أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف عبدالله الضباعين - ظروف كتابة رواية صحراء فاضلة














المزيد.....

ظروف كتابة رواية صحراء فاضلة


أشرف عبدالله الضباعين
كاتب وروائي ومفكر أردني

(Ashraf Dabain)


الحوار المتمدن-العدد: 8298 - 2025 / 3 / 31 - 00:00
المحور: الادب والفن
    


زرت البترا أو البتراء عدت مرات منها ومعظمها زيارات عمل وكل مرة كنت أسمع همسًا في أُذني اليمنى: "أكتب عنا" وأسمع في أذني اليسرى: "إياك!" حتى جاء ذلك اليوم الذي استوقفني فيها راعٍ للإبل، وسألني عن أوراقي وجهاز بيدي، وقال لي: "ماذا تفعل يا بني" قلت له: "أوثق يا خال، سأكتب عن المكان"، قال: "عن ماذا؟" فقلت: "عن قصة المكان" فأجلسني بجانبه وقال وهو يسكب لي كأسًا صغيرة من الشاي: "من أين ستأتي بالقصة؟" قلت: "من هذه المعالم" قال: "الكل كتب عن هذه الآثار. دعك من هذه المعالم وتعال أريك ما لم يراه أحد" بعد أن شربنا أخذني لمكان سري وقال: " أترى شيء؟" قلت: "نعم، وجهًا بشريًا" قال: " أكتب عنه".
سرحتُ طويلا بهذا التشكيل الحجري حتى لسعتني حرارة الشمس، ثم استدرت لأقول للخال أنني وجدتها، فلم يعد هناك!
من يومها وأنا أتسابق مع قلمي، وخيالي، وأشياء لا يمكنني وصفها لأسجل ما كان الوجه يخبرني إلى أن عدتُ لمادبا وأنا أحمل مئات الأوراق المبعثرة، وما أن أخرجتها حتى غضبت مني ميدبا بكل تفاصيلها، فأي خيانة أن أكتب عن غرباء حررتهم من جبالها، والأولى أن أحرر أبناء البلقاء ومؤاب الذين أنتسب إليهم من تحت الرمال وأنا أقبع فوق تلها التي تتصاعد البنايات كالثواليل فوق صدورهم. هل الغرباء أحق بالتحرير من الأقرباء؟
قلتُ: "كانت رواية لتحرير نفسي قبلهم. كانت رواية خيالية عشتها بتفاصيلها. كانت تجربة... خطوة... محاولة... أو مسألة مصيرية، ولم تكن أبدًا قصة ربعيل وجماعته. كانت فكرة، رحلة، أو مسألة حياةٍ أو موت... كانت على موعدٍ لتدقيق لغوي مع أستاذي فسبقه الموت قبل أن يطلع عليها، كانت قصة مع نفسي قبل أن يسبقني الموت. أما الأقرباء الذين ماتوا تحت ركام مادبا قبل ألفٍ وثلاثمئة عام أو أولئك الذين أعادوها للحياة ودفنوا فيها قبل مئة أو أقل قليلا فمسألة أخرى... قضية أخرى. أولئك الذين رسموا وجوههم في جبالٍ بعيدة أطلقوا لي حرية، فهل يُطلق الأقرباء مني وأنا منهم حرية أرواحهم فيخبروني بسرهم قبل أن يسبقني الموت وأنام بالقرب منهم وأطلب من شابٍ أو فتاة يملك صفاتٍ ومواهب ما أن يخبر عنهم وعني ويطلقنا نحو الملكوت؟".
كُتبت صحراء فاضلة في روايةٍ ما زالت محصورة في عددٍ محدود من النسخ الورقية، ومفتوحة للعنان للغرباء عبر فضاءٍ إلكتروني، ليكتشفها ويطلقها من يقرئها لمكانها الصحيح في الرواية العربية مثلها مثل أخواتها من سبقها "الوهم" و "ناجون من الحب". نعم تحتاج تلك الروايات للحرية من مواقعها وتلك مسألة وقت ومسؤولية شاب أو فتاة ما، وليست مسألتي أنا. هي مُقيدةٌ الآن وتحتاج لمن يطلقها!
الحرية لتلك الأرواح ولتلك الروايات!



##أشرف_عبدالله_الضباعين (هاشتاغ)       Ashraf_Dabain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين حانة ومانا
- اسم مادبا: المدينة والمكان والحدث
- نحن والآخرون... في كتابة التاريخ.
- كتابات المؤرخ يوسيفوس -الجزء الثاني
- المؤرخ يوسيفيوس وتاريخه في الميزان- الجزء الأول
- لقب نصارى - الجزء الثاني
- المواكبة في عالمٍ متغير
- القافلة واقفة
- أين أخطأنا؟
- معارك يطرح فكرة مؤتمر أردني لكتابة السردية بمناسبة صدور كتاب ...
- السردية التاريخية الأردنية كتاب جديد للضباعين
- دمه عليهم وعلى بنيهم
- عربنا وعربكم
- متى يخون المنصتون
- التشوه النفسي في الواقع السياسي
- بربر وأمم وعجم
- للآثار الأردنية يوم
- الاختلاف حين يكون خطرًا
- جدلية التدين
- الحل الصعب والحل الأصعب


المزيد.....




- نجم مسلسل -General Hospital-.. رحيل الممثل أنتوني جيري عن عم ...
- تعليق ترامب على مقتل المخرج روب راينر يثير الغضب
- تجسد الشخصيات للمرة التانية على التوالي .. هل فيلم الست حقق ...
- صور مذهلة تكشف عن العوالم الخفية داخل الآلات الموسيقية
- الوقف السني يدين الشاعر علي نعيم: أي إساءة تُطال الصحابة تسه ...
- مقتل المخرج الأمريكي روب راينر وزوجته بلوس أنجلس واتهام الاب ...
- اعتقال ابن الممثل والمخرج الناقد لترامب روب راينر بتهمة قتل ...
- - سقوط الأفكار- يزجّ بشاعرة شابة إلى الساحة الأدبية الموصلية ...
- جامعة حلب تحتفل باليوم العالمي لعائلة اللغة التركية
- فيلم وثائقي فرنسي-ألماني يقدم قراءة نقدية حادة للواقع المصري ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف عبدالله الضباعين - ظروف كتابة رواية صحراء فاضلة