جابر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 8355 - 2025 / 5 / 27 - 20:48
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
على مدى قرنٍ من الزمن، واجه الشعب العربي في إقليم الأهواز محاولاتٍ ممنهجة لطمس هويته العربية من قبل الدولة المركزية. إلا أن هذه السياسات قوبلت بصمودٍ ثقافي وشعبي، حيث لعبت الفنون الشعبية، والشعر، والرواية، وصحافة المعارضة الوطنية دورًا محوريًا في الحفاظ على الهوية العربية وتعزيزها.
وفي هذا السياق، برزت شخصياتٌ فنية وثقافية من أبناء الأهواز، كان من بينهم الفنان الشاب رهيب أديب، الذي يُلقب بـ”سفير فن الأهواز” و”قيصر الأهواز”.
وُلد رهيب أديب في مدينة الحويزة عام 1999، وبدأ مسيرته الفنية بتلاوة القرآن الكريم في سن الرابعة عشرة، حيث حصل على المركز الأول في مسابقة محلية. ثم تعلّم العزف على آلة البيانو في سن الثانية عشرة، ودرس “صولفيج الصوت” في إيران والإمارات تحت إشراف أساتذة متخصصين.
بعد ذلك، توجّه رهيب أديب إلى الإنشاد والغناء، وشارك في مسابقة “إنشاد كارون” على مستوى إقليم الأهواز، حيث حصل على المركز الأول. وفي سن السابعة عشرة، أنتج نشيد “يا رمضان” من ألحانه وتوزيعه الموسيقي، والذي نال إعجاب قناة الأهواز الحكومية.
استمر رهيب أديب في تطوير مسيرته الفنية، وتعاون مع شعراء من مختلف الدول العربية، مثل الشاعرة الأردنية أحلام عبد القادر الحواجرة في أعمال “تاه دربي” و”عيد التفاؤل”، والشاعر العُماني سيف العلوي في أغنية “بطاقة أحوال”، والشاعرة العراقية هيام المسلماوي في أغنية “مخنوق”.
في عام 2024، حصل رهيب أديب على المركز الأول في مسابقة “تالنت شو” للغناء في سلطنة عمان، حيث أذهل لجنة التحكيم بأدائه لأغنية “مستقيل” بصوت يشبه صوت القيصر كاظم الساهر.
غنى المطرب رهيب أديب عدة أغانٍ ناجحة، منها “دع من تحب” و”سبحانهُ”، التي كانت من كلمات الشاعرة دعاء وعل، وألحانه وتوزيعه، حيث تُظهر موسيقى هذه الأعمال تنوعه الفني وقدرته على التعبير عن مشاعر الحب والحنين بأسلوب فني راقٍ.
إن مسيرة المطرب رهيب أديب تُجسد قدرة الشعب العربي الأهوازي على مقاومة محاولات الطمس الثقافي من خلال الإبداع الفني، وتُبرز كيف يمكن للفن أن يكون وسيلة فعّالة للحفاظ على الهوية والتعبير عن الذات.
كما أنني من خلال هذه المقالة أناشد المثقفين العرب أن يُقدِّموا الدعوات إلى إخوانهم الأهوازيين لحضور المهرجانات الثقافية والفنية العربية التي تُعقد في عواصم البلدان العربية، لتعزيز التبادل الثقافي، وإبراز الهوية العربية للأهواز، وإتاحة الفرصة للفنانين والمبدعين الأهوازيين للتعريف بإبداعهم وتوثيق صلتهم بعمقهم العربي.
#جابر_احمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟