أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عايدة توما سليمان - مواطنتنا مجبولة بكوننا أبناء الوطن















المزيد.....

مواطنتنا مجبولة بكوننا أبناء الوطن


عايدة توما سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 5062 - 2016 / 2 / 1 - 09:07
المحور: القضية الفلسطينية
    



مواطنتنا مجبولة بكوننا أبناء الوطن(*)

حضرات المشاركات والمشاركين معنا، ولن أقول مع حفظ الالقاب لانكم أنتم من
تزيّنون الالقاب وليست الالقاب من تزيّنكم.
نقف اليوم هنا في مدينة شفاعمرو، من قلب الجليل، نخاطب العالم ويلتف حولنا احرار هذا العالم في وقفة صمود وتحد، وقفة حق كان وما زال بوصلتنا في معركتنا من اجل الصمود على ارض الاباء والاجداد وهي ارض اجيالنا القادمة لنقول:
يا جذرنا الحي تشبث
واضربي في القاع يا اصول
هذه الجماهير العربية الفلسطينية التي صانت وجودها وهبت من نكبتها لم تقم بذلك محض صدفة، ولم يكن نضالها نوعًا من التخبط في الظلمات، وإنما كانت تسير على هديّ فكرها الذي آمن بأننا اصحاب حق واصحاب وطن وأنّ لنا من العزة والكرامة التي تؤهلنا لننتفض من أي نكبة او نكسة او مصيبة. وأن لنا أيضًا قيادة نجحت دائمًا في ان تقودنا نحو مقاومة سياسات القمع والتشريد والتهويد لترسم النضال يوما بعد يوم ولتجترح الانجاز تلو الانجاز متحدية سياسات القمع والتشريد والتهويد، فصنا هويتنا وصدرنا المقاومة شعرا ونثرا ورسخنا الدفاع عن الارض والمسكن، وجعلنا من يوم الارض مأثرة ويوما وطنيا لجميع ابناء الشعب الفلسطيني.
نحن ابناء وبنات جيل المكافحين من الذين عرفوا صياغة جدلية المواطنة والهوية الوطنية، ولم تنجح كل محاولات الفصل بين هذه الجدلية أن تتغلغل داخلنا أو ان تضربنا.
نحن ابناء وبنات جيل المكافحين المناضلين من توفيق طوبي واميل توما واميل حبيبي وتوفيق زياد ونمر مرقس وسميرة خوري وسميح القاسم، نقولها بأعلى الصوت هذا وطننا الذي لا وطن لنا سواه.
فإذًا لماذا نتوجه اليوم، اذا كنا بهذه القامة، الى العالم: نتوجه الى العالم لسنا مستنجدين او ضعفاء، ولكن أقوياء نصدّر نضالنا هنا الى العالم لنفضح الوجه القبيح لسياسة حكومة نتانياهو الفاشية العنصرية والصهيونية بإمتياز.
نحن سنزيل القناع تلو القناع عن ادعاءاته وزمرته، بديمقراطية هذه الدولة، نتوجه للعالم لاطلاعه على معاناة يومية مستمرة جراء سياسات هدم البيوت التي تتصاعد يوميا، وسياسات الافقار والتهميش، والاجراءات التي تهدف الى نرع الشرعية عن مواطنتنا وعن وجودنا.
إن حملة التحريض التي تشنها حكومة نتانياهو في هذه الايام، ليست طفرة او خطأ، انما سياسة ممنهجة تقايضنا فيها على هويتنا الوطنية مقابل مواطنة مجزوءة، مشبوهة، منقوصة، ومدجنة، تريد لنا أن نعانقها ونتخلّى عن هويتنا.
لكننا نقول، لن يحدث ذلك أبدًا، لأننا قادرين على أن نعرف كيف نرى هذه الحكومة تمدد من صهيونية هذه الدولة ويهوديتها لتأكل ما تبقى من فتات من مركبات الديمقراطية.
نحن اليوم اقوى من أي وقتٍ مضى لأننا، وربما هي محض صدفة أنه باللغة العربية مواطنتنا هي كلمة جذرها وطن بينما مواطنة الاخرين جذرها مدني. لكنها ليست صدفة أن مواطنتنا مجبولة بكوننا أبناء الوطن وهي تنبع من كوننا ابناء الوطن وليس فقط لأننا تحت غطاء دولة معينة او جزء من العقد الاجتماعي لهذه الدولة. لذلك، مواطنتنا لن تكون كاملة في أي يوم اذا ما انتقصت من هويتنا.
كما ان حملة التحريض العنصرية التي يقودها رئيس الحكومة الهمجية نتنياهو، ويساهم من خلالها في زرع الفاشية ترمي وبشكل منهجي منذ سنوات، الى مقايضتنا على حقنا الاساسي في العيش بكرامة في وطننا مقابل التنازل عن موقفنا المبدئي غير القابل للمساومة الى جانب شعبنا الفلسطيني في نضاله التحرري من الاحتلال واقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية واقرار حق اللاجئين بالعودة حسب قرارات الشرعية الدولية.
هذه المعركة التي نخوضها لا تقل اهمية عن معركتنا المنتصرة للبقاء في الوطن، انها معركة الوجود الحر والحق بانتزاع جميع حقوقنا المدنية والقومية.
فلا مساومة على حقنا في العيش الكريم والعمل ولا مساومة على حقنا في الابداع والانتاج الثقافي ولا على حقنا في صيانة هويتنا ولغتنا وادارة شؤوننا الدينية ورعاية مقدساتنا، واقدس الاقداس حياة الانسان، ابنائنا وبناتنا، اجيالنا القادمة.
لن نخضع والعالم معنا، لسياسات الارهاب الفكري والسياسي والجسدي، ولن تنجح هذه الحكومة الاسرائيلية باستغلال الاوضاع المأساوية التي تعاني منها منطقتنا، والهجمة الشرسة التي تمارس وتشترك هي ذاتها فيها على الشعوب العربية، في تحويل انظار العالم عن الجرائم التي ترتكبها بحق شعبنا الفلسطيني وتسويق ذاتها بلباس الضحية التي تواجه ما تسميه ارهابا من الداخل.
خطاب ديزنغوف الذي القاه نتنياهو راقصا على الدماء، يأتي ضمن سياسة التحريض على الجماهير العربية ومحاولة بائسة لرسم حدود مواطنة جديدة مشوهة ومنقوصة يريد رسمها لنا، وضمن سياسة قطف الراس التي يريد فرضها علينا. لن نصمت على مخططات نهب الاراضي في النقب أو هدم البيوث او عن 60% من اطقالنا الذين يعيشون تحت خط الفقر غن الملاحقات السياسيه والاعتقالات والترهيب.
نحن اليوم اقوى من اي وقت مضى، بعمالنا وعاملاتنا وشباننا وشاباتنا الواعين، باكاديميينا الذين نطاول بهم السماء؛ نملك الادوات النضالية والقواعد المبدئية التي تجعلنا نخاطب الجمهور الاسرائيلي اليهودي، خطاب اصحاب حق، وخطاب ديمقراطي إنساني اصيل.
نحن نملك من القوة ما يجعلنا نعزز حصانتنا الوطنية والمجتمعية من خلال، اولًا احترامنا لتعدديتنا ولأطيافنا المختلفة، وثانيًا من خلال رفع الصوت ضد كل القوى التي تعبث بوحدتنا وبوجهنا وتاريخنا الناصع، وثالثًا من خلال استثمار جميع طاقاتنا الداخلية وعدم تحييد أيّ من مركبات جمهورنا بحيث نستثمر طاقاتنا ومن ضمنها طاقات نسائنا لتساهم بكل ثقلها في معركتنا هذه.
وسنبقى كذلك الى ان ننتصر بإحقاق حقوقنا كاملة .
هنا على صدوركم باقون كالجدار
نجوع ---- نعرى ---- نتحدى
ننشد الاشعار
ونملا الشوارع الغضاب بالمظاهرات
ونملأ السجون كبرياء
ونصنع الاطفال ----- جيلا ثائرا وراء جيل
كأننا عشرون مستحيل
في اللد والرملة والجليل
إنا هنا باقون
فلتشربوا البحر





(كلمة النائبة عايدة توما-سليمان عن الجبهة الديمقراطية والحزب الشيوعي في مهرجان "اليوم العالمي للتضامن مع حقوق الفلسطينيين في الداخل" - الكلمة تشمل الجزء الذي حال الوقت دون القائه في المهرجان)



#عايدة_توما_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معنى العمل في السياسة تغيير الواقع القائم وبناء الجديد
- الفاشية هناك وهنا... هي ذاتها
- افكار على هامش الحرب على غزة
- العاصفة التي نحب أن نحب
- عملية خطف... لقضية الأسرى!
- نحو مؤتمر الحزب الاستثنائي: بشجاعة وصراحة.. ومن خلال تحدي ال ...
- في الثامن من آذار: نحمي قيمنا الثورية ونمنع ابتذال النضال
- ذهنية الاحتلال لن تكون مرجعية تحرّرية
- معركة السلطات المحلية: معركة على وجه ووجهة مجتمعنا
- أفكار في النكبة
- مقاطعة مسيرة العودة... بداية صراع أم اعلان هزيمة
- قراءات أولية في الائتلاف الحكومي: حكومة المستوطنين والليبرال ...
- يوم الارض، عبر وتداعيات
- أنا لست... نسوية
- تبقى المنارة والبوصلة
- النقد المجتمعي والنسوي للصلحة العربية
- الصفقة 38 - خلفيات ، أسباب وتداعيات والاهم أسئلة مفتوحة ...
- جثة تبحث عن هوية
- ما لم تفهمه يحيموفيتش حتى الآن..
- أيلول - هل نحن مستعدون؟


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عايدة توما سليمان - مواطنتنا مجبولة بكوننا أبناء الوطن