|
مع فارس القصة القصيرة سمير الفيل
عطا درغام
الحوار المتمدن-العدد: 8341 - 2025 / 5 / 13 - 21:42
المحور:
مقابلات و حوارات
الكاتب الذي نلتقي به اليوم ، واحد ممن غربلوا التربة المصرية بحثا عن كنوزها المدفونة. في أقصى شمال مصر ، يعيش ويكتب منذ سبع وخمسين عاما. بدأ مسيرته مع الشعر لكن حدث أن تحول بقوة إلى السرد فأنجز ثلاثين مجموعة قصصية في ربع قرن، فاز أغلبها بجوائز مصرية وعربية. مدينته دمياط طبعته بطابع الجدية والدقة والاستمرار ، ورغبة دائمة في تجويد أدواته، وتنويع موضوعاته، والنظر عبر زاوية غير مطروقة من زوايا الحياة. حول المقهى إلى ندوة أدبية يومية لمناقشة النصوص الشعرية والقصصية مع وجود كوادر في الموسيقى والفن التشكيلي والمسرح . صار يأتي إلى هناك كتاب وفنانون ليلتقوا بكتاب هذا المقهى الفريد في طبيعته. يعتقد سمير الفيل أن دوره في الحياة أن يكتب باستمرار ، دون توقف لمحاولة فك شفرة الحياة، وفهم حكمتها وقوانينها، ربما يسهم إسهاما قليلا جدا في التعبير عن الناس : آلامهم، أحلامهم، صبواتهم . فاز بجوائز مهمة : أول جائزة في أدب الحرب عن قصة " في البدء كانت طيبة " 1974، جائزة الدولة التشجيعية 2016، جائزة يوسف أبورية باتحاد الكتاب 2017 ، جائزة ساويرس في القصة القصيرة 2020، وتأتي محطة مهمة في مسيرته حين حصد جائزة الملتقى للقصة العربية في دورتها السادسة بالكويت 2024. حول مسيرته الحافلة بالأفكار والكتابة والوعي بقيمة " الكلمة " كان لنا معه هذا اللقاء : * كيف يمكن للدمى أن تكون حزينة؟ ـ تخضع حياة الناس لمجموعة من الضغوط والانكسارات والمواءمات تجعل السير في الدروب أمرًا شاقًا ، ناهيك عن ظلال القهر والفقر والتدجين . كل هذا ادي إلى أن ابطال نصوصي القصصية يعيشون على الحافة الحرجة ، المسنونة ، يدحرجون أيامهم بحذر وتوجس . ولما كانت الدمى هي عنصر أكثر ارتباطًا بالطفولة، فقد انعكس عليها هذا الحزن القاسي ، المهيمن، وبالتالي فإن بكائها الخافت والمريب بات عنصرًا ظاهرًا بالرغم من سنوات الاختفاء والصمت . * بما أنك من المشاركين في حرب أكتوبر حدثنا عن ذكرياتك فيها ،وأهم الكتابات عن حرب أكتوبر..؟ ـ لم أشارك في حرب اكتوبر 1973 لكنني جندت بعدها بعام كامل وتنقلت بين الكتيبة 18 مشاة ، و16 مشاة ، وعشت في خنادق سرابيوم والدفرسوار ثم انتقلت إلى تبة الشجرة بسيناء ، وهي تجربة رصدتها مبكرا في رواية " رجال وشظايا" ؛ لأن أبطال نصوصي هم المحاربون الذين قاتلوا وتصدوا بأذرعتهم العارية وبنادقهم الخفيفة للدبابات المعادية من طراز " باتون" وسانتريون" وهو ما ظهر في كتاباتي الأولى عن الحرب ، ولم يفطن النقاد لكوني كنت خارج التشكيلات العسكرية وقت وقوع الحرب لكنني فيما بعد بأشهر قليلة رحت أدون كل ما حدث في مسرح العمليات ، وحصلت أعمالي على جوائز القوات المسلحة الأولى، ومنها قصص :" في البدء كانت طيبة " ، " أيام الزهو الرمادي " ، " الخوذة وعصا " ، " أحزان الولد شندي " ، وهكذا. * رغم بدايتك الشعرية .لماذا اتجهت إلي السرد..؟ ـ بدأت كتابة الشعر فعلًا في عمر صغير نسبيًا ـ 17 عاما ـ وكنت واحدًا ممن يلقون قصائدهم في المقاهي والقرى أبان حرب الاستنزاف ( 1969 ـ 1970 ) وحين أصدرت ديواني " الخيول" 1982 ، تحول فيما بعد إلى عرض مسرحي بعنوان " غنوة للكاكي " من إعداد محمد الشربيني ، وإخراج شوقي بكر. التقط النقاد خيطًا رفيعًا ، لامعًا ، هو وجود نبرة السرد في قصائدي ولم أهتم بجمع قصصي المتنائرة في الصحف والمجلات إلا بعد سنوات من كتابة السرد ومع أول مجموعاتي القصصية " خوذة ونورس وحيد" 2001 حصلت على جائزة المجلس الأعلى للثقافة في السنة التالية ، أي 2002 وفكرة تحولي من فضاء الشعر الواسع إلى واقعية السرد حدث بدون تخطيط أو ترتيب . انظر للمسألة بعد مرور 24 عاما فأجد أنها كانت خطوة موفقة فقد حدث التحول بشكل تلقائي وحاسم ومن وقتها صدر لي حتى الآن ثلاثون مجموعة قصصية كان أحدثها " هيا بنا إلى المناخوليا " عن دار غراب للنشر والتوزيع 2024. * متي كانت بدايتك الأدبية؟ ومن الذي قدمك إلي الساحة الأدبية..؟ ـ ستدهش حين تعلم أن " شخبطاتي " الأولى جاءت في الصف الرابع الابتدائي فقد جمعنا في كراسات مدرسية ما ظنناه ، وذهبت مع محمد علوش لمطبعة نصار ، إندهش الرجل، ربت على أكتافنا ومنح كل منا ريالا فضيا بصورة الملك فاروق الأول ( ملك مصر والسودان ) ،ولم نعد للشعر إلا بعد هزيمة يونيو بعام واحد، في عام 1968، وفي العام التالي حصلت قصيدة " المطبعة " على شهادة تقدير من المؤتمر الأول للأدباء الشبان ، وتوقيع الشهادة باسم الدكتور مفيد شهاب ، الزقازيق ، ديسمبر 1969. * رغم المكانة الأدبية لماذا لم تترك دمياط إلي ساحة أوسع كالقاهرة مثلا..؟ ـ هذا موقف واختيار ، حسمت الأمر مبكرًا ، ورأيت أن أظل في مدينتي التي عملت فيها صبيًا، وتعلمت منها الكثير خاصة فترة عملي في ورش الموبليات ثم في معارض بيع الاحذية. لم تكن القاهرة تمثل لي إغراء ما، لكن من الضروري أن أشير إلى أن القاهرة البعيدة المستحيلة قد منحتني جوائزها الأولى رغم البعد الجغرافي ، إضافة إلى أن مزاجي الشخصي يخشي الابتعاد والاغتراب، وهو موقف له بعد سيكولوجي فأنا أكثر شعورًا بالأمن كلما كنت قريبًا من بيتي وحارتي ورفاقي، من حكاياتهم أشكل عجينة السرد بهدوء وتمهل ، في سنوات القص، ومادته الخشنة ، الحزينة ، تلك التي جاءت بعد سنوات من صهد الشعر وعلوه وسموه في سموات بعيدة. * حدثنا عن دور المقهي في حياتك..؟ ـ حتى عام 2001 لم يكن المقهى يمثل لي شيئًا مهما باستثناء تجمعنا كل عيد فيه مع الزملاء الذين استقروا بالقاهرة ، منهم: محمد الشربيني ومجدي الجلاد وأحمد عبدالرازق أبو العلا . كانت الجلسة تضم محمد علوش، ومصطفى العايدي، ومحمد الزكي ، وكنت معهم. بعد خروجي إلى التقاعد عام 2011 صار المكان تجمعًا يوميًا للكُتاب والكاتبات، نتباحث فيه ونتحاور في أمور الثقافة والأدب ، ندير حوارًا دائمًا مع الكتاب الجدد، ونعيش حالة مستمرة من الإبداع. نستضيف بورخيس ووليم فوكنر وتشيخوف .. بشكل شخصي تعاظمت استفادتي من أجواء المقهى في كتابة عشرات المجموعات القصصية منها على سبيل المثال : " الأبواب " 2013 ، " اللمسات " 2015 ، " الأستاذ مراد" 2016 ، " فك الضفيرة " 2020 ، " قهوة على الريحة " 2022. في أغلب هذه النصوص تجد المقهى حاضرًا ، وشخصياتي عرفتها من الجوار ومن جلستي المتأملة للناس ، فأنا شديد الإنصات لبوحهم وأنينهم . ألست فردًا منهم ، في سعيهم الحثيث للعيش في واقع مضطرب ، فيه كثير من الفوضى والضغوط والآلام المتوارثة جيلًا بعد جيل ؟! * ما الرافد الرئيسي الذي يستمد منه الفيل أعماله...؟ في أكثر من دراسة جامعية حول أعمالي توصل الباحثون أن الحياة في الحارة الدمياطية مصدرًا لكتاباتي ، كما أن عالم الطفولة هو الصندوق السحري الذي أعود إليه كلما نضبت أفكاري ، توقفت كذلك أمام تجربة التجنيد في مجموعة " شمال .. يمين" 2007 ، وعنها كتب جورج جحا في تقرير لوكالة أنباء رويتر : " أن هذا الكاتب وضع التجربة العسكرية في زي مدني ومواءمات إنسانية " وعن نفس الفكرة كتب الدكتور محمد ابراهيم طه، وسيف بدوي، ودكتور عيد صالح ، منذ وقت مبكر. * ماذا عن المرأة في قصصك؟ ـ في رسالة الماجستير المعنونة ب" الفن القصصي عند سمير الفيل ، قضاياه وسماته الفنية " كتبت الباحثة هبة مبارك محمد زغلول :" عانت المرأة في قصص الكاتب ، وكابدت أقسى حالات القهر النفسي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي ، لكنها على الرغم من ذلك كله ، استطاعت أن تصمد ، وأن تقف بثبات وكبرياء ، وتحافظ على شرفها وعقلها وكرامتها ، مؤثرة الصبر والتقشف ، والعمل الشاق المضني عن السقوط في مستنقع الإثم والرذيلة ". أضيف أن المرأة في قصصي قوية ، ولها سطوة وحضور، كما رأيت ذلك بنفسي في حارتي الشعبية التي خرجت فيها المرأة للعمل في مهن جد قاسية كحمل " المونة " في صحافها الحديدية على الأكتاف، والصعود على السقالات في منظومة البناء مع انبعاث صوت المغني " هيلا هيلا. . صلي ع النبي ". * من الأدباء الذين أثروا في حياتك الإبداعية؟ كثيرون ، سأبدأ بأهمهم على الإطلاق: صبري موسى الذي قابلته في بداياتي حيث كان يعمل صحفيًا في " صباح الخير" وقرأ أعمالي الأولى وسرت معه في شوارع دمياط حين عاد ليتفقد مدينته ومدراسه الأولى التي تعلم فيها. يحي حقي الذي قابلته بمدينة دمياط صيف أحد السنوات وسرت معه من مقر قصر الثقافة إلى موقف رأس البر وكان يتحدث بأبوة ودفء لم أجد مثله مع أحد آخر. خيري شلبي، الحكَّاء البارع، الذي كان صديقًا للكاتب حسين البلتاجي فنجلس معه على المقهى ويمطرنا بحكاياته البديعة. عبدالوهاب الأسواني الذي قابلته في " الدمام " ، وكان كنسمة صيف بلطفه وحكيه والاعتزاز الشديد بكرامته المهنية والإنسانية. أنيس البياع ، الذي صدقني شاعرًا ثم وقف معي كاتبًا للنص القصصي وكتب عن تجربتي أكثر من دراسة ذات طابع جمالي، ويقف معه على نفس الدرجة الشاعر الدكتور عيد صالح الذي يمتلك حسًا نقديا شديد الرهافة والجمال إضافة إلى ظله الإنساني. ومن ينسى السيد النماس ، الشاعر الكبير والمثقف الموسوعي الذي مدنا في بداياتنا بكتب مهمة جدا وخطط لمجموعتنا الشابة مسارا للقراءة، هل ننسى كتاب " ضرورة الفن"؟ طاهر السقا ، حين عاد من ليبيا ، ومعه مجموعة اسطوانات للموسيقى الغربية فاستمتعنا ببيتهوفن وباخ وموتسارت، كما أتحفنا بأسطوانات سيد درويش العظيم، وبمسرحيات فيروز الغنائية ، أنا ومحمد علوش في زيارات يومية لبيته. . محمد أبو العلا السلاموني الذي قدم تجاربي الأولى في المسرج ضمن خطة " نادي المسرح" 1980، ومن انتاجي في تلك الفترة :" صهيل في البحيرة " ، " كلوا بامية " ، " قلم ووطن" ، " راهب الليل". وكان المدير الفذ لقصر ثقافة دمياط وقتها هو محمد عبدالمنعم الذي أصدر لي أول ديوان منشور" الخيول"، 1982، وكان النشر وقتها معضلة كبرى.. هناك كتاب أثروا في توجهاتي من بينهم: ألبير كامو ، ديستويفسكي ، أنطون تشيخوف، نيقوس كازنتزاكي ، ألبرتو مورافيا وقد قابلته مرة في لقاء عقد معه بمعرض القاهرة الدولي للكتاب . كما أن شعراء عظام قد أثروا في ذائقتي : صلاح عبدالصبور ، فوزي العنتيل، أمل دنقل ، حسن طلب، جمال القصاص ، علي قنديل، حلمي سالم ، وقد زارني في بيتي أكثر من مرة . وبالطبع محمد ابراهيم أبوسنة الذي كان يتمتع بأخلاق الفرسان. أشير أيضا إلى فاروق شوشة الذي رشحني لكتابة برنامجين للإذاعة : " وجوه من أكتوبر" ، " صور أكتوبرية " من إخراج مجدي سليمان. أما أول من قدمني للجمهور فهو العم محمد النبوي سلامة ، صاحب أغنية عبداللطيف التلباني " خد الجميل يا قصب "، وصاحب أغنية" صباح الخير" للثلاثي المرح . * ماذا تعلمت من الصحافة أثناء فترة عملك في السعودية..؟ ـ عملت أربع سنوات بالسعودية ، والتحقت محررًا ثقافيا بجريدة " اليوم" وهناك أجدت عمل الصحافية، وتعلمت الدقة وسرعة الإنجاز ، وسقوط ما يسمى " الوحي في كتابة النص الأدبي" ، فأنت في الصحافة لابد أن تحرر موضوعا في ظل أي ظروف. قادني اهتمامي بحركة الفن التشكيلي لزيارة معارض عديدة عقدت في المنطقة الشرقية ودخلت مراسم الفنانين: كمال المعلم ، عبدالله الشيخ، منيرة موصلي ، على الصفار ، عبدالرحمن السليمان ، وكان رفيقي في تلك الجولات الشاعر الكبير أحمد سماحة. كلفني على الدميني بتحرير تقارير عن الفن التشكيلي في مجلة طليعية هي " النص الجديد" ولما عدت للوطن اصدرت كتابا عن " عبدالعزيز مشري وهو قاص وروائي سعودي مهم جدا. كان يعاني من مشكلة صحية هي الفشل الكلوي وظهر ذلك في مجموعتيه :" الزهور تبحث عن آنية" ، " موت على الماء " . * ماذا أعطتك الكتابة....؟ ـ سؤال صعب ، سأحاول الإجابة عنه حسب قناعتي ، وأبتهل إلى الله أن تسعفني اللغة . أردت عبر كتاباتي أن أخفف من غلواء نفسي ، أن أفك شفرة العالم من حولي بشكل ما ، أن أعبر عن ذاتي وعن شركاء حارتي الفقيرة والمعوزة. وقد منحتي الكتابة بعض أسرارها وأخفت عني البعض الآخر بالرغم من إخلاصي لها . يبدو أن تلك الدرجة من الإخلاص لم تكن كافية. منحتي الكتابة حب الناس ، التواضع لأنك ستفهم حتما أنك ذرة في الكون ، وأنه لا مجال للتعالي أو " الانتفاخ" . لكن أهم ما منحتني الكتابة إمكانية اللعب مع اللغة بعقل صاف، و قلب مترع بالمحبة ، والوعي بضروريات ميدانية ، أهمية الإنصات لحكايات الناس مهما بدت بسيطة ، فعليك ـ وحدك ـ تقع مهمة الحفر بدأب في الأعماق لعلك تحصل على " قطعة الماس "؟! * ما تأثير دمياط علي مسيرتك الأدبية...؟ ـ أنا ابن مدينة حرفية هي دمياط، انخرطت في دولاب العمل مبكرًا قبل التحاقي بالمدرسة ، من ورشها تعلمت معنى الدقة ، وسرعة الإنجاز ، وأهمية البعد الجمالي ( حرفة الأويما أي الحفر على الخشب ) ، في سوق بيع الأحذية تعرفت على أنماط من البشر لهم نزواتهم وانكساراتهم وزهوهم، وألاعيبهم العجيبة ( راجع مجموعتي " صندل احمر" التي كتبت عنها انتصار عبدالمنعم بوعي ورهافة) . المدينة تدفعك للجدية ، واقترابها من البحر يدفعك للتحرر من القوالب الجامدة، نزوعا للتحرر من الثقل الأرضي. لكن البشر هم هم ، لا يتغيرون إلا بمقدار ، في تلك المدينة تسمع مصطلح " المصلحة " طول الوقت ؛ فالبيت دوره الأرضي ورشة ، وفي الطوابق سكانه ومنهم الأسطى ، فوق السطح دواير الحمام. الأسطح المتلاصقة تبوح ببعض أسرارها والكاتب الفطن هو الذي يستفيد من تلك التداخلات. دمياط القديمة كان يأتيها الفيضان، فيصل لعتبات البيوت ، وكانت أسراب السردين توجد بشكل كثيف ، والكابوريا تباع ب" الصفيحة ". دمياط ذاتها ورشة كبيرة لصناعة الموبليات ، والأحذية ، ومنتجات الألبان، والمشبك . وفيها يباع " الطير المهاجر " بالتورة" وهي " أربع فرد من الشرشير والبلبول والمستكاوي والحمراي والخضير. " الغر " وحدها الذي يحمل الزفارة؟! يشعر صناع الأثاث بالتميز وأحيانًا يتعالون على الموظفين. هذا عصر انتهى حيث شهد المدينة ركودا لافتا ، والأسباب مختلفة . * ما أثر البحر في إبداعك..؟ ـ طول الوقت ظللت قريبًا من البحر مع أصحابي ، نسعى إليه كل يوم جمعة ، يحملنا " اللنش " بقرشين، نقضي أغلب الوقت بين أمواجه. الغطاسون يلوحون بالرايات السوداء والحمراء في أوقات هجوم الموج ، أما في الأيام الهادئة فلا ترى الرايات. أتذكر قصة لصبري موسى تجري أحداثها قرب البحر ، اسمها " الوولف" ياله من قاص نادر. * حدثنا عن تأثير الجوائز علي إبداعك..؟؟ وما أهم الجوائز التي حصلت عليها.. ـ يسميني بعض الأصدقاء ب" صائد الجوائز " ، ولا أهتم بالتعريفات بل بالنص الأدبي. حين أمسك القلم أنسى كل شيء إلا أمر واحد ، أن أجود أدواتي ، وأطورها ، وأن أسعى لضرب سقف التوقع، وأن أجرب ما حدثني عنه الشاعر العراقي سعدي يوسف:" في الفن منطقة للعب الفني الحميد" وأضيف : " أنه في كل مرة أمسك بالقلم أجرب طرائق جديدة في معالجة القضايا التي أتناولها " . كتبت عن الطفولة ، وورش الموبليات، وكتبت عن الحرب وأيام التجنيد ومناورات الخريف، كتبت عن الخروج لبلدان عربية وكيف تعاملت مع حياة مختلفة بنفس فكري الثابت حيث أقبل التنوع وأرفض " القولبة ". أنا ابن حضارة عريقة اهتم بمفرداتها جدا . سافرت إلى الأقصر وأسوان والمنيا ، زرت المعابد الفرعونية السامقة ومقابر بني حسن والمسلة الناقصة ورحت للواحات ، وزرت معالمها القديمة. في كل شبر في مصر هناك تحت التراب أثر أو حجر ، تلك بصمة الأسلاف. أعتز بجذوري وأهتم جدا بكل جديد في عالم المصريات ولي أصدقاء من كبار الأثريين ، منهم عاطف أبو الدهب ورضا الباز ، في مبادرة " في حب نجيب محفوظ" استعنت بهما في لقاءات المقاهي . * لماذا الشكوى الدائمة من غياب النقد والإدانة القوية لعجز النقاد عن مواكبة الإبداعات الأدبية الجديدة؟ ـ هذا الأمر لا يخصني، فمنذ بداياتي الأولى تناول النقاد أعمالي ، أولهم عبدالتواب يوسف وليس آخرهم اعتدال عثمان ، وشريف الجيار الذي كتب عن إنجازي الأدبي في احتفالية " تكريم الشارقة" ، 2 مايو 2022. في ثلاث كتب سجل الكتاب : جمال سعد محمد، وابراهيم حمزة ، وفكري داود، النتاج النقدي الذي تناول أعمالي . من الاسماء التي أتذكرها : الدكتورة وجدان الصائغ، الدكتور ابراهيم منصور ، الدكتورة شهلا العجيلي ، الدكتور عيد صالح، أنيس البياع، سيد الوكيل، الدكتور ياسر ثابت، الدكتور سيد محمد قطب، الدكتورة فاطمة الصعيدي ، أحمد فضل شبلول، الدكتورة رشا الفوال ، الدكتور سعيد الوكيل، إيمان الزيات، منى منصور، الدكتورة عزة بدر، فرج مجاهد، سيف بدوي ، وآخرين. * هل تنوع الإبداع عند المبدع في صالحه أم ضد إبداعه، وعليه التركيز في نوع أدبي واحد..؟....لماذا..؟ ـ لا توجد قاعدة حاكمة . شخصيًا، تعرضت لتلك المحنة حتى وجدت الأقطاب يفعلونها : صلاح عبدالصبور ، طه حسين، علي الراعي ، عبد الحكيم قاسم، جمال الغيطاني ، عزت القمحاوي . من الجيل الأحدث : الدكتور شريف صالح، ومحمد بركة ، ورشا عبادة، هبة الله أحمد . المهم حين تهم بالكتابة، تنسى كل شيء عدا الجنس الأدبي الذي تكتبه. كنت صارمًا مع نفسي حين حبست الشعر في صدري ،كذا الرواية والمسرح واكتفيت بالقصة القصيرة وبعض المساهمات النقدية البسيطة. * إلي أي مدرسة أدبية ينتمي سمير الفيل...؟ ـ هي مهمة النقاد ، وإن كنت أميل إلى أن أصنف واقعيًا مع لمسة غرائبية محدودة. في نفس الوقت أنا مفتون بالكتاب الروس وأفضل ديستوفيسكي على مكسيم جوركي ، وبوشكين عن ماياكوفسكي. * ما معني أن سمير الفيل "ظلّ مسكوناً بحارته الصغيرة، وظلت الحارة تسكنه"..؟ ـ هذا ليس مقصود بتاتًا، كل ما في الأمر أنني ابن حارة شعبية ، تنقلت بين أكثر من بيت : سوق الحسبة ، حارة معري ، حي النفيس ، الشرباصي وعلى مقربة مني جامع الشيخ مفتاح. في هذه المناطق التي ذكرتها وغيرها استلهم قصصي ، فمثلا كل نصوص " صندل أحمر " 2008 انتزعتها من الشارع التجاري ، وأبطال " مكابدات الطفولة والصبا "، يوليو 2007 أخذها من شارع البدري ، ونصوص " هوا بحري " 2010 انتزعتها من تجوالي في عزبة البرج ورأس البر والجربي والشيخ ضرغام وكفر حميدو . بل أن نصوص " حذاء بنفسجي بشرائط ذهبية " 2013 استوحيت أحداثها فترة عملي بمهنة بيع الأحذية ، قرب جامع البحر ، وهكذا. أميل إلى أن أكتب عما أعرفه ، وعن تجارب حقيقة مررت بها طوال حياتي . الكاتب الذي لا يمتلك تلك الوصلة الحقيقة سوف تتبدد أعماله حتما. إضافة إلى كوني أهتم بالهامش ، وانظر إلى المتن بقلق وريبة؟! * هل فوزك المتكرر بجوائز القصة القصيرة جعلك تهجر الشعر..؟ ـ حين ارسلت قصصي الأولى للقاص العظيم إبراهيم عبدالمجيد، حملها إلى " إبداع " ،ونشرت بالعدد الثاني بعد قصة يوسف إدريس مباشرة. وقتها كنت مصنفا كشاعر، وكتب عني مجموعة من النقاد بل حضرت ندوة شعر العامية مع صلاح جاهين، وعبدالرحمن الأبنودي وسيد حجاب، ومن جيلي عبد الدايم الشاذلي ، وماجد يوسف ، ومحمد كشيك، وعمر نجم وصلاح الراوي ، ورجب الصاوي وجمال بخيت . ثمة هاجس كان يلح عليّ، يهاجمني بشراسة ، أنني أنتمي إلى السرد أكثر ، تأكد لي هذا الانطباع وأنا ألقي قصيدة " النول" في المؤتمر الأول لأدباء مصر بالمنيا 1984 ، إذ همس الدكتور سمير سرحان في أذن الدكتور عبدالقادر القط: هنا قص. فأكد له صحة ما يقول. * ما دور الدكتور عبد القادر القط في مسيرتك الإبداعية..؟ ـ بطابع البريد نشر لي الدكتور عبدالقادر القط حوالي عشرين قصة دون أن يراني . تقابلنا أخيرا في مطار القاهرة الدولي حين كنا ذاهبين للمشاركة في مؤتمر العقاد الدولي 1990 . قال الدكتور القط لصديقه الدكتور مصطفى محمد الشكعة: هذا الشاب من كتاب " إبداع" الموهوبين. لقد كان موقفه من الأجيال الجديدة محل ثقة وحب وامتنان، ذلك أن جودة النص هو العنصر الوحيد الذي يجيز نشر نص من عدمه. * من هم أصدقاء مقهي العيسوي في دمياط..؟ و فيم يدور نقاش المقهي..؟ ـ بدأت التجربة بشكل بسيط مع فكري داود وحلمي ياسين وصلاح عفيفي ثم انضم إلينا عابد المصري وعزت الخضري ، والماجن توفيق فودة ، والممثل المسرحي ناصر البشوتي ، ثم تحولت الجلسة لقراءة النصوص الجديدة وإلقاء أضواء نقدية عليها : الدكتور عيد صالح، سيف بدوي ،صلاح مصباح وفنان الكاريكاتير محمد عز الدين .. يأتي الينا أصدقاء من بورسعيد والمنصورة وكفر الشيخ والشرقية ، وأحيانا يحضر أكاديميون مثل الدكتور عبدالرحمن الوصيفي ، الدكتور إبراهيم منصور، الدكتور محمد ماهر ، وفي العيد الأخير جاءت الدكتورة سامية حبيب من أكاديمية الفنون. وهناك جيل شاب يجلس معنا ليعرض إنتاجه ، منه: يوسف عزب، يوسف عشري، يوسف موافي ، محمد الجيوشي . النصوص الجديدة محل اهتمامنا الأول ، وأحيانا نناقش قضايا ثقافية كالترجمة بمدخل الدكتور يوسف بدر، أو البعد السياسي والجمالي في النصوص لصلاح مصباح، وأحيانا تكون جلسة شعرية: أيمن عباس هاشم، رياض المندراوي ،أبوالخير بدر ، والمصور: الدكتور كريم النجار ، والمصور: محمد شميس ، وهكذا. كتب عن الجلسة نقاد وصحفيون ووصل صيتها للدوحة وعمان والكويت وبلاد المغرب العربي. * "أنا كاتب مزاجي، لا أحدّد أوقات للكتابة ولا للذهاب إلى المقهى، أحياناً أمتلك مادّة لكتابة أكثر من قصّة في جلسة واحدة".. نرجو توضيحًا أكثر..؟ ـ لعلي كنت أوضح بعض النقاط الغامضة أو الملتبسة، لست كاتبًا مجدولًا ، كما أنني في ذات الوقت لا أضيع الوقت في ترتيب مواعيدي. اترك نفسي على سجيتها ، أكتب في الوقت الذي أشعر بنفسي تواقة للكتابة فأتبعها بهدوء ، وأنا ممتن لتلك" النداهة " التي لا تمارس علي أي ضغوط من أي نوع، بل تأخذني على قد عقلي. . نقطة أخرى : إذا ما وجدت نفسي في " طقس كتابي" مبهج، لا أترك القلم قبل أن أكتب أكثر من قصة، فهي لحظات نادرة، انتزعها من فم الزمن. فعلت ذلك في مجموعاتي الاخيرة " ملح على المائدة " ، " ضلع هايك" ، " أرصفة قديمة " ، هيا إلى المناحوليا" ، كلها كتبت ما بين 2019 ، 2023 ونشرت في ديسمبر 2024عبر دور نشر مختلفة . * ما تأثير نجيب محفوظ علي إبداع سمير الفيل..؟ ـ أحببت الرجل، وتعلمت من كتاباته أمرين: المتعة ، والرقة في اختيار الكلمات. كان من حسن حظي أن أحضر حفل تكريمه في قصر العروبة ، نوفمبر 1088 ، قدمني يومها صبري موسى للثنائي أحمد رجب ومصطفى حسين. وقد منح يومها نجيب محفوظ قلادة النيل، ووزع على الحضور كتاب نقدي للدكتور غالي شكري ، وعدة لوحات للفنان صلاح عناني. * بعد نصف قرن من الإبداع.. ماذا أعطتك الكتابة..؟ ـ القليل من الفرح، الكثير من الألم. لقد منحتني ضعف عمري من التجارب ، واجتراح المتعة ، ومعرفة أجيال جديدة بكتاباتي رغم أنني أسكن الهامش، ولست مستعدا لمغادرته. * لماذا التعاسة والحزن في بعض أعمالك كما في "أتوبيس خط 77"....؟وأين التفاؤل الأمل عند سمير الفيل..؟ ـ ربما لموت أبي المبكر وعمري عام ونصف ، وربما لأنني فهمت " أزمة الوجود" وعاينتها مبكرًا ووجدت أن الاقدار والظروف والمصادفات تلعب الدور الأكبر في حياتنا. لكن من يعرفني يدرك على الفور أنني شديد الفرح بالحياة وأنتظر يوميًا الشمس لأرى كيف سيكون شكل الوجود في عوالمي ، وأظل أحدق في نقطة بعيدة آخر الأفق ، منها تنطلق جملة افتتاحية لنص قادم. أليس هذا كافيا للفرح الإنساني العميق؟ * "السرد يسعفنى بتفصيلات أكثر .. و يجعلنى أضع قدمى بثبات على أرض الواقع".. هل معني هذا أن الشعر يقيد ولا يعطيك مساحة من الإبداع..؟ ـ الشعر ندهة : سمو ، علو ، ارتقاء ، السرد : أنت على أرض الواقع وقدميك تلامس الأسفلت. * ما أثر الطفولة في مسيرتك الإبداعية..؟ ـ هي منجمي الخاص ، أذهب إليها من وقت إلى آخر ، واضعها في مكان أمين بالذاكرة التي بدأت تخذلني جزئيا في عامي الخامس والسبعين؟! * كيف وفقت بين مسيرتك المهنية كمدرس ومسيرتك الإبداعية..؟. وماذا أضاف عملك كمدرس إلي إبداعك..؟ ـ كنت مدرسا مميزا جدا، استخدمت المسرح في التدريس ، وفي العام 1974 أخرجت لي فاطمة المعدول مسرحية " الأراجوز" من يومها أكتب لمدارس محافظتي بلا توقف. * في (مكابدات الطفولة والصبا) جاء التعبير عن الطبقات الشعبية والتحدث عن آلامهم وهمومهم وبلسانهم. .هل هذه الواقعية جاءت استمرارا لطابع الحزن المسيطر علي أعمالك..؟ ـ قال لي حسين البلتاجي ـ قاص من قرية شرباص قرب فارسكور ـ مرة وأنا أحاوره: " العالم من حولي مليء بالمشاكل فلماذا تطالبني بالبهجة في اعمالي القصصية" . سأعدل الإجابة لتكون هكذا: " بالرغم من وجود فروقات بين الواقع المعيش والكتابة فهناك منطقة مناورات مشتركة تتمثل في الوعي فيما يحيط بالبشر من انكسارات، ومكابدات ، وضغوط متزايدة، للقهر السلطوي أو المجتمعي. هكذا يتشكل النص. * لماذا تخليت عن الواقعية وجنحت نحو الخيال الجامح في مجموعة "هوا بحري"..؟ ـ هكذا جاء انفلاتي من الخبرات السابقة وتهيأت للفرح بالأزرق: البحر، السماء ، نقاط الحبر. * كلمة اخيرة. بماذا تصف رحلتك مع الكتابة. ـ وجدت في الكتابة خلاصي من العزلة ، فهمت الحياة بشكل أفضل ، اقتربت من البشر وأدركت فجيعتهم الأبدية ، في نفس الوقت شكلت الكتابة بالنسبة لي أكثر من مجرد عزاء .. ربما عطية من الرب كي أهدأ نفسا وأطيب روحا .
#عطا_درغام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مع درويش الأسيوطي حارس التراث الشعبي المصري
-
مع عاشق أدب الطفل السيد شليل
-
مع الروائي سمير زكي
-
-بالأمس كنت ميتًا- لرضوي الأسود: صورة الكرد وأخوة روحية مع ا
...
-
نقد العقل السياسي التركي
-
مع الشاعرة الأرمينية المعاصرة روزان أساتريان
-
أربيار أربياريان مؤسس الواقعية في الأدب الأرمني
-
السينما المصرية في رمضان
-
في صباح بعيد من حياتي للشاعر الأرمني أريفشات أڨاكيان
-
الكرد في كتابات الجغرافيين المسلمين
-
الحب عند الشاعر الأرمني هامو ساهيان
-
الأب الأخضر .. قصيدة للشاعر الأرمني شانت مكرتشيان-*-
-
-كل صباح- قصيدة للشاعر الأرمني هامو ساهيان
-
سبع حقائق عن الشعر والشعراء الأرمن
-
كيف من المفترض أن أستيقظ وأذهب؟- قصيدة للشاعر الأرمني هامو س
...
-
أفضل خمس قصائد عن الأم في الشعر الأرمني الحديث
-
قصائد أرمنية قديمة
-
من الشعر الأرمني الحديث : -الحب الأول-
-
موسيقى مليئة بالألم. قصة أسلاف 5 نجوم مشهورين وقعوا ضحايا لل
...
-
الإبادة الجماعية الأرمنية في الصحافة الدورية الجورجية، 1914-
...
المزيد.....
-
فرنسا - الجزائر: اتهام دبلوماسي جزائري سابق بالضلوع في خطف م
...
-
ليبيا: مقتل قيادي بارز وستة أشخاص في اشتباكات عنيفة بالأسلحة
...
-
فرنسا - الجزائر: لماذا تزداد الأزمة الدبلوماسية عمقا؟
-
هل يخرق ترامب القانون بقبول طائرة فاخرة من قطر؟
-
نتانياهو يتوعد بتكثيف الهجوم على قطاع غزة حتى -هزيمة حماس-
-
فيديو منسوب لترامب يرقص بالسيف خلال زيارته الأخيرة إلى السعو
...
-
ماكرون: الأوكرانيون يعترفون بأنهم لن يتمكنوا من استعادة الأر
...
-
ماكرون: فرنسا لا تستطيع تقديم المزيد من الأسلحة لأوكرانيا
-
مصر: نتطلع إلى إسهام جولة ترامب الخليجية في دفع جهود وقف إطل
...
-
وفاة -أفقر رؤساء العالم-
المزيد.....
-
تساؤلات فلسفية حول عام 2024
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
المزيد.....
|