أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عايد سعيد السراج - سأقتل أبناء بلدي














المزيد.....

سأقتل أبناء بلدي


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1789 - 2007 / 1 / 8 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سأقتل أبناء بلدي

تصور نفسك تقتل أبناء بلدك , وتصرّ على قتلهم جميعاً , بل الأكثر بؤساً أنك تتلذذ بقتلهم واحداً واحداً , إن الإنسان الذي اختزل الشر في أعماقك منذ ملايين السنين, هو أنت , حقد أسود بلون جناح الغراب , يعتصرك من الداخل, ويدعوك إلى القتل , منذ بداية الوعي , وأنت لديك رغبة في القتل , تقتل كل من يختلف معك في المصلحة أو العقيدة , وأنت منذ الأزل تضفي على سفك الدماء هذا , صفة القدسية , فالله أمرك بالقتل , ولا بأس أن تكون ديناصور الكائنات الحية , وكلما قمت بجرائم القتل المتعددة وتفننت بأساليبها ومقاماتها الرفيعة , كنت أكثر إنسانية واستقراراً نفسياً , ربما تتساءلون لماذا؟ لالشيء فقط لأنك منذ نعومة أظفارك , تربيت على قدسية القتل , هذا القتل العظيم , خيّم في أعماقك منذ الطفولة , فابراهيم,يهم بذبح إسماعيل , ويضع السكين على رقبته , وكذلك قابيل يقتل أخاه هابيل , وأيضاَ جدك العظيم الرجل القوي قتل جد جدي , وذلك دفاعاً عن كرامة وقدسية القبيلة أو الطائفية , أو العائلة , والنبي موسى يقتل رجلاً ويهرب , والسيد المسيح يُقتل صلباً , والنبي محمد يخوض مجموعة من الحروب لينشر دينه على الأرض , وكذلك ما كان يسمى بالثورات بدءاً من الثورة الفرنسية وانتهاء بالثورة الشيوعية , وساحتها الحمراء – رمز البروليتاريا والطبقات المظلومة , أما الحروب فحدِّث ولا حرج , فالحرب العالمية الثانية 0 أزالت مدن بكاملها من على الخريطة وقتلت عشرات وعشرات الآلاف من البشر , ومن جميع الشعوب والأعراق , لذا كان القتل فيها أممياً خالصاً , فالأديان تأخذ قوانينها من السلطة الإلهية المطلقة , والقيم العظيمة التي يجب أن تستمر 0 هذه القيم العظيمة, وذلك بالنقاء المطلق , والمبادئ المطلقة , ذات القيم المطلقة , وكل هذه الآلاف من السنين لم تجد الأديان أية صيغة للتفاهم فيما بينها , بل المأساة أن الدين الواحد , تحول إلى أديان , والكل يعتبر ذاته أنه ممثل الله على الأرض , وصاحب الحق المطلق في جعل الناس , يؤمنون بقيمه , وتستمر الأجندات السياسية تلعب لعبتها , ليس في خلط الأوراق فقط , بل أيضاً للّعب بها , من أجل الخطة السياسية , لهذه الدولة أو تلك , أو لهذه الفئة أو تلك , وأيضاً لهذه الطائفة أو تلك , وهم أنفسهم يزرعون الكره والحقد ويسيل الدم ويصبح الجميع , اللاعب والملعوب به , وصاحب الملعب , كلهم أسيْرِي الخوف , لأنهم دخلوا لعبة القتل , وهنا يتساوى الجميع أمام رهبة الموت , فلا منتصر في هكذا ألعاب , غير قابض الأرواح , ملاك الموت , والفتنة بين الأهل في الوطن الواحد , هي أم المآسي , لأنك لا تتوانى عن قتل جارك , وجارك , يقتل جاره , وهكذا يِعُكس الحديث الشريف ويصبح : أقتل جارك , ثم جارك , ومن ثمّ جارك يقتل أخاك , وتستمر اللعنة على الوطن الواحد – مثلما يجري الآن في العراق , وفلسطين , ولبنان , والصومال , والسودان 00 الخ وهكذا تستمر دورة الفتنة , وينصهر الناس جميعاً من أبناء الوطن الواحد , في هذه المحارق , ويستمر المستفيد الوحيد من هذه المآسي , هم تجار الحروب , والسلاح , والأفيون , ويهاجر أبناء الوطن من بلادهم , ولم يعد الوطن هو الانتماء الأساس , فالبعض يحاول الفرار بروحه إلى بلد يؤمن له الأمان , والآخر يفر بحثاً عن قوت يومه وإطعام أطفاله , لأن البلدان التي تعيش الحروب الداخلية , لم يعد المواطن هو غاية مشاريعها , بل يصبح المواطن , وحتى المفاهيم الوطنية , هي الكذبة الوحيدة , التي يتاجر بها الذين لهم المصلحة الأولى في استمرار الفتنة , ويظلّ السؤال الكبير والخطير هو : أين الناس ؟ أي أين أصحاب المصلحة الحقيقة في منع هذه المآسي التي تحدث في بلادهم ؟ والذين هم متساوون في أن يكونوا وقودها , من أي طرف ٍ كانوا , لأنهم لا يملكون سوى أوطانهم والأمان الذي فيه , أمّا الساسة فأوطانهم رؤوس الأموال , أو الطوائف التي عليها يسرجون خيولهم , ولا همّ من يكون وقودها , لأن بضاعتهم في هذا الزمان رائجة , لأنها ترتكز على العواطف الجيّاشة واستغلال بساطة الناس وطيبتهم , وكذلك تخويفهم بعد توريطهم على طرق العصابات , والمافيات , في القتل , أو على الأقل توريط البعض منهم , وجعله يُحسب على الجهة الفلانية , وهذا كفيل بإخافة الجهة كاملة , وخاصة عندما يكون الساسة جاهزون لنشر الفتنة وجعل الجهات المختلفة تبدو وكأن العداء هو مصيري ولا حل إلا بإبادة الطرف الآخر 0
باسم الأمّة والوطن , وباسم الشعب كان ولا زال الطغاة , يعدمون الأمة والشعب , ملايين البشر , قتلوا باسم الشعب , واستمرّ الشعب تحت سلطة الطواغيت , يبحث عن رغيف الخبز والكرامة , واستمر الجلادون يضعون على رأس شعاراتهم الأمة والشعب , فأية أمة وأي شعب ! هذا ليس مهماً , ولكن الأكثر أهمية أن هذه المفردات لها وقع السحر على بسطاء الناس , وهي القادرة على تضليلهم من أجل استمرار الحاكم الطاغية , وزبانيته من موتوري الأزمنة , وهكذا يستمر الدين والأمة والوطن , السلاح الأقوى بيد الجزارين , بل ومضللي الشعوب وهادري كرامات الناس , لما لا والقضية الوطنية سلاح تستطيع من خلاله أن تفتك بكل أعداء القائد الملهم مثلما قتل الطاغية ( ستالين ) أقرب الناس إليه ألا وهي زوجته – باسم خيانة الأمة والشعب , والحديث في هذه المسألة لاينتهي , فهل يأتي زمن تعرف فيه الشعوب ما تريد ؟ 0





#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احمد عبد الكريم ونّوس – شاعر الفراشات الحزين
- سامي حمزة – وعوالم النص 0
- الحقيقة وفضاء الحرية , جوهر الحوار المتمدن
- طالب همّاش . شاعر الكمنجات الحزينة 0
- العيد الأ تعس هو الكذبة الكبرى
- الدين وأتباع الله
- أحلام مستغانمي , وأوطان تنتسب إلى الصبيان
- العودة إلى المستقبل
- حمزة رستناوي , وطريق بلا أقدام
- ناجي العلي – ثمة سؤال
- مظفر النواب, النورس الحالم
- فريد الغادري يدعو لطرد العلويين من دمشق
- الأبتر
- رسالة اعتذار إلى مطربة الملائكة فيروز
- الديمقراطية والأديان عبر التاريخ
- أجنحة وفاء المتكسرة
- الحادي عشر من ايلول إنه ليوم عظيم
- كتب الغربة أقاصيصاً , ويكتب الآن قصة الوطن
- إذا كانت الأديان لله لماذا لا يوحدونها على الأرض ؟
- قدمان مائيتان


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عايد سعيد السراج - سأقتل أبناء بلدي