أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عايدة توما سليمان - في الثامن من آذار: نحمي قيمنا الثورية ونمنع ابتذال النضال















المزيد.....

في الثامن من آذار: نحمي قيمنا الثورية ونمنع ابتذال النضال


عايدة توما سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4387 - 2014 / 3 / 8 - 09:07
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الثامن من آذار يوم نضالي تخرج فيه المرأة معاناتها والتمييز ضدها في الحيز الخاص والعام الى النور وتواجه فيه آلة القمع الذكورية بجميع اشكالها المجتمعية، الشعبية والرسمية، واشكال التمييز العرقي والطبقي والجنسي لتحدث التغيير وتبني مجتمعا يصون العدالة الاجتماعية


يأتي الثامن من آذار ومعه تأتي في كل عام مقولات ممجوجة وتصريحات رنانة حول مكانة المرأة في المجتمع وكأن هذا اليوم النضالي وجد ليغسل خلاله المجتمع الذكوري ضميره من خطاياه تجاه النساء على مدار العام، وكأنه "يوم الغفران" وصيامه يمحو كل ما ارتكب من جرائم وانتهاك لانسانية المرأة على مدار العام ..
أطلقوا التصريحات في هذا اليوم وزعوا التعابير الجميلة واحتفوا بالمرأة بباقات ورد للمراضاة وبعروض مسرحية هزلية تقزم القضية، واستريحوا بعدها عاما كاملا من ضريبة الشفاه بل وعودوا الى ممارساتكم اليومية الصغيرة والكبيرة منها ولا تأبهوا بالصرخات المكتومة من آلاف النساء المعنفات خلف الابواب الموصدة، بحجة الامور الشخصية واحترام حرمات البيوت.. واعلنوا اشمئزازكم من دماء النساء المسفوكة قرابين على مذبح الرجولة الزائفة والتقاليد والعادات البائسة، واشيحوا بوجوهكم متناسين ان مع كل اشاعة تطلق ومع كل تصريح بأن النساء تجاوزن الحدود الاخلاقية وأن هذا الجيل فاسق وأن فلان لم ينجح في تربية ابنته، مع كل هذا يتعزز الفكر القامع وتزداد النزعة للبحث عن الضحية القادمة. استريحوا عاما كاملا من عناء التفكير والاجابة عن سؤال جوهري: لماذا يستمر الالاف من ابناء شعبنا باستغلال النساء العاملات في مصالحهم ولماذا تتداخل دوائر التمييز القومي العنصري وتتشابك مع التمييز الذكوري لافقار النساء؟ فليسترح مجتمعنا كله حين يصرخ قيادي فيه خلال العام بأن النساء لا يملكن القدرات الكافية لقيادة الجماهير، ليسترح المجتمع وليكفرّ عن ذلك في الثامن من آذار، فكل شيء مسموح، في هذا اليوم حتى أن يقوم من يصمت على جريمة القتل ومن يدعم قاتل المرأة ويقف الى جانبه، بالاحتفاء بالثامن من آذار فيصبح هذا اليوم منتهكا ومباحا لكل شوفيني وذكوري، امرأة كان أم رجلا..
عندما انطلقت العاملات في نيويورك قبل أكثر من مئة عام في مظاهرة للدفاع عن لقمة عيشهن ومن أجل تحسين شروط عملهن التي شابهت العبودية، لم تكن تلك بدايات الحراك النسوي تاريخيا، اذ سبقتها نضالات للكثير من النساء في العالم من أجل الاحتجاج على واقع يمارس القمع والتمييز ضدهن لكونهن نساء في شتى مجالات الحياة، ولكنها شكلت انعطافة هامة في النضال النسوي لسببين مركزيين: انه أخرج النضال من الملكية الفردية الى التنظم الجماهيري الفعال، والخروج الى الحيز العام مناضلات مستعدات لدفع الثمن كما فعلت العاملات يومها حين دفعت ثمن نضالها من دمائها. هذه هي قيم الثامن من آذار يوم نضالي تخرج فيه المرأة معاناتها والتمييز ضدها في الحيز الخاص والعام الى النور وتواجه فيه آلة القمع الذكورية بجميع اشكالها المجتمعية، الشعبية والرسمية، واشكال التمييز العرقي والطبقي والجنسي لتحدث التغيير وتبني مجتمعا يصون العدالة الاجتماعية.
ان محاولات سلب هذا اليوم مفاهيمه وتحويله الى مشاهد مبتذلة من الاحتفالات الخالية من المضمون ومن القيم الثورية اساءة الى النضالات العنيدة التي خاضتها نساء العالم الحر والنساء الفلسطينيات تحديدا. ان يصبح بامكان من ناصر قاتل امرأة ودعمه وآزره، وسكت سنوات على العنف الذي مارسه أمام أعينه ان يعتلي منصة يوم المرأة وان يخطب في النساء عن حقوقهن وعن مساهماتهن في المجتمع مهزلة بائسة. وان يتاجر البعض بالمقولات التي تدعي ان في الثامن من آذار حط من قيمة المرأة وتحويلها الى ضلع فيه خلل يجب حمايته، ومن ناحية أخرى يعتبر البعض أن يوم المرأة ويوم الام سيان وكلاهما يحتفل به ضمن تبجيل لدورها الاسري والانجابي، فهي الام وهي التي ربت وهي التي سهرت الليالي وو.. على الحالتين هناك حالة اما من الاستغباء أو من المعاداة لكل ما يحمله هذا اليوم من معان نضالية فهو يوم يكشف ان في المجتمع وليس المرأة خلل، حين تبنى قيمه وممارساته وموازين القوى فيه على التمييز والقمع والتهميش لنصفه وحين لا يتم استثمار نصف طاقاته ومقدراته البشرية من أجل رفعته وتطوره. وهو يوم يتحدى الفكر النمطي التقليدي الذي يرى في المرأة رحما ينجب الاطفال فقط ورحمة تعمل على رعايتهم وخدمة احتياجاتهم، ليس في ذلك تقليل من دور الام الذي نقوم به بكثير من الحب والعطاء، الا أن تحويل هذا الدور الى قيد يمنع وأسر يحدد من قدرات النساء وعبء مفروض عليهن وحدهن فيما يحرر الاباء من هذه المسؤولية ففي ذلك تلون بل وأكثر، بنية اجتماعية قاهرة تستنزف الطاقات وتجدول الاولويات وفقا لرؤية محدودة.
في الثامن من آذار بعيدا عن مهازل الاحتفالات والايام الترفيهية، تخوض النساء في العالم العربي معركة شرسة من اجل تثبيت حقوقها وتضمينها في الدساتير والقوانين، في وقت تعاني فيه معاناة مضاعفة بسبب النزاعات المسلحة الدائرة في بلدانهم وفقدان الامن والامان ومآسي اللجوء والجوع والحصار والقصف والانفجارات، فيلتحم الوطني بالخاص وبقضايا النوع الاجتماعي بحيث لا يمكن الفصم بينهما أو التغاضي عن أحدهما من أجل الآخر. وفي خضم كل ذلك تقود المرأة الفلسطينية في شتى مواقعها ايام نضال مستمرة على مدار العام ضد الاحتلال والاستيطان والهدم والتهجير والخطر بضياع القضية، وضد الجوع في المخيم، وضد القتل بيد الزوج أو الاخ ، وفي معادلة من هذا النوع لا مجال ولا متنفس للاحتفاء بالانجازات مهما صغرت أو كبرت، وتبقى مؤجلة ليوم الفرح الاكبر. وهنا في هذه الرقعة الصغيرة من الوطن نناضل ضد جميع اشكال التمييز العنصري وضد سياسة هدم البيوت ومخططات التهجير والاستغلال الطبقي والذكوري، ضد الاصوات التي تحاول تهميشنا وتحجيمنا وتحد من انطلاقتنا نحو غد افضل وقيم أرقى وأكثر انسانية، ولا حياد ولا تلون في الموقف في طل هذه الطروف فاما أن تكون شريك/ة كامل/ة واما نتحول الى جزء من المنظومة القامعة ، والامر ليس نزهة ففيه مواجهة اولا مع الذات ، ومن ثم مع المحيط الضيق والواسع من الافكار المسبقة والممارسات التمييزية.
فتحية لجميع المناضلات اللواتي قررن التحدي وقرع جدار الخزان واحداث التغيير، تحية لمن يحولن الثامن من آذار الى يوم نضالي اضافي في اجنداتهن، تحية لمن يتحدين الحصار، أي حصار فكري كان ام مجتمعي، عسكري أو طبقي، من ذوي القربى او من الاعداء والخصوم وكل آذار والمناضلات والمناضلين بالف خير الى يوم نحتفل فيه بالمساواة والعدالة.



#عايدة_توما_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذهنية الاحتلال لن تكون مرجعية تحرّرية
- معركة السلطات المحلية: معركة على وجه ووجهة مجتمعنا
- أفكار في النكبة
- مقاطعة مسيرة العودة... بداية صراع أم اعلان هزيمة
- قراءات أولية في الائتلاف الحكومي: حكومة المستوطنين والليبرال ...
- يوم الارض، عبر وتداعيات
- أنا لست... نسوية
- تبقى المنارة والبوصلة
- النقد المجتمعي والنسوي للصلحة العربية
- الصفقة 38 - خلفيات ، أسباب وتداعيات والاهم أسئلة مفتوحة ...
- جثة تبحث عن هوية
- ما لم تفهمه يحيموفيتش حتى الآن..
- أيلول - هل نحن مستعدون؟
- اللُّعب بالسياسة باسم -النقاوة القومية-
- مبادرة أيلول
- البعد الشعبي المفتقد
- الخيار الثالث وارد، وان بهظ الثمن
- حل الدولتين وحلم الدولة
- نضال العمال الاجتماعيين والدرس المُستفاد
- اشكالية نسبة الفتيات العالية في -الخدمة المدنية-: إستغلال سل ...


المزيد.....




- منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات ...
- المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا ...
- الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان ...
- مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
- الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان ...
- لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
- اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
- تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي ...
- “الحقوا الحرامي سرق جزمة لولو!”.. تردد قناة وناسة الجديد 202 ...
- ورشة عمل حول المقاربة القانونية ما بين قانون العنف الموحد وا ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عايدة توما سليمان - في الثامن من آذار: نحمي قيمنا الثورية ونمنع ابتذال النضال