أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - جراح في أعماق الحلم














المزيد.....

جراح في أعماق الحلم


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 540 - 2003 / 7 / 11 - 03:42
المحور: الادب والفن
    



غريبةٌ الطُّرقات
     وحبَّات المطر
قطاراتُ الأنفاق ..
سيماءُ المارّة
     في الزحام

غربةُ الرُّوح تُناجي
     أحزانَ الليل ..
جَسَدٌ يتَلظَّى بينَ الأقاحي
قلبٌ أدمنَ على الانتظار ..
مُرمى
     عندَ حافاتِ المدائن
أخبارٌ
     مِن كلِّ الجِّهات
          تُدمِي الجَّبين ..
آهٍ .. يا جبين
وألفُ آهٍ ..
     من مغبَّاتِ السّنين!

دُموعٌ مُتطايرة
مِن عُيُونِ الأطفالِ الحزانى
أنا القائلُ ..
(البكاءُ مهنةٌ ملائمة
     لِهذا الزَّمان!) ..

جراحٌ في أعماقِ
     تَعرُّجاتِ الحُلُم
صباحٌ مُغَلَّفٌ بالأنين
ومساءٌ يلفُّ بينَ جناحيهِ
     كلّ ألوانِ الغُربة ..

غُربتي تَمتَدُّ من الشَّفقِ
     حتَّى نِهاياتِ الغسَق
غُربَتِي غمامٌ
     عَلَى ضياءِ العينِ
زمهَريرٌ هائجٌ
     فوقَ أمواجِ البحار!

أطفالٌ تتهرَّشُ أطرافهم الطَّريّة
قنابلٌ ظالمِة وحارقة
     تَهطِلُ عَلَى كهُولٍ
          ونساءٍ حُبالى ..

جُنُونٌ حتَّى النِّخاع
سياساتٌ حمقاء
تتسلّى بدماءِ البشر
يأتي الإنسان إلى الحياة
     ثمَّ يرحَلُ
تاركاً خلفهُ سموماً
     لا تخطرُ على بال!

رؤى كأنّها مُشرئبّة
     من أفواهِ الذّئاب
حروبٌ مدمِّرة
     لأبجدياتِ الحياة
شرورٌ
يخطِّطُ لَها أصحاب العُقُول!
آهٍ .. يا عقُول
تَبَّاً لَكُم يا عقول!

بشرٌ لبَسَتْ جُلُودَ الأفاعي
أسلحةٌ تُرَشرِشُ سُمُومَهَا
     عَلَى هَذَا الزَّمَان
آهٍ .. يا زمان
مَهَابيلٌ تَقُوْدُ هَذَا الكون
شُرُوْرٌ فاجِرة
تترعرعُ
     في هضابِ الكون

مَنْ يَستطِعْ
     أنِ ينقذَكَ يا كون؟
دهاليزٌ مُعتِمة للغاية
سياساتٌ خرقاء مُعَفَّرة بالدَّمِ

آهٍ .. يا غربةَ الرُّوح
إنسانٌ مِنْ لَحمٍ ودَم
يتحوَّل
يتقولَبُ
يَصبَحُ مثلَ حَجَرِ الصّوان
أينَ تَبخَّرَ كلَ ذلكَ الدَّم؟
وكيفَ تَحَجَّرَتْ طراوة اللحمِ؟

حضارات ملايين السّنين
     تنحدرُ نحوَ القاعِ!
عالمٌ يغلي كالبركانِ
يُخَطِّطُ لغزوِ الفضاءِ
يغضبُ بحماقةٍٍ
يلتَفتُ يمنةً ويُسرةً
فجأةً يَصُبُّ جامَ غضَبهِ
     عَلَى بَشَرٍ أبرياء!

أيَّةُ حُقوقٍ هَذهِ الَّتي
     يَتَحَدَّثونَ عنها
     ليلَ نهار؟

موتٌ مُخيف
علاقاتٌ عَقيمة
تُغَلِّفُ أغلبيّةَ البشر ..

انحطاطٌ حتَّى النِّخاع
جُنونٌ حتَّى النخاع
ثمَّةَ أوباشٌ تقودُ هَذا العالم
مُحترفونَ في أوباشيَّتهم!
وثمَّةَ أوباشٌ صِغار يُطَنِّشون ..
أجَلْ .. يُطَنِّشون!

ضَيَاعٌ ما بعدَهُ ضَياع
أينَ حُكَماء هذا العالم ..
أينَ يَسيرُ هذا العالم؟
حُقوقٌ مَهدورة
دِماءٌ تَسيلُ
     في جبينِ الحضارة
لا أرى أمامي حَضارة
سُمُومٌ تَنمو
     في قلبِ الحضارة
مُتغيراتٌ تُهيّءُ ظُهور جُنون البشر!

نُهوضٌ في عَالمِ الانزلاق ..
الانزلاق في وادي الغرائز
غرائزُ البشر المتوحِّشة ..
     المُتَعطِّشة إلى الدَّم ..

آهٍ .. انحرافٌ غريب!
لم يستهْوِهُمُ مِنْ كُلِّ هَذَا الكون
     سوى قَتْلِ وتشريدِ البشر!

لِماذا لا يقودُ الشُّعراء هَذا العالم ..
لِماذا لا يصيغُ الشُّعراءُ
     مناهِجَ سير هذا الكون؟
لو كانت قيادة هذا العالم
     في أيدي الشُّعراء
     في أيدي الفنّانين ..
لكانت حضارة الإنسان بألفِ خير!

أيَّةُ فجيعةٍ هذه
أن نولدَ في عصرِ القباحات!
لماذا كُلّ هذا البكاء يا قلبي ..
لماذا يعيشُ الشُّعراءُ
غرباء عن هذا العالم؟ ..
غربةُ الإنسان
     عن أخيهِ الإنسان
آخرُ إفرازات هذا الزّمان!

ستوكهولم: (في القطار المتّجه نحو يوردبرو، إحدى ضواحي ستوكهولم).
                13 . 4 . 1999
            صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]




#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 175 ـ 177
- هل ينامُ الليل؟
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 172 ـ 174
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 169 ـ 171
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 166 ـ 168
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 163 ـ 165
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 160 ـ 162
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 157 ـ 159
- استمرارية القهقهات الصاخبة .........................قصة قصير ...
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 154 ـ 156
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 151 ـ 153
- غادةُ الغادات
- دموع لا تجفِّفها المناديل
- غربةُ الأيام
- ذاكرتي مفروشة بالبكاء
- حنين إلى تلاوين الأمكنة والأصدقاء ......... قصة قصيرة
- حكايتي أسطورة مؤطّرة بالطين!
- غربة تنمو في جبينِ الصباح
- ذكرياتي قناديلٌ مضيئة
- انتظار


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - جراح في أعماق الحلم