أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عايدة توما سليمان - بن-غفير يحرّض ويجعجع والحكومة تنفذ














المزيد.....

بن-غفير يحرّض ويجعجع والحكومة تنفذ


عايدة توما سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 7282 - 2022 / 6 / 17 - 08:53
المحور: القضية الفلسطينية
    



يعتقد الكثيرون من اليسار الصهيوني واليمين العربي (على شاكلة الموحدة) أن "حكومة التغيير" ضرورة، وربما هي ليست أفضل ما طمحوا له، ولكنها الأقل سوءًا. صحيح، فهذه الحكومة قائمة على القاسم المشترك الأدنى، والذي يمكن استنفاده في العبارة "فقط ليس نتنياهو"، وأطراف الحكومة المختلفة أيضًا ما زالوا يدّعون بحماس أنه لولا هذه الحكومة لعاد نتنياهو ومعه بن-غفير إلى سدة الحكم. ولكن المشكلة أنه في ظل هذا الترهيب من البديل المحتمل، تقوم حكومة بينيت-لبيد، وبدعم من حزبي العمل وميرتس، بفعل ما يدعو له بن-غفير ويصرخ لأجله.

بحسب معطيات منظمة "بتسيلم"، فقد قتل الاحتلال منذ تشكيل "حكومة التغيير" 102 من الفلسطينيين على أيدي الشرطة، الجنود والمدنيين الاسرائيليين، وهدمت اسرائيل أكثر من 579 مبنى في المناطق الفلسطينية المحتلة. بحسب معطيات منظمة "هموكيد"، فإن 640 فلسطينيًا رهن الاعتقال الاداري دون محاكمة. وبحسب حركة "السلام الآن"، فقد أقرت الحكومة منذ اقامتها خططا لبناء 7292 شقة سكنية في المستوطنات، وأعلنت بشكل رسمي عن عدد من المناقصات لبناء 1550 شقة سكنية اضافية. وتشير بيانات المكتب المركزي للإحصاء أنه فور تشكيل الحكومة في النصف الثاني من عام 2021 كانت هناك زيادة بنسبة 43% في عمليات البناء في المستوطنات مقارنة بعددها في النصف الأول من ذات العام.

كما كان عضو حزب العمل "اليساري المعتدل" عومر بارليف، هو من سمح بإقامة مسيرة الأعلام الاستفزازية التي تخللتها أعمال عنف ضد المواطنين الفلسطينيين وهتافات عنصرية مثل "الموت للعرب". على الرغم من اعلان بارليف دعمه لحل الدولتين، إلا أن ذلك لم يمنعه من الموافقة على مسيرة تحريضية تحمل طابعًا معاديًا للفلسطينيين، وبرّر ذلك بأن هذه المسيرة هي "تقليد سنوي يحمي شرعية السيادة الاسرائيلية" في القدس الشرقية المحتلة أساسًا. في أيام بارليف أيضًا، هاجمت الشرطة الاسرائيلية بوحشية نعش الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة بحجة رفع العلم الفلسطيني. هذا العلم ذاته الذي أزيل عن بناية في رمات-غان بعد أن رفعته منظمة "محازكيم" إلى جانب العلم الاسرائيلي. لكم أن تتخيلوا دولة نووية عظمى تعاني من رهاب العلم، العلم الفلسطيني. كما كان بيني غانتس، وزير الجيش في "حكومة التغيير"، قد أعلن عن 6 منظمات حقوقية فلسطينية على أنها منظمات ارهابية.

في ائتلاف "اللا-خيار" من المهم أكثر لنواب اليمين أمثال نير أورباخ وأييلت شاكيد الحفاظ على الفوقية اليهودية والعمل على توسيع الاستيطان، من أن يكون مهمًا لنواب حزب العمل، يش-عتيد، الموحدة، ميرتس وكحول لفان الحفاظ على العدل، المساواة وانهاء الاحتلال. وهذا ما حصل عندما تغيب نواب يش-عتيد وحزب العمل الأسبوع الفائت عن التصويت على قانوني لجان القبول ومنع رفع العلم الفلسطيني العنصريَّين، وبالتالي السماح بمرورهما.

قبل أيام، فشلت الحكومة فشلًا ذريعًا في محاولة تمديد أنظمة الفصل العنصري الاسرائيلية التي تنص على قانون واحد لليهود وآخر للفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ بينما صوّت نواب اليمين المتطرف ضد القانون، صوت معظم نواب أحزاب "الوسط واليسار" في الائتلاف الحاكم لصالح تمديد أنظمة التفوق اليهودي، وكل ذلك باسم الاستقرار والضرورة السياسية. حول ذلك كتب ميخائيل بن يائير، المستشار القضائي الأسبق للحكومة، "هناك خط رفيع يفصل بين اليسار واليمين في الحكومة بما يتعلق بالمستوطنات: اليمين يدعمها واليسار متصالح معها: فعليّا، الاختلاف غير موجود".

لا شك أنه من المهم محاربة فساد نتنياهو الأخلاقي والسياسي، لكن يجب أن نذكّر أولئك الذين نسوا أو اختاروا الهروب من قضايا العدالة وحقوق الإنسان، بأن الفساد الأخلاقي الأخطر هو الاحتلال والفصل العنصري. منذ تشكيل الحكومة الحالية، تحولت القوى التي حاربت الاحتلال في السابق إلى ورقة تين لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي. الجرائم التي كانت تُرتكب في الخفاء تُرتكب الآن علانيّة. أولئك الذين دخلوا الحكومة من أجل ضبط الجناح اليميني فيها يساهمون في الواقع في تعميق الاحتلال وإخراس الانتقادات تجاه سياسات إسرائيل ويشرعنون تعزيز سيطرتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

معظم المواطنين اليهود في الدولة غافلين عن العنف اليومي في الأراضي المحتلة، إما لكونه مريحا لهم أو لكونه غير مرئي وطبيعي في نظرهم. الائتلاف صامت في وجه حملة القتل اليومي للفلسطينيين من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو يعطي بهذا الصمت الضوء الأخضر للاستمرار بارتكاب الجرائم. الاستيلاء على الأراضي، التوسع الاستيطاني، التطهير العرقي لسكان مسافر يطا، استمرار الحصار الغاشم على قطاع غزة، هدم البيوت بالجملة، تصفيات واعتقالات بدون محاكمة ودعم إرهاب المستوطنين – هذا هو الوجه الحقيقي "لحكومة التغيير".

بعد 55 عامًا من الاحتلال العسكري وعقود من الاضطهاد القومي والتمييز العنصري ضد الشعب الفلسطنيني، أصبحت الآن الفوقية اليهودية "طبيعية" وبديهية، والأسوأ من ذلك عندما يكون "اليسار الصهيوني" ومعه حزب عربي بمثابة جدار دفاعي للاستعمار الاسرائيلي.

إذا ما استمرت القائمة العربيّة الموحدة في التصويت لصالح المشروع الاستيطاني، واستمر حزب العمل بدعم العنصريّة الممأسسة وغض النظر عن جرائم المستوطنين، وإذا ما استمر حزب "ميرتس" في تأييده لتوسّع نظام الأبارتهايد، سوف تشتد دائرة العنف الدمويّة التي يدفع ثمنها العرب واليهود على حد سواء بشكل يومي.

يوم الأربعاء الفائت، عقد في الكنيست مؤتمرًا بمناسبة مرور 55عامًا على الاحتلال وأكثر من سبعة عقود على النكبة، عرضنا خلاله لمن لا يريد أن يرى كيف تبدو الحياة في ظل الاحتلال والحكم العسكري. سنذكّر دائمًا إسرائيل والعالم أن نظام الفصل العنصري هذا ليس قضاء ولا قدر. سوف نذكرهم دومًا أن هناك بديل.



#عايدة_توما_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ظلّ وبعد الكورونا: انجازاتنا ومكانتنا عشية الثامن من آذار ...
- النساءُ في الطّليعةِ: مسيرة الأمّهات ضدّ الجريمة؛ تغيّر وجه ...
- الثامن من آذار: لبرلة النسوية، تحديات المرأة الفلسطينية وتأط ...
- لماذا توجَّهنا للأمم المتحدة؟
- أمام واقع استثنائي يتطلب أجوبة استثنائية
- النضال الشعبي والمنظم والجريء ضد العنصرية، مطلب الساعة
- مواطنتنا مجبولة بكوننا أبناء الوطن
- معنى العمل في السياسة تغيير الواقع القائم وبناء الجديد
- الفاشية هناك وهنا... هي ذاتها
- افكار على هامش الحرب على غزة
- العاصفة التي نحب أن نحب
- عملية خطف... لقضية الأسرى!
- نحو مؤتمر الحزب الاستثنائي: بشجاعة وصراحة.. ومن خلال تحدي ال ...
- في الثامن من آذار: نحمي قيمنا الثورية ونمنع ابتذال النضال
- ذهنية الاحتلال لن تكون مرجعية تحرّرية
- معركة السلطات المحلية: معركة على وجه ووجهة مجتمعنا
- أفكار في النكبة
- مقاطعة مسيرة العودة... بداية صراع أم اعلان هزيمة
- قراءات أولية في الائتلاف الحكومي: حكومة المستوطنين والليبرال ...
- يوم الارض، عبر وتداعيات


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عايدة توما سليمان - بن-غفير يحرّض ويجعجع والحكومة تنفذ