أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - تاج السر عثمان - هل يجدي الاستمرار في الخضوع لشروط الصندوق بعد الحرب؟














المزيد.....

هل يجدي الاستمرار في الخضوع لشروط الصندوق بعد الحرب؟


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 8367 - 2025 / 6 / 8 - 11:50
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


١
في تقريره الأخير حول تدهور الأوضاع الاقتصادية في السودان، يقدم البنك الدولي وصفته التقليدية للتعافي الاقتصادي بعد الحرب التي تتلخص في : استئناف برنامج الدول الفقيرة المثقلة بالديون (HIPC)، الخصخصة و رفع الدعم عن السلع، تخفيض الجنية السوداني وتوحيد سعر الصرف وإعادة بناء الثقة في النظام المالي. الخ من شروط الصندوق والبنك الدوليين. المعروفة.
معلوم أن التعامل مع المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدوليين لا يعني الخضوع لشروط الصندوق القاسية في فرض سياسة التقشف وتخفيض العملة، ورفع الدعم عن الوقود والدواء والعلاج والتعليم، وخصخصة قطاع الدولة، والقروض التي تكرّس للمزيد من التبعية وفقدان السيادة الوطنية ، الخ، فدول كثيرة رفضت هذه الشروط القاسية وتحسنت أوضاعها الاقتصادية والمعيشية، أما الدول التي خضعت لشروط الصندوق القاسية فقد عانت من التدهور الاقتصادي والمعيشي مثل : السودان.
٢
كان من اسباب فشل الفترة الانتقالية لما بعد ثورة ديسمبر 2018 ، هو التراجع عن ميثاق قوى الحرية والتغيير الموقع في يناير ٢٠١٩، الذي أكد على ضرورة تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية والأمنية، واستبدالها بالوثيقة الدستورية التي كرست الشراكة مع العسكر و قننت الدعم السريع دستوريا، وحتى ما جاء في الوثيقة الدستورية من تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية والأمنية وتمكين الشباب والمرأة، تم تجاهله، وتتحمل حكومة حمدوك بشقيها المدني والعسكري مسؤولية التدهور المريع في الأوضاع المعيشية بعد أن ضربت بعرض الحائط توصيات اللجنة الاقتصادية لقوى الحرية والتغيير التي رفضت زيادة أسعار السلع الأساسية ( المحروقات ، الغاز ، الكهرباء والخبز)، واقترحت تركيز الأسعار، وتغيير العملة، وتقوية العملة المحلية ، لكن الحكومة سارت في تنفيذ توصيات صندوق النقد الدولي برفع الدعم وتخفيض العملة والخصخصة ، وعدم دعم التعليم والصحة والدواء. الخ كما جاء في “الوثيقة الدستورية” ، مما أدي للتدهور الحالي.هذا إضافة لترك العنان للنشاط الرأسمالي الطفيلي ودوره في تخريب الاقتصاد بتهريب الذهب والبترول والوقود والدقيق والغاز الي بلدان الجوار، والمضاربة في الدولار، وخلق الصراعات والفتن القبلية ، وعدم التوجه لتحسين الأوضاع المعيشية، وزيادة الصادرات وتقليل الواردات، وتقليل الإنفاق العسكري والحكومي والسيادي ودعم ميزانية التعليم والصحة والدواء، وعدم ولاية وزارة المالية علي الشركات والمال العام( شركات المحاصيل النقدية والماشية والاتصالات والعسكرية والدعم السريع)، وإصلاح النظام الضريبي والجمركي، وإصلاح النظام المصرفي وسيطرة بنك السودان على سعر الصرف، وانسياب كل حصائل الصادر إليه، وعدم التوجه للداخل بدعم الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي. وغير ذلك من البدائل لسياسة رفع الدعم وتوصيات صندوق النقد الدولي التي جربها شعبنا منذ العام 1978 ، وكانت سببا في تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والجنية السوداني ، مما أدي لانتفاضة مارس – ابريل 1985 ، وثور ديسمبر 2018.
٣
استمر التدهور في الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية والأمنية، وزاد الطين بله انقلاب 25 أكتوبر 2021، الذي قاد للمزيد من التدهور والخراب، مما قاد للحرب الحالية بعد الخلاف في الاتفاق الإطاري حول مدة دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وجاءت الحرب اللعينة بهدف تصفية الثورة ونهب ثروات البلاد من المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب، لتقود للمزيد من التدهور الاقتصادي المعيشي، والدمار في البنيات التحتية وخسائر للآلاف في الأرواح ونزوح الملايين، وجرائم الابادة الجماعية، من طرفي الحرب، وقطع الرؤوس وبقر البطون، والعنف الجنسي، ومصادرة الحريات السياسية،والتعذيب الوحشي للمعتقلين السياسيين ولجان المقاومة والناشطين في لجان الخدمات حتى الموت. إضافة لتهريب
نحو 70% إلى 80% من إنتاج الذهب، خصوصًا إلى الإمارات، الذي يُستخدم لشراء السلاح وتمويل المقاتلين. الدولة غائبة، والمورد الأساسي يُستخدم في تغذية النزاع لا في تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية والتنمية.
٤
بالتالى ما يطرحه البنك الدولي هو تجريب للمجرب الذي قاد للتدهور الاقتصادي والمعيشي، كما في : الخصخصة، التحرير الاقتصادي ورفع الدعم، الخ، كما جرى في البلاد منذ ١٩٧٨،وفي سياسات الانقاذ بعد التحرير الاقتصادي التي أعلنها عبد الرحيم حمدي، وفي سياسات حمدوك بعد ثورة ديسمبر 2018 التي أدت للمزيد من التدهور الاقتصادي والمعيشي، والمزيد من التبعية. مما يتطلب خروج الجيش والدعم السريع والمليشيات من السياسة والاقتصاد، والترتيبات الأمنية لحل كل المليشيات وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية، والدخول في رحاب التنمية المستقلة المتوازنة التي تستهدف الإنسان السوداني وتوفير احتياجاته الأساسية في رفع مستوى المعيشة والتعليم والصحة والدواء، ووقف الحرب وتعزيز السلام والحكم المدني الديمقراطي، وتأمين عودة النازحين لقراهم ومنازلهم وتعمير مناطقهم.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع الضغوط الخارجية لابديل غير الحل الداخلي لوقف الحرب
- استمرار طبيعة الانقلاب والحرب بعد تعيين كامل ادريس
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي
- في ذكراها السادسة كيف أدت مجزرة فض الاعتصام للحرب؟
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي
- هل يمكن إعادة الإعمار بدون وقف الحرب؟
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها
- كتاب نهب الذهب الدموي في السودان
- منهج الماركسية متجدد مع تغير الواقع
- الحرب وتفشي الكوليرا ومصادرةحقوق الإنسان
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة
- في ذكرى انقلاب مايو ما هي حقيقة التأميمات والمصادرة عام 1970 ...
- في ذكراه ال ٥٦ كيف حدث انقلاب ٢٥ مايو &# ...
- العقوبات الأمريكية والمزيد من العزلة والمعاناة
- كتاب التعليم في السودان : الحصاد والاصلاح
- تعيين د. كامل إدريس حلقة في المخطط لتصفية الثورة
- الذكرى ال ٥٦ لانقلاب ٢٥ مايو ١¤ ...
- لا جدوى لتعيين رئيس وزراء من انقلاب غير شرعي
- في ذكرى رحيله ٨٤ كيف كان معاوية نور شعلة من الإبدا ...
- في ذكرى رحيله ٨٤ كيف كان معاوية نور شعلة من الإبدا ...


المزيد.....




- كم ستخسر أميركا نتيجة الصراع بين ماسك وترامب؟
- يونيو يبدأ باختبار الأسواق.. العملات والذهب تحت ضغط البيانات ...
- شاهد.. مبابي يختار الفائز بالكرة الذهبية بين ديمبلي ولامين ج ...
- لا غنى عنه.. هذا المبلغ يجب أن يتوفر دائماً في محفظتك
- 44 مليار دولار و-قوة ناعمة- تخسرهما أميركا لو رحل الطلاب الأ ...
- يزيد العجز بـ2.4 تريليون دولار فلماذا يُصر ترامب على مشروعه ...
- تقدر بـ300مليار دولار.. ما خيارات روسيا للرد على مصادرة أصول ...
- المنفى الذهبي لبشار الأسد: رفاهية وعزلة مُترفة وأطنان من الد ...
- المالية تستكمل جداول موازنة 2025 والكاظمي يحذر: لا بد أن تعك ...
- عراك بالأيدي بين ماسك ووزير الخزانة داخل البيت الأبيض


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - تاج السر عثمان - هل يجدي الاستمرار في الخضوع لشروط الصندوق بعد الحرب؟