أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - حزب العمال الكردستاني يحل نفسه هل هو ارادة قومية ام ضغوط أقليمية ودولية














المزيد.....

حزب العمال الكردستاني يحل نفسه هل هو ارادة قومية ام ضغوط أقليمية ودولية


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8341 - 2025 / 5 / 13 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حلّ حزب العمال الكردستاني وتداعياته على حاضر ومستقبل الكرد في الإقليم

في خطوة فاجأت الأوساط السياسية والإعلامية، أعلن حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه رسميًا، بعد مسيرة نضال استمرت لعقود وتخللتها مواجهات دامية وتضحيات جسام. هذا القرار، الذي جاء وسط حصار إقليمي خانق وضغوط دولية متصاعدة، يفتح الباب واسعًا أمام تساؤلات جوهرية: هل يمثل ذلك نهاية مرحلة من النضال وبداية أخرى؟ أم أن القرار جاء من منطلق يأس وإدراك بعدم جدوى الاستمرار في الكفاح المسلح؟ الأهم من كل ذلك: هل طويت صفحة القضية الكردية إلى الأبد؟

تعدّ القضية الكردية من أعقد الملفات في الشرق الأوسط، لما تحمله من أبعاد سياسية وقومية، وما تمثله من تحدٍ دائم لخرائط ما بعد الحرب العالمية الأولى. فالكرد، المنتشرون على رقعة جغرافية تمتد عبر تركيا، سوريا، العراق، وإيران، لم يحظوا بدولة مستقلة رغم وعود سابقة وتضحيات مستمرة، بل توزعوا بين دول إقليمية تتباين في مواقفها من الحقوق القومية والثقافية للكرد، وإن كانت تتفق جميعًا في موقفها الرافض لأي استقلال كردي.

قرار حزب العمال الكردستاني لا يمكن فصله عن هذا الواقع الإقليمي المعقد. فمن جهة، تواصل تركيا ملاحقة مقاتلي الحزب داخل حدودها وفي شمال العراق وسوريا، وتفرض أطواقًا أمنية وسياسية لمنع أي تمدد كردي ذي طابع انفصالي. ومن جهة أخرى، يعيش الكرد في إيران تحت قبضة أمنية مشددة، ويُواجهون بحملات قمع شديدة لكل محاولة تنظيمية. في سوريا، رغم تجربة الإدارة الذاتية في شمال شرق البلاد، إلا أن هذه التجربة ما زالت هشّة وتعاني من غياب الاعتراف الدولي والرفض التركي الصريح. أما في العراق، ورغم وجود إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي، فإن الانقسامات الداخلية والصراعات على الموارد تحدّ من فعالية المشروع الكردي هناك.

وبالتالي، فإن حلّ حزب العمال الكردستاني لا يمكن اعتباره انتصارًا نهائيًا لأي طرف، بل هو بالأحرى تحول في شكل الصراع. قد تكون هذه الخطوة محاولة لإعادة ترتيب الصفوف، أو تمهيدًا لمرحلة نضال جديدة أكثر مرونة وذات طابع سياسي وسلمي، خصوصًا أن التجارب المسلحة أثبتت محدودية جدواها في ظل موازين القوى الحالية. كما أن التحولات الدولية، وانشغال القوى الكبرى بأولوياتها، جعلت من القضايا القومية مثل القضية الكردية ملفات مؤجلة في أجندات المجتمع الدولي.

لكن، رغم كل ذلك، لا يمكن القول إن القضية الكردية قد انتهت أو طُويت. فالشعوب لا تموت بقرارات، ولا تُمحى الحقوق بالتجاهل. الكرد، الذين يشكلون واحدة من أقدم القوميات في المنطقة، سيواصلون – بشكل أو بآخر – المطالبة بحقوقهم، سواء من خلال النضال السياسي أو الثقافي أو عبر قنوات دولية. المهم في المرحلة القادمة هو أن تتمكن القوى الكردية المختلفة من بلورة مشروع جامع يتجاوز الانقسامات الداخلية، ويؤسس لنضال عقلاني، عابر للحدود، قادر على كسب التأييد الدولي وتفادي الصدامات المكلفة.

وفي النهاية، قد يكون حل حزب العمال الكردستاني محطة فاصلة في تاريخ النضال الكردي، لكنه بالتأكيد ليس الصفحة الأخيرة في كتاب القضية الكردية.



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقنية ال-VAR-هل سرقت المتعة من كرة القدم؟
- التمييز العنصري
- التفكك الأسري في المجتمعات المعاصرة
- فن الحديث
- العلاقات الأيرانية السعودية بداية تحول إقليمي قبيل المفاوضات ...
- الحرب الهندية الباكستانيه هل هي أنتصار للصناعة الجوية الصيني ...
- فيما اذا تغير أسم الخليج
- الوعود الأنتخابية في العراق بين الديمقراطية الوليدة وخيبة ال ...
- السكن العشوائي ومسؤولية التنظيم مقارنة بين الواقع المصري وال ...
- الأخلاق بين زمن العالم الرقمي والأزمنة السابقة
- الفساد الأداري بين الفجور والتقوى
- التسول بين الفرد والدولة ...
- عبق الماضي
- الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهوربة الصين ...
- الشارع التونسي والحركات الأسلامية المعتدلة بين الحقيقة والوه ...
- الصحافة .حارسة الحقيقة
- اللعبة الأقتصادية من يحركها ولماذا لايعيش البشر سواسيه؟
- بين سطوة القوة وأنفلات الفكر .قرأة في عالم تحكمه المصالح بدو ...
- جريمة القتل ظاهرة تنذر بالخطر وتشريعات تحتاج وجهة نظر
- هل يتحقق الحلم العراقي بالوصول مرة ثانية لكأس العالم بكرة ال ...


المزيد.....




- من الرياض.. ترامب يقرر رفع العقوبات عن سوريا و-يحلم- بتطبيع ...
- غارات إسرائيلية على مستشفى جنوب غزة.. ومصادر: استهدفت محمد ا ...
- من -لا رجل يضاهي محمد بن سلمان- إلى -لن تمتلك إيران سلاحًا ن ...
- رئيس حكومة الوحدة في ليبيا: لا شرعية لتشكيلات خارج الجيش.. ز ...
- شاهد.. لقطات مصورة تظهر دمارا كبيرا خلفته الغارات الإسرائيلي ...
- وصول تسعة أسرى فلسطينيين إلى قطاع غزة بعد أن قضوا 19 شهرا في ...
- اشتباكات في طرابلس الليبية ومقتل عبد الغني الككلي
- هل تسهم جولة ترامب الخليجية في عزل نتانياهو وقف حرب غزة؟
- هجوم صاروخي إسرائيلي -عنيف- استهدف مستشفى في خان يونس في قطا ...
- عشية المباحثات بين موسكو وكييف.. الاتحاد الأوروبي يلوح بمزي ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - حزب العمال الكردستاني يحل نفسه هل هو ارادة قومية ام ضغوط أقليمية ودولية