أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - شاعر وقصيدة|| اياد شماسنة















المزيد.....

شاعر وقصيدة|| اياد شماسنة


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 8336 - 2025 / 5 / 8 - 20:12
المحور: الادب والفن
    


شاعر وقصيدة|| اياد شماسنة
اعداد الشّاعرة|| ريتا عودة


كلّما اقتربتُ منكِ،
يبتعدُ المعنى.
وكلّما ابتعدتِّ،
كتبتُكِ
أكثر.



أكتُبُكِ —أيتها الجميلة
وأعلمُ أنني أُكتَبُ بكِ.
أصفُّ حُروفَكِ كالحَجَرِ الفِرعونيِّ
وأبني معبداً
ثم أَهْدِمُه،
لأراكِ…
خارجةً من الرُّكامِ،
كأنكِ تُعيدين خلقَكِ
في كلِّ قافية
من قصيدتي.




لا تصدّق الحكمةَ إن جاءتْ
من فمِ النهرِ،
فالنهرُ ينسى.

ولا تسأل الحطّابَ عن الشجرِ،
فهو لا يذكرُ الظلَّ
إلّا إذا استراحَ تحته.

ولا تصغِ إلى الريحِ حين تهدهدُ
قمحًا وحبًّا وأغنيةً
ثم تصيرُ مزماريَّةً في فمِ الغياب.




اصعد عفيفا
الى اعلى المدارات
كأنك الوحي في باب السماوات
كأنما عرشك الريح التي رقصت
وأنت وحدك
تعلو في المقامات
لا شيء أثقل من
حزن على كتفٍ عند الصعود،
ولا غاد، ولا آتِ.




لا تؤمنْ بالقصيدةِ
إن لم ترقصْ على حافةِ الجنونِ،
إن لم تسقطْ على رأسِها
ثم تنهضُ،
كأنّها لم تسقطْ
وكأنّها لم تكن.



لها جَسَدٌ من نبيذِ الفصولِ
وأنفاسُها مِنْ ندى يتدلّى
على وجنتيْ وردةٍ
في الظهيرةْ،
لها لغةٌ لم تُعلَّمْ
ولا تتكلّمُ إلا على شاطئِ المستحيلِ
وحيدًا…أعبرُ فيها
كما يعبرُ الطيرُ
من أُغنيَةْ… إلى أُغنيَةْ!



أيّها الواقفونَ على جبهةِ الشعرِ،
لا تقولوا انتهينا،
فما زال في الأرضِ متّسعٌ
لصرخةِ وردةْ
وما زال في القلبِ ظلٌّ
لحبٍّ
يُريدُ أن يُكتَبَ كل يوم…



أيّتها اللامبالية بالكونِ
حين تضحكين،
تنسينَ أن الفقراءَ ينتظرون قُبلةَ الشمسِ،
وأنّ البلادَ تصرخُ في الشوارعِ…
وأنتِ، ببساطةٍ مدهشةٍ،
تأكلينَ الآيس كريم!
وأنا…
أتعلّمُ من عشوائيةِ ابتسامتكِ
كيفَ أنجو.



لكِ أن تتخيّلي:
أنّ ما بيننا
هواءٌ مشغولٌ
بالذهبِ المنسيِّ في رؤوسِ النساء،
وأنّ صمتي…
كان أجملَ من كلّ الكلماتِ التي لم أَقُلها،
لأنني كنتُ أنظرُ إليكِ
كما ينظرُ الغيمُ إلى اسمه
حين يُناديه العطش.



أجمل الأصدقاء
أولئك الذين
قد لا يعرفونَ عنوانك،
لكنهم يرسلونَ لكَ المطرَ
إذا جفّ الكلامُ في فمِك.



في آخر الليل،
عندما تشرقُ الجملةُ الأولى،
في القصيدةِ
ينهضُ الشاعرُ فجأةً،
يفتشُ عن قلمه،
ولا يجدُه،
لأنّ القصيدةَ كتبته،
ثم ذهبتْ إلى النوم.



الغربةُ،
أن تشبه الجميع،
ولا يشبهك أحد.



كانوا يظنّون أنّي أكتبُ عنكِ…
لكنّي كنتُ أكتبُ عنّي،
حينَ ضيّعتُني…
وأنا أبحثُ عنك.



أعرفُكِ…
كما يعرفُ الزهرُ
نَفَسَ الماءِ
حين يجيءُ خجولًا من ذاكرةِ الغيم.



حينَ يأخذني النومُ الكبيرُ
إلى الجهةِ الأخرى من القصيدة،
أريدُ قبري بسيطًا…
كنُقطةٍ،
في آخرِ جملةٍ،
لم يعرفها الشعراء
بعد.



هل تدركين؟
أنكِ جملة شعرية
تربكُ نظام الوجود
كلّما اكتملت.



ذابتْ في فمي
أنثى السُكّر،
تركتني للقصيدة
ومضتْ…



وأنا،
ما زلتُ أكذب على اللغة،
وأقول:
“أنا شاعر.”



يعرفُ الشاعر
أن الكلماتِ خائنة،
وأنّ المعجمَ مقبرةٌ فخمة،
لكنّهُ،
كالوليّ في خلوته،
يعصرُ الحرفَ حتى يسيلَ له النور.

#إياد_شماسنة #iyad_shamasnah #نصوص_حرة

■■■■■


■إياد شماسنة■
هو شاعر وكاتب فلسطيني معاصر، يتميَّز أسلوبُهُ الشِّعري بالإيجاز والتَّكثيف، مع تركيزٍ عميقٍ على المعاني الإنسانيّة والعلاقات العاطفيّة والوجوديّة.
في نصوصه، نجد لغةً حسيَّةً قويَّةً وصُورًا شِعريَّة مُبتكرة تربطُ بين الواقع والمشاعر الدّاخليّة.
يعتمد شماسنة على لغة بسيطة لكنها مُوحية، قادرة على خلق تأثيرٍ عميق لدى القارئ في أقل عدد من الكلمات.
غالبًا ما تتناول قصائده مواضيعًا (themes) مثل الوطن، الحبّ، الفقد، الذّاكرة، اللغة، والشّعر نفسه، وذلك بمنظور فلسفي وإنساني.
يعتبر شماسنة صوتًا شعريًا مميزًا في المشهد الأدبيّ العربيّ الحديث.
■■■

يمكن ملاحظة عدة سِمات مميّزة في هذه المجموعة من نصوص إياد شماسنة:

■التكثيف والإيجاز■
هذه هي السِّمة الأبرز فكلّ نصّ عبارة عن ومضة شِعريّة مكثَّفة تحمل فكرة أو إحساسًا عميقًا في سطور قليلة. هذا الإيجاز يمنح الكلمات وزنًا أكبر ويجعل القارئ يتأمل في كل لفظة.

■ثنائية الاقتراب والابتعاد■
تتكرَّر ثنائيّة الاقتراب والابتعاد في أكثر من نصٍّ ("كلّما اقتربتُ منك، يبتعدُ المعنى. وكلّما ابتعدتِّ، كتبتُكِ أكثر."). هذه الثّنائيّة تعكس طبيعة العلاقة المعقدّة بين الشّاعر والموضوع (الحبيبة، المعنى، القصيدة)، حيث قد يكون البُعد ضروريًا لرؤية أوضح أو لكتابة أكثر عمقًا.

■تداخل الذات والموضوع■
في نصوص مثل "أكتُبُكِ —أيتها الجميلة وأعلمُ أنني أُكتَبُ بكِ"، يمحو الشّاعر الحدود بين الذّات والموضوع، مما يخلق حالة من التّفاعل والتّأثير المتبادل.

■استخدام الحسيّة والتّشبيهات المبتكرة■
يوظّف شماسنة صورًا حسيّة قويّة وتشبيهات غير تقليديّة ("أصفُّ حُروفَكِ كالحَجَرِ الفِرعونيِّ"، "لها جَسَدٌ من نبيذِ الفصولِ"). هذه الصُّور تُضفي على النُّصوص جماليّةً وعُمقًا.

■التأمل في طبيعة اللغة والشعر■
تتناول بعض النّصوص طبيعة الشِّعر واللغة نفسها ("لا تؤمنْ بالقصيدةِ إن لم ترقصْ على حافةِ الجنونِ"، "يعرفُ الشّاعر أن الكلماتِ خائنة"). هذا يعكس وعيًا ذاتيًا بعملية الكتابة الشعريّة.

■التّركيز على اللحظةِ الإنسانيّة■
حتى في النُّصوص القصيرة، يستطيع شماسنة التقاط لحظة إنسانيّة عميقة أو مُفارقة مؤثِّرة ("أيّتها اللامبالية بالكونِ حين تضحكين، تنسينَ أن الفقراءَ ينتظرون قُبلةَ الشمسِ").

■البساطة والعمق■
تتميز اللغة بالبساطة والوضوح، لكنّها تحمل في طيّاتها معانٍ عميقة وتأويلاتٍ متعدّدة.

■النّهايات المفتوحة■
غالبًا ما تترك نصوص إياد القارئ مع تساؤلات أو مشاعر معلَّقة، مما يدعوه إلى مزيد من التَّأملِ والتفكير.




بشكلٍ عامٍ، تُظهر هذه النَّماذج قدرة شماسنة على التَّعبير عن أفكار ومشاعر معقدَّة بأسلوبٍ شِعري فريد ومؤثِّر، يعتمد على التَّكثيف، الصُّوَر الحسيَّة، والتَّأملات العميقة في الوُجود واللغة والعلاقات الإنسانيّة.
إنها دعوة للتّأمل في اللحظات الصغيرة والتّفاصيل الدَّقيقة التي قد تحملُ في طيَّاتها معانٍ كبيرة.
■■■■■

#ريتا_عودة/حيفا
8.5.2025



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اِشْرَبُوا دَمَنَا أَيُّهَا الْعَرَبُ!
- مَقْبَرَةُ الْخَوَنَة
- لا... لسنا بخير!
- الشِّرِّيرُ عِنْدَمَا يَمُوتُ
- يَا أَشْقِيَاءَ الْعَالَمِ اِتَّحِدُوا
- ((فكِّر بغزَّ. ة))
- هل يخلعُ المَلِكُ تاجَهُ..؟!
- يا وَرَثَةَ الخِزْيِ..!
- كُنْتُ امْرَأَةً فَصِرْتُ شَجَرَةً
- لَسْتُ رَقَمًا
- يَا أَهْلَنَا فِي غَ زَّةَ، سَامِحُونَا
- أَيَّتُهَا الْحَرْبُ: أَرْفُضُ أنا أَنْ أَمُوتَ.
- مَا بَيْنَ فَقْدٍ وَفَقْدٍ
- أَحْيَانًا أَصِيرُ صَخْرَةً، فَلَا أَعْرِفُنِي!
- أَنَا لَا أَتَكَلَّمُ لَكِنَّنِي أَتَأَلَّمُ
- لم أَكذبْ، لكنّني لم أقُلِ الحقيقةَ.
- كما تُوَجِّهُ الوردةُ نفسَهَا نحوَ الشّمس
- لحظةُ العَصْفِ الذِّهني
- يُشرقُ الفجرُ على أحزاننا
- أسوَد أَبيَض


المزيد.....




- الجيش الباكستاني ينتقد تصريحات نيودلهي: متى ستنتقل الهند من ...
- انطلاق فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض الدوحة الدولي ...
- -الصليب الملتوي-: الرواية المفقودة التي وجّهت تحذيراً من أهو ...
- بعد 80 عامًا من وفاة موسوليني ماذا نتعلم من صعود الفاشية؟
- مطربة سورية روسية تحتفل بأغنية في عيد النصر
- مركز السينما العربية يكشف برنامجه خلال مهرجان كان والنجمان ي ...
- فيلم وثائقي يكشف من قتل شيرين ابو عاقلة
- بعد 21 يوما من وفاته.. تحديد موعد دفن الإعلامي عطري صبحي
- مصر.. رفض دعاوى إعلامية شهيرة زعمت زواجها من الفنان محمود عب ...
- أضواء مليانة”: تظاهرة سينمائية تحتفي بالذاكرة


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - شاعر وقصيدة|| اياد شماسنة