أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - تركيا والكردستاني.. هل اقترب حلّ القضية الكردية؟














المزيد.....

تركيا والكردستاني.. هل اقترب حلّ القضية الكردية؟


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 14:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أكثر من أربعين عاماً من الكفاح المسلح والصدام الدموي، أعلن حزب العمال الكردستاني (PKK) عن حلّ نفسه وإلقاء السلاح في خطوة مفصلية قد تفتح الطريق أمام سلامٍ طال انتظاره. وعلى الرغم من الأسئلة المشروعة التي تثار حول طبيعة التفاهم الذي أدى إلى هذه النتيجة، فإن اللحظة تبدو ناضجة أكثر من أي وقت مضى لطيّ صفحة دامية والانتقال إلى مستقبل قائم على التفاهم والحقوق المتبادلة.

نقطة تحوّل.. رغم الغموض
الخطوة التي اتخذها الحزب ليست مجرد تنازل تكتيكي أو انسحاب مفاجئ، بل يمكن قراءتها كإدراك عميق من طرفي النزاع، أن الحرب – مهما طال أمدها – لا تحل جذور القضايا. وإذا كانت تفاصيل الاتفاق غير معلنة حتى اللحظة، فإن ذلك لا يلغي قيمة الفعل الرمزي الكبير المتمثل بإلقاء السلاح والانفتاح على التسوية.
صحيح أن غياب وثيقة علنية أو إطار دولي واضح قد يُثير قلق البعض، إلا أن الأمل يكمن في تحوّل المزاج الشعبي داخل تركيا وخارجها نحو نبذ العنف، وفي وجود قوى مدنية، كردية وتركية على السواء، باتت تضغط من أجل حلول سلمية قائمة على الاعتراف المتبادل والعدالة.

نحو ضمانات تُبنى على الشفافية والثقة
في الماضي، انهارت العديد من المبادرات بسبب غياب الضمانات أو ضعف الوساطات. لكن هذه المرة، تبدو الأرضية أكثر نضجاً، خاصة في ظل إدراك إقليمي ودولي أن استقرار تركيا – بل واستقرار الشرق الأوسط برمّته – لن يتحقق دون حل عادل للقضية الكردية.
الوساطات الإقليمية والدور المحتمل للأمم المتحدة، وإن لم تُعلن رسمياً بعد، يمكن أن تشكل لاحقاً مظلة داعمة، خصوصاً إذا أُحسِن استثمار لحظة التهدئة وتحوّلها إلى مشروع سياسي حقيقي.

الفرصة الذهبية لتركيا وأردوغان
مهما كانت الحسابات السياسية، فإن ما يحدث اليوم، يمنح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فرصة تاريخية لا تُقدّر بثمن: أن يدخل التاريخ لا كزعيم شنّ الحروب، بل كقائد أنهى واحدة من أعقد الأزمات الداخلية المزمنة في بلاده. التوجّه نحو منح الكرد حقوقهم القومية – من اعتراف بالهوية إلى تعزيز المشاركة السياسية – لم يعد ترفاً أو مطلباً حزبياً، بل ضرورة لبناء دولة مستقرة تحترم تنوعها وتحتضن كل مكوّناتها.

الحقوق القومية: من الحلم إلى الخريطة السياسية
الحديث عن الحقوق القومية الكردية يجب ألّا يبقى في خانة الشعارات، بل يجب أن يتحوّل إلى خطوات واضحة، تشمل: الاعتراف الدستوري بالهوية الكردية، وإدماج اللغة والثقافة الكرديتين في مؤسسات الدولة، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وفتح المجال لحوار حقيقي حول صيغ من الإدارة الذاتية الثقافية أو السياسية ضمن إطار الدولة التركية الواحدة.
إذا كانت هذه المطالب قد رُفضت سابقاً تحت ذرائع الأمن والانقسام، فإن السنوات الأربعين الماضية أثبتت أن إنكار الهوية الكردية لم يجلب إلا المزيد من الدماء والخسارات للطرفين.

سلامٌ ببطولة الشعوب لا بمسرحيات السياسة
أجمل ما في اللحظة الراهنة هو أنها لم تُفرض بقوة الخارج، بل جاءت من قناعة داخلية بأن طريق الحرب مسدود، وأن لا منتصر في نزاع أهلي يطحن الجميع. المطلوب الآن، أن يكون الشعبان، الكردي والتركي، هما من يرسمان ملامح الحل، عبر حوار شفاف وشامل ومباشر.
السلام الحقيقي لا يُبنى على أوراق سرّية ولا على اتفاقات الغرف المغلقة، بل على مشاركة جماهيرية تحوّل التسوية من مشروع نخبوي إلى عقد اجتماعي جديد يعيد تعريف العلاقة بين الدولة ومواطنيها.

نهاية النزاع.. بداية الأمل
إن إعلان حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه يجب أن يُقرأ كفرصة لا كفخ، وكبادرة حسن نية لا كاستسلام. هذه الخطوة، إن تبعتها إجراءات جادة من الدولة التركية نحو الاعتراف والإنصاف، قد تكون بداية النهاية لأحد أطول النزاعات في الشرق الأوسط.
لقد آن أوان السلام، بعد أن جُرّبت الحرب بما يكفي. وآن للشعوب أن تتنفّس حرية وكرامة، بعد أن أُنهكتها الشعارات والدماء.
نعم للسلام العادل، نعم للحقوق القومية المشروعة، ونعم لمستقبلٍ يشارك في صناعته الكرد والأتراك معاً، لا أن يُفرض عليهم من فوق، أو يُختطف منهم من جديد.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرسوم للعدالة الانتقائية: الكل تحت المحاسبة ما عدا -ربعنا-!
- النصر الروسي في سوريا... هزيمة بصيغة أخرى؟
- صديق نفسه
- السوريون بين مطرقة العقوبات وسندان الفساد: هل من مخرج؟
- التطبيع الزاحف: كيف يُهيَّأ الشعب السوري لقبول المستحيل؟
- جدوى الكفاح المسلح في ظل التحولات الدولية: بين الواقع والتطل ...
- حين يتجاوز ترامب -إسرائيل-: دلالات التفاهم مع الحوثيين
- الصراع المتجدد بين الهند وباكستان: جذور تاريخية وتحديات معاص ...
- جنازة الضمير في بث مباشر
- ظاهرة الإساءة إلى الأديان: من يؤجّجها؟ وكيف نواجه تداعياتها؟
- من حرب المصالح إلى خطر التقسيم.. سوريا أمام مفترق طرق
- الوطنية بين الشعارات الجوفاء والممارسات المكشوفة
- من زنزانة إلى طاولة المفاوضات.. هل تدرك أنقرة قيمة ورقة أوجل ...
- الفساد والانفتاح.. إعدام الاقتصاد السوري
- الواقع الأمني والاجتماعي في الساحل السوري.. مجازر وقلق وخيبا ...
- اليسار نائم: الرجاء عدم الإزعاج!
- -ثوار- خارج الخدمة
- اللجنة الوطنية للتحقيق: عندما تتحول المجازر إلى مسلسل شهري ب ...
- رسالة إلى سلطةٍ لم تَعُد ترى إلا ما تُريد..
- سكاكين المخطط: سوريا خارج التاريخ


المزيد.....




- هل تعتقد أن بوتين يريد السلام مع أوكرانيا؟.. ترامب يجيب لـCN ...
- لندن وبروكسل توقعان اتفاقية دفاعية
- صحيفة: القادة الأوروبيون استغربوا عدم رغبة ترامب في فرض عقوب ...
- اتفاقيات ثنائية تشهدها قمة بريطانية أوروبية هي الأولى بعد -ب ...
- من باريس إلى ستوكهولم ـ حزب -البديل- وأشقاؤه في أوروبا
- ترامب: روسيا وأوكرانيا ستبدآن محادثات وقف إطلاق النار -فورا- ...
- -مصر أم قطر؟-.. مشروع قانون في إسرائيل لحظر وساطة دولة عربية ...
- ضجة في الجزائر وفتح تحقيق عاجل بسبب سؤال عن -قيام إسرائيل-
- اتصال بوتين وترامب.. تمهيد لحل بأوكرانيا
- أسباب جفاف الشفاه


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - تركيا والكردستاني.. هل اقترب حلّ القضية الكردية؟