أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - ما وراء الاستفاقة المتأخرة للضمير العالمي














المزيد.....

ما وراء الاستفاقة المتأخرة للضمير العالمي


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 8348 - 2025 / 5 / 20 - 19:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


كان من الممكن في البداية تفهم سلبية مواقف دول العالم وشعوبها بل وتأييد أغلبها لحرب الإبادة على قطاع غزة، بسبب قوة الإعلام اليهودي وتصديق الرواية الصهيونية حول ما جرى لليهود في طوفان الأقصى من قتل وتنكيل لمدنيين وأطفال ونساء وشيوخ ومزاعم الاغتصاب، ومزاعم أن كل أهالي قطاع غزة يؤيدون حماس وما جرى في السابع من أكتوبر، كما صدقت غالبية دول العالم أكاذيب نتنياهو بأنه لا يستهدف المدنيين الفلسطينيين وأن هدف الحرب هو استعادة المخطوفين والقضاء على قدرات حماس العسكرية.
ولكن بعد أن انكشفت أكاذيب نتنياهو وحقيقة الحرب وأهدافها بعد ١٩ شهراً من القتل بدون تمييز والتدمير الممنهج لكل شيء ،حيث تسببت الحرب بفقدان حوالي ربع مليون ما بين قتيل وجريح ومفقود وأسير ومعاق وتدمير ٨٠% من القطاع بما فيه من أبنية سكنية ومستشفيات ومدارس ،وانتشار الجوع والمرض ،دون أي اهتمام جاد بأرواح المخطوفين الاسرائيليين، وإفشال إسرائيل كل الجهود الدولية لوقف الحرب وحتى إدخال مساعدات إنسانية لإنقاذ من تبقوا أحياء ،وبعد انكشاف التنسيق الأمريكي الإسرائيلي في ادارة الحرب ,ومع بدء عملية عربات جدعون لاستئناف الحرب بقوة أكبر ... آنذاك تحركت الشعوب بمظاهرات غير مسبوقة في الغرب منددة بحرب الإبادة وتجويع شعب فلسطين ،وتجاوبت حكومات غربية مع شعوبها بتصريحات قوية منددة باستمرار إسرائيل بالحرب وتجويع أهالي غزة مهددة بفرض عقوبات على إسرائيل والاعتراف بالدولة الفلسطينية، حتى الرئيس ترامب وجه رسالة قوية لنتنياهو مطالباً بإدخال مساعدات إنسانية للقطاع ،وكانت المظاهرات الشعبية وتصريحات قادة الغرب في اسبانيا وفرنسا وكندا وبريطانيا واليونان الخ أكبر وأقوى مما يجري في دول عربية وإسلامية.
فكيف نفسر عودة التحركات الشعبية المناصرة لشعب فلسطين والمنددة بحرب الإبادة وتجويع سكان القطاع؟
يمكن طرح عدة أسباب لهذا التحول في الموقف، مع الحذر من المبالغة في التحولات نظراً لتجارب سابقة مع حكومات الغرب وعمق علاقاتها مع إسرائيل:
1- قد يكون جزء من هذا التحرك المتأخر محاولة لتبرئة الذات من المسؤولية عن مشاركة الغرب لإسرائيل في جرائمها.
2- أو احساساً منها بأن مصيبة كبيرة قادمة للفلسطينيين ويريدون تسجيل موقف مسبق برفض الممارسات الإسرائيلية.
3- وقد يكون السبب صحوة ضمير جادة حيث اكتشفت الشعوب بأن صمتها على الجرائم الإسرائيلية غير المسبوقة تاريخياً تتناقض مع منظومتهم القانونية والأخلاقية التي تربوا عليها من حيث احترام حقوق الانسان والقانون الدولي.
4- قد يكون يهود في بلدان الغرب شجعوا التحركات الشعبية الأخيرة عندما شعروا بتدهور صورة وسمعة اسرائيل وتحولها لدولة منبوذة في البلدان التي يعيشون فيها وخوفاً منهم من عودة اللا سامية مجدداً.
5- شعور الأوروبيين أن واشنطن وخصوصاً بعد جولة ترامب الخليجية توظف القضية الفلسطينية وما يجري في غزة لتعزيز نفوذها ومصالحها الاستراتيجية في المنطقة وإبعاد أوروبا ذات الحضور والدور التاريخي في المنطقة عن المشهد كما جرى في المفاوضات مع إيران والمفاوضات حول حرب أوكرانيا، ومن هنا قرر الأوروبيون التمرد على التبعية لواشنطن واتخاذ موقف مستقل ومتفهم تجاه الشعب الفلسطيني والعرب عموماً.
6- في المقابل فإن التحركات في عديد دول العالم في الغرب، الشعبية والرسمية، تكشف زيف الرواية الصهيونية وانكشاف إسرائيل كدولة احتلال مجرم، أيضاً تؤكد على عدالة القضية الوطنية واستحالة تصفية القضية الفلسطينية بالحرب والعدوان.
وكما سبق وأن كتبنا عند بداية التحركات الشعبية في بداية الحرب فإن هذه التحولات الإيجابية في الرأي العام العالمي يحتاج لجهد فلسطيني وطني ووحدوي مقابله يشكل حاضنة لهذه التحولات وضمان استمرارها حتى لا تنقلب عليها إسرائيل وتغير مسارها.
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطر وحماس تنفذان المهمة المُوكلة لهما
- فلسطين الافتراضية و فلسطين الواقع
- الخليجيون يدفعون لترامب مقابل حمايتهم
- كيف حدثت النكبة ومن المسؤول؟
- في القمة الخليجية الأمريكية الكل ربح إلا الفلسطينيين
- عندما تفقد المفاهيم والمصطلحات معناها
- ما وراء حسن النية بين ترامب وحماس؟
- لهم (رب) غير الله رب العالمين
- ويستمر تجزئة القضية وتعدد مسارات التفاوض
- فلسطينيو غزة لهم أصل وعنوان
- هل انتهى المشروع الوطني الفلسطيني التحرري؟
- بقايا اليسار والإسلام السياسي
- مطلوب لتحصين السلطة الفلسطينية
- المطلوب من حماس لإنقاذ ما يمكن انقاذه
- في مفهوم الحكم الذاتي والتنسيق مع اسرائيل
- الأحزاب والفصائل كعائق أمام استنهاض الحالة الوطنية
- مفهوم وقف الحرب وماذا يعني بالنسبة لفلسطينيي غزة؟
- الوحدة الوطنية التي لم نجربها يوماً
- خسارة معركة أو فشل مشروع تسوية لا يعني نهاية الصراع
- حركة حماس وإشكالية وقف الحرب


المزيد.....




- البنتاغون يطلق مراجعة شاملة لانسحاب بايدن -الكارثي- من أفغان ...
- مصر.. قرار حكومي بوقف مصانع كبرى مؤقتا بعد تحرك إسرائيلي
- السعودية.. تدشين شركة -بي إيه إي سيستمز العربية للصناعة- في ...
- روبيو: حرب أهلية شاملة قد تندلع في سوريا خلال أسابيع قليلة و ...
- -متضخّمة وتحتضر-.. وزير الصحة الأمريكي يدعو الدول إلى الانسح ...
- توجيه الاتّهام إلى رجلٍ ثانٍ في حريق منزلين مرتبطين برئيس ال ...
- تونس.. تمديد الإيقاف التحفظي لرجل الأعمال يوسف الميموني
- خبير قانون دولي يتحدث لـ RT عن دلالات رفض نتنياهو -المدوي- ل ...
- -ريموت كونترول وإحراجات-.. كتاب -الخطيئة الأصلية- يفضح تفاصي ...
- بوتين يكشف لترامب إحباط هجوم إرهابي


المزيد.....

- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - ما وراء الاستفاقة المتأخرة للضمير العالمي