أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - تعامل العرب مع التغيير السياسي في العراق و سوريا














المزيد.....

تعامل العرب مع التغيير السياسي في العراق و سوريا


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8365 - 2025 / 6 / 6 - 23:38
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


التغير الأول جرى في العراق في 9 نيسان 2003, والتغيير الثاني جرى في سوريا في كانون الأول عام 2024. كلا البلدين كان محكومان من قبل حزب البعث العربي الاشتراكي , حكم الحزب العراق 35 عاما , فيما حكم الحزب سوريا 50 عاما. كلا التغييرين لم يكونا من الداخل , عن طرق ثورة او تنازل وتغيير, انما جاء على يد اجنبية. تغير النظام في العراق على يد القوات الامريكية , فيما تغير النظام في سوريا على يد تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة الامريكية.
المفارقة هو خروج القومجيه والطائفين يلطمون الوجوه و يضربون الصدور على ضياع العراق العربي بين معممين وافندية جاءوا على ظهر الدبابة الامريكية . هذه الأصوات أصابها انفلونزا الطيور بعد التغيير في سوريا , وشخصيا لم اسمع أي بكاء او نحيب على ضياع سوريا , بل بالعكس خرجت الطرابيش وأصحاب اللحى الى شوارع دمشق فرحون مستبشرون بالتغيير.
وعلى ضوء توصية القومجية و الطائفيون دخل العراق كل بهائم العالم لتفجر انفسهم وسط الناس الأبرياء على امل العشاء مع الرسول , ونوم بعد العشاء مع 72 حورية من حوريات الجنة . في القضية السورية اغلق الرسول محمد مطعمه و تحجبت الحوريات ولم يعد لهن الرغبة بمضاجعة الرجال .
تباطأت تقريبا جميع الدول العربية عن الاعتراف بالنظام الجديد في العراق , والبعض منها لم تفتح أبواب سفاراتها الا بعد عشرة سنوات من التغيير على الرغم من مطالبات ساسة العراق الجديد المتكررة الدول العربية التعاون والانفتاح , فكان جوابهم الاعتذار وبحجج مختلفة . ولكن عندما جاء الامر الى سوريا قدمت بعض الدول العربية كل الدعم المالي والأمني و الخبرات , واعتبرت التغير في سوريا نصرا للسلام و الاستقرار في الشرق الأوسط.
ولكن العرب لم يخافوا على استقرار الشرق الاوسط عندما اصبغ الارهابيون شوارع العراق بدماء الأبرياء . العرب اعتبروا ما يجري من قطع الرقاب في العراق مجرد خلافات داخلية لا شغل لهم بها . بل ذهبوا الى ابعد من ذلك عندما اعتبروا دخول داعش الى محافظة الموصل واحتلال ثلث مساحة العراق مجرد امتداد لثورة داخلية على المحتل و اعوانه , وما على المتقيين الا الاعتكاف في المساجد و الدعاء لنصرتهم وتخليص العراق من شر " الرافضة والصفوية". وبالمقابل فقد احتضنت الدول العربية النظام السوري الجديد والذي يقتل الأقليات مثل العلويين والمسيحيين و الدرز والشيعة , ولولا تدخل إسرائيل في قضية الدرز لجرى عليهم مثل ما جرى على الطائفة العلوية . بالحقيقة ان مفتي سوريا الجديد اعطى الضوء الأخضر لقتل الشيعة في سوريا , حيث هو الذي وصف الشيعة بانهم اخطر من اليهود وانهم " مجوس الامة".
اكثر من 5000 مسلح اجنبي يدعم القيادة السورية الجديدة , البعض منهم استلموا مناصب عسكرية رفيعة , ولم يتحدث أحدا عن مخاطرهم على المنطقة , ولكن كل الدول المحيطة بالعراق تنظر الى قوات الحشد الشعبي العراقي والذي تأسيس لمقاتلة داعش خطرا عليهم ويطالبون الإدارة الامريكية بنزع سلاحه . انهم يربطون الحشد بإيران بالوقت الذي يتكون هذا الحشد من جميع مكونات الشعب العراقي و اجوره تدفع من الخزينة العراقية .
وهل اتاك حديث إسرائيل . منذ الأيام الأولى اجزم القومجيه والطائفيين بان سقوط صدام حسين سيمهد للنظام الجديد الاعتراف بإسرائيل و حتى انهم شيعوا بان وفود إسرائيلية بدأت تتدفق على العراق وان نصف أراضي البصرة والموصل قد اشتراها اليهود , فيما بحث العراقيون عن اليهود ولم يجدونهم . في سوريا الان , اصبح الحديث عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل حديث جميع قادة سوريا وعلى راسهم احمد الشرع والذي قابل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووافق على جميع شروط ترامب ومنها الانضمام الى اتفاقيات ابراهام .
وحتى يثبت الولاء للرئيس ترامب فقد سمح الرئيس الشرع اعادت الالاف الوثائق الخاصة بالجاسوس الإسرائيلي الشهير ايلي كوهين الى إسرائيل . ونقل موقع i24NEWS الإسرائيلي , عن مصدر سوري قوله ان مروحية هبطت في محافظة السويداء جنوب سوريا في الثاني من أيار الجاري , وكانت مكلفة بنقل أرشيف ايلي كوهين . واعتبر المصدر ان هذه الخطوة " جاءت بمثابة لفتة من الحكومة السورية والرئيس احمد الشرع تجاه إسرائيل والولايات المتحدة ", مشيرا الى ان الهبوط في السويداء جاء لتفادي الطيران فوق الأراضي الأردنية او اللبنانية. وزاد الموقع بان " محادثات إيجابية" نعقد في أذربيجان بين مسؤولين من إسرائيل وسوريا تحت رعاية تركية.
السؤال هو اين من ناح ولطم على عروبة العراق عن ما يجري في سوريا . سوريا عربية أيضا , فلماذا سكتوا سكوت اهل القبور عنها ؟ هل اصابهم مرض في بلعومهم مثلا ام الطائفية اسكتتهم ؟ حزب البعث سقط في العراق وسوريا , لماذا سقوطه في العراق حرام و في سوريا حلال ؟ كلا البلديين ذاقا القتل والتشريد و التدمير على يد حزب البعث , فلماذا غطت الاحزان بيوت العراقيين بعد التغيير حزنا على مقتل احبائهم وهم في المدرسة , في السوق , في المستشفى , وفي ملعب كرة القدم , وأبناء سوريا لهم الحق الاحتفال في الشوارع ؟
احدهم فسر القضية تفسيرا ساذج وهو ان صدام حسين كان يشكل خطرا على إسرائيل وان شعبه احبه وبسقوطه انتفض الشعب العراقي ضد الامريكان و المعارضة لأجله , فيما كان بشار الاسد يشكل حالة فوضوية في الشرق الأوسط ولم يكن يشكل خطرا على إسرائيل فرضه شعبه واحتفل بأسقاطه ! هل تصدق ذلك . اترك الجواب لك اخي القارئ.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواجب الشرعي والإنساني يدعوان الى تأجيل اضحية العيد هذا الع ...
- الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة قادم
- العزوبية ليست اختيارا في العراق
- ماهي تجارة تاكو (Taco) ؟
- يا ساسة من فضلكم .. اتركوا الاقتصاد للاقتصاديين
- احمد الشرع .. من إرهابي خطير الى ثائر كبير !
- كيف تعامل العالم مع احتلالين ؟
- ما حاجة الامة العربية للقمة ؟!!
- في الشرق الاوسط الجديد انتصر الدولار على السيف
- خسر العرب وربح ترامب
- سورية في طريقها الى الحكم المدني الموحد
- لماذا لا يسمح نظام السوق تدخل الدولة بشؤونه ؟
- كيف وصف الراحل مصطفى الشكعة الطائفة الدرزية ؟
- الرئيس ترامب يخرق معاهدة القسطنطينية
- لن يجوع العراق مرة اخرى
- ما المشكلة مع الركود التضخمي ؟
- ما هي قاعدة De Minimis الجمركية ؟
- ليس من مصلحة ترامب اشعال حرب مع ايران
- جريمة قتل في حرم جامعة تكريت !!
- فتوى اقتصادية لإفلاس الحاج كريم


المزيد.....




- عائلات الرهائن الإسرائيليين تُطالب بإنهاء الحرب وتتّهم نتنيا ...
- مسؤولة: أمام ألمانيا ثلاث سنوات لتسليح جيشها لصد هجوم روسي م ...
- ترويكا.. الحلقة التاسعة
- قطار محمل بعدد هائل من الدبابات والمدفعية يتجه إلى العاصمة و ...
- فشل الخطة الامريكية الإسرائيلية للمساعدات واستعداد حكومة غزة ...
- رئيس بولندا المنتخب يعارض انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي
- الجيش الروسي يدمر 32 مسيرة جوية فوق مقاطعتي كورسك وأوريول خل ...
- شاهد.. الحي الذي نشأ فيه لامين جمال نجم برشلونة
- إلى أين يقود التصعيد الحالي الحرب الروسية الأوكرانية؟
- متظاهرون في باريس يطالبون بوقف حرب الإبادة في غزة


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - تعامل العرب مع التغيير السياسي في العراق و سوريا