فريد الغادري يدعو لطرد العلويين من دمشق

عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1679 - 2006 / 9 / 20 - 08:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

عندما تحاول زرع الفتنة في بلد ما , ما عليك سوى إيجاد مجموعة من المرتزقة أمثال فريد الغادري , فهو في سوريا اسمه فريد الغادري , وفي العراق : أحمد الجلبي , وفي بلد آخر خلفان ابن رهجان , وهكذا دواليك ترى هؤلاء الأدعياء ,من المتاجرين بأوطانهم من أجل حفنة من الدولارات كثر , بل هم أكثر وساخة من النجاسة ذاتها , يكشون ويهشون عليهم في بلاد العم سام , أو في البلاد الأخرى التي تريد أن تحقق مصالحها على حساب شعوب المنطقة , فلا يهم إذ كانوا يدعون إلى الطائفية البغيضة وتمزيق البلاد , أو القتل على الهوية كما يحدث الآن في العراق , ولكن الأهم أن هؤلاء المرتزقة ينفذون أوامر أسيادهم من خارج الحدود , فهم عملاء عابروا القارات , ولا يهمهم سوى تنفيذ أوامر أسيادهم , والأكثر بؤساً أن هؤلاء يتحدثون باسم الشعب والوطن , أي وطن يريد هؤلاء 0 إنهم لا يريدون إلا وطن الطوائف الممزق المملوء بالأحقاد والكراهية , واللذي لا يعتاش إلا على دماء الشعوب , أي انحطاط وصلنا إليه , من اللذي غذى الطائفية , والفئوية إلا درجة أن الوضعاء من القوم أصبحوا يتكلمون باسمها هكذا وبشكل علني دون احترام لمشاعر الناس وكراماتهم , من اللذي سمح لهذا الوضيع المقر ف فريد قومه في امتهان الذل أن يملي علينا نحن الشعب السوري أن نطرد العلويين إلى جبالهم , ومن قال أن دمشق فرقت يوماً بين أبنائها , الكل يعلم أن الشعب السوري لا يؤمن بالطائفية , بل أنه من أكثر شعوب المنطقة عداءاً للطائفية واحتقاراً للذين يحاولون ترويجها , المسيحي يعيش بجانب المسلم , وعبر زمن طويل , والكل يمارس عبادته بالشكل اللذي يريد , من أين جاؤوا لنا بهذه المفاهيم المنحطة , إن اللذين يحاولون أن يروجوا للطائفية , إنما يقومون بأفعال قذرة تصل إلى درجة الجريمة ؟ فكل اللذين يروجون للفكر الطائفي في سوريا , هم واهمون , حيث ترى من يريد جر البلاد إلى الدعوة للتشيع , وآخر يدعو إلى طرد العلويين من دمشق أو المحافظات الأخرى , إن هذه الدعوات الكريهة ليس وراءها إلا الفتنة , وعدم احترام العقائد , فالشعب السوري , شعب عظيم يحترم التعددية الدينية, ولا يفكر بالطريقة البشعة التي يفكر بها الساذج – فريد الغادري – فالشعب السوري نسيج اجتماعي جميل , يوجد فيه كل الألوان الدينية والطائفية والمذهبية , والكل يحترم هذه المكونات ولا يوجد أي خلاف على أساس ذلك , لماذا يحاولون أن يميعوا الاستغلال أو الفساد أو النهب ,أو استثمار الفئة الحاكمة للفئة المحكومة ؟ لماذا يغيرون ما يجري على الأرض بقوانين جديدة لم يسمع بها الشعب السوري / أي الطائفية , ثم من قال أن العلويين كلهم أثرياء وحكام ويستغلون باقي فئات الشعب , إن الأغلبية العظمى من الأخوة العلويين هم مثل فئات واسعة من المكون الشعبي السوري يعيشون على حافة الفقر 0 وهم مواطنون سوريون شرفاء ومحترمون ولا يخونون بلادهم , أما الاستغلال والنهب والفساد فتقوم به فئات هامة من مكونات الدولة من كل الطوائف , فالنهب والاستغلال والفساد , والحرامية واللصوص , ليس لهم دين أو طائفة محددة , بل أن دينهم وطائفية المال , والاتفاق على السلب والنهب وتعميم الفساد , إنني لا أريد أن أتحدث عن هذه المسألة باستفاضة لأن الوقت لا يسمح بذلك , ولكن تصريح المدعو فريد الغادري / بإخراج الطائفية العلوية من دمشق استفزني إلى درجة التقيؤ , كما استفز كل مكونات الشعب السوري وبطوائفه المختلفة , لأن هكذا صفيق عندما يتحدث باسم الشعب السوري , فهو يهين الشعب السوري العظيم الذي هو فوق الطوائف , وإن اللذين يحاولون أن يلعبوا على أوتار الطائفية البغيضة ليسوا أصدقاء للشعب السوري المتجانس, هذا الشعب اللذي يتساوى ليس في المحبة فقط بل أيضاً بالفقر واستغلال المتنفذين له اللذين سمحوا لهكذا صوت كريه, مثل صوت الغادري أن يتحدث باسم الطوائف, وذلك في قناة الحرة 0 برنامج أحد الأسئلة من يوم 17/ 9/ 2006 0 وإن الشعب السوري العظيم لن يسمح لأساطين الطوائف أن يمرروا مشاريعهم المشبوهة ولنا في الذي يجري في العراق مثال 0
إن البرنامج الديمقراطي العلماني واللذي تشترك فيه جميع فئات المجتمع السوري, وحل مشاكل الأكراد في سوريا,و باقي الفئات الاجتماعية , هو اللذي يكفل لجميع فئات وطوائف المجتمع السوري حقوقهم , والقضاء على الفساد والنهب والاستغلال وإنّ حماية الحريات , والقضاء على البطالة والفقر , والاهتمام بالداخل السوري وإخراج السجناء السياسيين , وسجناء الرأي وحرية التعبير, هي الحماية والضمانة والسلاح الأمضى ضد زرّاع الطائفية وتجار الفتن , وأيضاً الخلاص من اللذين يتاجرون بقوت الناس ويثرون على حساب الشعب 0

#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل