أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف عبدالله الضباعين - نحن والآخرون... في كتابة التاريخ.














المزيد.....

نحن والآخرون... في كتابة التاريخ.


أشرف عبدالله الضباعين
كاتب وروائي أردني

(Ashraf Dabain)


الحوار المتمدن-العدد: 8200 - 2024 / 12 / 23 - 22:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف تمت كتابة التاريخ؟ ومن كتبه؟ وكيف لا نجد نصًا لجماعات اندثرت تاريخيًا؟ هناك صراع أيدولوجي وفكري وعقائدي بين جماعات دينية وعرقية، وصل إلى الحد أن هؤلاء يواجهون بعضهم بعضًا بالحرب والقتال وكل منهما يقول التاريخ بطريقته. أين التاريخ الصحيح؟
أسئلة يطرحها الإنسان يوميًا على نفسه وهو يشاهد البشرية تقتل بعضها بعضًا، وأن التاريخ يكاد يدون بهذه اللحظات تحديدًا، لكن مهما دون الإنسان الأحداث فإنه سيغفل عن أشياء، ويخفي أشياء، ويصطنع أشياء... مما يجعلنا نكتب تاريخًا مشوهًا للأجيال القادمة.
لم يعد التاريخ في الجامعات الحديثة تلك المادة الجامدة الصعبة القائمة على الحفظ لأحداثٍ في تاريخ الأمم والشعوب! إن التاريخ يقوم الآن على السردية القصصية... الروايات. هذه الفكرة تشير إلى أن التاريخ ليس مجرد سجل موضوعي للأحداث، بل هو نتاج لتفسيرات وأيديولوجيات ورغبات أولئك الذين يكتبونه. وبالتالي، يمكن أن تكون الرواية التاريخية متأثرة بشكل كبير بالتحيزات الشخصية أو الجماعية، مما يؤدي إلى اختلاف في تفسير الأحداث نفسها بناءً على من يرويها.
إن التاريخ لا يُكتب فقط بناءً على الحقائق الموثوقة الجامدة، بل هو تدوين تحليلي يقدم فيه المدون وجهة نظره في هذه الأحداث. اليوم يمكننا أن نفهم بعض أسباب تدوين تلك الأحداث، ونستدل من خلالها إلى دور فرد أو جماعة في التأثير! إننا نفهم اليوم أن تدوين التاريخ في تلك العصور يظهر مصالح الأمم أو الجماعات أو الأفراد أو حتى المدون نفسه، نفهم القيم وقيمتها، نفهم الأفكار ومدى تقدمها، الآراء ومدى تأثيرها، والتي جعلت التاريخ يدون بهذا الشكل، نفهم التحولات البشرية السياسية والثقافية والاجتماعية والإقتصادية والدينية. لذا، أصبح كاتب التاريخ بل وحتى قارئ التاريخ محللا لهذه الأحداث مما مكننا في العصر الحديث من الفهم الأوسع والأشمل للمسار الإنساني منذ القدم. إننا من خلال هذا التحليل استطعنا أن نفهم التناقضات بين الروايات المختلفة حول حدث معين.
التاريخ الذي يُدرس في المدارس والجامعات أو الموجود في الكتب، غالبًا ما يعبّر عن وجهة نظر كاتبه، وهذا استطاع أن يؤثر على البشر من خلال تحديد كيف تصاغ أحداث معينة من تاريخ شعب أو الحضارة. وقد يتم تبديل أو تغيير أو تحوير بعض الأحداث، وإغفال أخرى، أو تضخيم بعضها بهدف خدمة أغراض معينة. وهذا يسمى "بالتاريخ الموجه"، ومعظم ما كتب تاريخيًا حول أحداث معينة كان موجهًا.
هذا الطريقة نحو كتابة التاريخ حسبما يناسب السلطة كان وما زال يعزز الهيمنة الأيديولوجية ويُعيد تشكيل الذاكرة الجماعية للأجيال القادمة بما يرضي إتجاهات ظاهرة أو مخفية.
لكن مع الاتجاهات الحديثة أصبح هناك تحليلا ومحاولات فهم لكل ما يدور حولنا بما فيه ما حصل سابقًا ويؤثر فينا أو حتى مات دون عودة، هذا الجانب النقدي في دراسة التاريخ في العصر الحديث، جعلنا نفهم بالتالي أصبح هناك تاريخًا آخر أو أقلها نظرة أخرى للتاريخ وقد يكون هناك رواية لتاريخ غير مكتوب، غالبًا ما يبحث في أمر الجماعات المهمشة والجماعات التي لم تُتح لها الفرصة لكتابة روايتها. هذا التاريخ البديل، أو الروايات الأخرى، التي تحاول إعادة سرد القصص من منظور أولئك الذين تم تهميشهم أو نسيانهم، أو مجرد رأي بديل عن التاريخ المعتمد تعتبر محاولات لفتح نافذة جديدة لفهم الأحداث بطرق مختلفة وأكثر شمولًا وحيادية.
إن الاتجاهات الحديثة في فهم التاريخ ينظر أيضًا للسياق الثقافي والاجتماعي في تلك الفترة بحيث لا يتم الحكم على الحدث من خلال القيم والمعتقدات المختلفة زمنيًا أو تلك التي تغيرت مع مرور الزمن. لا بد من دراسة وتحليل التاريخ بعد جمع كل البيانات الممكنة وفهمها والخروج بمعلومات تصيغ التاريخ بالشكل المقبول، وأن تعكس أيضًا الجانب الشخصي للفهم التاريخي. كل فرد يمتلك روايته الشخصية عن حياته وتجربته، ويرى الأحداث التي عاشها من منظور خاص به. هذا التأطير الشخصي للتاريخ يجعل لكل فرد تاريخًا خاصًا به، مختلفًا عن الآخرين، حتى لو عاشوا التجربة ذاتها.
في النهاية، لا بد أن نقر أن التاريخ ليس مجرد سرد لأحداث مضت، بل هو مجال للتلاحم البشري، تلاحم على الحقيقة والسيطرة وصراع بين الخير والشر. وعليه يجب على القارئ أن يتحلى بالوعي لمدى تدخل البشر في كتابة التاريخ الموجه وتأثير الأيديولوجيات في عملية كتابة التاريخ، وأن يسعى الفرد دائمًا لفهم القصة الكاملة من زوايا متعددة قبل أن يتبنى رواية واحدة، وفهم واحد للتاريخ.



#أشرف_عبدالله_الضباعين (هاشتاغ)       Ashraf_Dabain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتابات المؤرخ يوسيفوس -الجزء الثاني
- المؤرخ يوسيفيوس وتاريخه في الميزان- الجزء الأول
- لقب نصارى - الجزء الثاني
- المواكبة في عالمٍ متغير
- القافلة واقفة
- أين أخطأنا؟
- معارك يطرح فكرة مؤتمر أردني لكتابة السردية بمناسبة صدور كتاب ...
- السردية التاريخية الأردنية كتاب جديد للضباعين
- دمه عليهم وعلى بنيهم
- عربنا وعربكم
- متى يخون المنصتون
- التشوه النفسي في الواقع السياسي
- بربر وأمم وعجم
- للآثار الأردنية يوم
- الاختلاف حين يكون خطرًا
- جدلية التدين
- الحل الصعب والحل الأصعب
- اليوم العالمي للكتاب
- أزمة عامة
- بشر مهددون بالانقراض


المزيد.....




- -مستوطنون إسرائيليون- يخربون موقعا أمنيا في الضفة الغربية وي ...
- -عثر على المشتبه به ميتًا-.. مقتل رجلي إطفاء في إطلاق نار بو ...
- بكين تستضيف أول مباراة كرة قدم بين الروبوتات في الصين
- بعد إيران.. هل تستطيع أميركا تنفيذ السيناريو نفسه في كوريا ا ...
- ردّا على شروطها لاستئناف المفاوضات ترامب -لن يقدم- شيئا لإير ...
- حموضة المحيطات تتجاوز الحدود الآمنة والخبراء يحذرون
- مستشار خامنئي: إسرائيل بعثت رسائل تهديد لمسؤولين إيرانيين
- تايمز: جواسيس إسرائيليون داخل إيران منذ سنوات وربما لا يزالو ...
- أكسيوس: أوجه حملة ضغط ترامب لتأييد نتنياهو
- هآرتس: أهل الضفة الغربية يذبحون بهدوء


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف عبدالله الضباعين - نحن والآخرون... في كتابة التاريخ.