أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عقيل الخضري - مآسِي المَسيحيَّة في باكستان..















المزيد.....

مآسِي المَسيحيَّة في باكستان..


عقيل الخضري
باحث، روائي، كاتب، ناشط في مجال حقوق الإنسان

(Aqeel Alkhudhari)


الحوار المتمدن-العدد: 8296 - 2025 / 3 / 29 - 17:36
المحور: حقوق الانسان
    


باكستان تعني الأرض الطاهرة، التي تطهَّرت من الهندوس، كما أراد لها قائد أعظم "محمد علي جناح" عند استقلالها عن الهند "1947"، ولذا فكل الأديان الأخرى تعتبر أقليّة ومُضطهدة في باكستان، وقد عايشت ذلك لسنوات..
قضية آسيه بيبي..
عاملتان مسلمتان تشاجرتا مع العاملة المسيحيّة آسيه بيبي، أثناء عملهن في مزارع التوت بقرية قرب مدينة لاهور الباكستانية، بعدما شربت آسيه الماء من بئر في الحقل، فأثارت حفيظة المسلمتين بأن ماء البئر أصبح نجسا، وتصاعد الشجار بينهن، وصرخت إحداهن بأن المسيحيّة شتمت النبي محمد والدين الإسلامي، فاشتعلت القصة في القرية وفي المنطقة وانتشرت كالنار في كل البلاد، فقامت الدنيا في عموم باكستان رغم اعتقال المتهمة آسيه بيبي.. وخلال مسيرة احتجاجية في مدينة بيشاور، أعلن "مولانا يوسف قريشي" إمام مسجد محبة خان في بيشاور، عن مكافأة قيمتها نصف مليون روبية لمن يقتل آسيه بيبي، وهو مبلغ كبير في باكستان، كما دعا طالبان أيضًا إلى قتل المرأة، لأن في ذلك "خدمة للدين" !!
حكم على آسيا بيبي بالإعدام بعد سنتين من إلقاء القبض عليها بتهمة التجديف، آسيه بيبي فلاحة، أميّة، وأم لأربعة أطفال!
أثارت قضية بيبي جدلًا في باكستان، فاعترض محافظ إقليم البنجاب سلمان تاثير على قانون التجديف، مما أدى إلى اِغتياله على يد حارسه الشخصي، ثم اغتيل وزير الأقليات شهباز بهاتي بعد معارضته قانون التجديف.
تدخَّلت منظمات حقوق الإنسان في العالم للدفاع عن آسيه بيبي، وقال البابا بندكتوس السادس عشر: إن هذا الحكم مرفوض. وبعد تسع سنوات من السجن، برأت المحكمة العليا الباكستانية آسيه بيبي من كل التهم الموجهة إليها ، فأثار الحكم موجة غضب كبيرة واحتجاجات من قبل الأحزاب الإسلامية- من ناحية أخرى- أشادت منظمات حقوق الإنسان بالحكم. أفرج عن آسيه بيبي وغادرت باكستان بمساعدة منظمات حقوقية دولية.
***
اختصم مسلم ومسيحي معوّق في باكستان، فلجأ المسلم إلى قوة الله الحاضر الغائب، فأعلن أن المسيحي تطاول على الرسول محمد، فدفع بمواطنه المعوّق، وبنظيره في الخلق إلى الضرب والسحل ثم إلى حبل المشنقة بهذا الاتهام.. وخرجت تظاهرات العوام تؤذي في المسيحيين وتحرق في ممتلكاتهم البسيطة.
***
لم يتمالك شرطي باكستاني، نفسه وهو يسمع إلى مشتبه به كان محتجزًا بالتوقيف، يسب الرسول محمد وكل من يؤمن به، فأمسك الشرطي بفأس كانت موجودة بجواره، ونزل بها على رأس الرجل فأراده قتيلًا.
وقال مسئول الشرطة في منطقة مادينا علي رضا، التابعة لمدينة كجرات في بإقليم البنجاب في تصريحات صحفية، إن "المشتبه به أربعيني يدعى سعيد طُفيل حيدر، تم إلقاء القبض عليه، لإصابته شخصين آخرين، وتم وضعه بمركز الشرطة من أجل أخذ أقواله."
وتابع رضا قائلا: بالفعل تم استجواب المتهم من قبل المفتش فراض نافيد، لكن أثناء التحقيق دأب المشتبه به، على الصراخ في وجه المحقق، وسب النبي محمد، وكل من يؤمن به، وكان يبدو عليه فقدان التوازن العقلي، لكن المحقق لم يستطع تحمل ذلك فقام بقتله بفأس.
***
قتل وحرق شهزاد وزوجته شاما
قتل حشد كبير من المسلمين زوجين مسيحيين " 4- نوفمبر 2014" ضربا حتى الموت، ثم أحرقت جثتيهما بعد ذلك في فرن آجر حيث كانا يعملان، بتهمة الإساءة إلى الإسلام.
وقع الحادث في مدينة كوت ردها كيشان، الواقعة على مسافة ستين كيلومترا من لاهور، إحدى كبرى مدن شرق باكستان.
وقال ضابط في الشرطة المحلية إن "حشدًا من المسلمين انتقم من العاملين شهزاد وزوجته شاما المسيحيين، بعد اتهامهما بتدنيس القرآن قبل يوم"، وأكد روايته مسئول آخر في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأعلنت سلطات ولاية البنجاب التي تقع فيها القرية، إنها أمرت بتشكيل لجنة مصغَّرة للقيام بتحقيق سريع حول هذه القضية، وأمرت الشرطة بتعزيز الأمن في الأحياء المسيحيَّة.

و مثل هذا السعار والتظاهرات معروفة في هذا البلد، حيث أقدم متظاهرون مسلمون "أيلول 2012"على حرق الكنيسة اللوثرية في مدينة ماردان شمال غرب باكستان بالكامل، احتجاجًا على الفيلم المسيء للرسول، وحاولوا إحراق أبن مطران الكنيسة حيا، إلا أن الشرطة تمكنت من إنقاذ حياته.

لا أعتقد أن مثل هذه الأحداث ستكون بهذه الحمى، لولا الطمع بالشفاعة والوعد بدخول الجنَّة، و تناول الخلود وما يترتب عليه من حياة مرفّهة جامعة لكلِ الملذات ومشبعة للشهوات! فالغالبية العظمى من الباكستانيين يعرفون الدين من خلال شيوخ دين يعتمدون التفاسير المتطرّفة المترجمة إلى اللغة الأردية، ولا يعرفون قراءة القرآن!

في باكستان يمنع المسيحيون وهم أقلية فقيرة ومضطهدة تشكل 3% من السكان، من العمل في المطاعم والمحلات التجارية، ويقتصر عملهم على تنظيف الطرق وجمع النفايات!
في عام 2001 طلبت من شابة مسيحية كانت تجمع القمامة من الأرصفة، العمل معنا في وكالة أنباء مدار في إسلام آباد لتنظيف المقر وعمل الشاي والقهوة، فاستنكر زملائي من أساتذة الجامعة وكذلك طلبتي خطوتي هذه، فلم يتناولوا من يد الفتاة لا شاي و لا قهوة ولا ماء.. فصارحتهم بأنني لا أجدا حرجًا من تناول الطعام من يد مسيحي ولا معه، فلدي في العراق صديقات وأصدقاء نصارى أعتز بصداقتهم، وهذا حال كل العراقيين المسلمين.
في الأردية لغة باكستان الرسمية، تسمى المرأة "عورت"
مفردة أصلها عربي بمعنى كل أمر يستحيا منه!



#عقيل_الخضري (هاشتاغ)       Aqeel_Alkhudhari#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشريب طعام أهل الجنّة..
- عائشة إبراهيم دوهولو
- دعاء خليل أسود
- الضمير والمعتقد..رؤية وتداعيات! (2-2)
- الضمير والمعتقد..رؤية وتداعيات! (1)
- سارة الجميلة...من يعيدها؟
- الانتماء واللعب بحقوق الآخرين!
- مكافحة الخوف الفردي...تجربة وتداعيات
- مطالبة الحكومة العراقية بالإلتزم بواجبها الوطني والأخلاقي تج ...


المزيد.....




- حملات أمنية واعتقالات تطال العشرات في أشرفية صحنايا
- الإمارات تدين -إساءة- استخدام القوات المسلحة السودانية لمنصا ...
- الأمم المتحدة: 92% من الرضّع في غزة محرومون من الغذاء الأساس ...
- روسيا: لا بديل عن عمل الأونروا في غزة
- العفو الدولية تدعو سلطات مالي للتراجع عن مقترح حل الأحزاب
- الأمم المتحدة تدعو الأطراف الليبية للتركيز على مسار توافقي ل ...
- آثار خنق وتعذيب وأعضاء مفقودة.. تحقيق يكشف ما حلّ بصحفية أوك ...
- تركيا تأمر باعتقال 15 شخصا بتهمة التلاعب بالبورصة
- الأونروا تصف حصار غزة بـ-الفضيحة الحقيقية-، ومحكمة العدل الد ...
- أمام محكمة العدل الدولية... أمريكا تبرر حظر إسرائيل لمساعدات ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عقيل الخضري - مآسِي المَسيحيَّة في باكستان..