أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد محمد - مفاوضات نووية في مأزق: طهران وواشنطن بين الإصرار والإسترضاء














المزيد.....

مفاوضات نووية في مأزق: طهران وواشنطن بين الإصرار والإسترضاء


عبد المجيد محمد
(Abl Majeed Mohammad)


الحوار المتمدن-العدد: 8367 - 2025 / 6 / 8 - 09:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد 5 جولات من المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وبين النظام الإيراني من أجل التوصل إلى إتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، لا تبدو الأمور إنها تسير وفق السياق التفاؤلي الذي يحرص الرئيس الأمريكي ترامب على إبدائه بين الحين والآخر، بل وحتى يبدو جليا بأن الأمور بعد 5 جولات تفاوضية تظهر طهران في وادي وواشنطن في واد آخر.
عند النظر فيما يصدر عن الطرفين من تصريحات بخصوص المفاوضات الجارية وحجم الاختلاف والتعارض الذي تحدده وفق ذلك في مواقف الطرفين، فإن التوصل إلى إتفاق نووي بتلك الصورة السريعة نسبيا كما يريدها ترامب، أمر غير ممكن، ذلك إن النظام الإيراني صار يعلم جيدا بأن ترامب بحاجة للتوصل إلى إتفاق مع طهران يغطي به على فشله وإخفاقه في إيقاف الحرب الروسية ـ الأوكرانية كما وعد، وليس هناك من حاجة للحديث عن مدى ولع النظام الإيراني باستغلال هكذا أمور!
عندما أكد ترامب في مساء يوم الإثنين الثاني من يونيو/حزيران الجاري، وبشكل قاطع أنه في أي اتفاق نووي محتمل مع إيران، لن يسمح لطهران بأي شكل من أشكال تخصيب اليورانيوم. فإن النظام الإيراني وعلى لسان الولي الفقيه علي خامنئي، قد أكد يوم الأربعاء الرابع من يونيو/حزيران بأن "إيران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم" وأضاف في خطاب له بمناسبة ذكرى وفاة المرشد السابق أن: "المقترح الأمريكي النووي يتعارض 100% مع إيمانا بالاعتماد على الذات ومبدأ (نحن قادرون)"، وعند التمعن في التصريحين يظهر الفرق بينهما كبير جدا ولا يعطي أي مجال للتفاؤل حتى وإن كان حذرا.
والملفت للنظر أن خامنئي عندما أشار في خطابه المذكور إلى المفاوضات الجارية التي توسطت فيها عمان قائلا: "إن المبدأ الرئيسي الذي يحمي مصالحنا هو مبدأ نستطيع ، وحتى في أحدث جولة من المفاوضات النووية التي توسطت فهيا عمان تتعارض جميع المقترحات الأمريكية تماما مع هذا المبدأ"، فإنه قد حسم أمر التكهحات التي أظهرتها أوساط إعلامية وسياسية بشأن إمكانية التوصل إلى إتفاق يقوم على أساس تخصيب محدود لليورانيوم من جانب طهران، ولاسيما وإن خامنئي ألمح كما يبدو لهذا الأمر عندما قال إن "أمريكا لن تستطيع إضعاف برنامجنا الننووي".
الملاحظة المهمة التي يجب علينا أخذها بنظر الاعتبار، هي إن النظام الإيراني الذي يعرف شدة حماس ترامب للتوصل إلى إتفاق وإنه يفسر المقترحات التي تخفف من حدة المطالب الأمريكية، بأنها سعي من أجل استرضائه، فإنه وفي هكذا حالة وكما هو معروف عنه سيلجأ إلى المطاولة في التفاوض ومحاولة الدوران في دائرة لا خروج منها إلا ببنود إتفاق يضمن له مستقبل برنامجه النووي وليس يقصم ظهره كما يريد ترامب.
الأوضاع الداخلية الصعبة جدا في إيران ولاسيما الاقتصادية منها، وإن كانت عاملا ضاغطا على النظام ويتطلب معالجة سريعة، لكن خامنئي يعلم جيدا بأن الخضوع للمطالب الشعبية والسير بإتجاه الرياح الآتية من واشنطن، من شأنه أن يقوض الحكم ويؤسس لانهياره، ولذلك فإنه وبعد أن لمس النظام الإيراني تغييرا في النبرة الأمريكية وجنوحها إلى نوع من الموائمة والمسالمة، فإنه يريد استغلال ذلك إلى أبعد حد وأن يعود إلى سابق عهده في التعامل مع إدارة ترامب، أي كما كان يتعامل مع إدارتي أوباما وبايدن.
الحقيقة المرة التي على إدارة ترامب تقبلها هي إن هذا النظام لا يمكن أن يبرم إتفاقا جيدا كالذي تريده واشنطن حاليا في ظل تعامل يقوم على أساس من استرضائه، ولن يكون هناك على الأغلب من إتفاق أفضل من إتفاق 2015، وإن تخلي ترامب عن صرامته وحزمه الذي شرع به منذ البداية وميله لنوع من المسايرة والإسترضاء مع طهران يعني دخوله النفق الذي سبق وأن دخله من قبله أوباما وبايدن!



#عبد_المجيد_محمد (هاشتاغ)       Abl_Majeed_Mohammad#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقائق تفضح أوهام قوة متداعية!
- حقائق تصفع طهران بقوة!
- الشرعية الدولية للمقاومة الإيرانية تتعزز: من الكونغرس الأمري ...
- ماذا لو عاد الثلج؟!
- ما هو مصير المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة والنظام ال ...
- تحذير عالمي: وقف الإعدامات السياسية في إيران
- بل إن مصير المنطقة مرهون بالتغيير في إيران
- عندما يريد النظام الإيراني إثبات العکس!
- ترميم النظام وإعادة بنائه
- شهيد حقوق الإنسان: الدكتور كاظم رجوي، صوت الحرية الذي لا يُس ...
- دمج الأمن في التعليم: استراتيجية النظام الإيراني لقمع وعي ال ...
- أمّ ورطات النظام الإيراني!
- تقرير إيران القضائي لمفوضية حقوق الإنسان: محاولة يائسة لتبري ...
- أکثر من 3 عقود من الکذب والخداع!
- النظام الإيراني: مهندس عدم الاستقرار واللاأمن في المنطقة؟!
- کذبة سلمية البرنامج النووي للنظام الإيراني!
- النظام الإيراني في مأزق: هجمات أمريكا على الحوثيين وتهديدات ...
- زراعة الموت والکراهية بدأ في إيران وسينتهي بها!
- إيران من قبضة الواقع إلى أفق المستقبل!
- العصا النارية التي ستحرق النظام الإيراني!


المزيد.....




- ردود فعل على مقتل قائد -المجاهدين- أسعد أبو شريعة من عائلات ...
- -الدوما-: رفض نظام كييف استلام جثث جنوده يدحض الصورة التي رس ...
- بريانسك: إسقاط 10 مسيرات أوكرانية استهدفت المقاطعة
- مسيّرات روسية تدمّر منظومة حرب إلكترونية غربية هامة لقوات كي ...
- قط -كاشخ- بأناقة البشت والثوب يسرق الأضواء في السوشيال ميديا ...
- -يديعوت أحرونوت-: حريق في كنيس الخاخام الأكبر السابق إسحاق ...
- قافلة مغاربية من تونس إلى رفح للمطالبة بوقف العدوان على غزة ...
- -يديعوت أحرونوت-: جيشنا في غزة كالبط في ساحة الرماية وحرب ال ...
- برلماني إيراني يتوعد إسرائيل بردود أقوى بعد عملية -الملفات ا ...
- واشنطن بوست: الخلاف بين ماسك ومساعدي ترامب كان يتصاعد منذ أش ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد محمد - مفاوضات نووية في مأزق: طهران وواشنطن بين الإصرار والإسترضاء