الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية، واستهداف اليمين المتطرف.....24

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1806 - 2007 / 1 / 25 - 12:23
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

إهداء
• إلى كل الذين لازالوا يرصدون خفافيش الظلام، ويسعون الى إشاعة الأنوار في نسيج المجتمع المغربي.
• إلى كل المناضلين الشرفاء، الذين تمثلوا خطورة زحف جحافل الظلام.
• إلى المناضلين النقابيين، الذين لا يرون بديلا لفكر الطبقة العاملة سلاحا لمناهضة الفكر الظلامي في الإطارات النقابية.
• إلى مناضلي ك.د.ش. الذين يقيمون سدا منيعا بينهم، وبين عناصر إنتاج الظلام.
• إلى روح شهيد الطبقة العاملة: الشهيد عمر بنجلون، الذي استهدفته عناصر الظلام.
• من أجل نقابة بلا ظلاميين.
• من أجل فكر علمي رائد، يسود في صفوف الشغيلة المغربية.
• من أجل مجتمع بلا وصاية ظلامية.
• أقدم هذه القراءة للممارسة الكونفيدرالية.

دلالة التقدمية ودلالة اليمين المتطرف.....6

ط ـ وحديثنا عن العلاقة بين النقابي، والسياسي، ينقلنا إلى مستوى العلاقة بين الجمعوي، والسياسي، التي يمكن اعتبارها غير مختلفة عن العلاقة بين النقابي، والسياسي؛ لأن ممارسة جمعوية هي، في عمقها، ممارسة تهدف إلى تطوير العمل الجمعوي, والعمل السياسي، إلى الأحسن. فهي علاقة تقدمية؛ لأنها تطورية، وتطويرية، في نفس الوقت. أما إذا كانت تقف وراء تردي الجمعوي، والسياسي، فهي علاقة رجعية, وقد يكون السياسي تقدميا، يؤثر، ويتأثر في السياسي، وبالسياسي الرجعي، وهكذا. وإيجابية العلاقة تعبر عن تقدمية السياسي، حينما يقف وراء تقدمية الجمعوي.

ي ـ وهذه العلاقة، المشار إليها، تجرنا كذلك إلى طرح نفس السؤال، الذي طرحناه سابقا, ولكن بصيغة مختلفة، وهي:

هل يمكن اعتبار العلاقة بين الجمعوي، والسياسي، هي نفسها العلاقة بين الجمعوي، والحزبي؟

وبناء على ما قلناه في الفقرات السابقة, فإن النظرة التحريفية، هي التي تترجم السياسي في الحزبي, وبالتالي فإن المرضى بهذه النظرة التحريفية، الذين يحزبون العمل النقابي يعملون على تحزيب العمل الجمعوي، ويحولون الجمعيات إلى مجرد منظمات حزبية. وعمل كهذا لا علاقة له بالتقدمية، لأنه يشبه عمل الإقطاعيين، الذين يحرسون إقطاعياتهم، حتى لا تذوب فيما هو عام.

ولذلك، لا يمكن اعتبار علاقة الجمعوي بالسياسي، هي نفسها علاقة الجمعوي بالحزبي، نظرا للاختلاف الجوهري بينهما، والتمثيل في كون علاقة العمل الجمعوي بالعمل السياسي, هي علاقة جدلية. وعلاقة الجمعوي بالحزبي ليست كذلك، نظرا لحرص الحزب على التحكم في أجهزة الجمعية، وتوجيه عملها، وهو ما يتنافى مع تقدمية العمل الجمعوي، والعمل السياسي في نفس الوقت.

أي ـ وفي النقابة نجد أنفسنا أمام علاقة السياسي التقدمي بالحزبي، لنطرح السؤال:

هل الأحزاب القائمة في الواقع هي أحزاب تقدمية؟

وهل السياسة التي تمارسها الأحزاب المحسوبة على الصف التقدمي، هي سياسة تقدمية؟

إننا نجد أنفسنا أمام إشكالية، كثيرا ما تؤرق المفكرين السياسيين، لأن مفهوم التقدمية، الذي يعني العمل الهادف إلى تغيير الواقع تغييرا جذريا، في مستوياته المختلفة، أصبح يستعار للدلالة على كل عمل يهدف الى تضليل الجماهير الشعبية الكادحة، من أجل إبقاء الوضع على ما هو عليه لصالح الطبقة الحاكمة المستغلة, والمستفيدة بالدرجة الاولى من ذلك التضليل، الذي يسمونه تقدمية؛ لأن كل عمل حزبي يحشر نفسه في خانة الحرص على الاستفادة من الوضع القائم، من خلال التواجد في المؤسسات المزورة, والتي تصبح غير ذلك بعد التموقع فيها، لا يمكن اعتباره عملا تقدميا, فهو عمل رجعي بامتياز، وإلا:

فلماذا القبول بالتواجد في المؤسسات المزورة، والتي يعترف الجميع بتزويرها لو كانت الأحزاب المحسوبة على التقدمية, تقدمية قولا، وفعلا؟

إن هذه الأحزاب، في الواقع، لاعلاقة لها بالتقدمية. ولذلك فعلاقتها بالعمل السياسي التقدمي هي علاقة تناقض. ومن هنا فعلاقة السياسي التقدمي بالحزبي، تنصهر في الأحزاب التي تسعى إلى التغيير الجذري في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي, وما سواها لا علاقة له بالتقدمية.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل