنظيم التعامل بين الحاكم والخارجين عليه رافعين السلاح ويضع الفقهاء قواعد الحد الادنى لمعاملة الخارجين على الحاكم مفرقين بين البغاة الذين لديهم اسبابهم للخروج على الحاكم وبين الشطار من قاطعي الطريق و المجرمين من الصاءلين و الجاءلين.
ومن كتب الفقه هذه كتاب"كنز الراغبين شرح منهاج الطالبين" للامام جلال الدين المحلي ت ٨٦٤ هجرية حيث افرد كتابا للبغاة يذكر فيه ....
( يتبع )المعارضة في تراثنا الاسلامي (٥)
يذكر الامام جلال الدين المحلي في كتاب البغاة ضمن كتابه "كنز الراغبين" ان البغاة ليسو مخالفي الامام باطلاق بل هم من كانت لهم قوة باطشة ( شوكة) ويسعون لاقامة دولة موازية بقوة السلاح بنصب امام مطاع فيهم ولهم دواعيهم للخروج على الحاكم فان لم يحملوا السلاح ولم يعتمدوا العنف وسيلة لانكار ما يرونه منكرا تركوا لحالهم و لا يتعرض لهم و لا يقاتل البغاة حتى يبعث الحاكم اليهم فطنا ناصحا يسالهم ما ينقمون على الحاكم فان ذكروا مظلمة او شبهة ازالها فان اصروا نصحهم بان يعظهم و يامرهم بالعودة الى الطاعة كما فعل خامس الراشدين عمر بن عبد العزيز مع الخوارج في عصره فدخل اغلبهم في طاعته.
واذا طلب الخارجون على الحاكم مهلة فللحاكم ان يمهلهم اذا ظهر ان استمهالهم للتامل في ازالة الشبهة فاذا اصروا على شهر السلاح كان للامام ان يؤذنهم بالقتال فاذا انقضت الحرب وتفرق جمع البغاة يرد اليهم سلاحهم وخيلهم ( مركباتهم ) و لا يقاتل البغاة بسلاح عظيم كمنجنيق ( المدفعية ) الا لضرورة بان قاتل البغاة بالسلاح نفسه او احاطوا بعسكر الحاكم و لا يستعان على قتال البغاة بكافر ولا بمن يرى الاجهاز عليهم وقتلهم مدبرين و لو كان المستعان به مسلما و ذلك ابقاء على البغاة .
هكذا نرى ان التراث الاسلامي ليس تراثا لتاصيل الطغيان كما ان الفكر الغربي ليس فكر مناهضة الاستبداد كما يرى البعض بل ان المعارضة حق اصيل في تراثنا الاسلامي للنخبة والجماهير على حد سواء والله اعلم



#عبدالله_جاد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف: أشره ما استتر منه
- العنف: اشره ما استتر منه
- سأظل مسلما وسأظل يساريا
- تبديد النص : الجابري قارئا لابن خلدون
- منهجية التغيير في الفكر العربي من وعي الهوية إلى تجديد الذات


المزيد.....




- هل الضربة قاضية؟.. ماذا نعلم عن وضع جوهرة أهداف إسرائيل بضرب ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر إنذارا للإيرانيين بالفارسية (صورة)
- -وادي إيزار-.. لماذا تجتذب ميونيخ الشركات الناشئة؟
- ردا على احتجاز سفينة -مادلين-.. ماليزيا تعلن تحضير -أسطول ال ...
- حوالي 2000 سائح روسيا -عالقون- في الإمارات  
- -مهر-: حريق مستودع -شهران- للنفط جنوب طهران بات تحت السيطرة ...
- لبنان والأردن يفتحان الأجواء والعراق وسوريا يغلقان
- محللان: إسرائيل تبحث عن الصورة وإيران تحاول ترسيخ معادلة جدي ...
- قاض أميركي يرفض الإفراج عن محمود خليل
- إسرائيل تدعو الإيرانيين لإخلاء منازلهم قرب المفاعلات النووية ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاد - المعارضة في تراثنا الاسلامي