ويصا البنا
مقدم برامج _ اعلامى _كاتب - مشير اسرى -قانوني
(Wisa Elbana)
الحوار المتمدن-العدد: 8365 - 2025 / 6 / 6 - 20:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل تخيلت يومًا أن ترى رجلًا يموّل رئيسًا أمريكيًا، ثم يُهاجمه على تويتر ويهدده بسحب الصاروخ؟ هذا ليس سيناريو من فيلم "The Boys"، بل مشهد واقعي بين إيلون ماسك ودونالد ترامب. والآن، بعد الخناقة الملتهبة، تعال نحلل بهدوء (وسخرية) ما الذي حدث، ولماذا يهمنا، نحن الذين بالكاد نقدر نشحن موبايلنا .
أولاً: لماذا انفجر ماسك في وجه ترامب؟
ماسك لم يتحول فجأة إلى ناشط تقدمي ولا محب للعدالة الضريبية، لكن ببساطة:
مشروع الإنفاق الترامبي هدد مصالحه المالية، خصوصًا مع التضخم ومنافسة الصين.
ترامب بدأ يتعامل مع ماسك على أنه ماكينة صواريخ مش ماكينة أفكار، فبدأ الأخير يشعر أنه "ATM سياسي" مش شريك.
وماسك، كعادته، بدل ما يتكلم بهدوء مع مستشاريه، راح كتب على تويتر إن سياسات ترامب “سخيفة وخطيرة ومليئة بالنفايات” — في أسوأ إعلان انسحاب سياسي بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ثانيًا: هل سينقلب ماسك على ترامب في الانتخابات؟
نعم، وبنسبة كبيرة. ماسك رجل لا يحب أن يُستخدم ثم يُركن. وفي عالم المليارديرات، أكبر إهانة هي أن تُعامل كمجرد متبرع.
المتوقع الآن أن:
يبدأ ماسك دعم مرشح مستقل أو جمهوري منافس من التيار اليميني المعتدل.
أو يلعب لعبة "الضغط المتوازن": لا يدعم أحدًا بوضوح لكنه يمول حملات ضد ترامب خفية.
وهذا سيحول الانتخابات إلى ساحة صراع طبقي — ليس بين الفقراء والأغنياء، بل بين أغنياء التكنولوجيا وأغنياء السياسة!
ثالثًا: ماذا يحدث لو استمرت المعركة؟
سيناريو التصعيد قد يؤدي إلى:
تدخل حكومي فعلي ضد SpaceX باسم الأمن القومي، خاصة لو ترامب رجع.
رد فعل ماسك بإيقاف التعاون الفضائي أو تهديد نقل بعض عملياته لدول أخرى.
خروج فضيحة ضخمة من أحد الطرفين، فترامب لا يسكت، وماسك لا ينسى.
في هذه الحالة، قد نشهد لأول مرة حربًا سياسية تُدار عبر "إكس" وليس عبر CNN.
رابعًا: المستقبل؟ ماسك رئيسًا؟
لا تستبعد! ماسك، رغم أنه مولود في جنوب أفريقيا، قد يحاول تعديل الدستور، أو ببساطة يدفع لشخص يشبهه ويبرمجه على تويتر.
وإذا ترشح، تخيل شعاراته:
تسلا في كل شارع، صاروخ في كل بيت، وإنترنت من السماء مجانا!"
صراع ترامب وماسك ليس مجرد خلاف شخصي، بل هو تجسيد للصراع داخل نخبة أمريكا:
بين من يشتري الأصوات، ومن يشتري العقول.
بين من يريد أن يعيد أمريكا للوراء، ومن يريد أن يطلقها إلى المريخ.
وفي النهاية، لا نملك نحن الفقراء سوى أن نتابع هذا الصراع كأننا نشاهد "Netflix"… بس من غير اشتراك.
#ويصا_البنا (هاشتاغ)
Wisa_Elbana#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟