أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاد - عن علوم التدبر و التدبير(الاستراتيجية) : هل السياسة أخطر من أن تترك للساسة؟ (4 )














المزيد.....

عن علوم التدبر و التدبير(الاستراتيجية) : هل السياسة أخطر من أن تترك للساسة؟ (4 )


عبدالله جاد

الحوار المتمدن-العدد: 8364 - 2025 / 6 / 5 - 08:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السياسة كما يراها من يدافعون عنها هي فن إدارة الاختلاف فهي شأنها شأن العلم في تصوره الوضعي كعلم اللغة من علوم الآلة أو العلوم الخادمة فالسياسة أسلوب للتعايش والتسامح بناء على قبول حقيقي بأنه لا سلطان لأحد على أحد إلا باقتناع من يقبل هذا السلطان طوعا أو حيلة (هيمنة بتعبير جرامشي ) بحق من يبسط سلطانه في هذا البسط وحق من يخضع للسلطان أن يقبض هذا القبول متى شاء و انى شاء فكل إنسان هو فرد ذو سيادة على نفسها لمجرد كونه إنسانا.
قبول السلطة و حق من يمارسها في هذا هو جوهر مفهوم الشرعية في الفكر الوضعي البشري أما في الفكر البيولوجي الذي يقدم تصوره للطبيعة و ما وراءها من غيب يتجاوز وجوده على قدرة الإنسان مستقلا على الإحاطة به أو الفكر الديني فأن الشرعية تعني النهج الموصل ل(شرعة ) الله تعالى أو المعين الي ركزه الله تعالى فطرة حسب الوحي الإسلامي أو الخضوعلسيفين في الفكر المسيحي سيف الرب و سيف الحاكم.
كنت في زيارة للكنيسة مار جرجس واحشني التناظر العجيب بين معمارية الكنيسة و معمارية الجامع تناظر يعبر عن وحدة طريقة التفكير في عالم الغيب وعالم الشهادة وهو تناظر موجود بين خلوات المتصوفة و قلايات الرهبان.
الفكر العربي يقوم ايام إقناعه الحضاري على التدبر امتثال لأمر الله تعالى "ليدبروا اياته" و " سيروا في في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق" فالتفكر في البداية لابد أن يؤدي بنا للنظر في عواقب سلوكياتنا و ما يمكن أن تنتهي إليه حسب" السنن الإلهية " .
الاعتقاد في وجود سنن ونوايا إلهية تحكم الكون هو ما يميز (رؤية العالم ) الإسلامية و المسيحية على حد سواء فهذه النواميس التي تعبر عن سنين إلهية تسري على الناس كافة مؤمنهم وكافرهم تعبر عن نظرة محددة للوجود (الرؤية التوحيدية للوجود) التي تنبثق عنها منظومة معينة للقيم تحدد واجب الفرد و الجماعة في زمانها و في مكانها و تحدد اشتقاق الأخلاق و قواعد السلوك من هذه القيم .
التدبر بهذا المعنى يعقبه تدبير لأمور الفرد و الجماعة حسب مقتضى هذا التدبر الذي يجري بالبصرة و البصيرة و بالعقل و القلب على نحو ما فصل الإمام أبو حامد الغزالي في كتبه .
نعم يأمر السادة الصوفية بإسقاط التدبير " فلا تدبر لا امرا" بمعنى أن أعرف حدود قدرتك على تغيير العالم لا بمعنى أن تمضي الحياة سبهللا فالدولة إلى الله تعالى و سلوك الطرق إليه تعالى لايدور له من إعداد و تخليك و تحلية وبصر بالذات ومعرفة بالحال و تطلع إلى أسباب تقبل الفيوضات الربانية.
فالمال الأسباب وعدم الاهتمام بعواقب هذا الإهمال و تبعات التصرفات هو إجراء على الله تعالى لا ن الإنسان بذلك يطلب ما لم تطلبهالرسل و الأنبياء من خرق السنن الجارية التي لم يخرجها الله تعالى لا لنبي مرسل و لا لولي مقرب الا عند التحدي معجزة تجري بأمر الله سنة أيضا عند ارسال الرسل .
الزمن هنا له حساسية خاصة عند الصوفية فهو مدى الحركة الإيجابية الفاعلة لتأكيد الذات على ما يرى محمد إقبال وامتداد رؤية النسلم للنصر الزمن يجعله مشغولا بالمستقبل و و الإعداد له و الاستعداد له بشكل علميفي رؤية للزمن كخطوة متصل بين أجيال الأمة وصياغة رؤية معينة للمجتمع تعكس تصور الذات وكيفية صيانتها تجديدها هو مضمون علم العمران الذي دعا إليه ابن خلدون وصياغة هذه الرؤية ليست مهمة السياسي.
وللحديث بقية ما كان في العمر بقية .



#عبدالله_جاد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن علوم التدبر و التدبير (الاستراتيجية): هل السياسة أخطر من ...
- عن علوم التدبر و التدبير ( الاسترتيجية ): هل السياسة أخطر من ...
- موضوعية هيئة الإذاعة البريطانية
- الفصام النكد في حياتنا العلمية
- عن ثقافتنا و الاستبداد
- سؤال لا يخلق من كثرة الرد : لماذا أنا مؤمن ؟!
- عن علوم التدبر و التدبير (الاسترتيجية): هل السياسة أخطر من أ ...
- المعارضة في تراثنا الاسلامي
- العنف: أشره ما استتر منه
- العنف: اشره ما استتر منه
- سأظل مسلما وسأظل يساريا
- تبديد النص : الجابري قارئا لابن خلدون
- منهجية التغيير في الفكر العربي من وعي الهوية إلى تجديد الذات


المزيد.....




- الأضحى يعود بائسا إلى غزة.. عيد لزيارة المقابر والموتى
- قرار ترامب حظر التأشيرات لمواطني 12 دولة يثير الاستياء والمخ ...
- هل بريطانيا معرضة لضربة نووية؟ - التلغراف
- اجتماع الوكالة الذرية.. إيران تُحذّر من -خطأ استراتيجي- أورو ...
- باير ليفركوزن يعثر على بديل فيرتز.. فمن يكون؟
- ميساء القباني لـRT: الأجانب في الجيش السوري مواطنون بالضرورة ...
- -روسآتوم-: مستعدون للمساهمة في حل أي قضية تتعلق بالبرنامج ال ...
- خبير يكشف سبب القصف الإسرائيلي الأخير لبيروت.. ليست مسيرات - ...
- -تلغراف-: حالة من التعب في البيت الأبيض بسبب عدم قابلية التن ...
- سموتريتش يتوعد بخطة تصعيدية في الضفة الغربية ردا على الاعترا ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاد - عن علوم التدبر و التدبير(الاستراتيجية) : هل السياسة أخطر من أن تترك للساسة؟ (4 )