تحذير عالمي: وقف الإعدامات السياسية في إيران

عبد المجيد محمد
(Abl Majeed Mohammad)

الحوار المتمدن-العدد: 8334 - 2025 / 5 / 6 - 19:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وقّع أكثر من 300 شخصية عالمية بارزة، من بينهم خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وحائزون على جائزة نوبل، وسفراء سابقون، وقضاة، وممثلون عن منظمات غير حكومية، على بيان مشترك يطالب بالتدخل العاجل للأمم المتحدة لوقف الإعدامات السياسية في إيران. يأتي هذا البيان كرد فعل على الزيادة غير المسبوقة في أعداد الإعدامات تحت حكم الديكتاتورية الحاكمة، والإجراءات القضائية الجائرة التي تستهدف السجناء السياسيين.
وجاء في جزء من البيان:
"نحن، الخبراء والمؤسسات الموقّعة، ندين بشدة الأعمال القمعية التي ينتهجها النظام الإيراني في تنفيذ الإعدامات السياسية. إن هذه الأفعال تمثل اعتداءً صارخًا على حقوق الإنسان ومحاولة متعمدة لإسكات صوت الاحتجاج."
وحذّر الموقّعون على البيان من أن استمرار تنفيذ أحكام الإعدام بحق المعارضين السياسيين لا يُعدّ فقط انتهاكًا للحقوق الإنسانية الأساسية، بل هو دليل على اتساع نطاق القمع المنهجي ضد دعاة الحرية والمحتجين.

خطر الإعدام الوشيك لسجينين سياسيين: بهروز إحساني ومهدي حسني
أشار البيان بشكل خاص إلى بهروز إحساني (69 عامًا) ومهدي حسني (48 عامًا)، اللذين يواجهان خطر تنفيذ حكم الإعدام في أي لحظة. فقد أصبحت أحكامهما نهائية بعد تأييدها من المحكمة العليا ورفض طلب إعادة المحاكمة، وأفادت التقارير بأن تنفيذ الحكم بات وشيكًا.
ووجهت إلى السجينين تهم الانتماء إلى منظمة مجاهدي خلق، والدعاية ضد النظام، وإرسال مقاطع فيديو إلى هذه المنظمة. وفي النظام القضائي الإيراني، تُعتبر مثل هذه التهم بمثابة "المحاربة" و"الإفساد في الأرض"، وهي جرائم غالبًا ما يُعاقب عليها بالإعدام.
ووفقًا للتقارير، لم تستغرق جلسات محاكمة السجينين سوى خمس دقائق، وأُجريت دون حضور محامٍ. كما أبلغ السجينان عن تعرضهما للتعذيب الجسدي والنفسي، والحبس الانفرادي لفترات طويلة، والتهديدات التي طالت عائلتيهما، دون أن تُجرِ الجهات القضائية أي تحقيق في هذه الادعاءات.

عشرات السجناء السياسيين الآخرين في خطر الإعدام
لا تقتصر المخاوف على هذين السجينين فقط، بل إن عشرات السجناء السياسيين الآخرين يواجهون خطر الإعدام الوشيك.
وقد نُقل بعضهم إلى سجن قزل‌حصار، المعروف بأنه الموقع المخصص لتنفيذ أحكام الإعدام. وغالبًا ما يكون النقل إلى هذا السجن مؤشرًا على اقتراب موعد تنفيذ الحكم.

إحصائيات الإعدامات في عام 2024
تشير الإحصائيات المتوفرة إلى أنه منذ تولي مسعود بزشكيان منصب الرئيس في أغسطس 2024، تم تسجيل أكثر من 1000 حالة إعدام في إيران. وتعكس هذه الأرقام المروعة تصعيدًا خطيرًا في السياسات القمعية التي ينتهجها النظام.

الاستناد إلى تقرير البروفيسور جاويد رحمن بشأن الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في إيران
كما استند البيان إلى تقرير جاويد رحمن، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في إيران، الصادر في يوليو 2024، والذي وصف المجازر التي وقعت في ثمانينيات القرن الماضي، خاصة الإعدامات الجماعية في عامي 1981 و1988، بأنها جرائم ضد الإنسانية، بل وصلت إلى حد الإبادة الجماعية.
وأشار التقرير إلى أن أيًا من مرتكبي هذه الجرائم، والذين يشغل العديد منهم حاليًا مناصب عليا في الحكومة، لم يخضعوا للمساءلة القانونية.

دعوة لفرض عقوبات على منتهكي حقوق الإنسان
طالب الموقّعون على البيان الأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والآليات الخاصة، وهيئة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة بشأن إيران، باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الإعدامات.
وجاء في جزء آخر من البيان:
"ندعو المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات على المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، وجعل إلغاء عقوبة الإعدام وإطلاق سراح السجناء السياسيين شرطًا أساسيًا لتحسين العلاقات مع إيران."
كما رحّب البيان بقرار البرلمان الأوروبي الصادر في 3 أبريل 2025، وبخطاب المقرر الخاص للأمم المتحدة في 6 فبراير 2025، اللذين حذّرا من الوضع الحرج لبهروز إحساني ومهدي حسني، واعتُبرا خطوة نحو الضغط على قادة النظام لوقف دورة الإعدامات والتعذيب.
تستمر الإعدامات السياسية في إيران بوتيرة مقلقة، ويواجه المجتمع الدولي واحدة من أخطر أزمات حقوق الإنسان. إن البيان المشترك لأكثر من 300 شخصية عالمية يمثل جرس إنذار قويًا للرأي العام العالمي. إذا لم يتم اتخاذ إجراء حاسم الآن، فلن تكون أرواح عشرات السجناء السياسيين وحدها في خطر، بل ستترسخ ثقافة الإفلات من العقاب والقمع في إيران بشكل أعمق.

#عبد_المجيد_محمد (هاشتاغ)       Abl_Majeed_Mohammad#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل