أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عقيل الخضري - الرِسالة والإمارة.. -2-















المزيد.....

الرِسالة والإمارة.. -2-


عقيل الخضري
باحث، روائي، كاتب، ناشط في مجال حقوق الإنسان

(Aqeel Alkhudhari)


الحوار المتمدن-العدد: 8332 - 2025 / 5 / 4 - 09:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ"
الأنبياء 107
قال النبي:" من أئتمنه رجل على دمه فقتله، فأنا بريء منه ولو كان المقتول كافرًا"
للخوارج- أغلبهم من البدو الرحل، أطلقوا على أنفسهم أهل الإيمان، أو جماعة المؤمنين، بينما أطلق عليهم مخالفوهم اسم "الخوارج" لخروجهم على الخليفة علي بن أبي طالب، وثوراتهم المتعددة، فقد رفضوا التحكيم بين علي ومعاوية، وخرجوا بالعراق بشعار "لا حكم إلا حكم الله"- تاريخ مظلم بالقتل والاعتداء على النساء والأطفال، فقد بقروا بطون النساء وقتلوهن بالسيوف، وألقوا بالأطفال في القدور وهي تفور، فمات الأطفال سلقًا!!
أول ما ظهر منهم، أنّهم لاقوا عبد الله بن خباب - صحابي- ومعه امرأته وهي حبلى قد أركبها على حمار وهو يسوقه، فعرفوه، سألوه عن الخلفاء فأثنى عليهم جميعًا، فأضجعوه وذبحوه، ثم أخذوا امرأته فبقروا بطنها.. وقتلوا ثلاث نسوة من طيء، وقتلوا أم سنان الصيداوية، فلما بلغ الإمام على ذلك، بعث إليهم برسول يطلب منهم تسليم القتلة، فقالوا: كلّنا قتلتهم، وكلّنا نستحلّ دماءكم ودماءهم!
لما خطب الحسن بن علي في أصحابه، لاح لهم من قوله أنّه يريد الصلح ومعاوية، فثاروا وانتهبوا متاعه واختلفوا.. طائفة معه والأكثر عليه.. وطعنه سنان الأسدي في فخذه بالمغول- عصا في باطنها سنان دقيق- ، فغشي على الحسن، وسبق عبيد الله الطائي، فصرع سنانا، وأخذ ظبيان بن عمارة المغول من يده، فضربه به فقطع انفه، ثم ضربه بصخرةٍ على رأسه فقتله..
كان من شروط صلح الحسن ومعاوية"41للهجرة"، أن لا يطلب معاوية أحدًا من أصحاب علي، ولا يساله عن تصرّفات سابقة، لكن معاوية لم يف بما تعهّد به..
وكان ممن طلبهم معاوية وألحّ، عمرو بن الحمق الخزاعي- صحابي و من جماعة الإمام علي بن أبي طالب- بتهمة المشاركة في قتل الخليفة عثمان بن عفان، فراغ عمرو منه وفرّ، فأمر معاوية بحبس آمنة بنت شريد، زوجة عمرو في سجن دمشق، وظلت سجينة سنتين، حتى قبض عامل معاوية على الموصل، على الخزاعي، وكان في الثمانين ومريضًا، فطعن في بطنه، فمات في الطعنة الثانية.
وذكرت المصادر أن رأس عمرو بن الحمق أوَّل رأس حمل في الإسلام من بلد إلى بلد، كما أنّه أول رأس أهدى في الإسلام، بعث به زياد بن أبيه إلى معاوية..
طاف رأس الخزاعي في دمشق، ثم بعث معاوية بالرأس إلى آمنه زوجة الخزاعي، وهي في سجنها، وأمر الحرس أن يطرح الرأس في حجرها، فنفذ الحرس ذلك، فارتاعت آمنه، ساعة، ثم وضعت يدها على رأسها وقالت:
واحزناه، نفيتموه عنّي طويلًا، وأهديتموه إليّ قتيلا، فأهلًا وسهلًا بمن كنت له غير قالية، وأنا اليوم غير ناسية، ثم قالت للحرسي: أيها الرسول أرجع إلى معاوية وقل له: أيتم الله ولدك، وأوحش منك أهلك، ولا غفر لك ذنبك.
فأخبر الحرسي معاوية بما قالت، فأحضرها، وقال لها:
"ياعدوة الله، أنت صاحبة الكلام الذي بلغني؟"
فأجابته: "نعم ، غير مُنازعة عنه، ولا مُعتذرة منه، ولا مُنكرة له. وبعد حوار بينهما ساده مبدأ القوة والشماتة، قال لها "خال المؤمنين": اُخرجي من بلادي.
فأجابته: أفعل والله ما هو لي بوطن!
في السنة 66 بعث المختار الثقفي، قائده عبد الله بن كامل، إلى حكيم بن طفيل الطائي، وكان في موقعة الطف بكربلاء، قد أصاب سلب العباس أخي الإمام الحسين، ورمى الحسين بسهم، وكان يقول: تعلّق سهمي بسرباله وما ضرّه، فأخذه ابن كامل.. وكان أهل حكيم استغاثوا بعديّ بن حاتم الطائي، فلحقهم في الطريق، وكلّم عبد الله بن كامل فيه، فقال له: مالي من أمره شيء، إنما أمره إلى الأمير المختار، فذهب عدي يريد المختار، فخشي عبد الله أن يشفعّ عدّيًا في أمره، فنصبه في الطريق وقال له: سلبت ابن علي بن أبي طالب ثيابه، والله، لنسلبنك ثيابك وأنت حيّ تنظر.. فنزعوا عنه ثيابه، ورموه رشقًا واحدًا، فخر ميتًا وكأنه قنفذ.. وعاد ابن كامل إلى المختار، فوجد عديا عنده، فسأله عن حكيم؟ فقال: غلبتنا عليه الشيعة فقتلوه.
وفي السنة 66، كان على الكوفة إبراهيم بن مطيع، يليها لعبد الله بن الزبير، وعلى شرطته إياس بن مضارب، وكان المختار الثقفي يدبّر للاستيلاء على الكوفة، وقد بايعه إبراهيم الأشتر، ومرّ إبراهيم بعد المغرب، بإياس بن مضارب ومعه شرطة، فأراد إياس اعتقال إبراهيم، فقال له إبراهيم: لا أبالك، خلّ سبيلنا. فاغلظ له إياس، وكان مع إياس رجل يحمل رمحًا، فأخذ إبراهيم الرمح منه وطعن إياس في ثغرة نحره فصرعه، وقال لرجل من أصحابه: إنزل إليه فأحتز رأسه، فنزل إليه فإحتز رأسه فتفرق أصحابه.
في السنة 66، أمر المختار بعمرو بن صبيح، أحد من قاتل الحسين وشارك في معركة الطف. وكان يقول: لقد طعنت بعظهم، وجرحت فيهم، وما قتلت منهم أحدًا, فبعث إليه المختار، فأتي ليلًا، وهو على سطحه وسيفه تحت رأسه، فأخذوه إلى الحبس.
وفي الصباح جيء به مقيّدًا، فقال أمام المختار:
أما والله يا معشر الكفرة الفجرة، لو أن سيفي بيدي، لعلمتم أنّي بنصل السيف غير رعش ولا رعديد، ما يسرّني أن كانت منيتي قتلًا، أنه قتلني من الخلق أحد غيركم، لقد علمت أنكم شرار خلق الله، غير أني وددت لو بيدي سيفًا أضرب به فيكم ساعة.
فقال المختار: عليّ بالرماح.. اطعنوه حتى يموت، فطعن بالرماح حتى مات.
عندما هرب شمر بن ذي الجوشن- أحد قتلة الحسين- خارجًا من الكوفة، اتبعه غلام للمختار يدعى زربي، فعطف عليه شمر فقتله، ونزل بأحد القرى فكتب إلى مصعب بالبصرة كتابًا، ووجه به رسولًا، فأخذت مسلحة المختار الرسول، وسألوه عن صاحب الكتاب فدلّ على القرية التي أوى إليها شمر .. أعلم المختار بالحال، فوّجه إلى شمر خيلًا، فلم يشعر شمر إلّا وقد أحاط العسكر بالقرية، فخرج إليهم يقاتلهم وهو يرتجز:
نبّهتم ليث عرين باسلا
لم ير يوما عن عدو ناكلا
إلّا كذا مقاتلًا أو قاتلا
فقتله عبد الرحمن بن عبد الله الهمداني، طعنه في ثغرة نحره، وهو ينادي: يالثارات الحسين
ثم وطأته الخيل وبه رمق حتى مات، فأختز رأسه وأتى به المختار، ونبذت جيفته للكلاب.
كان الحجّاج بن يوسف الثقفي، أمير العراق لعبد الملك بن مروان جبانًا، ولما حصر عبد الله بن الزبير بمكَّة، كان يبعث بجنوده للمواجهة ويتحرّز من مقابلة ابن الزبير، ولما بلغه أنّ عبد الله قتل، تصرّف تصرفًا بادي الخزاية، إذ تظاهر بالبطولة، وعمد إلى جثّة عبد الله بن الزبير، في مسجد الكعبة، وبرك على الجثّة، واستلّ سيفه وقطع عنقه بيده، بعدما جبن عن مواجهته حيّا فبادر باحتزاز راسه ميتًا.
كما نكص الحجاج عن مبارزة غزالة، زوجة شبيب الخارجي، فقال فيه الشاعر:
أسد عليّ وفي الحروب نعامة
فتخاء تفزع من صفير الصافر
هلا برزت إلى غزالة في الوغى
بل كان قلبك في جناحي طائر



#عقيل_الخضري (هاشتاغ)       Aqeel_Alkhudhari#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرِسالة والإمارة.. -1-
- إعدام أوَّل امرأة في الاسلام* .. حرية الرأي وجدلية العلاقات ...
- المُنتَحِر حبيب الله..
- الجعد بن درهم
- ابن أبي العوجاء والزندقة
- حَيثِيَّات خلق الخنزير
- إله الجبل و الكلب شياوباي
- الثعبان والضفدع
- لماذا مؤخرة القرود حمراء ؟
- الثعبان إله الأجداد
- عِبادَة التِّنِّين
- عندما اشتكى الخروف والخنزير إلى الله من الذبح..
- قصة الخلق في الأساطير الصينية
- خالد بن الوليد المخزومي ومالك بن نويرة التميمي..
- الصين.. دولة عظيمة وشعبٌ جميل بلا نَخوَّة
- الجاينيّة، دِّيانة العفَّة والسَّلام واللاعنف..
- بوذا..هَجَرَ زَوجتَه المُراهقَة الجميلة ورَضيعه العَليل، وهج ...
- اليين واليانغ في الفلسفة الطاوية
- الهِنْد.. بلد المُعتَقدات الغريَّبة، ومآسِي الفَتَيات
- مذابح المسلمين في بورما.. تاريخٌ وحيثيَّات


المزيد.....




- “ماما جابت بيبي” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الجنة 2025 Toy ...
- أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ...
- لليوم الـ12: الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيا ...
- “سلي طفلك الأن” تردد قناة طيور الجنة الجديد عبر النايل سات و ...
- الأزهر: من مسجد الفاطميين إلى جامعة إسلامية عريقة
- الهجوم على كنيسة مار إلياس بدمشق يثير مخاوف المسيحيين في سور ...
- سوريا.. عملية أمنية ضد وكر إرهابي متورط بهجوم الكنيسة
- مفتي القاعدة السابق: هذا ما جعل بن لادن يجر أميركا لحرب في أ ...
- اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عقيل الخضري - الرِسالة والإمارة.. -2-