أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عقيل الخضري - قصة الخلق في الأساطير الصينية















المزيد.....

قصة الخلق في الأساطير الصينية


عقيل الخضري
باحث، روائي، كاتب، ناشط في مجال حقوق الإنسان

(Aqeel Alkhudhari)


الحوار المتمدن-العدد: 8317 - 2025 / 4 / 19 - 07:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الأساطير والديانات الشعبية الصينية، يُعتبر الإمبراطور اليشم،"Jade Emperor"، أحد رموز الآله الأزلي. وهو حاكم الجنة وجميع نواحي الوجود بالأسفل، بما في ذلك البشر والجحيم، ووفقًا للأساطير الطاوية، فهو الذي يهيمن على الكون ويتحكَّم في التغيرات الطبيعية، مثل الشمس والقمر والرياح والمطر، وكذلك مصير الإنسان مثل المصائب والأحوال والحياة والموت وطول العمر
في اللاهوت الطاوي، هو مساعد يوانشي تيانزون، أحد الأطهار الثلاثة، أي التجسيدات الأزلية الثلاثة للطاو. مع ذلك، شكك بعض الطاويين عبر التاريخ في كرمه، إذ اعتُبرت مبانيه وبنيته التحتية في السماء والأرض أحيانًا متعارضة مع قوانين الطبيعة العديدة..
يُعرَف إمبراطور اليشم بأسماء عديدة، منها "الجد السماوي" و"الدوق السماوي" والذي يستخدمه عامة الناس، و"الإمبراطور الأعلى"، و"الإمبراطور العظيم"
هناك العديد من القصص في الأساطير الصينية التي تتناول حياة الإمبراطور" اليشم".
يُقال إن إمبراطور اليشم كان في الأصل ولي عهد مملكة السعادة الطاهرة والأضواء السماوية والحلي المهيبة. عند ولادته، شع نورًا عجيبًا ملأ المملكة بأكملها. في شبابه، كان لطيفًا وذكيًا وحكيمًا. كرّس طفولته بأكملها لمساعدة المحتاجين "الفقراء والمتألمين، والمهجورين والعزاب، والجياع والمعاقين". علاوة على ذلك، أظهر الاحترام والعطف على البشر والمخلوقات. بعد وفاة والده، اعتلى العرش، و حرص على أن يجد كل فرد في مملكته السلام والرضا- بعد ذلك- أخبر وزراءه أنه يرغب في زراعة التاو على الجرف المشرق والعطر.
بعد ١٧٥٠ دهرًا، كل دهر يدوم " ١٢٩٦٠٠ عام بحساب الأرض" نال الخلود الذهبي. وبعد مئة مليون عام أخرى من التدريب، أصبح أخيرًا إمبراطور اليشم الله " وبحساب هذه الأرقام فقد استمرت هذه الفترة قبل أن يصبح إمبراطور اليشم حوالي ٣٢٧ مليون سنة".
تصف إحدى الأساطير كيف أصبح إمبراطور اليشم ملكًا لجميع آلهة السماء، إنها واحدة من الأساطير القليلة التي يُظهر فيها إمبراطور اليشم قوته الحقيقية.
في بداية الزمان، كانت الأرض مكانًا صعبًا للغاية للعيش، بل أكثر قسوة مما هي عليه الآن. كان على الناس التعامل مع مجموعة متنوعة من الوحوش، ولم يكن لديهم الكثير من الآلهة لحمايتهم، بالإضافة إلى ذلك، كانت العديد من الشياطين القوية تتحدى قوة خلود السماء. كان إمبراطور اليشم خالدًا عاديًا يجوب الأرض لمساعدة أكبر عدد ممكن من الناس. حزن لأن قواه لا تُخفف كثيرًا من معاناة البشر! فانزوى إلى كهف جبلي ليُنمّي طاويته، فاجتاز 3200 تجربة، دامت كل تجربة حوالي 3 ملايين سنة.

في ذلك الوقت، وعلى الأرض، كان هناك كيان شرير قوي يطمح إلى قهر الخالدين والآلهة في السماء وإعلان السيادة على الكون بأسره، لجأ هذا الكيان الشرير أيضًا إلى الخلوة والتأمل لتوسيع قوته، وإن كان ذلك في وقت متأخر عن الإمبراطور اليشم.. فاجتاز الشرير3000 تجربة، دامت كل تجربة حوالي 3 ملايين سنة. بعد تجربته الأخيرة، شعر بالثقة بأن لا أحد يستطيع هزيمته، عاد إلى العالم وجنّد جيشًا من الشياطين بهدف مهاجمة السماء.
أدرك الخالدون الخطر، فجمعوا صفوفهم واستعدوا للحرب. عجزت الآلهة عن إيقاف الشيطان الجبار، فهزمهم جميعًا.

أكمل إمبراطور اليشم تدريبه خلال هذه الحرب، وبينما كان يُغيّر الأرض ليجعلها أكثر ملاءمة للبشر، ويصدّ وحوشًا متنوعة، رأى وهجًا شريرًا يشعّ من السماء، فأدرك أن ثمة خطبًا ما.. فصعد إلى السماء ورأى أن الكيان الشرير أقوى من أن تُوقفه الآلهة. تحدّاه، فقاتله. اهتزت الجبال، وفاضت الأنهار والبحار، بفضل تدريبه الأعمق والأكثر حكمة، وكرمه بدلًا من قوته، انتصر إمبراطور اليشم في المعركة. بعد هزيمة الكيان الشرير، بدّدَت الآلهة والخالدون جيشه.

بفضل أعماله النبيلة والخيّرة، أعلن الآلهة والخالدون والبشر أن إمبراطور اليشم هو الحاكم الأعلى للجميع.
في أسطورة الخلق ، صنع إمبراطور اليشم البشر الأوائل من الطين، وتركهم ليتصلبوا تحت أشعة الشمس. شوّه المطر بعض أجسادهم، مما أدى إلى أمراض بشرية وتشوهات جسدية. "تنص أكثر أساطير الخلق الصينية البديلة شيوعًا على أن البشر كانوا في يوم من الأيام براغيث على جسد بانغو"(1).

في أسطورة أخرى، صنعت نووا(2) رجالًا من طين النهر الأصفر بيديها. أولئك الذين صنعتهم أصبحوا أغنياء الأرض، غمست نووا وشاحها في الطين ثم أرجعته. القطرات التي سقطت من الوشاح على البشر أصبحوا الأكثر فقرًا.
في قصة أخرى، شائعة في جميع شرق آسيا، ورواياتها متباينة، أن لإمبراطور اليشم ابنة تُدعى زينو"Zhinü"، وتعني حرفيًا: النسّاجة. غالبًا ما تُصوَّر على أنها مسؤولة عن نسج السحب الملونة في السماء. في بعض الروايات، هي الإلهة النسّاجة، ابنة إمبراطور اليشم والملكة السماوية الأم، التي تنسج نهر الفضة "المعروف باسم درب التبانة"، الذي يُنير السماء والأرض، وفي روايات أخرى، هي خياطة تعمل لدى إمبراطور اليشم.
كانت زينو تنزل إلى الأرض كل يوم بمساعدة رداء سحري للاستحمام. في أحد الأيام، رأى راعي بقر بسيط يُدعى نيو لانغ وهي تستحم في الجدول. وقع نيو لانغ في حبها على الفور وسرق رداءها السحري الذي تركته على ضفة الجدول، تاركًا إياها عاجزة عن الفرار إلى الجنة، عندما خرجت زينو من الماء، أمسكها راعي البقر نيو لانغ وحملها إلى منزله.
عندما سمع الإمبراطور اليشم بهذا الأمر، استشاط غضبًا لكنه لم يستطع التدخل، لأن ابنته كانت قد وقعت في حب راعي البقر وتزوجته . مع مرور الوقت، افتقدت زينو والدها وشعرت بالحنين إلى منزلها في الجنة.
في أحد الأيام، عثرت على صندوق يحتوي على رداءها السحري الذي أخفاه زوجها، فقررّت زيارة والدها في الجنة، ولكن بمجرد عودتها، استدعى إمبراطور اليشم نهرًا ليتدفق عبر السماء " درب التبانة"، والذي لم تتمكن زينو من عبوره والعودة إلى زوجها.
أشفق الإمبراطور على العاشقين الشابين، فسمح لهما، كل عام في اليوم السابع من الشهر السابع من التقويم القمري، بالالتقاء على جسر فوق النهر.

تشير القصة إلى كوكبات في السماء تظهر في الليل. زينو هي نجم فيغا " النسر" وهو ألمع النجوم في كوكب القيثارة شرق درب التبانة، و هو خامس ألمع النجوم في السماء كلها، ونيو لانغ هو نجم النسر الطائر في كوكبة العقاب غرب درب التبانة.. ومن هنا جاءت قصة أن العاشقين لم يعودا منفصلين في ذلك اليوم المحدد من كل عام" اليوم السابع من الشهر القمري السابع "
يُعتبر اليوم السابع من الشهر السابع من التقويم القمري عطلة في الصين تُسمى مهرجان تشيشي، وهو يوم للعشاق الشباب يشبه إلى حد كبير عيد الحب في الغرب. في اليابان، يُسمى تاناباتا "يوم النجوم". في كوريا، يُسمى "تشيلسوك". في فيتنام، يطلق عليه اسم "مهرجان تشيشي"، وإذا هطل المطر في ذلك اليوم، يقال أن زينو تبكي دموع الفرح بسبب لم شملها مع زوجها نيو لانغ.

---------------------------------------------
1 - "Pangu" بانغو، هو كائن بدائي وشخصية خلق في الأساطير الصينية والطاوية. وفقًا للأسطورة، فصل بانغو السماء عن الأرض، وأصبح جسده لاحقًا معالم جغرافية كالجبال والمياه الهادرة.
2- "Nüwa" نووا، وتُعرف أيضًا باسم نوغوا، هي إلهة أم، وبطلة ثقافية، وإحدى آلهة الملوك الثلاثة في الأساطير الصينية، وهي إلهة في الديانات الشعبية الصينية، والبوذية الصينية، والكونفوشيوسية، والطاوية. ويُنسب إليها خلق البشرية وإصلاح عمود السماء.



#عقيل_الخضري (هاشتاغ)       Aqeel_Alkhudhari#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالد بن الوليد المخزومي ومالك بن نويرة التميمي..
- الصين.. دولة عظيمة وشعبٌ جميل بلا نَخوَّة
- الجاينيّة، دِّيانة العفَّة والسَّلام واللاعنف..
- بوذا..هَجَرَ زَوجتَه المُراهقَة الجميلة ورَضيعه العَليل، وهج ...
- اليين واليانغ في الفلسفة الطاوية
- الهِنْد.. بلد المُعتَقدات الغريَّبة، ومآسِي الفَتَيات
- مذابح المسلمين في بورما.. تاريخٌ وحيثيَّات
- العلويُّون مرَّة أخرى.. بين الرَّحمن والشَّيطان
- إبادة الطائفة العلويَّة ..
- مآسِي المَسيحيَّة في باكستان..
- التشريب طعام أهل الجنّة..
- عائشة إبراهيم دوهولو
- دعاء خليل أسود
- الضمير والمعتقد..رؤية وتداعيات! (2-2)
- الضمير والمعتقد..رؤية وتداعيات! (1)
- سارة الجميلة...من يعيدها؟
- الانتماء واللعب بحقوق الآخرين!
- مكافحة الخوف الفردي...تجربة وتداعيات
- مطالبة الحكومة العراقية بالإلتزم بواجبها الوطني والأخلاقي تج ...


المزيد.....




- خلي أولادك يفرحوا.. اضبط تردد قناة طيور الجنة 2025 على جميع ...
- أحكام بالسجن على متهمين في قضية مرتبطة بالإخوان المسلمين في ...
- الفاتيكان: لن يتم اتباع الأصل الجغرافي للبابا الجديد
- أحلى قنوات الأطفال .. أحدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على جمي ...
- استقبلها بجودة ممتازة .. تردد قناة طيور الجنة الجديد على الأ ...
- كيف يتباين تعاطي الدول الأوروبية مع الرموز الدينية في المناص ...
- إشهار كتاب -المسجد الإبراهيمي بين عراقة التاريخ وتحديات الته ...
- دمشق.. مظاهرة حاشدة بالجامع الأموي رفضا لعدوان إسرائيل على ص ...
- بعد تعيين حامد باتيل.. تعليم الإسلام في بريطانيا يواجه العاص ...
- اعتقالات جديدة بصفوف الإخوان في الأردن وأحكام بالسجن بحق 4


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عقيل الخضري - قصة الخلق في الأساطير الصينية