أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عايد سعيد السراج - العودة إلى المستقبل














المزيد.....

العودة إلى المستقبل


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1697 - 2006 / 10 / 8 - 04:10
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


كتب الأديب والشاعر : احمد عبد الكريم ونوس هذه الدراسة ولم تنشر في أية دورية ثقافية 0

أنتِ
يا من لك ِ مذاق النبيذ
وخَفّة الفراشات
تعالي
لنرسم خارطة الفرح 00
* * *
" كم راعني الصمت
وأنا بني وجع الليالي ؟!00"
هذا شيء مما يقوله الشاعر عايد سعيد السراج في ديوانه الأخير الموسوم " قدمان مائيتان " الصادر في أواخر العام الماضي , إنما المكتوب قبل ذلك بكثير , ولا يبدو الشاعر فيه متفوقاً على نفسه أكثر مما تفوّق في الرؤية , فلامس بعض القضايا المعرفية , دون أن يتخلى – كعادته- عن طرح بعض الهموم الاجتماعية إنسانياً , مطعّماً ذلك ببعض الوجدانيات الشفافة التي يبدو الشاعر من خلالها وكأنّه يبشّر " بالسعادة الرفيعة " كهدف ٍ من خلال تركيزه على عالمه الداخلي , دون أن يستمدالكثير من العالم الخارجي الذي تراه مدمّراً :
" تتراعش أغصان الهم ِّ
ينتحب الشاعر
معلناً فصل قصيدته عن حرفها "
عايد سعيد السراج , شاعر نثر , أعني شاعر اختزال في " الكلام " والألفاظ , وكأني به يثق أننا نفهم الإشارة دون طنين , والتلميح بلا إطناب , وكأنه يدعو للخلاص مما يعجُّ به الشعر العربي من الملل , التكرار والضجر !0
" أبدٌ رقَّ حتى ازرقَّ "
هذا سردٌ , إلا أن الشاعر هنا وظّف كلّ آليات السرد المألوفة مضيفاً إليها تلك التوريات العجيبة , فالحقيقة أوسع من أن يغطيها ظلٌّ , ولا يمكن – بالمقابل – لشعاع ٍ أن يكشف حجبها أو يحيط بها :
" رأيت كوكباً
أقدامه مطر 00 "
سردٌ آخر , لكنّه اصطفائي جداً , وكأنه يكافح لإخراج نفوسنا من انحطاطها , إنه عرّاب الكلمات الغامض الأنيق , يمضي بثورته الصادقة التلقائية على خراب وانحطاط الشكل المكرور الميّت كبشارة ٍ أمينة بعظمة التشكل المستمّر المقبل 00 وباختزال أكثر يقول :
" منذ زمن أركض
ولم أبلغ شاطئاً 00"
لابدَّ لقصيدة النثر من أن تصاب بالصمت من شدة الذهول 00
" جوريُّ لهب
حوريّة ذهب
كون ُ خمائل
وفراتُ عنب ! "
ولابدّ أن قصيدة النثر كائن مريض عقلياً , لكنه – بكل التشخيصات والتحاليل والتصاوير, مرضٌ عصيٌّ على الفهم إلا من خلال فهمنا لجنون نيتشه 00 " إرادة الصمت " الشدة الذهول 00 أو 00 أو 00 , اللاجدوى !
" في وطني ,
أبحث , عن صديق !! "
أو , يقول :
" أقشّر الأسماء عن أسمائها
مطرٌ يسوح على المعنى
والمغّنى أضاع صوته 00"
الصمت ثانية , ثالثة , هو فقط اللغة المستباحة , وهنا لابد لي من الحديث عن درجات " التفاهم " أو " اللغو " سموه ما شئتم , لكنه بدأ بالإشارة , ثم استوى أصواتاً , فلغة ً , فكلاماً , ثمَّ حكاية , صارت فيما بعد نصّاً مقدساً , وإنما تلتزم قصيدة النثر بالاختزال إمعاناً منها بالذهاب إلى الصمت ثانية فالصمت هو القديم الأول , والصمت هو المستقبل الذي نعود إليه دائماً , ليكن اللغو من القلب إلى القلب فقط , أو لتعد الحكاية – دون نص مقدس – على الأقل !
" يا سبّحة الصمت
دعيني أنشّف بعضي
على هديرك 00 "
منذ قرون وصلت الفلسفة إلى هذه اللغة , الصمت ! أو عادت إليها , لأنه أولاً كان الصمت , ومنذ قرون ألفّ أحدهم كتاباً بلا كلمات , أوراقه صامته تماماً إلا الجملة الأخيرة فيه , فقد كانت تدعو الفلاسفة للاعتصام بالصمت , ألا أننا شهود عصر تتبادل فيه الفلسفة الأدوار مع الشعر , فقديماً كانت الفلسفة تكثر التأمل وتقلّل من الكلام , أما الآن فقد أخذ الشعر – على يد قصيدة النثر – هذا الدور , مقتصداً " بالحكي " , تاركاً الثرثرة للفلسفة هذه المرّة 0
نعم أيها الشاعر , لقد رأيت " كوكباً أقدامه مطر " ووضعت عنواناً لديوانك " قدمان مائيتان " أما أنا فأعرف أنك رأيت كوناً أقدامه خواء ولم تُبح , فهربت إلى جنّة الصمت , إنما قلت موارباً أنك رأيت كوكبك المائي !! 0
* طرطوس – 17 – كانون الثاني 2006



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمزة رستناوي , وطريق بلا أقدام
- ناجي العلي – ثمة سؤال
- مظفر النواب, النورس الحالم
- فريد الغادري يدعو لطرد العلويين من دمشق
- الأبتر
- رسالة اعتذار إلى مطربة الملائكة فيروز
- الديمقراطية والأديان عبر التاريخ
- أجنحة وفاء المتكسرة
- الحادي عشر من ايلول إنه ليوم عظيم
- كتب الغربة أقاصيصاً , ويكتب الآن قصة الوطن
- إذا كانت الأديان لله لماذا لا يوحدونها على الأرض ؟
- قدمان مائيتان
- نجيب محفوظ والفراعنة
- مأساة امرأة
- طير أوجعه ليل ُ الصيادين
- الحوار المتمدن وأصحابه الأخيار
- القصة الرقية
- كاسترو وأخوه 0 خالد بكداش وزوجته وبنوه
- فاتحة العذاب
- الفرات غريباً لا يثق بأهله


المزيد.....




- علي خامنئي.. ما قد لا تعلمه عن أحد أقوى رجال الشرق الأوسط بع ...
- هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟ ...
- روسيا تستعرض أحدث سيارات -لادا- في بطرسبورغ (فيديو)
- بينها دول عربية.. إدارة ترامب تدرس توسيع قائمة حظر السفر لأم ...
- الجيش الروسي يعلن عن تقدم قواته وخسائر قوات كييف في منطقة ال ...
- خامنئي: الشعب الإيراني لا يستسلم وأي تدخل عسكري من الأمريكيي ...
- الجزائر تؤكد موقفها الداعم لإيران
- ديدان -سامّة- تغزو ولاية أمريكية وتثير ذعر السكان (فيديو)
- -فطر مريخي-!.. صورة قديمة تشعل جدلا واسعا حول الحياة على الك ...
- أردوغان: نتنياهو تجاوز هتلر في جرائمه


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عايد سعيد السراج - العودة إلى المستقبل