|
شاعر وقصيدة || يوسف ناجي / الأردن
ريتا عودة
الحوار المتمدن-العدد: 8338 - 2025 / 5 / 10 - 20:13
المحور:
الادب والفن
■الومضات■ كلهم يمشون نحوي .. حتى أنا !!
■
حُضورك في قصائدي .. ليس اعتيادياً .. بل ضرورة شعرية !! ■
… ودخلتُ جنّة قلبك أفواجا !! ■
خيرُ جليسٍ في الزمان عيناها !! ■
لا حاجةَ لي للنّوم .. فكلّ أحلامي أنتِ. ■
أنتِ "العشرة" المُبشّرين بحُبي !! ■
كان قلبهُ كجلمودِ صخرٍ ..حَطّهُ الحُب من عَلِ !! ■
رغم انحناء ظهرها .. نتوكّأ عليها جميعاً .. تلك أمي !! ■
من يأخذ دور البطولة مني .. ويعطيني حائطاً -ولو كان مائلاً- لأستند عليه ؟! ■
من مكتبة عينيكِ .. قرأتُ آلاف الكتب .. كان آخرها :"موسم الهجرة إلى الجمال". ■
أنتِ أقرب البعيدين .. وأبعد القريبين .. مُريحة حدّ الوجع .. موجعة حدّ الفرح .. أنتِ في منتصف كل شئ .. حتى في قلبي !! ■
كان ضليعاً في اللغة .. حتى سَكَنتْ ما بين أضلاعه .. فأصبح يضمُّ جميع الحروف لأجلها !! ■
إنها شخصي المُفضّل .. أفضفض لها عنها !! ■
خيرُ الكلامِ أنتِ وإن كلامي قلّ
فالصمتُ فيكِ بليغٌ والسكوتُ أجلّ ■
تقضي سنوات .. تصنعُ تمثالاً لزعيمك .. وعندما تَفرغُ من نَحتِهِ .. يُمسكُ التمثالُ المطرقةَ من يدكَ .. ويُحطّمك !! ■
كل الذين أنرتَ لهم الطّريق .. استكثروا عليك "عُود كبريت"
وقتَ انطفائِك !! ■
لا أملك "عصا سحرية" لأغيّر العالم .. ولا "عصا موسى" لأقنع العالم .. لكنني أمتلك "عصا جدّي لأكسر راس العالم" إذا لزم الأمر !! ■
يا موت ، يا ريتك أقلّ .. ما عندك قلب تا يلين ؟! .. شو الحل ، تا الوجع ما يضلّ .. من عام الثمانية وأربعين !! ■
مُجبر أخوك ومش بطل
ما تُضربو بصبرُه المثل
موجوع وتعبان وجوعان
وعايش على شوية أمل ! ■
من يأخذ قلمي .. وكُرّاستي .. ومصنع أفكاري .. ويعيد لي وطني !! ■
حين انتهت الحرب .. بدأ يجمعُ بقايا رُفاته من هُنا وهناك .. وبدأ موتاً جديداً باسم الحياة !! ■
ما فائدة "بيوت" أشعارنا إن لم يسكنها طفل رجيف القلب !! ■
لستُ يوسفَ .. ولا عزيزَ لديّ .. فاتركوا قميصي وشأنه !! ■
حاجة تعيد وحاجة تزيد .. كتّر خيرك، ضلّ بعيد .. كل الناس فراقا صعب .. إلا إنت فراقك عيد !! ■
حين تأخّر نُطقه .. اقترحوا أن تُرضعه أمّهُ "حليب الحمير" .. بَعدها كبُرَ وملأَ الكونَ نهيقاً .. حيث أصبح حاكماً !! ■■■
تحمل ومضات الشّاعر يوسف ناجي عمقًا إنسانيًا وتعبّر عن حالات وجوديّة واجتماعيّة بأسلوب شاعري مؤثِّر. يوسف ناجي شاعر فلسطيني مقيم في الأردن، كاتب مسرحي، شاعر غنائي، كاتب دراما، كاتب محتوى، عضو رابطة الكتّاب الأردنيين.
شاعر وجداني تتجلّى في العديد من مقاطع شعره نزعة وجدانيّة قويّة، خاصّة تلك التي تتحدّث عن الحبّ والشّوق والأم.
شاعر ذو حسّ إنساني عميق يعكس شعره اهتمامًا بالقضايا الإنسانيّة، مثل معاناة اللاجئين، وظُلم السُّلطة، وقسوة الحياة.
شاعر يتميز باللغة المكثّفة والمؤثِّرة يستخدم لغة عربيّة فصيحة ببراعة، ويختار كلماته بعناية لخلق صور شعريّة قويّة ومؤثِّرة.
شاعر ساخر وناقد يظهر في بعض ومضاته حسّ ساخر ونقد اجتماعي وسياسي لاذع.
شاعر متأمل تتضمن نصوصه تأملات في الذَّات، والآخر، والحياة، والموت.
يوسف ناجي هو شاعر معاصر يتميز بغزارة الإنتاج الشّعري، وعمق الرؤية، والقدرة على التّعبير عن المشاعر الإنسانيّة المختلفة والقضايا الاجتماعيّة والسياسيّة بأسلوب شعري فريد.
تجربته الشّعريّة كما تتجلّى في هذه النصوص، ثريّة ومتنوعّة وتستحق التّوقف عندها. يمكننا ملاحظة عدّة جوانب مميِّزة في هذه التَّجربة:
■التنوع الموضوعي■ تتراوح موضوعات شعره بين الوجدانيات الخاصّة (الحبّ، الأم، الشَّوق) والقضايا العامة (الوطن، الظلم الاجتماعي والسياسي، الحرب، اللجوء). هذا التَّنوع يمنح شعره شموليّة ويجعله يلامس جوانب مختلفة من التّجربة الإنسانيّة.
■قوة التعبير والإيجاز■ يتميز شعره بالإيجاز المكثّف والقدرة على قول الكثير بالقليل من الكلمات. هناك جمل شعريّة مفتاحيّة تحمل في طيّاتها معانٍ عميقة ومشاعر جيَّاشة، مثل "حُضورك في قصائدي .. ليس اعتيادياً .. بل ضرورة شعرية !!" و "خيرُ جليسٍ في الزمان عيناها !!" و "كل الذين أنرتَ لهم الطّريق .. استكثروا عليك عُود كبريت وقتَ انطفائِك !!"
■الصُّور الشِّعرية المُبتكرة■ يستخدم الشّاعر صُورًا شعريّة جديدة وغير تقليديّة تثيرُ الدَّهشة والتّفكير. على سبيل المثال، "من مكتبة عينيكِ .. قرأتُ آلاف الكتب .. كان آخرها : موسم الهجرة إلى الجمال "، تخلق صورةً بصريةً وذهنيةً آسرةً. كذلك، "كان قلبهُ كجلمودِ صخرٍ .. حَطّهُ الحُبُّ من عَلِ !!" تقدم تشبيهًا بليغًا لقوّة تأثير الحبّ، مع توظيف انزياح لافت عن بيت الشِّعر المقتبس منه.
■العُمق الإنساني والوجداني■ يلامس شعره أعماق النَّفس الإنسانيَّة، معبِّرًا عن مشاعر الحبّ والفقد والأمل والألم والغُربة. هناك صدق عاطفي في كلماته يجعل القارئ يتفاعل مع تجربته الشّعريّة.
■الجرأة في النَّقد الاجتماعيّ والسِّياسيّ■ لا يتردَّد الشَّاعر في التَّعبير عن رأيه في القضايا الاجتماعيّة والسّياسيّة بحدّة وسخرية أحيانًا. ومضات مثل "تقضي سنوات .. تصنعُ تمثالاً لزعيمك .. وعندما تَفرغُ من نَحتِهِ .. يُمسكُ التمثالُ المطرقةَ من يدكَ .. ويُحطّمك !!" و "حين تأخّر نُطقه .. اقترحوا أن تُرضعه أمّهُ حليب الحمير .. بَعدها كبُرَ وملأَ الكونَ نهيقاً .. حيث أصبح حاكماً !!" تحمل نقدًا لاذعًا للسّلطة والتّبعيّة.
■استخدام اللغة العربيّة الفصيحة ببراعة■ يتميَّز شعره بلغة عربية فصيحة قويّة وسلسة، مع استخدام دقيق للألفاظ والتّراكيب اللغوية لخلق التأثير المُشتهى.
■التَّناص والإشارات الثَّقافية■ في بعض الومضات، مثل "لستُ يوسفَ .. ولا عزيزَ لديّ .. فاتركوا قميصي وشأنه !!"، يوظِّف الشَّاعر التَّناص مع القصص الدينيّة والتُّراثيّة لإضفاء عمقٍ إضافي على المعنى، ممّا يجعل الومضة تتألّق.
■نقاط يمكن التفكير فيها■
□التوازن بين الخاص والعام□ على الرَّغم من قوَّة التَّعبير عن المشاعر الخاصَّة، ينجح الشَّاعر في ربطها بالقضايا العامة، مما يمنح شِعره بُعدًا إنسانيًا أوسع.
□حدَّة السُّخرية□ في بعض الومضات النّقديّة، قد يرى البعض أنّ السّخرية حادّة ولاذعة، لكنها تظلّ أداة قويّة للتّعبير عن الرّفض والاستنكار.
□التَّأثير العاطفيّ□ يتمكَّن الشَّاعر من إحداثِ تأثير عاطفيّ قويّ على القارئ من خلال صِدقِ مشاعره وقوَّةِ لغته.
□ختامًا□ تجربة يوسف ناجي الشِّعريّة، كما تتجلّى في هذه المختارات، هي تجربة غنيّة بالمعاني والصُّور والمشاعر. إنّه شاعر يمتلك رؤية واضحة للعالم من حوله وقدرة فائقة على تحويل هذه الرؤية إلى كلمات مؤثِّرة تبقى في الذَّاكرة. شِعْرُهُ دعوة للتّفكير والتّأمل والشُّعور بعُمق الإنسانيّة في مختلف تجلّياتها.
مصدر الومضات( موقع الفيسبوك)
https://www.facebook.com/share/1FwFtwtiRL/
الملّف إعداد الشّاعرة || #ريتا_عودة/ حيفا 10.5.2025
الملف الإلكتروني للومضات: https://youtu.be/7XgtiLOpMD8?si=UcmIflL9p-oDCGHX
#ريتا_عودة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شاعر وقصيدة|| اياد شماسنة
-
اِشْرَبُوا دَمَنَا أَيُّهَا الْعَرَبُ!
-
مَقْبَرَةُ الْخَوَنَة
-
لا... لسنا بخير!
-
الشِّرِّيرُ عِنْدَمَا يَمُوتُ
-
يَا أَشْقِيَاءَ الْعَالَمِ اِتَّحِدُوا
-
((فكِّر بغزَّ. ة))
-
هل يخلعُ المَلِكُ تاجَهُ..؟!
-
يا وَرَثَةَ الخِزْيِ..!
-
كُنْتُ امْرَأَةً فَصِرْتُ شَجَرَةً
-
لَسْتُ رَقَمًا
-
يَا أَهْلَنَا فِي غَ زَّةَ، سَامِحُونَا
-
أَيَّتُهَا الْحَرْبُ: أَرْفُضُ أنا أَنْ أَمُوتَ.
-
مَا بَيْنَ فَقْدٍ وَفَقْدٍ
-
أَحْيَانًا أَصِيرُ صَخْرَةً، فَلَا أَعْرِفُنِي!
-
أَنَا لَا أَتَكَلَّمُ لَكِنَّنِي أَتَأَلَّمُ
-
لم أَكذبْ، لكنّني لم أقُلِ الحقيقةَ.
-
كما تُوَجِّهُ الوردةُ نفسَهَا نحوَ الشّمس
-
لحظةُ العَصْفِ الذِّهني
-
يُشرقُ الفجرُ على أحزاننا
المزيد.....
-
وفاء لوصيته.. فنانة لبنانية شهيرة تعود إلى المسرح بعد أسبوع
...
-
مصر.. منشور غامض لفنانة شهيرة يثير قلق متابعيها
-
الخبير في الثقافة الإسرائيلية أورن شالوم: إسرائيل تتجه نحو ا
...
-
تونس.. وفاة مغني الراب أحمد العبيدي الشهير باسم --كافون-- عن
...
-
رغم خلاف قديم بينهما.. فنانة مصرية شهيرة تفجّر مفاجآت مع إعل
...
-
أزمة ورثة الفنان محمود عبد العزيز وبوسي شلبي تفتح ملف توثيق
...
-
الفنان الشهير سيلاوي يكشف أسرارا عن معاناته وعن الظلم الذي ت
...
-
المواطنة في فكر محمد بن زايد... أطروحة دكتوراه بامتياز لعلي
...
-
تمثالان عملاقان من فيلم -ملك الخواتم- بمطار.. فرصة اخيرة لرؤ
...
-
حمدان يعقد ندوة حوارية حول واقع الثقافة الفلسطينية في معرض ا
...
المزيد.....
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
-
دفاتر خضراء
/ بشير الحامدي
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
-
أحلام تانيا
/ ترجمة إحسان الملائكة
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
المزيد.....
|