أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال سيف - الرافعة .. قصة قصيرة














المزيد.....

الرافعة .. قصة قصيرة


طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)


الحوار المتمدن-العدد: 8264 - 2025 / 2 / 25 - 22:13
المحور: الادب والفن
    


جلست إلى جواري بمقعد الطائرة . أخرجت رواية النورس جونثان. أخذتني لحظة التحليق المذهلة بعيدا عن عالمي، وتلك المرأة الجالسة فى الجوار. رشات عطرها المثير أخرجتني عن حالتي. جاهدا أحاول استعادة السرد إلى ذاكرتي. تخرجني عن اللحظة بسؤال مباغت، لماذا تسافر إلى هذه الوجهة؟
أجبت: كي أعمل مذيعا بقناة الأي أوف.
ضحكتها العالية تمددت فى أرجاء الطائرة، ودون أن أسألها قالت: وأنا أيضا ذاهبة للعمل بذات القناة .. الأي أح أوف.. هززت رأسي متعجبا: لماذا أضافت حرفي الألف والحاء؟ تجاوزت علامة الاستفهام إلى حوار أشبه بحوارات أسواق ماشية قريتنا. للمرة الثانية تجلس إلى جواري بمقعد سيارة القناة التي أرسلها المدير لاستقبالنا. سألتها من باب المعرفة و سد الذرائع مستقبلا، لأنني قد اتخذت قراري بعدم التعاطي معها كزميلة
_ ما اسمك؟
_ نائلة
كذبا قلت : بك شرفت
أخذني معترك العمل فى شهري الأول إلى تكثيف برنامج القراءة. بلزاك . دي إينامونو. سراموغا، حتى شعرت بالتخمة فى عقلي وجسدي. وزني زاد بشكل مفزع. قررت الذهاب لمركز الألعاب الرياضية. للمرة الثالثة أراها إلى جواري. دفعني الحرج إلى معاودتها.
_ مرحبا نائلة
_ مرحبا عبد المتجلي
_ ماذا تفعل كي تطور من عملك؟
_ أقرأ كثيرا
عودا على ذي طائرة، كانت ضحكتها تملأ الصالة. حاولت تدارك الأمر فسألتها: وماذا عنك للتطوير
أجابت: الألعاب الرياضية .
رفعت رجلها اليمنى إلى كتفها. سألتني: من هو كافكا؟
أعجبني سؤالها حد العجب. يبدو أنها امرأة مثقفة دون أن أدري. وقد أسأت تقديرها.
قلت: كاتب ومفكر من براغ . لما السؤال عنه؟
أجابت: أعجبني برنامجك الثقافي وطلبت من المدير مشاركتك الحلقات.
لم أعقب .فقط تداركت : الحلقة القادمة عن ماركيز
رفعت رحلها اليسرى وسألت : من ماركيز ؟

آثرت الانسحاب ناحية برنامج القراءة واللعب. قبل البث بدقائق حملني الفضول إلى سؤالها من جديد: نائلة منذ شهر أراك لا تفعلي إلا تمرينا واحدا لرفع الرجلين. هل هذا مفيد؟
عاودت ضحكاتها ولم تجب. أنهينا الحلقة بتقدير رقابي سيء. طلبت من المدير أن يعفيها من برنامجي، لكنه أخبرني بضرورة ترك البرنامج للسيدة ذات الحضور المثير. تجاوزت بقهري ناحية ناعوم تشومسكي وبعض تمارين خسارة الوزن، ومازالت نائلة تتدرب على رفع ساقيها وهي نائمة حتى أتقنت اللعبة ، رحلت عن الصالة تماما. لم أصادفها فى مبنى القناة، إلا عندما استدعاني المدير إلى مكتبه. مشيت حذرا خائفا، يملؤني ألف تساؤل لماذا يريدني المدير؟
دخلت إلى حضرته ، فوجدتها خلف المكتب وعلى مقعده الدوار لافتة تزين الواجهة.. نائلة فايق.. مدير القناة.. قبل أن أرفع يدي بالتحية، كانت ترفع رجليها بالتحية: أنت لا تصلح لبرامج الثقافة



#طلال_سيف (هاشتاغ)       Talal_Seif#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تكون ابن وسخة
- محافظ الدقهلية و الأي حاجة
- تدوير العقل فى رحى العقم
- غزة نهاية المعركة. بداية الحرب
- رفقا يا إشعياء
- معركة غزة بين الانتقام ونهاية الأخلاق
- الحرية فى زمن السيسي ( نائلة فاروق وحسين زين نموذجا)
- الإعلام المصري وسياسة الأذرع المبتورة
- على وشك الإفلاس
- لماذا لا يتقدم السيسي باستقالته؟
- إعلام اخرس
- أفرجوا عن صفاء الكوربيجي وهالة فهمي
- جنان الخليل. ريشة العنف والنحت بالصخب
- الأزمات فى الأنظمة المأزومة الهيئة الوطنية للإعلام نموذجا
- مشروع نقابة صناع المحتوى
- خليك ورا الكداب. سد الأحباش وأسطورة أدهم صبري
- إشكالية الأنظمة الأحادية
- عبقرية الأستاذ سعد الحريري..فشر نيتشه وهيهات هيجل
- حينما تموت الألوان
- المسألة العربية ١


المزيد.....




- رولا غانم: الكتابة عن فلسطين ليست استدعاء للذاكرة بل هي وجود ...
- -ثقافة أبوظبي- تطلق مبادرة لإنشاء مكتبة عربية رقمية
- -الكشاف: أو نحن والفلسفة- كتاب جديد لسري نسيبة
- -هنا رُفات من كتب اسمه بماء- .. تجليات المرض في الأدب الغربي ...
- اتحاد أدباء العراق يستذكر ويحتفي بعالم اللغة مهدي المخزومي
- -ما تَبقّى- .. معرض فردي للفنان عادل عابدين
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء أطفال غزة بقراءة أسمائهم في مدريد ...
- الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال سيف - الرافعة .. قصة قصيرة