أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - مَقْبَرَةُ الْخَوَنَة














المزيد.....

مَقْبَرَةُ الْخَوَنَة


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 8332 - 2025 / 5 / 4 - 18:12
المحور: الادب والفن
    


فِي الْحَرْبِ، صَمْتُ الْأَشِقَّاءِ مَقْبَرَةُ الْخَوَنَةِ.

■ومضة نقديّة ■

تحمل هذه المقولة في طياتها عمقًا دلاليًا بالغًا، وتكثّف ببراعة العلاقة المعقّدة بين الأخوة، الولاء، والخيانة في خضم أتون الحرب. إنّها ليست مجرّد عبارة عابرة، بل هي بمثابة صرخة مدويّة تكشف عن هشاشة الرّوابط الإنسانيّة في ظلّ الصّراعات، وتُلقي بظلال قاتمة على مفهومَي الأخوة والتّخاذل.
تتميز المقولة ببنائها اللغوي المكثّف والمؤثّر. فاستخدام كلمة "مقبرة" للدلالة على مصير الخونة يجعل الصورة حسيّة وقويّة. فالصمت، الذي يُفترض أن يكون علامة على التّواطؤ أو عدم التّدخل من قِبل الأشقّاء، يتحوّل إلى فضاء يبتلع الخائن ويقضي عليه معنويًا وربما ماديًا. هناك تضاد ضمني بين دفء الأخوة وبرودة القبر، مما يزيد من حدّة التّأثير.
يمكن قراءة هذه المقولة على مستويات عدة:
المستوى الحرفي: في سياق الحرب، قد يشير صمت الأشقّاء إلى عدم دعمهم أو حمايتهم لأحدهم إذا انحاز إلى طرف العدو أو ارتكب فعلًا خائنًا. هذا الصّمت يصبح بمثابة حُكم بالإعدام الاجتماعي والمعنوي عليه.
المستوى الرمزي: يمكن تفسير "الأشقاء" هنا بمعنى أوسع ليشمل الرّفاق، أبناء الوطن الواحد، أو حتّى المبادئ والقيم المشتركة. في هذه الحالة، يصبح الصّمت عن الخيانة أو التّخاذل بمثابة قبر لتلك القيم وتدمير للوحدة والتّضامن.
المستوى النفسي والاجتماعي: تعكس المقولة الضّغط الهائل الذي يقع على الأفراد في أوقات الحرب، حيث يُتوقع منهم الولاء المطلق والتّضحية. الصّمت عن رؤية الخطأ أو التّستر عليه يصبح فعلًا مدانًا، لأنّه يساهم في ترسيخ الخيانة ويقوّض النّسيج الاجتماعي.
التأثير العاطفي والفِكري:
تثير المقولة مشاعر قويّة من الغضب والاستنكار تجاه الخيانة، وفي الوقت نفسه، تبرز أهمية التّضامن والمُساندة بين الأفراد في مواجهة التّحديات الكبرى. إنها تدعونا إلى التّفكير في مسؤوليتنا الجماعيّة تجاه بعضنا البعض، وفي عواقب الصّمت عن الحق.
في الختام:
"في الحرب، صمت الأشقاء مقبرة الخونة" هي مقولة أدبيّة بليغة ومؤثّرة تتجاوز حدود اللحظة التّاريخية التي قد تكون قيلت فيها. إنّها تحمل حكمة إنسانيّة عميقة حول طبيعة الولاء والخيانة، وأهمية التّكاتف في وجه الصعاب. تظلّ هذه العبارة صالحة للتّأمل والتّفكير في مختلف السّياقات التي تتطلَّب الوحدة والصّدق والشّجاعة في مواجهة الانحراف والتّخاذل.



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا... لسنا بخير!
- الشِّرِّيرُ عِنْدَمَا يَمُوتُ
- يَا أَشْقِيَاءَ الْعَالَمِ اِتَّحِدُوا
- ((فكِّر بغزَّ. ة))
- هل يخلعُ المَلِكُ تاجَهُ..؟!
- يا وَرَثَةَ الخِزْيِ..!
- كُنْتُ امْرَأَةً فَصِرْتُ شَجَرَةً
- لَسْتُ رَقَمًا
- يَا أَهْلَنَا فِي غَ زَّةَ، سَامِحُونَا
- أَيَّتُهَا الْحَرْبُ: أَرْفُضُ أنا أَنْ أَمُوتَ.
- مَا بَيْنَ فَقْدٍ وَفَقْدٍ
- أَحْيَانًا أَصِيرُ صَخْرَةً، فَلَا أَعْرِفُنِي!
- أَنَا لَا أَتَكَلَّمُ لَكِنَّنِي أَتَأَلَّمُ
- لم أَكذبْ، لكنّني لم أقُلِ الحقيقةَ.
- كما تُوَجِّهُ الوردةُ نفسَهَا نحوَ الشّمس
- لحظةُ العَصْفِ الذِّهني
- يُشرقُ الفجرُ على أحزاننا
- أسوَد أَبيَض
- حينَ تنبضُ الكلماتُ بالحياة
- نحنُ سَادِنَةُ اللُّغة


المزيد.....




- نقابة الفنانين السوريين تسحب الثقة من نقيبها مازن الناطور وس ...
- مصر.. مقترح برلماني بتقليص الإجازات بعد ضجة أثارها فنان معرو ...
- رُمي بالرصاص خلال بث مباشر.. مقتل نجل فنان ريغي شهير في جاما ...
- أهم تصريحات بوتين في فيلم وثائقي يبث تزامنا مع احتفالات الذك ...
- السينما بعد طوفان الأقصى.. موجة أفلام ترصد المأساة الفلسطيني ...
- -ذخيرة الأدب في دوحة العرب-.. رحلة أدبية تربط التراث بالحداث ...
- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - مَقْبَرَةُ الْخَوَنَة