منوّر نصري
الحوار المتمدن-العدد: 8334 - 2025 / 5 / 6 - 17:58
المحور:
الادب والفن
واستلمت شغلها حيث يمكنني أن أراها صباح مساء
فينشرح الصدر حين أراها
نظرت إليها بعينين مغرمتين
وقلت حمامة عمري تجيء إلى حد عندي
وكانت شبيه حمامه
تطير هنا وهناك وعند المساء تعود
وشوقها يسبقها لمكان أليف
فيا عطر ذاك المكان ويا فرحة بمجيء الحمامة جنبي
أكاد أقول بأن المكان تغير بعد مجيء الحمامة
صار أليفا وقد كان غير أليف
أجيئه عند الصباح وأخرج منه بدون روابط تربطني بالمكان
حمامتي جاءت فصار المكان بهيجا
وصرت أعود إليه مرارا
ولكن فرحتنا لم تكن فرحا في عيون الجميع
وبهجتنا قلق عند بعض العباد
وكنا نرى أن لا ذنب يفعله الأبرياء
وأننا مثل الحمام براءتنا ليس فيها نقاش
ولكن بعض العباد رأوا غير رؤيتنا
فالعيون تشي بالمشاعر ما بيننا
وشائج تجمعنا غير خافية
والربيع على العتبات بخضرته وأريج
يبوح بأن الذي بيننا ليس محض انجذاب
ولكنه ولع دائم وصبابة نفس
فهل نسنطيع معارضة لمشاعر تسعدنا؟
ورغم غياب الكلام المباشر كنا محل اهتمام
وثمة حارس كان يراقبنا
ويعرف عنا الكثير الكثير
نخاله يعرف أكثر منا
مجرد معرفة لا تفيد
ولو اهتمامه كان بأسرته لتفادت نوائب دهر
ولكن لمن يترك القيل والقال
وكانت حدائق بلدتنا تنشر الظل في كل ركن
وكان الربيع يشاركها فرحا بالزهور
وكنت أراها ربيعا يحل على موقع لا زهور به
وكنت أراها جميع الفصول وعشبا طريا يزين المكان ويسعده
فرحا دائما وارتعاشة قلب
وكنت سعيدا أواري سعادة نفسي
إذا دخلت مكتبي
فأظل أحدثها لست أدري بماذا أحدثها
والكلام يفر وكل العيون التي أبصرتها مفتحة لا ترى غيرها
حمامة عمري تطاردها أعين في الخفاء
وكم مرة قد تنبهت أن حمامتي كانت مراقبة
والمكان الأليف مراقب
وأن الذي يبدو مبتسما ليس دوما صديق
وأن الفضاء يضيق بنا
وكان الربيع يوشح وجه حدائق بلدتنا
والحقول تعج بألوانها وبعطر يذكرني بحمامة عمري
وأنسى الذي كان يجري بذاك المكان الأليف
إذا ما لقيتها حيث الربيع يحل
وتفاهم ضدها أبناء بلدتنا
وتعكر صفو المزاج لديها
فراحت إلى بلدة ثانية
#منوّر_نصري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟