|
مع درويش الأسيوطي حارس التراث الشعبي المصري
عطا درغام
الحوار المتمدن-العدد: 8338 - 2025 / 5 / 10 - 20:11
المحور:
مقابلات و حوارات
درويش حنفي درويش ويشتهر درويش الأسيوطي، (مواليد 6 أغسطس 1946 في الهمامية، محافظة أسيوط، مصر) هو كاتب وشاعر وكاتب مسرحي وكاتب سيناريو وباحث في التراث الشعبي مصري. حصل على بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس عام 1973، كما حصل على درجة ماجستير إدارة الأعمال من جامعة عين شمس أيضًا عام 1974.بدأ كتابة الشعر منذ المرحلة الإعدادية، وبدأ النشر عام 1966 في مجلات وصحف عربية منها الشعر والهلال وأكتوبر والثقافة وإبداع والقاهرة والبيان والعربي. كتب أيضًا تمثيليات إذاعية، أخرج أعمال مسرحية. كما مثّل بفرقة أسيوط القومية المسرحية وحصل على جائزة الممثل الأول عام 1971، ثم اعتمد كمخرج مسرحي بالثقافة الجماهيرية عام 1984. قُدّمت أعماله في مسرح الطليعة ومسرح الشباب ومسرح الغد والمسرح القومي للأطفال بالقاهرة والمحافظات، ومسرح السد القطري. من دواوينه الشعرية: "أغنية لسيناء،" 1975،و"الحب في الغربة"، 1985و،"أغنية رمادية"، 1987، و"من أسفار القلب"، 1994، و"من أحوال الدرويش العاشق"، 2003، و"حكاية عن اليمام، شعر للطفل"،2003، بدلا من الصمت، 2004،"الاعتراف الأخير"، 2008.. ومن مسرحياته : "تحقيق درامي في حادث عارض"، 1985.و"في صحة التاريخ"، 1985 ،"عرس كليب"، 1989، "هو، مسرحية شعرية"، فرع ثقافة أسيوط، 2000،"المخادع، مسرحية شعرية"،2000،"كيد البسوس"، 2002، ، 2003،"حلم السلطنة"، 2003 ،"أبو عجور سلطان حاير"، 2004. وفي الدراسات الشعبية : "لعب العيال": ، 2002، و " ،من أهازيج المهد: ، 2003، و "أشكال العديد في صعيد مصر": ، 2006، و "أفراح الصعيد الشعبية ، و "من طقوس ونصوص احتفاليات الزواج والحمل والولادة والختان"، ، 2012 و"غناء الفلاحين في صعيد مصر"، 2016 ،"جنايات الرواية والسطو والتأويل على الأغاني الشعبية في صعيد مصر"، 2018، كما كتب رواية "أوسر كاف.. بردية الخلود،" ، 2006..حصل علي العديد من الجوائز والتكريمات ، أهمها جائزة الدولة التشجيعية في الشعر عام 1997.وكان لنا معه هذا الحوار حول رحلته الإبداعية 1- لكل مبدع عوامل تساهم في تشكيل إبداعه..فما أبرز هذه العوامل التي شكلت درويش الأسيوطي..؟ • العوامل التي تشكل التجربة الإبداعية لا يمكن حصرها، لكن من أهم العوامل المؤثرة على تجربتي الإبداعية هي نشأتي في قرية زادها الثقافي يأتي من موردين ، الأول القرآن الكريم . فالمصحف الكتاب الوحيد الموجود في كل بيوت القرية وفي أيدي أطفالها سواء فكوا الخط أم لا . فكلنا يحفظ الأجزاء من القرآن الكريم قبل أن يتعلم القراءة بالفعل. وهذا الحفظ يقوم لسان الطفل ،فيحسن التعامل مع القراءة باللغة العربية، أما المورد الثاني للثقافة في قريتنا فهو التراث الشعبي المتنوع بين الأمثال الشعبية والقوالب الغنائية التراثية .والحكايات والتعبيرات الشعبية السائرة وغير ذلك . وقد استطعت أن ألم بكثير من عناصر التراث الشعبي. وفي هذا الميدان كانت نشأتي كيتيم يلتصق بأمه عاملًا مساعدًا على النهل من منابع ،بل وصناع التراث وحفظته أي النساء . فكان تواجدي بينهم مرافقا لأمي سببا في تحصيلي الكثير من الحكايات والأمثال والتعبيرات الشعبية . وساعدت قراءتي للقرآن و حفظي لما يزيد عن ربعه قبل دخولي المدرسة الإلزامية ، سببًا في توثيق علاقتي باللغة العربية الرسمية ، بل لم يجعلني في حاجة ماسة إلى من يشرح لي نحو اللغة وصرفها .فكنت حين تعترضني مشكلة نحوية ، أقيسها على نموذج من القرآن . أما متابعتي للتراث الغنائي في قريتي، فجعل أذني أقدر على التمييز بين الأوزان المختفة، حتى وإن كنت لا أعرف شيئا عن العروض الشعري . لقد صدر ديواني الشعري الأول عام1975 ،ولم أكن أعرف ما هي الأبحر الشعرية، ولم أكن في حاجة إلى معرفتها. كما أن العرض الأول من عروض المسرح الذي شاهدته كان فصلًا من فصول ( أبو عجور) التي كانت تشخص مجموعة من شباب القرية ، ومنه عرفت ماذا يعني المسرح، وكيف يمكن أن يكتب ..؟ وحين صار الشعر والمسرح جزءا من حياتي كان على أن أقرأ مئات الكتب وربما الآلاف في تلك المجالات . 2- "بيت أبويا" مصطلح شعبي شائع كتبت عنه. .فماذا أضاف" بيت أبوك" إليك ..؟ • (بيت أبويا) هو التجلي الأول للانتماء في حياتنا في الصعيد، فشعورك أنك تنتمي إلى (بقعة مكانية) أنت والأسرة، يقودك إلى توسيع دائرة الانتماء حينما تعرف أنك تنتسب إلى جماعة ( العائلة ) ، ثم القرية، ثم المركز ثم المحافظ .. وهكذا تتسع دائرة (بيت أبويا) لتشمل الوطن كله، بل وربما الإنسانية جمعاء. و( بيت أبويا ) ليس مجرد بناء يجمع شتات الأسرة الصغيرة، بل هو إرث ثقافي ووجداني يوحد بين أفراد تلك الأسرة الصغيرة ويصبح لبنة من لبنات البناء الكبير الذي هو الوطن. 3- ما السبب في تنوع كتابات درويش الأسيوطي...؟ • حتى دخولي مرحلة الدراسة الثانوية، لم يكن في متناول يدي من الكتب غير المصحف والكتب المدرسية. لذلك أنا أعد الجماعة الشعبية هي معلمي الأول، وأعد التراث الشعبي هو صانع ثقافتي الحقيقية. وهذا التراث الذي عرفته أهم ما يميزه التنوع والشيوع و المرونة . فهناك الحكايات الشعبية والأشعار المغناة ، والتشخيص . فلم يكن من الغريب أن أكتب الشعر والدراما والرواية والقصة وغير ذلك . 4- ماذا أضاف عملك بالتربية والتعليم إلي إبداعك..؟ • العمل بالتربية والتعليم أتاح لي فرصة التعرف إلى العديد من النماذج البشرية الجديرة بالدراسة والتمثل. كما أن العمل بالتربية والتعليم أتاح لي الوقت اللازم للقراءة خاصة في الإجازة الصيفية. ربما لا يعلم البعض أنني تخليت عن عملي في أحد البنوك(بنك التسليف الزراعي)،واخترت العمل بالتربية والتعليم لكي يتوفر لي الوقت الذي يكفي لتثقيف نفسي في بعض المجالات التي أدركت أنني في حاجة التثقف فيها. كما أن تجولي لضرورة العمل في الامتحانات في منطقة الصعيد كلها أتاح لي الفرصة للتعرف إلى التراث الشعبي في تلك المناطق . مما صحح لدي بعض المفاهيم التي لم تكن واضحة أو مغلوطة. 5- لماذا فضلت الإقامة في أسيوط.. ؟وما سر ابتعادك عن القاهرة...؟ • ربما لا يعلم البعض أن دراستي الثانوية كانت بالقاهرة (مدرسة قصر العيني الثانوية التجارية ) ودراستي الجامعية أيضا كانت بالقاهرة (كلية التجارة جامعة عين شمس)، وحين عينت بالتربية والتعليم عينت مدرسا بمدرسة ( قليوب الثانوية التجارية). لكن إحساسي بالمسئولية عن أسرتي ( أمي وأخوي) هو ما دفعني إلى هجرة القاهرة ،فأنا أكبر أخوتي، وتوفي أبي وأنا بعد في الرابعة من عمري ..هذا الإحساس هو ما دفعني للسعي للعمل بقرب القرية. لأقدم ما أستطيع من عون .. ولا شيء آخر. وأعتقد أنه من حسن حظي أن فعلت هذا . 6- ماذا أضافت إقامتك في أسيوط إلي إبداعاتك وأشعارك..؟ • الإقامة في حد ذاتها لم تضف الكثير، لكن الوجود في منطقة مثل أسيوط بعيدا عن الصراعات العبثية بين المثقفين والأدباء بالقاهرة، أتاح لي الفرصة للتركيز على العملية الإبداعية ، وربما كان هذا من أسباب الثراء والتنوع في التجربة الإبداعية. قد يكون هذا الابتعاد عن القاهرة تسبب في تأخير معرفة الناس بي ، وحرماني من بعض المنافع العاجلة ( كالجوائز وبرامج الترويج الثقافي) ، لكنني لا أشعر بالامتعاض ناهيك عن الندم. فقد سعت إلى المجلات الثقافية ووسائل النشر، بل ولجوائز من داخل وخارج مصر، بل ونفذت أعمالي المسرحية في العديد من البلاد الناطقة بالعربية . 7- ماذا يمثل الصعيد عند درويش الأسيوطي..؟ • الصعيد هو (بيت أبويا)، وهو المخزون الاستراتيجي للثقافة المصرية . تراث الصعيد هو المادة النقية للتراث الشعبي المصري ، وهو المقياس للعديد من القيم الأخلاقية التي أحرص عليها ، وحتى الآن لا أستطيع تصور مشهد في مسرحية أو مسلسل أكتبه لا تبدو في المكان منه ملامح قريتي القديمة . 8- لماذا اخترت الغوص في بحار التراث الشعبي...؟ • كما سبق أن قلت أنا تلميذ في مدرسة التراث الشعبي المصري. لهذا لم يكن من الغريب اهتمامي بالتراث الشعبي حفظًا واستخدامًا واستلهامًا وغير ذلك، لكن مسألة الدراسة للتراث الشعبي وخاصة التراث الأدبي كان لضرورة . فقد تبين لي حجم الجرائم التي ترتكب في حق تراثنا الشعبي في الصعيد نتيجة لعدم إلمام الكثيرين بدقائق دلالات اللغة الشعبية المصرية في الصعيد. بل إن الأمر تعدى الجرائم غير المقصودة إلى جرائم السطو على التراث الشعبي . وهذا دفعني إلى العكوف على إعداد معجم للألفاظ الشعبية المصرية لمدة تزيد عن ربع القرن حتى أتممته في ست مجلدات ، إلى جانب دراسة ونشر ما توافر لدي من مواد تراثية كأشكال العديد وأشكال الموال الشعبي وألعاب الطفل وأغاني الفلاحين وأغاني الأفراح الشعبية. وهناك العديد من الكتب التي لم يتيسر لي نشرها حتى الآن عن الأمثال الشعبية والتعبيرات الاصطلاحية الشعبية وغير ذلك .وقد تصديت للغوص في التراث الشعبي المصري في الصعيد لشعوري بالمسئولية ،فأنا أحد من تتلمذوا على هذا التراث وكان مصدر ثقافتهم الأول. 9- أيهما أكثر فائدة للأديب الشعبي المصادر المكتوبة أم الروايات الشفهية..؟ ولماذا..؟ • الأديب المهتم بالتراث الشعبي عليه أن يلجأ إلى المصادر الأصلية للتراث الشعبي، وهي الروايات الشفاهية للأدب الشعبي، إن تيسر ذلك . وإن كان التطور التكنولوجي والتغيرات الاجتماعية المصاحبة له جعلت هذا الأمر عسيرًا. ومن حسن الحظ أن هناك بعض المراكز العلمية والجمعيات المهتمة بالتراث الشعبي قد قامت بجمع الكثير من عناصر التراثية المهددة بالانقراض أو التي انقرضت بالفعل. والسبب في تفضيل الروايات الشفاهية أن الرواية الشفاهية تتضمن العناصر الصوتية التي لم يستطع التدوين الكتابي ابرازها، وهي عناصر هامة لا في الإيقاع فقط بل في تأثيرها على الدلالات أيضًا . 10- أيهما أكثر تأكيدًا لهوية الأمة..؟.. الأدب الشعبي أم الأدب القومي ؟ لماذا..؟ • الأدب نتاج لغوي للجماعة اللغوية التي تبدعه، والأدب المبدع بلغة الجماعة الشعبية هو العنصر الهام من عناصر تأكيد الهوية الوطنية. وعذرًا أنا لا أعرف شيئا اسمه الأدب القومي ربما تقصد الأدب الرسمي الذي ندرسه في مناهج التعليم ونقيم له المسابقات. وهو الأدب المكتوب باللغة العربية ( الفصحي) . وما أصر على التأكيد عليه أن مصر والجماعة الشعبية المصرية لم تتكلم تلك (اللغة العربية الفصحى ) الرسمية، ولم تبدع حقيقة بها ، بل نحن نتعلم اللغة العربية الرسمية كما نتعلم اللغات الأجنبية الأخرى، بدراسة قواعدها ونماذج من إبداعاتها. وحينما نفكر أثناء العملية الإبداعية فإننا نستخدم لغتنا الخاصة ( اللغة الشعبية المصرية ) الأكثر فصاحة وإبانة ، ثم نترجم ما أبدعناه إلى اللغة العربية الرسمية. نحن نتكلم اللغة العربية الشعبية المصرية، ونبدع بها، وما نبدعه هو ما يؤكد هويتنا المصرية العربية. 11- قبل انتشار التكنولوجيا.. ما السر في تشابه بعض نصوص الغناء ونصوص العديد بين منطقتي الوجه القبلي والبحري..؟ • من أهم خصائص التراث الشعبي ظاهرتي المرونة والقابلية للانتقال. فالتراث الشعبي الشفاهي لديه القدرة على الانتقال عبر الزمن من جيل إلى جيل ، ولديه القدرة على الانتقال من مكان إلى آخر بالقبول الشعبي العام. أما ظاهرة المرونة فتعني قابلية التراث الشعبي الشفاهي للحذف والإضافة. ولذلك يكتسب التراث الشعبي خاصية العمومية. والوجه القبلي والوجه البحري لم يكونا في يوم من أيام التاريخ معزولين، فلا موانع طبيعية، ولا سياسية، .ولا اجتماعية تفصل بينهما، لذلك كان التراث الشعبي واحدًا بحكم الخصائص التي أشرنا إليها. نعم ساعد التقدم التكنولوجي في الترويج لبعض عناصر التراث الأدبي الشعبي وخاصة المغنى منها، لكن لم يكن التقدم التكنولوجي سببا أساسا في وحدة أو تشابه التراث الشعبي المصري.
12- ما أبرز التحديات التي تواجه الدراسات الشعبية والأدب الشعبي في مصر..؟
• هناك تحديات ثلاث واجهت الدراسات في الأدب الشعبي في مصر . الأول : ظاهرة التشدد والعنف الديني التي طفت على وجه الحياة الثقافية والاجتماعية منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين، والتي شيطنت و حرمت الكثير من عناصر التراث الشعبي ، وهذا أدى إلى تراجع الممارسات الشعبية المرتبطة بتلك العناصر التراثية . أما السبب الثاني : فهو التطور التكنولوجي وما صاحبه من تطورات اجتماعية أدت إلى انقراض الحرف اليدوية ، وبالتالي انقراض ما يصاحبها من أدب شعبي. أما التحدي الثالث فهي النظرة الدونية لكل ما هو شعبي وخاصة في الجامعات المصرية القديمة . أما الجامعات الحديثة فهي لا تهتم أصلا بالأدب لا شعبي ولا رسمي . 13- هل تعتبر ما يسمي ب"أغاني المهرجانات" نوعا من الثقافة الشعبية تمثل طبقة معينة من الشعب تعبر عن الوجدان الشعبي..؟ • تكتسب أغاني المهرجانات صفة الشعبية نتيجة الانتشار واهتمام شرائح من الشياب بها. لكني أعتبرها من الظواهر العابرة، التي لن تستمر طويلا لقيامها على غير أسس فنية حقيقية ، وهي لا تمثل عناصر تراثية لسرعة زوالها ، ولعدم تمثيلها للجماعة الشعبية المصرية وإن مثلت شرائح منها. 14- كيف تري القصيدة الجيدة..؟ • القصيدة الجيدة هي النص الذي تتوافر فيه عناصر السلامة اللغوية والإيقاعية، والذي يستهدف خلق حالة وجدانية ما ، أو توصيل رسالة من الشاعر إلى المتلقي وأن ينجح في ذلك . 15- ما المركز الذي يتبوأه الحب والمرأة في شعرك..؟ • الحب هو الشعور الإنساني الذي لا ينبغي أن يخلو منه منتج إبداعي ، والمرأة هي حجر الزاوية في حياة البشر . وأنا رجل صعيدي . والصعيدي لا يحب المجاهرة بحبه للمرأة ، فهي الكائن المقدس ، والفاعل الحقيقي في حياة أبناء الصعيد فهي إن لم تكن بنتك أو أختك أو أمك فهي بنت أو أخت أو أم الآخرين . وعلينا ألا نتجرأ على قداسة العرض عند الصعيدي. فقد تخلو قصائدي من التعامل مع المرأة باعتبارها رمزًا جنسيًا، لكنها تتواجد في كثير من قصائدي باعتبارها الأم والأخت والبنت والحبية أيضا والمعادل للوطن في كثير من الأحيان . 16- لكل شاعر له مزاجه وجوه الخاص ليخرج لنا إبداعا عظيما. .فبأي الأجواء تكتب..؟ • أنا لم أعد مدخنًا من أربعين عامًا، ولا أشرب سوى الشاي الصعيدي، وليست لدي ممارسات أو طقوس خاصة. كل ما أحرص عليه هو الانفراد بنفسي دون إزعاج من أحد، ومن حسن الحظ أن تفهمت زوجي وتفهم أولادي هذا. وكنت أستخدم القلم الأسود الحبر قبل أن أتحول إلى الكتابة المباشرة على جهاز (الكومبيوتر)، وأفضل العكوف على الكتابة بعد الفجر مباشرة . فهذا الوقت أكثر الأوقات هدوءًا في مصر 17- "توقفت عن الكتابة السردية لشعورى بضآلتها"....هل معني هذا عدم الثقة فيما تكتب....نريد التوضيح... • المقيم والناقد الأول للعمل الإبداعي هو مبدعه، وحينما يشعر المبدع بعدم الرضاء عن عمله، فإنه ينحيه جانبًا ولا يقدمه للناس. وما كتبته من روايات أو قصص حتى مرحلة معينة لم أكن راضيًا عنه، وليس من الضروري أن يكون المبدع مجيدًا في كل مجالات الإبداع. وأنا في منطقة لم تعرف النقد الأدبي والنقاد إلا مؤخرًا ،لذلك لم أنشره . 18- ما سر صمود واستمرارية المثل الشعبي رغم التغير الاجتماعي والثقافي..؟ • المثل الشعبي من عناصر المأثور الشعبي، وهو العنصر الحي من التراث الشعبي. وبقاؤه حيا يرجع لسببين: الأول هو أن ما يحمله من قيم ما يزال متماشيًا مع معتقدات الجماعة الشعبية الدينية، وغير متعارض مع القيم الاجتماعية المتطورة. أما السبب الثاني من وجهة نظري هو عدم ارتباط المثل الشعبي بمماراسات شعبية أو حرف يدوية مثل عناصر التراث الشعبي الأخرى . 19- ما الشعر كما يراه درويش الأسيوطي..؟ • الشعر تعبير لغوي يستخدم ألفاظ اللغة العادية استخدامًا خاصًا، أو ما نطلق عليه(لغة الشعر).والشعرية لا تتطلب قالبًا محددًا، بل يمكن أن تتواجد في كثير من القوالب الإبداعية، فقد نجده في لوحة تشكيلية، أو شريط سينمائي، أو حوار مسرحي أو سرد روائي أو قصصي وغير ذلك. فالقصيدة ليست القالب الوحيد للشعر، ولا أوافق أن يُطلق على الشعر في القوالب الأخرى قصيدة، فلا شيء – عندي - اسمه (قصيدة النثر). 20- كيف تنظر إلي اللقاءات الثقافية والمهرجانات الشعرية..؟ وهل تضيف جديدا للحركة الثقافية..؟ • هي ضرورية للتحفيز، و التعارف وبناء التجمعات الثقافية، واستقصاء التطورات الفنية . لكنها لا تمثل صك إجادة أو وسيلة تقييم . 21- لماذا الشجن والأسى في بعض عناوين إبداعاتك..، "من فصول الزمن الرديء" إلى "الحب فى الغربة" و"من أسفار القلب"، و"بدلا من الصمت" "حكاية عن اليمام"، و«منازل الهيام»، و"دى ريحة الدم ولّا ريحة الجنة"،و غيرها..؟ • عناوين أعمالي مرتبطة بما تحويه مضامين القصائد. فقدان الأب أو اليتم أمر مؤلم، ولا يتخلص المرؤ من مرارة اليتم بالبلوغ، بل يلازمه طيلة حياته . وأنا فقدت أبي في سن الرابعة تقريبا، ولم يعوضني حنان جدي لأمي الذي كفلني عن أبي الذي لا أكاد أعرفه. هذا من أسباب الأسى . السبب الآخر هو أنني من الجيل الذي مضغ مرارة الهزيمة وسقوط المشروع الناصري أو المؤامرة عليه. أعتقد أني سقت ما يكفي من مبررات الأسى والشجن . درويش الأسيوطي
#عطا_درغام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مع عاشق أدب الطفل السيد شليل
-
مع الروائي سمير زكي
-
-بالأمس كنت ميتًا- لرضوي الأسود: صورة الكرد وأخوة روحية مع ا
...
-
نقد العقل السياسي التركي
-
مع الشاعرة الأرمينية المعاصرة روزان أساتريان
-
أربيار أربياريان مؤسس الواقعية في الأدب الأرمني
-
السينما المصرية في رمضان
-
في صباح بعيد من حياتي للشاعر الأرمني أريفشات أڨاكيان
-
الكرد في كتابات الجغرافيين المسلمين
-
الحب عند الشاعر الأرمني هامو ساهيان
-
الأب الأخضر .. قصيدة للشاعر الأرمني شانت مكرتشيان-*-
-
-كل صباح- قصيدة للشاعر الأرمني هامو ساهيان
-
سبع حقائق عن الشعر والشعراء الأرمن
-
كيف من المفترض أن أستيقظ وأذهب؟- قصيدة للشاعر الأرمني هامو س
...
-
أفضل خمس قصائد عن الأم في الشعر الأرمني الحديث
-
قصائد أرمنية قديمة
-
من الشعر الأرمني الحديث : -الحب الأول-
-
موسيقى مليئة بالألم. قصة أسلاف 5 نجوم مشهورين وقعوا ضحايا لل
...
-
الإبادة الجماعية الأرمنية في الصحافة الدورية الجورجية، 1914-
...
-
الباشا بين رد الاعتبار والحقيقة التاريخية
المزيد.....
-
فيديو منسوب إلى عبدالرحمن السديس حول نزاع الهند وباكستان.. م
...
-
مصر تحذر إسرائيل.. توسيع العدوان مرفوض
-
الصومال: أمطار طوفانية في مقديشو تودي بحياة 10 أشخاص وتشرد ا
...
-
رئيس الوزراء الباكستاني: الهند ارتكبت عدوانا صريحا لكننا صمد
...
-
عيد النصر بعيون عربية
-
الخارجية الهندية تتهم باكستان بانتهاك وقف إطلاق النار
-
ماكرون: الهدنة لا تفترض وقف توريد الأسلحة إلى كييف من قبل ال
...
-
خلال لقائه بوتين.. عباس يعرب عن رفضه خطة ترامب بشأن غزة
-
ساويرس يُثير عاصفة.. سجال حاد بين علاء مبارك ومصطفى بكري في
...
-
الشرطة السورية تنتشر على مدخل السويداء تنفيذا للاتفاق مع الح
...
المزيد.....
-
تساؤلات فلسفية حول عام 2024
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
المزيد.....
|