عبد المجيد محمد
(Abl Majeed Mohammad)
الحوار المتمدن-العدد: 8306 - 2025 / 4 / 8 - 22:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بداية البرنامج النووي للنظام الإيراني کانت خلال عهد محمد خاتمي، الذي حمل لواء مزاعم الاعتدال والاصلاح، وفي هذا الامر ثمة ملاحظة ملفتة للنظر وتحمل في ثناياها الکثير من المعاني، إنه وفي الوقت الذي أطل فيه النظام بنموذجه الاصلاحي والاعتدالي المزعوم، فإنه قام بالتأسيس لبرنامجه النووي الذي أثبتت مختلف تقارير المعلومات إنه برنامج مشبوه ويهدف الى إنتاج القنبلة النووية، وحتى إن المحادثات الدولية مع هذا النظام والتي بدأت في عام 2003 فإنها ولحد الان تدور في حلقة مفرغة ولم تثمر عن أي نتيجة لسبب واحد هو إن النظام لا يريد التخلي عن هدفه السري في الحصول على القنبلة النووية.
من دون شك فإن النظام الإيراني قد بذل مساع مکثفة من أجل التمويه والتغطية على الهدف الحقيقي في إنتاج السلاح النووي والتي وصلت الى حد إن الولي الفقيه علي خامنئي أصدر فتواه بخصوص تحريم إنتاج القنبلة النووية، لکن مرور الزمان وتوالي الاحداث والتطورات أثبتت بأن هذه الفتوى لم تکن إلا لذر الرماد في الاعين ولم تتمکن من إقناع العالم ولاسيما الجهات والاطراف المعنية بالامر من المسعى المشبوه للنظام.
على مر الاعوام السابقة ظل القادة والمسٶولون في النظام يتمشدقون بالتصريحات التي تٶکد على سلمية برنامجهم النووي وينفون بقوة کل ما تقوله وتٶکد مختلف المصادر بهذا الصدد، لکن المثير للسخرية والتهکم إنه وبعد مرور أکثر من 20 عاما من الادعاءات والمزاعم الواهية التي تٶکد على سلمية البرنامج النووي للنظام، وبعد سلسلة التصريحات خلال العام الماضي لوجوه مختلفة من داخل النظام سواءا من قبل المسٶولين أو خبراء النظام، التي أکدت على حق النظام في إمتلاك السلاح النووي في مواجهة التحديات والتهديدات المحدقة به بل وحتى إن بعضا من هذه التصريحات قد طالبت بذلك بقوة، فإنه وبعد کل هذا أطل علي لاريجاني، مستشار خامنئي، ليٶکد وبصورة ملفتة للنظر بأن "بلاده لا تسعى لامتلاك سلاح نووي لكن "لن يكون أمامها خيار سوى القيام بذلك "في حال تعرضت لهجوم"، وهذا الکلام مثل فتوى خامنئي من أجل ذر الرماد في الاعين إذ أنه يوحي وکأن النظام لم يخطو بإتجاه إنتاج السلاح النووي وإنه سوف يسعى الى ذلك إذا ما تعرض للهجوم! وهو عذر مثير للتهکم لأن الحقيقة خلاف ذلك خصوصا وإن عمليات تخصيب اليورانيوم التي يقوم بها النظام قد تجاوز الحدود المسموحة بها وهي لا تبعث على الطمأنينية ولاسيما وإن ماضي النظام من حيث ممارسة الکذب والتمويه والخداع فيما يتعلق ببرنامجه النووي وبمختلف الامور المشبوهة الاخرى کاف للطعن بمصداقيته، وإن الطريق الوحيد أمام المجتمع الدولي للتعامل مع النظام الإيراني فيما يرتبط ببرنامجه النووي هو مواصلة سياسة الحزم والصرامة بکل أنواعها لأنها السبيل الوحيد الذي يکشف الخيط الابيض من الاسود مع هذا النظام.
#عبد_المجيد_محمد (هاشتاغ)
Abl_Majeed_Mohammad#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟