أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الحسناوي - النقد الثقافي واثرفي المجتمع المعاصر ، قراءة سوسيثقافية














المزيد.....

النقد الثقافي واثرفي المجتمع المعاصر ، قراءة سوسيثقافية


واثق الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 8323 - 2025 / 4 / 25 - 08:33
المحور: الادب والفن
    


النقد الثقافي واثره في المجتمع المعاصر، قراءة سوسيوثقافية
عُرف القرن الثامن عشر في اوربا ب” قرن النقد بأنواعه المختلفة” فكان الانتقالة الفكرية من البهيمية اللاواعية الى الصحوة الانسانية الواعية( الحداثة وما بعدها، التي الَّهت العقل، وقد ارتبطت هذه الحركة الفكرية النقدية بالمجالات، والحقول الدينية، والفلسفية والعلمية، والمعرفية الشاملة، في انكلترا ،وفرنسا ،والمانيا ومن ثم امريكا وبعض دول اوربا الشرقية، لتمسك معاول الهدم بالتفكيك، والتقويض، والكسر.. لكلِّ اشكال التقليد والتغييب والاقصاء، التي مورست ضد العلم، و المعرفة، والفلسفية، والنقد بكل انواعه، رافعة شعارات، ولافتات محاربة اللاهوت، والاساطير، والخرافات، والغيبيات، التي اقصت وعطلّت، وجمّدت وسطّحت فكر الانسان الاوربي، وقيّدت وسطّحت عقله؛ لذلك كان شعارُها المناداة ب” حرية العقل”.، والنقد الشامل لكل المظاهر، والظواهر الطبيعية، وغير الطبيعية والمؤسسات، والمفاهيم المركزية التعموية ؛ لأنها كانت ترى ، اذا غاب العقل تسيدت الخرافة. فبدأت بمكاشفة ومساءلة الدين، والغيب، حين كان الدين الاوربي يُستخدم للسيطرة على الجماهير؛ ولإبقائها تحت السيطرة السلطوية المركزية .
ان معرفة ثقافة الشعوب، يؤدي الى تحرير الانسان من عزلته وغربته، وبقدر فهم المفكرين، والنقاد للمجتمعات، يكون الاثر افضل في تحسين مستوى فهم وثقافة الجماهير. و لعل مهمة الناقد اليوم هي اكبر واخطر واوسع من ناقد الامس، لتشعب مدركات، ومجالات، وتوجهات، واعتقادات الحياة والبشر، والتي تتطلب دراسة العلاقات الحيّة، والميتة للبنى التحية والفوقية، السطحية والعميقة للبناء العضوي المجتمعي، بخاصة الثقافي والعقائدي، وكذلك الحال بالنسبة للعمل الادبي، والفني والثقافي، والمعرفي، والعلمي. اذ ان العمل النقدي الناجح، لا يمكن ان يخضع لأي منهج نقدي واحد تماما، مهما كان عميقا او شاملا كما يدّعي اصحابه، فانه لا يتعدى ما قلناه سابقا عمل اداتي اجرائي خاص وليس عام؛ كونه مجرد مقياس او معيار . والنظرية النقدية، وسيلة اجرائية ادائية شمولية تكاملية، لبلوغ اقرب درجة من درجات استيعاب العمل الفني قدر الامكان والمستطاع. والناقد الحاذق الفاحص، يدرك استحالة ان يسد ايّ اجراء نقدي فردي للعمل الادبي الفني الرصين، بل ان النص عصي على الناقد الذي يحاول فك شفراته بأداة نقدية واحدة. اذ اننا لا نسلّم بالنظريات النقدية، بقدر ما نظنها اجراءات لأدوات نقدية، تشترك فيما بينها لتشكل نقدا متكاملا، يسمح بتسليم كافة مفاتيح النص الادبي وهذا العمل يتطلب- كذلك- قارئا متفهما لأدراك وذوق وفهم المتلقين.
ان السلطة، والحزبية، والاشهارية الفنية، والاعلامية، والتجارية.. فرضت نفسها بقوّة على المتلقين، بتنويم مغناطيسي دوغمائي تعموي، افقدهم حواسهم الذوقية والمعرفية، ما باتت مهمة الناقد الثقافي او الادبي صعبة جدا في ظل هذا التعويم والطوفان، والغزو الثقافي، والمعرفي والعلمي والفكري، بل بكل انواع. فضلا عن دور المؤسسات السلطوية، واجهزة الدولة الثقافية، التي تمارس دور الابوة على المتلقين، لتحد من مسائلتها ومحاسبتها؛ ما اضعف دور النقد واثّر في تخلف المجتمعات الاحادية والمغلقة التي تعاني من ظلم وجور السلطة . فالمجتمعُ الذي يتصدّر قيادته طبقة العلماء والمثقفين والفلاسفة والحقوقيين والادباء والفنانين والمنضوين تحت مظلة المجتمع المدني.. في ظل الدول العلمانية التي اتاحت للتعدد الثقافي، وحرية التعبير والنقد الحر فيها، تكون اكثر امانا وامانا، وتطورا وازدهارا، واستقرارا ..تشهد فيها الحركات النقدية نموا، وتطورا وبناء منقطع النظير، يل لا يمكن ممارسة النقد في ظل الحكومات الاحادية الديكتاتورية القمعية اطلاقا . بل ان العقل والفكر والنقد الحر معطّل تمانا فيها. وكذلك المجتمع الميت الجامد الكسول، لا يخلق نقدا ايجابيا حرا فاعلا متطورا نافعا متعددا . لذلك رفض كثير من الفلاسفة ارتباط الحركة النقدية، والفلسفية، والثقافية، والادبية، والعلمية، والمعرفية بالدولة الاحادية الديكتاتورية، وسلطتها مؤسساتها القهرية الاقصائية، اذ حتما ستجيرها لصالح أيديولوجيتها( السياسية او الدينية او الحزبية)، الخطرة على المجتمع. ففي ظل هكذا مجتمعات مقهورة مقصية، تنشب الخلافاتُ الفكرية، والثقافية، والايديولوجية، التي غالبا ما تتخذ طابعا سياسيا او دينيا ايديولوجيا، تمنع او تحدّ من حرّية النقد لها او تُجير المؤسسات لصالحها. فهدفُ السلطة القهريةُ تحويل الناس من كائنات عاقلة الى كائنات غبية غير عاقلة. وهذا ما لا يقبله النقد –حقا- ويسعى الى عكسه تماما، فالتفاعل بين المواقف والاحداث-كما يذكر علماء النفس- التي تمرّ على البشر تظهر على شكل تغيرات، و استجابات سلوكية، و جسمية داخلية وخارجية .



#واثق_الحسناوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحراك النسوي العربي، والدعوة الى المساواة ، عيار طائش
- الدكتور جميل حمداوي في كمّاشة النقد الادبي التفكيكي، تشريحٌ ...
- العرب واليوم الموعود
- انقراض الشعوب العربية بالتهجين واالتهجير القصري
- الجوائز الادبية بين الخطاب الادبي والخطاب السلطوي.
- اعلان فشل وعقم النظريات النقدية الحديثة والدعوة الى النقد ال ...
- كذبة النظريات النقدية بضاعتنا ردت الينا
- النسقُ الدّيني في رواية -متتالية حياة- للروائي المصري أحمد ط ...
- تظشي الهوية اللغوادبية
- خطابات الحداثة ومابعد الحداثة
- اشكالية وشكلية النقاب
- #لماذا_الشباب؟
- حسين سعدون والمخاتلة الاسلوبية
- رؤية نقدية في النص الشعري الادونيسي
- #تصنيم_ايديولوجي
- مثقف بلا ثقافة
- #سوسيولوجيا_الاشهار_الطقسي
- رسالة من تحت التبن.!
- انثربولوجيا شيزوفرينية
- #اصوليات_عاهرة


المزيد.....




- حيّ ابن سكران، حين يتحوّل الوعي إلى وجع
- التشكيلي يحيى الشيخ يقترح جمع دولار من كل مواطن لنصب تماثيله ...
- عمر خيرت: المؤلف المتمرد الذي ترك الموسيقى تحكي
- ليوناردو دافنشي: عبقري النهضة الذي كتب حكاية عن موس الحلاقة ...
- اختفاء يوزف مِنْغِله: فيلم يكشف الجانب النفسي لطبيب أوشفيتس ...
- قصة القلعة الحمراء التي يجري فيها نهر -الجنة-
- زيتون فلسطين.. دليل مرئي للأشجار وزيتها وسكانها
- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الحسناوي - النقد الثقافي واثرفي المجتمع المعاصر ، قراءة سوسيثقافية