أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - ما أكتبه اليوم هو امتداد لحاجتي الدّاخليّة إلى التّنفس














المزيد.....

ما أكتبه اليوم هو امتداد لحاجتي الدّاخليّة إلى التّنفس


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 8365 - 2025 / 6 / 6 - 07:24
المحور: الادب والفن
    


■■أدب الرّسائل■■
(رسالة من الشّاعر اياد شماسنة/ القدس، للشاعرة ريتا عودة / حيفا)
5.6.2025

صديقتي الشاعرة ريتا عودة،

تحية طيبة وبعد،
أردت من خلال هذه الكلمات أن أشرح لك سبب اعتذاري عن المشاركة في العمل الشعري المقترح.
لقد كتبت كثيرًا عبر السنوات، وما زلت أكتب، غير أنني، وللأسف، وجدت أن الشعر، رغم نبله وجماله، لا يجد اليوم ناشرًا يتكفّل به إلا بثمن، وثمن النشر ليس مما أقبله أو أتبنّاه في مساري الأدبي.
أنا لا أدفع لنشر كلمتي. أؤمن أن ما يُكتب بصدق يجب أن يُنشر بصدق، دون وساطة المال.
لهذا السبب، وبكل احترام، اعتذرت عن المساهمة في أي عمل شعري أو روائي جماعي، إذ لا أسعى حاليًا لإصدار جديد، ولا أبحث عن حضور ورقي جديد.
ما أكتبه اليوم هو امتداد لحاجتي الداخلية إلى التنفس،
إلى البقاء،
إلى الكتابة بوصفها فعل نجاة.

مع مودتي وتقديري

اياد شماسنة
5.6.2025

■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■

صديقي الشّاعر اياد

تحية طيبة وبعد،
أجمل الكلام ما أتى من تنور القلب طازجًا شهيّا دونَ تخطيطٍ مُسبق.
خططّتُ لكتابة قصائد مشتركة معك وفشلت. لكن، ها رسائلنا تشقّ لها طريقا بتلقائيّة، ودونما تخطيط مُسْبق، كالنَّهر في طريقه إلى بحر الأدب.
آهٍ صديقي!
ماذا أكتبُ لك وكلّ الكلمات تتقافز أمامي كالأرانب البيضاء، وكالنّوارس تتنافسُ أيّتها تكتب رسالتها الأولى لك وأنتَ شاعر الدّهشة.
لكي أكتب لشاعر بمستواك، عليّ أن أكون بمستواه وإلّا ستأتي رسائلي عجفاء، كالخبز الذي لم يختمر بعد.
آهٍ صديقي!
من أين أبدأ رسالتي وعلاقتنا لم تتجاوز الشّهور، لكنّها أثبتتْ أن الأرواح حتّى الشّعريّة منها، تتلاقى فتتآلف.
آهٍ صديقي!
المواضيع التي تحتمل الكتابة عنها كثيرة..كثيرة.. فمن أين أبدأ وقد اعتليتُ خشبةَ المسرح وأُعطيتُ مايكروفون لأتكلم.
"تكلّم لأراك".
حسنّا، حسنًا، لأتكلَّم إذن عن أوجاع الكتابة!
المُتلقِّي لا يدرك مخاضات الكتابة التي نمرّ بها كما تمرّ اليرقة في الشّرنقة، فتتخبّط..تتخبّط..إلى أن تأتي لحظة الميلاد فتنبثق كالعنقاء من رمادها، حرّة من كلّ قيدٍ وذكرى.
تكمن المشكلة، يا صديقي، مع تلكَ النّّصوص التي تغادر شرنقتها قبل أن تنضجَ فتخرج للمتلقي جثثًا لا لون لها ولا رونق.
وما أكثرها..
......... ما أكثرهاااااا !
مع ذلك...
تراها تهرعُ، بنشاطٍ ويقظةٍ وتخطيطٍ مُسبقِ، نحو بحر الإبداع كالضّفادع التي تفقسُ تباعا ولا تعرف لها وجهة إلّا البحر.
تلك النّصوص، يا صديقي، لا تنتمي لعالم الأدب بصلة.
لذلك، سرعان ما يخمد بريقها ويتلاشى.

أمّا نحن..
نخنُ القابضون على جمرِ الإبداع..
تأتي نصوصنا طازجة.. شهيّة كأرغفةِ خبز جدّاتنا الفلسطينيّات الماجدات.
مع ذلك، لا تجد لها آذانَ نقّادٍ صاغيةً لكونها لا تهرول نحو الأضواء.. لا تصعد سلالم المجد الزّائف..ولا تساوم على كرامتها.

آهٍ صديقي،
نحنُ الذين نتنفسُ اللغة عشقًا، نحن الذين نكتبُ لا لنصلَ بل لنوصل، نحن الذين صعدنا جبل المعرفة خطوة..خطوة وفي طريقِ الآلامِ سِرْنا فصرنا صعاليك الشّعراء.

الأدب الكبير
لا يكتبه إلّا صعلوك صغير.

آهٍ صديقي،
ها نحنُ نكتبُ ولا احد يلتفت لتجربتنا الشّعريّة مع أنّها نضجت وتألقتْ من نورٍ داخليّ.
ها نحنُ نكتب ونخبئ أوراقنا داخل أدراج الذّاكرة ، فما من مؤسسة أدبيّة تتبنّى نشر كتاباتنا.
دور النّشر ،أغلبها، ربحيّة.. لا ترحم فقراء الشّعراء.
همّها الأوحد، لا الجودة إنّما الرّبح.
فكيف، نواصل التّجديف في بحر أمواجه عالية!
كيف..!
لولا بوصلتنا التي هي عشقنا الفطريّ للغة لانكسرنا منذ بداية الرّحلة إلى المعنى والحرف النّور.
لكنّ الكتابة قدرنا.
وهو قدر مدهش ومُرهق في ذات الوقت.
فما أصعب أن تحيا لتكتب.
ما أصعب أن تدرك انّ رأسك خليّة نحل لا تهدأ أبدًا..أبدًا..
ما أصعب أن تكون جاهزًا دائما لاستقبال القصيدة في زمانها هي ومكانها هي..وبناء على مزاجيتها هي.!!

مع هذا،
لا نملك أن نرمي عليها يمين الفِراق.
حاولتُ ذلك..
لكنّها، كانت تعودُ لتغريني بنصوص أجمل وأكثر دهشة فكنتُ أستسلم لإغوائها مدركةً أنّني كلّما حاولتُها، باغتتني باحتمالاتها.

صديقي الشّاعر غير المُتوّقع،
أترك لك حريّة كتابة رسالتك الثانية عن أيّ موضوع من مواضيع حيّاتيّة ملحّة أو أدبيّة شائكة.
دمت وبورك حرفك الشّهيّ.

صديقةُ حِبرِكَ
6.6.2025
3:14
(فجر الأضحى المبارك)



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أَنْتَ القَمَرُ، وَلا أَنْتَ الشَّمْسُ!
- مِن أَيّ معدن أنا ؟!
- نصّ مميّز ولمحة نقديّة || الدّموع
- قصرٌ طائرٌ || سامي عوض الله
- اِرْتَدِي هَالَاتِكِ أَيَّتُهَا الْمُفْرَدَاتُ
- غزَّة... جرحٌ يُنادي
- يا ليلُ غزَّةَ
- لو أدركَ الحجرُ...!
- هل صَمَتَ الشُّعراءُ..؟!
- لا تُصَدِّقُوا أَنَّهَا أَرْضٌ بِلَا شَعْبٍ
- شاعر وقصيدة || يوسف ناجي / الأردن
- شاعر وقصيدة|| اياد شماسنة
- اِشْرَبُوا دَمَنَا أَيُّهَا الْعَرَبُ!
- مَقْبَرَةُ الْخَوَنَة
- لا... لسنا بخير!
- الشِّرِّيرُ عِنْدَمَا يَمُوتُ
- يَا أَشْقِيَاءَ الْعَالَمِ اِتَّحِدُوا
- ((فكِّر بغزَّ. ة))
- هل يخلعُ المَلِكُ تاجَهُ..؟!
- يا وَرَثَةَ الخِزْيِ..!


المزيد.....




- هيئة محلفين أمريكية تفشل في إصدار حكم ضد المنتج السينمائي ها ...
- صيف 2025 السينمائي.. منافسة محتدمة وأفلام تسرق الأضواء
- آدم نجل الفنان تامر حسني يدخل العناية المركزة إثر أزمة صحية ...
- فضيحة جديدة تهز الوسط الفني في مصر (فيديو)
- مخرج أفلام إباحية كان من بين أكثر المطلوبين لـ FBI يقر بالذن ...
- فنانة لبنانية شهيرة ترد على منتقديها بعد رسالتها إلى أفيخاي ...
- شاما والجو فنانان يعيدان إحياء الثرات المغاربي بلمستهما الخا ...
- فنانة شهيرة توجه رسالة إلى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حول ...
- فنانة شهيرة توجه رسالة إلى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حول ...
- مكتبة الحجر: كيف تروي محمية الدبابية المصرية قصة مناخ الأرض ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - ما أكتبه اليوم هو امتداد لحاجتي الدّاخليّة إلى التّنفس