ريتا عودة
الحوار المتمدن-العدد: 8322 - 2025 / 4 / 24 - 07:21
المحور:
الادب والفن
صَقَلَتْنِي الرِّيحُ: كُنْتُ امْرَأَةً فَصِرْتُ شَجَرَةً وَإِذَا بِحَبِيبِي قَدْ صَارَ شُحْرُورًا.
■ومضة نقديّة■
"صقلتني الرّيح" تصور تجربة قوية تركتْ أثرًا دائمًا، تمامًا كما ينحت النّحات الحجر أو يصقل الصائغ المعدن. هذه الريح لم تقتلعك، بل قوّتك وجعلتك أكثر صلابة وجمالًا، وهذا ما يوضحه قولك "كنتُ شجرةً فصرتُ شجرة"، وكأن هذه التجربة عمَّقتْ جذورك وزادتْ من جوهرك كشجرة.
ثم تأتي المفاجأة الرقيقة والحنونة: "وإذا بحبيبي صار شحرورًا". هذا التحول يُضفي جوًا من السِّحر والشَّاعرية فالشّحرور طائر جميل ذو صوت عذب، وغالبًا ما يرتبط بالحريّة والفرح. تحوُّل الحبيب إلى شحرور قد يُوْحي بالعديد من المعاني. ربّما يشير إلى أنّ الحبيب وجد حرّيته أو انطلق في مرحلة جديدة من حياته.
الشحرور بطبيعته كائن جميل ورقيق الصّوت، وقد يعكس هذا التحوّل صفات جديدة تكتشفينها في حبيبك أو جوانب كنتِ تقدرينها فيه دائمًا.
على الرّغم من التحوّل الظّاهري، يظلّ الحبيب قريبًا منكِ بروحه أو حضوره، تمامًا كما يحوم الطّائر حول الشّجرة.
قد يرمز هذا التحوّل إلى ديناميكيّة العلاقة وتطورها المستمر.
يحمل هذا البيت مزيجًا من القوّة والنّعومة، من الثّبات والتّغيير، ومن الواقعيّة والحلم.
#ريتا_عودة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟