أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عقيل الخضري - الانتماء واللعب بحقوق الآخرين!














المزيد.....

الانتماء واللعب بحقوق الآخرين!


عقيل الخضري

الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 10:55
المحور: حقوق الانسان
    


الانتماء حاجة إنسانية لضرورة الحياة والتعايش كمجتمعات آمنة بالتقبل والإبداع...إلا أن يتحول الانتماء إلى تطرف و حالة (نرجسشوفينية) لا تتقبل الآخر و لا تسمح بوجوده..بل وتعمل لإلغائه وشطب حياته،فهذه هي الكارثة التي تعيشها الإنسانية وتواجهها المدنية اليوم.فالعربي يمتلك هذا الموروث الموجع للضمير، ويعتز به كما كان السلف..حيث يرى في نفسه وفي قبيلته ولا يزال الواحد الأحد...وقد دخل الدنيا وشارك في المدنية بأفضليته ( السيف واللسان وما تحت سرته) فتباهى بالسيف وبقطع الرؤوس وتغنى بالقوة ووسيلة الإبادة.ودخل الحروب والقتال ،والكر والفر، مماشيا لمنهج (مكيافيلي)، لإشباع غرائزه الجنسية!
عمرو بن كلثوم لم يكن الأول بالتغني بصبغ الرايات البيض بالدم ولا آخرهم وقد علقت قصيدته النرجسية على أستار الكعبة ودخلت التاريخ كواحدة من المعلقات السبع...وما كانت جولات الاحتراب والحروب العبثية تأخذ في رقاب الناس ظلما وعدوانا لولا الانتماء الأعور والأطرش..وماشى العرب القبائل الإفريقية التي تذبح في الناس ذبح الخراف بسبب الانتماء المخالف ووفق رؤية السلف، فإن الانتماء وبدلا من التعاطى مع باقي الخلق بروح المحبة و النفس الإنسانية فانه ولا زال يكرس حب الذات والاستئثار بالطيبات مادية كانت أو معنوية ولغف ما له وما ليس له وفق نظرية الصفوة والفئة المختارة، حسب الأفضلية العربية التي أوردتها أعلاه..و حتى نظرية الحياة ما بعد الحياة ،وكأن خلق الآخرين عبثا فوق عبث في عبث لا غير وقد غابت عنه أي حكمة ومسؤولية بالتدبير!
التعصب للانتماء الديني ثم القبلي هو ما سفك الدم و هدر حق الإنسان بالحياة و حقه بالحرية والمعتقد والانتماء...وما وصلت أوربا إلى تفهم حق الإنسان بالحياة والحرية والمعتقد لولا بطش التعصب الديني والحروب الدينية وتسويق الوهم بين البسطاء والخائفين والمحتارين والتي كللت بالظلم والدم والظلمة على أوربا حتى تمخض الفكر الإنساني عن رؤية رافضة، فكانت الثورات على سطوة الكنيسة والثورة على المتنفذين والإقطاع ، والثورة على الثورة!
الاستعلاء الديني والقومي والقبلي والجماعي والفردي ما كان لينمو دون أرضية تتماوج ما بين الشعور والإحساس بالدونية وفق تعليل أدلر.
اليوم كأن العالم يتراقص في ملعب الشيطان ، و جزء ممن يحسبون على الإنسان تحولوا من كائنات عاقلة وواعية إلى وسائل تدمير غير مدركة ولا علاقة لها بروح الإنسان ولا فلسفة وجوده.
صُدرّت الأفكار المتطرفة والانتماء الأعمى بتقبل قتل الذات بقتل الآخر ،المخالف فكريا وعقائديا وسياسيا بالطبع..فالأفكار المتطرفة تطبخ في سراديب المخابرات الدولية قبل خروجها من الشيوخ ومن المنابر ببرمجة خادمة للانتماء المخابراتي أولا بأول.
القطعان الخارجة لقتل الإنسان لا نراها إلا في الأخبار والصور ، ونحمد القدر ببعدنا عنها ،غير أن نكبات الآخرين ومعاناتهم تصلنا و تؤذي في الضمير! فنشعر بالغضب والثورة والألم..ونحس بالعجز في تقديم أي عون...فيما تمر هذه الأحداث الدامية بدم الناس ومصائرهم كأرقام عابرة في عوالم بلا ضمير.فما معنى الانتماء دون ضمير؟
ما معنى أن يفخخ مخلوق أخته التي لم تتجاوز العشرة أعوام لغرض تفجير نفسها عند مجموعة ناس آخرين ؟ يتقاسم معهم الهوية الوطنية والبقعة الجغرافية والعيش بل والدين ذاته ، لكنه يختلف بالرؤية.كما حدث مع الطفلة الأفغانية سبوزماي ، قبل يومين!
ما معنى أن يسمح إنسان لنفسه بسبي طفلة من عائلة لاجئة أو معوزة؟ وانتزاعها من حقوقها وطموحها و أحلامها ومن أهلها، و شرعنة اغتصاب جسدها ، بزفة دموعها ودموع أسرتها، كما أغتصب حياتها بالقليل من المال والكثير من لفلفة الموروث!
الذي يحدث في مخيمات اللاجئين السورين ، وفي صفوف الهاربين من جحيم الاقتتال السوري ،عار في جبين المدنية لمن يرى !و كيف للمسوخ رؤية وجوههم إن كانوا عميان؟
ما معنى قيام أفراد بحرق مكتبة السائح العريقة في طرابلس بلبنان؟ فتذكر بأجواء محاربة الفكر والرأي وحرق الكتب كما حرقت كتب ابن رشد قبل أكثر من ثمانية قرون!
ويصل التطرف بالانتماء الرياضي إلى مهاجمة الطرف الآخر حد القتل كما شاهدنا في كوارث مشجعي فرق القدم الوطنية..وفي القرن الواحد والعشرين تنقل الأخبار عن منع دخول سياح لدولة سياحة بسبب انتمائهم المذهبي!!
ولا نعرف انتماء من يقوم بسرقة الأمانة والمروءة والشرف والأعراف والقيم ويقوم بإعداد صور أو بتركيب الصور لفتيات يعرفهن ، كزملاء دراسة أو عمل أو جيرة أو حتى أقارب! وينشرها في مواقع التواصل الاجتماعي..مما يقتل فيهن البهجة والأمل والروح ،فيقدمن على الانزواء أو الانتحار كما حدث مع فتاة فيتنامية، وفتاة عراقية...ومئات من قصص الخوف المشابهة تترقرق بالألم والخوف في داخل مئات من المسالمات والمسالمين الذين شاء القدر أن يكونوا وسط هذا الانتماء بجذوره الدونية كما يرى أدلر ويعلل.
www.aqdi.org



#عقيل_الخضري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكافحة الخوف الفردي...تجربة وتداعيات
- مطالبة الحكومة العراقية بالإلتزم بواجبها الوطني والأخلاقي تج ...


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عقيل الخضري - الانتماء واللعب بحقوق الآخرين!