أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عايدة توما سليمان - يوم الأرض: ذكرى معركة مستمرة














المزيد.....

يوم الأرض: ذكرى معركة مستمرة


عايدة توما سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 8297 - 2025 / 3 / 30 - 13:45
المحور: القضية الفلسطينية
    



تسعة واربعون عاما مرت منذ ذاك اليوم الذي شكّل علامة فارقة في النضال الوطني للجماهير العربية الفلسطينية، اليوم الذي هبّت فيه جماهير تفرقت وتشذرت في نكبة، ورأت بقية وطنها وشعبها يقعان تحت الاحتلال ذاته في النكسة، هذه الجماهير هبت لتدافع عن أرضها.

هبة يوم الأرض لم تكن هبة لمواطنين يطالبون دولتهم بتقاسم عادل للموارد، او مطالبة بتحسين ظروف المعيشة. فالدولة، إسرائيل، ارادت سلب الأرض من أصحابها وسلب ملكية الوطن معها. الأرض كانت المساحة التي تبقت بملكية الفلسطيني من الوطن الذي استولت عليه الدولة القادمة. يوم الأرض صاغ تشبث الفلسطيني بأرضه، بوطنه، وبسرديته واصراره على الدفاع عن مقومات بقائه ليحمل ويتناقل السردية: نحن أبناء هذا الوطن ولا وطن لنا سواه.

ليس صدفة ان ينطلق يوم الأرض من الفلسطينيين في إسرائيل وأن يتحول ليوم وطني فلسطيني بامتياز يحييه جميع أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان، أينما كانوا، سواء عاشوا على الأرض الفلسطينية او توارثوها عبر الذاكرة الجماعية والعائلية على مر العقود. فنقطة الصدام الأولى بين الفلسطيني والدولة في حربها لانتزاع الأرض من تحت اقدامه، كانت وما زالت مستمرة داخل حدود إسرائيل، حيث أنه في ذاك الوقت، اقل من عشر سنوات على احتلال 1967، ظل سائدا الاعتقاد أن احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة أمر مؤقت وليس وضعا دائما. بدايات ممارسة الكولونيالية الاستيطانية التي لا تكتفي بإدارة اهل البلاد سياسيا واقتصاديا انما تسعى وتقوم بانتزاع الأرض واستبدال أصحابها بمستوطنين جدد يغيرون مع الوقت هوية المكان والرواية، هذه البدايات والمنهجية الممؤسسة لها، كانت في داخل إسرائيل. والجماهير الفلسطينية بقياداتها الوطنية آنذاك، وعلى رأسها حزبنا الشيوعي استشعرت الخطر ونظمت الناس في هذا اليوم الخالد.

في مرحلة لاحقة تبنى بقية أبناء الشعب الفلسطيني احياء ذكرى هذ اليوم اولاً اجلالا لدماء شهدائه الذين ارتقوا في ذلك اليوم، ولملحمة الصمود بأبطالها وجرحاها، ومما لا شك فيه أن واقع الهجمات المتكررة التي طبقها مؤسسات وجيش الاحتلال الاسرائيلي للاستيلاء على الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، والتي تصاعدت بشكل لافت بعد صعود الليكود للحكم في العام 1977، قد رسخت الوعي لدى الشعب الفلسطيني بأن المواجهة الأساسية هي مواجهة ومعركة على الأرض.

واليوم تتعزز الفكرة بعمقها أكثر وأكثر طالما استمرت دولة إسرائيل بتعميق سياسات الكولونيالية الاستيطانية، سياسات الضم، والسيطرة على أراض جديدة، كما عبّر عن ذلك نتنياهو قبل يومين في خطابه في الكنيست قائلا ان إسرائيل سوف تحتل مناطق في غزة؛ وبالطبع إصرار إسرائيل حتى هذه الساعة على الابقاء على مواقع واراض لبنانية وسورية تم احتلالها في الأشهر الأخيرة.

ان الفئة الحاكمة في إسرائيل تجاهر بنواياها الكولونيالية غير آبهة باخفائها وتصر على ذلك. الخطاب الآخذ بالانتشار حول تهجير أهل غزة وإقامة سلطة تنفيذية حكومية من أجل ذلك تحوّل المعركة على الأرض والوطن والرواية الى معركة واضحة المعالم، وتنقل مركز الثقل فيها من موقع انطلاق يوم الأرض ومعركته الخالدة من الداخل الفلسطيني من داخل إسرائيل حيث احكمت المؤسسة الإسرائيلية قبضتها على الحيز والأرض وتبقى لها القليل في النقب لتجهز عليه، الى ارض المعركة الحالية، المناطق الفلسطينية المحتلة في العام 67.

قد تبدو الساحات مختلفة والمعارك مختلفة، قد يعتبر البعض بأن بالإمكان رسم حدودها ضمن المواطنة وخطاب الحقوق والمساواة، ولكن عندما اختارت إسرائيل بمؤسساتها أن تنتزع الأرض من أصحابها، ان تستبدل أبناء الأرض بالمستوطنين بما في ذلك مجددا في النقب حيث تقتلع القرى البدوية وتبني فوق ركامها المستوطنات اليهودية، عندما اختارت كل ذلك أخرجت الدولة معركة الأرض من معادلة المواطنة الى مساحات نضالية أوسع تحتاج الى نضال وطني يثبت الوجود والرواية.

في ظل كل ذلك لا يمكن الاستمرار بالتعاطي مع يوم الأرض كذكرى نحييها ونستذكر من خلالها بطولات مر عليها تسعة واربعون عاما، فالمعركة ما زالت مستمرة بل ومتأججة، وفي كل يوم هو يوم تسلب فيه أرض جديدة ويسحب البساط من تحت اقدامنا. لذا فإن أفضل إحياء ليوم الأرض يكون قبل كل شيء بإعادة النظر بأدواتنا النضالية ومراسيمنا الوطنية وعلاقاتنا كشعب يتعرض لهجمة شرسة تهدف الى القضاء على وجوده الوطني من جهة، والفعلي على ارضه من جهة أخرى. نحن شعب يملك قدرات هائلة حان الوقت لتجميعها في حوار يسعى لتطوير ادواتنا بما يتجاوز الفعل الانتخابي فقط ويتسع للفعل النضالي الشعبي الوطني الجامع.



#عايدة_توما_سليمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن المعسكر الآخر الرافض الاحتلال والأبرتهايد
- قامة وطنية ماركسية
- النفاع، السهل الممتنع
- بن-غفير يحرّض ويجعجع والحكومة تنفذ
- في ظلّ وبعد الكورونا: انجازاتنا ومكانتنا عشية الثامن من آذار ...
- النساءُ في الطّليعةِ: مسيرة الأمّهات ضدّ الجريمة؛ تغيّر وجه ...
- الثامن من آذار: لبرلة النسوية، تحديات المرأة الفلسطينية وتأط ...
- لماذا توجَّهنا للأمم المتحدة؟
- أمام واقع استثنائي يتطلب أجوبة استثنائية
- النضال الشعبي والمنظم والجريء ضد العنصرية، مطلب الساعة
- مواطنتنا مجبولة بكوننا أبناء الوطن
- معنى العمل في السياسة تغيير الواقع القائم وبناء الجديد
- الفاشية هناك وهنا... هي ذاتها
- افكار على هامش الحرب على غزة
- العاصفة التي نحب أن نحب
- عملية خطف... لقضية الأسرى!
- نحو مؤتمر الحزب الاستثنائي: بشجاعة وصراحة.. ومن خلال تحدي ال ...
- في الثامن من آذار: نحمي قيمنا الثورية ونمنع ابتذال النضال
- ذهنية الاحتلال لن تكون مرجعية تحرّرية
- معركة السلطات المحلية: معركة على وجه ووجهة مجتمعنا


المزيد.....




- قصة وصورة بألف كلمة.. امرأتان توأم تقابلان أمهما لأول مرة بع ...
- الجيش الإسرائيلي يقيم -مسار انتقال مؤقت- لخروج سكان مدينة غز ...
- كامب ديفيد ثانية؟ اتفاق أمني مرتقب بين سوريا وإسرائيل.. جنوب ...
- -اختبار للإنسانية-.. منظمات دولية تطالب بوقف حرب غزة
- إيران تعدم شخصا مدانا بالتجسس لصالح إسرائيل
- إيكونوميست: زامير يشكك في إمكانية القضاء على حماس
- صحفي بغزة: السماء حمراء وبيضاء من القصف.. شهادات من جحيم على ...
- الانتحار وهاجس الزوال هذا ما تخفيه إسرائيل
- -سأستغل الفرصة-.. الكشف عن رسائل صادمة بين المشتبه به في إطل ...
- اصطدام سيارتين طائرتين خلال تحضيرات لعرض جوي بالصين


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عايدة توما سليمان - يوم الأرض: ذكرى معركة مستمرة