أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عقيل الخضري - خَال اَلمُؤمِنِينَ مُعَاوِيَة..















المزيد.....

خَال اَلمُؤمِنِينَ مُعَاوِيَة..


عقيل الخضري
باحث، روائي، كاتب، ناشط في مجال حقوق الإنسان

(Aqeel Alkhudhari)


الحوار المتمدن-العدد: 8350 - 2025 / 5 / 22 - 05:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بجلسة حواريَّةٍ في بيروت عن التاريخ، ذكرت مُعاوية دُون كنية، فانتفض أحد الحضور ورفع مُحتَدًّا وَمُعتَرِضًا:
- أمُّير المؤمنين سيِّدنا معاوية، كاتب الوحي وخال المؤمنين، لكن أنتم العراقيين ما ينفع معكم إلا الحجاج أو الشهيد صدأمُّ حسين!
لم أردّ وواصلت الحديث، فغادر الرجل الجلسة وهو يتكلَّم مع نفسه مضطربًا وغاضبًا..
ربّما في بيئة أخرى يسودها الحمق والتشدّد، قد أقتل وأسحل..
لا زال العمى الديني والطائفي يحتلّ العقل والوعي البشري في مجتماعتنا.. وغالبية السواد أسرى التاريخ، تاريخ كتبته الأهواء.. الإنسان كائن عاقل ومدرك، وله الحرية في مغادرة القطيع، وذلك قرار ليس سهلا.
لست ملزمًا بتكنية المعرّف، ولا الترضي على شخصيات جدَّليّة - في حوارات ثقافيّة وتاريخيّة- فهذه وجهة نظر شارع، وبيئة، أو على المنابر الدينيّة.. وإذا اِلتفتنا إلى كنية خال المؤمنين، فالتَّاريخ قاس.. فخال المؤمنين معاوية هو الذي أمُّر بقتل خال المؤمنين محمد بن أبي بكر- أخ أمُّ المؤمنين عائشة- ووضعت جثته في جوف حمار وأحرقا معًا.. لمّا وصل الخبر إلى المدينة، أرسلت أمُّ حبيبة- أمُّ المؤمنين وأخت معاوية- كبشًا مشويًا إلى أمُّ المؤمنين عائشة، فرحًا بانتصار أخيها، وتشفِّيًا من ضرَّتها.. فلم تقرب عائشة من اللحم المشويّ منذ ذلك اليوم، و هل لنا أن نقول عن مطعم بن عدي، خطيب أمُّ المؤمنين السابق!
وفق مبدأ التكنية الذي يجأر به الغمَّان من الشيوخ، ويعتاشون، كمهنة مربحة ومقبولة، فهل يجوز تكنية الشخصيَّات التاريخيّة بمسمياتها الحقيقية؟!
فنقول عن أبي سفيان- مثلًا- جدُّ المؤمنين! وزجته هند التي أكلت كبد حمزة بن عبد المطلب- عمّ النبي- أمُّ خال المؤمنين!
وعبيد الله بن جحش الأسدي، أب ابنتها حبيبة، زوج أمُّ المؤمنين السابق!
ونقول عن زمعة بن قيس القرشي- والد أمُّ المؤمنين سودة بنت زمعة- جدُّ المؤمنين، وعن السكران بن عمرو، زوج أمُّ المؤمنين الأوَّل، وابنها عبد الله، ابن أمُّ المؤمنين.. ولماذا لا نكني أخيها مالك بن زمعة، بخالِ المؤمنين، حاله حال معاوية؟!
ونقول عن خزيمة بن الحارث- والد أمُّ المؤمنين زينب بنت خزيمة- جدُّ المؤمنين، وعن طفيل بن الحارث بن المطلب، وأخوه عبيدة بن الحارث بن المطلب، أزواج أمُّ المؤمنين السابقين؟!
و نقول عن الصحابي الحارث بن أبي ضرار- أب جويرية بنت الحارث، أمُّ المؤمنين- جدُّ المؤمنين!
ونقول عن حُييُّ بن أخطب- والد أمُّ المؤمنين صفيَّة- الذي أمُّر النبي به فضربت عنقه، في غزوة خيبر، جدُّ المؤمنين، وعن سلأمُّه بن مكشوح القرضي، وكنانة بن أبي الحقيق، أزواج أمُّ المؤمنين السابقين.
عن أنس بن مالك أن صفيَّة بلغها أنّ حفصة قالت: "صفيَّة بنت يهودي"، فبكت واشتكت للنبي محمد، فقال لصفية: إِنَّكِ لابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟ ثم قال لحفصة: اتَّقِي اللَّهَ يَا حَفْصَةُ.
كما نقول عن عمر بن الخطاب- والد أمُّ المؤمنين حفصة بنت عمر- جدُّ المؤمنين!
ونقول عن خنيس بن حذافة السهمي، زوج أمُّ المؤمنين السابق.. ولماذا لا نكني إخوانها: عبد الله، عبد الرحمن الأكبر، عبيد الله، عاصم، زيد الأكبر، زيد الأصغر، أبو شحمة عبد الرحمن الأوسط، عبد الرحمن الأصغر، عبد الله الأصغر، بأخوال المؤمنين مثل معاوية! كما نكني أخواتها: فاطمة، رقية، عائشة، زينب، بخالات المؤمنين!
ونكني زيد بن حارثة، بزوح أمُّ المؤمنين الأوَّل- زينب بنت جحش، ابنة عمة النبي- كما نكني والدها جحش بن رياب، جدُّ المؤمنين..
أخوانها: عبد الله بن جحش، عبيد الله بن جحش، أبو أحمد بن جحش، بأخوال المؤمنين, وأخواتها، حمنة بنت جحش، حبيبة بنت جحش، بخالات المؤمنين! ونقول عن الحارث بن حزن -والد أمُّ المؤمنين ميمونة بنت الحارث- جدُّ المؤمنين، و مسعود بن عمير الثقفي، وأبو رهم بن عبد العزى، أزواج أمُّ المؤمنين السابقين. وعن سلمى بنت عميس، وأسماء بنت عميس، ولبابة الكبرى، ولبابة الصغرى، خالات المؤمنين، أمُّا اختها زينب بنت خزيمة، فهي من أمُّهات المؤمنين.
ونمشي بهذه الافتراضيَّات على كلِّ نساء النبي"ص"، أمهات المؤمنين الاربعة عشرة: السيدة خديجة بنت خويلد، سودة بنت زمعة، عائشة بنت أبي بكر، حفصة بنت عمر بن الخطاب، زينب بنت خزيمة، أمُّ سلمة، زينب بنت جحش، جويرية بنت الحارث، أمُّ حبيبة، رملة بنت أبي سفيان بن حرب، صفية بنت حيي، ميمونة بنت الحارث، مارية القبطية، قُتيلة بنت قيس الكندّية..
ولا نعرف تكنيَّة الشيوخُ والعامَّة للنساء الآخريات في حياة النبي"ص":
ريحانة بنت زيد بن عمرو اليهودية، فهناك خلاف كون كانت زوجته أو ملك يمين بين أهل السَّير، والمشهور أنها كانت من ملك اليمين. ذكر ابن القيم في زاد المعاد:"قيل: ومن أزواجه ريحانة بنت زيد النضرية، وقيل: القرظية، سبيت يوم بني قريظة، فكانت صفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعتقها وتزوَّجها، ثم طلقها تطليقة، ثم راجعها."
قال ابن إسحاق في الطبقات الكبرى: "كان محمد بن عبد الله "ص" سباها فأبت إلا اليهودية، فوجد محمد بن عبد الله"ص" في نفسه، فبينما هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه فقال: هذا ثعلبة بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة، فبشره وعرض عليها أن يعتقها، ويتزوَّجها، ويضرب عليها الحجاب، فقالت: "يا رسول الله بل تتركني في ملكك، فهو أخف عليَّ وعليك، " فتركها".
أما عمرة بنت يزيد الكلابية. فقد بلغ رسول الله أنّ بها بياضًا، فطلّقها ولم يدخل بها.
وسَنَا السُلمية، ماتت قبل أن يصل إليها النبي.
شَرَاف الكلبية، أخت دِحْية الكلبي- الذي كان جبريل يأتي النبي على صورته- ماتت قبل دخول النبي عليها.
العالية بنت ظبيان الكلابية، ورد أنَّها مكثت عند النبي فترة ثم طلّقها.
أما ليلى الأوسية، فقد أتته وهو متنبه لها، فتخطَّت منكبه، فقال: من هذا؟ أكله الأسد! قالت: أنا ليلى بنت الخطيم، بنت مطعم الطير، جئتك لأعرض عليك نفسي، قال: قد قبلتُك. فرجعت إلى أهلها، فقلن لها: إن رسول الله كثير الضَّرائر وأنت أمُّرأة غيور، ولسنا نأمُّن أن تغضبيه فيدعو عليك، فأتته، فأقالها، فدخلت حيطان المدينة فشدَّ عليها الأسد فأكلها!
أسماء بنت النعمان، أجمعوا على أنَّ النبي تزوّجها، واختلفوا في قِصَّة فراقه لها، فقال بعضهم: لمّا دخلت عليه دعاها، فقالت: تعال أنت، فأبت أن تجيء. وقال بعضهم إنها قالت: أعوذ بالله منك. فقال: قد عذت بمعاذ، وقد أعاذك الله مني.. ففارقها، فكانت تُسمِّي نفسها "الشقية".
لا أميل إلى أيَّة طائفة إسلاميّة على أخرى، ولست متحاملًا على أيِّ شخصيّة ممَّا ذكرت، فذاك زمن ولَّى، وإنَّما أكتب تاريخ، وأطرح تساؤلات منطقيَّة لا أكثر!



#عقيل_الخضري (هاشتاغ)       Aqeel_Alkhudhari#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهل الشِّقاق والنِّفاق..
- نص مفقود من ملحمة كلكامش رحمه الله
- التوابيت لا تكفي
- الرِسالة والإمارة.. -3-
- الرِسالة والإمارة.. -2-
- الرِسالة والإمارة.. -1-
- إعدام أوَّل امرأة في الاسلام* .. حرية الرأي وجدلية العلاقات ...
- المُنتَحِر حبيب الله..
- الجعد بن درهم
- ابن أبي العوجاء والزندقة
- حَيثِيَّات خلق الخنزير
- إله الجبل و الكلب شياوباي
- الثعبان والضفدع
- لماذا مؤخرة القرود حمراء ؟
- الثعبان إله الأجداد
- عِبادَة التِّنِّين
- عندما اشتكى الخروف والخنزير إلى الله من الذبح..
- قصة الخلق في الأساطير الصينية
- خالد بن الوليد المخزومي ومالك بن نويرة التميمي..
- الصين.. دولة عظيمة وشعبٌ جميل بلا نَخوَّة


المزيد.....




- أول فيديو متداول لمطلق النار قرب المتحف اليهودي
- حلم الثري اليهودي فريدمان الذي يسعى سموتريتش لتحقيقه
- مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية بواشنطن في حادث إطلا ...
- مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية في إطلاق نار أمام المتحف ...
- -وول ستريت جورنال-: الفاتيكان قد يستضيف المفاوضات حول أوكران ...
- مقتل شخصين في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن
- من ساحة الفاتيكان.. البابا ليو الرابع عشر يدعو لإدخال المساع ...
- نزلها دلوقتي TOYOUR EL-JANAH KIDES TV تردد قناة طيور الجنة ا ...
- “ماما جابت بيبي“ تردد قناة طيور الجنة على الاقمار الصناعية ا ...
- سلي أطفالك واستقبل تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار الص ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عقيل الخضري - خَال اَلمُؤمِنِينَ مُعَاوِيَة..