أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خليل - في سويداء قلبي…














المزيد.....

في سويداء قلبي…


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8342 - 2025 / 5 / 14 - 14:12
المحور: الادب والفن
    


في سويداء قلبي
سماء لا يُدركها الطير،
ولا يبلغها الدمع،
ولا يحترق فيها إلا العاشق.

أدخلها حين أنسى اسمي،
وحين تنكسر اللغة على أطراف لساني،
فأصمت…
ويبدأ النور في التكلُّم.

هناك،
لا وقتَ، لا جسدَ، لا جهة،
بل رعشةٌ تسري من العدم
إلى العدم،
وتصير حياة.

أراك،
لا بصورةٍ ولا خيال،
بل كأنك الهمسة التي تسبق الخلق،
والألم الذي يسبق الولادة،
والحقيقة التي تسبق السؤال.

أحملك في نبضي،
ولا أدري إن كنتَ تسكنني
أم أنني ظلٌّ يتذكّر أصله.

في سويداء قلبي
أناديك بأسماء لم تُخلق،
وأبكيك بدموع لم تنزل،
وأعبدك بصمتٍ
أعمق من الدعاء.

في سويداء قلبي
ليلٌ لا يراه أحد،
ممتدٌّ كالحيرة،
نقيٌّ كأوّل شهقة خرجت من الطين
حين نفختَ فيه سرّك.

هناك،
في العتمة التي لا تُخيف،
تولد وجوهٌ من النور،
وتتكلم الأشياء بلغتها الأولى
قبل أن تُسمّى.

أراك…
كأنك الضوء الذي لا يأتي من شمس،
والسكينة التي لا تُفسّر،
والغيم الذي لا يُمطِر…
بل يتسرّب من بين ضلوعي
كأنفاسٍ عائدة إلى أصلها.

أجلس فيك،
يا سويداء القلب،
كمن دخل محراباً بلا جدران،
ومدّ كفّيه
ليغتسل بالمعنى.

لا صلاة،
ولا ركوع،
ولا تسبيح…
بل شهقة واحدة
يُفتح بها الباب.

أحياناً،
يمرّ طيفك كنسمةٍ ترتّب فوضاي،
فأبكي دون سبب،
وأضحك دون شكل،
وأتلاشى في المدى
كأنني كنتُ مجرّد صدى لحنينك إليّ.

في سويداء قلبي
أحفظك كما يُحفظ السرّ في ذرّة،
وأضمّك كما يضمّ الماءُ ظلالَه.

ما عدتُ أبحث عنك في الجهات،
ولا أعدّ الخطى في درب الوصول،
فقد صِرتَ الدرب،
وصِرتَ الماشي،
وصِرتَ الموصُول.

علّمتني أن لا طريق إليك،
إلا بالتيه فيك.

ما من يقينٍ يشبهك…
وما من شكٍّ يبعدك.
أنت الأبعد، الأقرب،
الغائب في الحضور،
والظاهر في الخفاء.

يا أنفاسي حين أنسى التنفّس،
ويا دمعي حين أضحك،
ويا قلبي حين يغيب قلبي…

فيك انكسرت،
وفيك اكتملت.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكائن المُركَّب: انبثاق البنية الهجينة ونهاية الإنسان بوصفه ...
- التي منها كانت القصائد
- كأنني آخرُ مَنْ تذكَّرَ البداية
- كأنّي لم أكن… أو كنتُ أكثر
- ازدجرني الألم، غير أني ألوذ بك
- حين تنحني الإمبراطوريات: اتفاق اليمن وأميركا كعلامة على تغير ...
- البُنى التنبؤية: من السيطرة إلى الاستباق — تحوّلات السلطة في ...
- سِفْرُ التردّد (قصيدة صوفية)
- تحولات النظامين السوري واللبناني في هندسة إقليمية مضادة للمق ...
- القتل على الهوية في سوريا: جريمة مركّبة وخطاب مضلّل
- بعد صراع الحضارات: نحو تفكيك الخوارزميات وصعود السلطة اللامر ...
- كتاب بيان السيليكون العربي (النسخة الكاملة)
- بيان السيليكون العربي (ثورة الهوية الهجينة تحت الاستعمار الك ...
- أثر النور
- الهوية بين القومية والمدنية: قراءة عربية في المأزق الثقافي ا ...
- محمود عباس: حين يتحوّل -الصمت الرسمي- إلى شبهة تواطؤ
- بين المستعمِر والمستعمَر: في نقد إمكان التفاهم – تعليق على ط ...
- حينما وجدتني فيكِ
- نسيتني إلى ان تلقفني الله
- سماءٌ تمشي على قدمين


المزيد.....




- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...
- بين رواندا وكمبوديا وغزة.. 4 أفلام عالمية وثقت المجاعة والحص ...
- المعمار الصحراوي.. هوية بصرية تروي ذاكرة المغرب العميق
- خطه بالمعتقل.. أسير فلسطيني محرر يشهر -مصحف الحفاظ- بمعرض إس ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خليل - في سويداء قلبي…