أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - القضية الفلسطينية (تعقيدات الواقع ومعضلة الحل)














المزيد.....

القضية الفلسطينية (تعقيدات الواقع ومعضلة الحل)


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 8353 - 2025 / 5 / 25 - 20:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


القضية الفلسطينية
(تعقيدات الواقع ومعضلة الحل)
في ظل الواقع الراهن من: اختلال موازين القوى لصالح العدو وتوجه كل المجتمع الصهيوني نحو اليمين وحكومة أكثر يمينية وعنصرية وحليف أمريكي استراتيجي لا يقل عدوانية، وحرب الإبادة على غزة، وعجز النظام العربي والنظام الدولي عن ردع العدوانية الإسرائيلية، يقابله في الجانب الفلسطيني انقسام سياسي وإجتماعي وجغرافي وتفكك معسكر الحلفاء المفترضين وغياب أي حليف استراتيجي ...
في ظل هكذا واقع لو تُرك الأمر للفلسطينيين والاسرائيليين بمفردهما فلا توجد أية فرصة لأن يتوصل الطرفان لأية تسوية للصراع بينهما ، فلا إسرائيل استطاعت أو تستطيع تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع بالقوة العسكرية بعد مرور ٧٧ عام على النكبة وأكثر من مائة عام على بداية الصراع ،ولا الفلسطينيون قادرون على القضاء على اسرائيل وتحرير بلادهم حتى ضمن حدود ١٩٦٧ ،بل حتى كل جهود الوساطة التدخلات الدولية لم تستطع وقف حرب الإبادة في غزة أو وقف المجاعة وكل ما يمكن للفلسطينيين تحقيقه مزيداً من اعتراف دول العالم بدولتهم وهي تحت الاحتلال.
انطلاقاً من ذلك وإن كان هناك فرصة لإنهاء الصراع فهذا لن يكون إلا بوجود طرف خارجي، دولة أو تحالف دولي ليفرض تسوية على الطرفين وخصوصاً على إسرائيل. وهنا تكمن المعضلة الصعبة، وهي أن الدولة الوحيدة القادرة بمفردها أو من خلال تشكيل تحالف دولي لفرض تسوية على الطرفين، هي الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الاستراتيجي للعدو، حيث فشلت كل محاولات وجهود الدول الأخرى والمنظمات الدولية في منافسة الولايات المتحدة في القيام بهذا الدور. حتى حركة حماس رأس المقاومة المسلحة في فلسطين تعترف بهذه المكانة والدور لواشنطن وتسعى لكسب اعترافها ورضاها وتعتبر أي تواصل أمريكي معها (نصر لها).
قد يسأل البعض عن الجهود التي تبذلها الرياض وباريس لعقد قمة في يونيو القادم حول الدولة الفلسطينية واعترافات متزايدة بدولة فلسطين تلوح في الأفق سواء من فرنسا أو غيرها؟ صحيح هناك حراك دولي ولكنه ليس لحل الصراع نهائياً بقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية، بل نعتقد أن ما سيتمخض عن هذا الحراك السعودي الفرنسي أو غيره كالمؤتمر الدولي الذي تطالب به القيادة الفلسطينية هو محاولة للتخفيف من حدة الحرب في قطاع غزة وجلب الرياض للسلام الابراهيمي مقابل وقف الحرب على غزة ونزع سلاح فصائل المقاومة في غزة وإعادة صياغة وطرح أفكار جدية مفهوم الدولة الفلسطينية من حيث الحدود والسيادة ومحاولة تبنيها من أكبر عدد من الدول قبل تقديمها لإسرائيل والولايات المتحدة لدراستها عسى ولعل أن تقبلا بالعودة لطاولة المفاوضات لإنهاء الصراع، وفي هذه الحالة ستراوغ إسرائيل كعادتها فيما تواصل الحرب والاستيطان في الضفة وحتى غزة، بمعنى أن هذا الحراك الفرنسي السعودي فقط لرفع العتب والإحراج لعجزهم عن وقف حرب الإبادة والتطهير العرقي في قطاع غزة وحتى عجزهم إدخال مساعدات انسانية للقطاع لوقف الجوع والمرض، وفي أفضل الحالات قد يؤدي هذا الحراك السياسي لكسب مزيد من الاعتراف النظري بدولة فلسطينية تحت الاحتلال، أما إنهاء الاحتلال ونهاية الصراع فليس بيد هذه الدول بل يحتاج كما ذكرنا تحولات دولية وإقليمية جذرية لصالح عدالة القضية الفلسطينية وتغيرات في المجتمع الإسرائيلي وليس في الحكومة فقط بحيث يكون مستعداً للتخلي عن عنصريته وأوهامه التوراتية.
نخلص مما سبق عدم جدوى البحث عن حل عادل ونهائي للصراع الآن، فالعالم الذي لا يستطيع الآن وقف حرب الإبادة على غزة ومخططات التهجير ووقف تجويع أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في القطاع بالإضافة الى مواصلة إسرائيل لمشاريع الاستيطان في الضفة...، هذا العالم وفي ظل هذا الواقع لا يستطيع إجبار إسرائيل على الانسحاب من الضفة والقدس وقطاع غزة.
المطلوب فلسطينياً إنهاء الانقسام وإنهاء سيطرة حماس على القطاع تمهيداً لوقف الحرب وتعزيز الصمود على الأرض ومنع التهجير، وإبداع أساليب مقاومة سلمية في كل مناطق التواجد الفلسطيني، ومواصلة الجهود الدبلوماسية، وتوقف طرفا المعادلة الفلسطينية منظمة التحرير ومَن هم خارجها عن الوهم بأن إقصاء أي طرف للآخر بالقوة يعتبر انتصاراً له لأن اسرائيل هي التي ستملأ فراغ غياب أي منهما.
تستطيع إسرائيل بقوتها العسكرية وتحالفاتها الدولية وخصوصاً مع واشنطن إلحاق مزيد من الخسائر بالفلسطينيين والقضاء على فصائل المقاومة وحتى انهاء وجود السلطة الفلسطينية وتستطيع إعادة احتلال القطاع وكل الضفة، ولكن علينا ألا ننسى أن كل فلسطين محتلة منذ 1967 وكل هذه الأحزاب والسلطة الفلسطينية القائمة في الضفة وغزة ليست الشعب الفلسطيني بل مجرد أدوات سياسية تسعى بالوسائل المتاحة للوصول لحل عادل وفشلها لا يعني نهاية القضية الفلسطينية بل فشلاً لهذه الأحزاب والكيانات السياسية، وما تصاعد مظاهرات التأييد لفلسطين والتنديد بالإجرام والإرهاب الصهيوني في دول العالم والتحولات في مواقف الدول الغربية لصالح عدالة القضية الفلسطينية إلا دليلاً على فشل دولة إسرائيل في تحقيق أهدافها بتصفية القضية الفلسطينية وأن مأزق إسرائيل الوجودي لا يقل عن مأزق المشروع الوطني الفلسطيني التحرري.



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ترفض حماس عودة السلطة لقطاع غزة؟
- ما وراء استهداف البعثات الدبلوماسية في أراضي السلطة الفلسطين ...
- لنفترض جدلاُ
- ما وراء الاستفاقة المتأخرة للضمير العالمي
- قطر وحماس تنفذان المهمة المُوكلة لهما
- فلسطين الافتراضية و فلسطين الواقع
- الخليجيون يدفعون لترامب مقابل حمايتهم
- كيف حدثت النكبة ومن المسؤول؟
- في القمة الخليجية الأمريكية الكل ربح إلا الفلسطينيين
- عندما تفقد المفاهيم والمصطلحات معناها
- ما وراء حسن النية بين ترامب وحماس؟
- لهم (رب) غير الله رب العالمين
- ويستمر تجزئة القضية وتعدد مسارات التفاوض
- فلسطينيو غزة لهم أصل وعنوان
- هل انتهى المشروع الوطني الفلسطيني التحرري؟
- بقايا اليسار والإسلام السياسي
- مطلوب لتحصين السلطة الفلسطينية
- المطلوب من حماس لإنقاذ ما يمكن انقاذه
- في مفهوم الحكم الذاتي والتنسيق مع اسرائيل
- الأحزاب والفصائل كعائق أمام استنهاض الحالة الوطنية


المزيد.....




- فيديو يرصد وقوع انفجار بقارب وسط الماء وقفز أشخاص منه.. شاهد ...
- سوريا.. -التعب- على وجه أحمد الشرع يثير تفاعلا خلال مراسم تو ...
- لحظة دخول أحمد الشرع.. فيديو وقوف ضابط أمريكي ومبعوث ترامب ل ...
- السعودية.. جريمة مروعة واستدراج أطفال بغية فعل الفاحشة يكشفه ...
- خطأ غير مصير المعركة.. كيف ضلّت مجموعة حماس طريقها إلى الهدف ...
- علماء يدحضون أسطورة المعيار الصحي للنوم
- جنوب السودان تحيي اليوم الدولي لحفظة السلام وسط استمرار التو ...
- كوريا الشمالية تجري تعديلات في قياداتها العسكرية
- الجيش الباكستاني يعلن مقتل 4 من جنوده في اشتباك مع إرهابيين ...
- إصابة جندي إسرائيلي بجروح خطيرة في معارك جنوب قطاع غزة


المزيد.....

- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - القضية الفلسطينية (تعقيدات الواقع ومعضلة الحل)