أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عقيل الخضري - الضمير والمعتقد..رؤية وتداعيات! (2-2)















المزيد.....

الضمير والمعتقد..رؤية وتداعيات! (2-2)


عقيل الخضري

الحوار المتمدن-العدد: 4452 - 2014 / 5 / 13 - 03:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الرؤية الحولاء للأشياء حولت فلسفة الأديان من بُعد واسع وحكيم إلى تطرف رميم ، وباتت الرحمة التي نادت بها الأديان نقمة على الآخرين.
أرسطو طرح آلية المنطق ليعصم العقل من الخطأ فلوي المنطق للمنطقة الجامدة فحرمت حتى الأفكار...في حوار تلفزيوني مع مفكر سلفي شهير، كان هناك مداخلة لناشطة مدنية سألته عن فتواه بجواز معاشرة الطفلة ولو كانت بعمر ثلاث سنوات ، طالما أنها تطيق العملية ، فرد الرجل ببساطة: ربنا الذي يقول ، هو انتي مقتنعة بالقرآن وإلا لا؟!
وبالتأكيد لم تستطع السيدة رفض ما موجود بالقرآن ، ولا الاعتراض على قول ربنا . ومن هو الذي يعترض على قول ربنا ؟!.وهكذا لفلف الداعية فتواه الصارخة بتمزيق المروءة، وانتهاك الطفولة، واستعباد البراءة ،باسم الله !كما كان قد طرح: ابعدم جواز حب زوجتك القبطية وانما استخدمها للمتعة! وباسم الله أيضا!
تقبل فكرة الجنس مع طفلة ، موضوع مقزز كما يرى صديقي الهندي ،يشبه لحد ما التلذذ بلحم (القوزي) اي لحم جنين البهيمة، سواء مات بذبح أمه ، أو خرج ميتا ،طالما أن حكم الجنين هو نفس حكم الأم ، وذكاته هي ذكاة أمه .
استخدام الله ، وقول الله ، وحكم الله ، كوسيلة لتصفية أشكال المعارضات ، ولرغبات شخصية ،بدأت منذ بدء الدعوة لله...ويكفي ان يتهم فرد أو مجموعة بأنه تطاول على الذات الألهية أو الرسل أو كفر بما انزل ،حتى يلقى شر العذاب الذي لا يفكر به شيطان ، قبل ان يقتل شر قتلة.
ابن المقفع كتب عن صحابة الخليفة العباسي وما تمثل من بطانة فاسدة تعتاش على قوت الأمة ،ولم يكتب عن صحابة النبي، ولا عن الله ،ولا عن الجحيم المفرط حيث يرمى بالمساكين-مليارات منهم دون سبب سوى انهم يختلفون معنا بالمعتقد - وكان ابن المقفع قد استشار فأمن ،وهو يكتب صيغة أمان عبدالله بن علي مع ابن أخيه المنصور العباسي ، فدفع ثمن تسوية حسابات شخصية ، وقطع من جسمه اللحم قطعة قطعة ،وشويت بتنور وهو حي ينظر لشوائه ويجبر على تناول لحمه ،قبل أن يشوى كليا.
كما ضرب بشار بن برد بتهمة الزندقة ، وعابوا عليه ان يتحسس الألم من الضرب ،و لا يذكر الله، فقيل: انظروا إلى زندقته مانراه يحمد الله تعالى .. فقال بشار : ويلك ! أثريد هو حتى أحمد الله عليه... فما وصل إلى السبعين سوطا .. أشرف على الموت.
حتى على قرارات الموت السلطانية يريدون امتثالا ، و تشكر وسجود...أو يخرج العوام، كتل عمياء ومسعورة ، طمعا بجنة مجانية على حساب جثث المساكين.
بوكو حرام تخطف الطالبات غير المسلمات في نيجيريا وتعرض بيعهن كسبايا، وفق شرع الله؟
و نشرت هذه الجماعة شريط فيديو لبعض الفتيات المخطوفات (اليوم) ،يجلسن امام يافطة كتب عليها لا إله إلا الله ، ظهرت فيه المختطفات يتلونَ الشهادة وآيات من القرآن، وهن مرتديات الحجاب، ذكر مصدر ان غالبية الفتيات اعتنقن الإسلام!!
الجرائم التي ترتكب باسم الله، أكثر من الجرائم التي حسبت على النازية، وأكثر من جرائم أمريكا في فيتنام ، وفي حربها على العراق. فالجميع يقاتل من أجل الله ، والكل يقتل لله.
باكستان تعني الأرض الطاهرة التي تطهرت من الهندوس والسيخ ،كما أراد لها محمد علي جناح عند استقلالها عن الهند (1947)، ولذا فكل الأديان الأخرى تعتبر أقلية ومضطهدة في باكستان وقد عايشت ذلك لسنوات.اختصم مسلم ومسيحي في باكستان ، ولجأ المسلم إلى قوة الله الحاضر الغائب ، فأعلن ان المسيحي تطاول على الرسول محمد ، فدفع بمواطنه المعوق ، وبنظيره في الخلق الى حبل المشنقة بهذا الاتهام... وخرجت تظاهرات العوام تؤذي في المسيحيين وتحرق في ممتلكاتهم !
و مثل هذه التظاهرات معروفة في هذا البلد ، حيث اقدم متظاهرون مسلمون ( ايلول 2012)على حرق الكنيسة اللوثرية في مدينة ماردان شمال غرب باكستان، بالكامل ،احتجاجا على الفيلم المسيء للرسول، وحاولوا احراق أبن مطران الكنيسة حيا ،إلا أن الشرطة تمكنت من إنقاذ حياته.
لا أعتقد ان مثل هذه الأحداث ستكون بهذه الحمى، لولا الطمع بالشفاعة والوعد بدخول الجنة و تناول الخلود وما يترتب عليه من حياة مرفهة جامعة لكل الملذات ومشبعة للشهوات!
القاعدة تفجر في المجتمعات العمالية والفقيرة في باكستان وأفغانستان والعراق واليمن وقتلت عشرات الآلاف من الأبرياء باسم الله.
ويقتل الناس في سوريا باسم الله ، كما تقتل النصرة داعش ، وتقتل داعش في النصرة باسم ربنا...وربنا في السماء، أو هو أقرب إلينا من حبل الوريد، وساكت على كل مايحدث ؟
أقول ان المرجعيات الدينية انشغلت في مماحكات الرأي الآخر أكثر من الرسالة الواضحة بحب الآخر وتقبلة...حتى تشعر انهم صنعوا من الله سلطانا ،يصدر أحكامه بالقتل والعفو برؤية قبلية وليس كخالق ومدبر عظيم لكون عظيم.
لا ريب أن نظرية الشفاعة، والعفو، والمخلص ،خلقت من العامة أنصار منكفئة ومستميتة لدكتاتورية مسوق لها دينيا ،وهذا ما جعل من أسس الضمائر تبنى رخوة وسائحة ، طالما أن الغفران سيصدر عاجلا أو آجلا للطائفة المنصورة ! إلا من أشرك، ويعني هنا بالجهة الأخرى طبعا ، أو من ترك الصلاة،وويل لتارك الصلاة ، ومن ترك الصلاة فقد كفر ، كما روي عن أبن عباس. وقال أحمد بن حنبل: ( تارك الصلاة كافر كفراً مخرجاً من الملة، يقتل إذا لم يتب).
ولذلك وعى الشيخ مصطفى 62 عاما لعظمة الصلاة وصغر جريمته تجاه ترك الصلاة،بعدما اغتصب الطفلة بسملة (7 سنوات) ابنة الجيران، وقتلها وسرق حلقها ، فذهب الى صلاة الفجر وأم الجماعة.وعاد للتخلص من جثة الطفلة.
صراع الذات داخل النفس ، صراع أزلي ومرير، ولطالما انتصرت الرغبات المكبوتة ( الهو) على الأنا الأعلى كما قسمها فرويد ( العقلانية والمعتقد والضمير بالقيم والأخلاق والمباديء)، فحولت البشر إلى مخلوقات هائجة، لا عقلانية وقد خلت من الضمير بالبتة ورميت الاتهامات على شياطيننا الافتراضية..
يرى بوذا ان الشهوة هي أصل المعاناة وان الجهل بالطبيعة الحقيقة للأشياء و الانسياق للشهوة وتلبية رغباتها ، يولدان الجذور الثلاثة لطبيعة الشر وهي: الشهوانية، الحقد، والوهم، وتنشأ من هذه الأصول كل أنواع الرذائل والأفكار الخاطئة!
لم يهدد بوذا بنار ولم يتوعد بمنازل الجحيم، ولم يعد بجنة ،وهو يضع الحقائق النبيلة للرفعة بالذات العليا ،كما يسميها فرويد ، والضمير كما نحن نبحث فيه ، ولحياة لائقة بنا كبشرية ،ويتألف درب السمو ب"الذات العليا" من ثمان مراحل بثمان فضائل:
الفهم والفكر والكلام والسلوك والمعيشة والجهد والوعي والتركيز الصحيح!
كونفوشيوس وضع للضمير قولا مختصرا: "ما لا تتمناه لنفسك لا تتمناه لغيرك"
بوذا، وكونفشيوس ، وزرادشت الذي طلب ان يتعامل بالرفق حتى مع الحيوانات ، هم ممن لا يعجبون شيوخنا الذين صدقوا انفسهم بأهليتهم للحكم على معتقدات الآخرين!
عايشت الكثير من غير الدينيين بضمير صاح ، استأنسوا برفعة قول مفكريهم ، ولم يرهبهم تهديد بأي صورة ولم يطمعوا بحياة ثانية تشبع غرائزهم لقاء هذا العفة وتقدير الذات.
الذات العليا ( المبادىء والضمير) تشكل معتقد اللاديني ،بينما يكون المعتقد هو المُشَكل للذات العليا بالنسبة للديني! كما ذكرت في جزء الموضوعة الأول.
في حوار مع المفكر السعودي حسن المالكي نشر في إيلاف (28 ابريل2014)، يقول الرجل: من المفارقات أن الشيطان جعل أكثر الناس صلاة أكثرهم ظلما وفحشاً بينما الملحدون واللادينيون انسانيون ويحبون الخير وطيبون، وهذه فطرة انسانية وإن كنت أرجو أن يستكملوا البحث للوصول لله.



#عقيل_الخضري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضمير والمعتقد..رؤية وتداعيات! (1)
- سارة الجميلة...من يعيدها؟
- الانتماء واللعب بحقوق الآخرين!
- مكافحة الخوف الفردي...تجربة وتداعيات
- مطالبة الحكومة العراقية بالإلتزم بواجبها الوطني والأخلاقي تج ...


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عقيل الخضري - الضمير والمعتقد..رؤية وتداعيات! (2-2)