|
( باكُورَةُ مَرَاثي قَتيلٍ غدًا يَمُوتُ)
سعد محمد مهدي غلام
الحوار المتمدن-العدد: 8187 - 2024 / 12 / 10 - 20:11
المحور:
الادب والفن
[ووقفت أسأل بعضها عن بعضها وتجيبني عِبَرٌ بغير لسانِ ترقا الدُّموع ويرعوي جزعُ الفتى وينامُ بعد تفرّق الأقرانِ] (الشّريف الرّضيّ)
قَشرَتْ شَرِيعةُ الصَّبْرِ يَوْمُ الصَّدرِ عَنِ الشَّامِ تَثاقلَ خَطَْواتي ..وا أسَفي هلْ لي من العُمرِ المَسروقِ منْ خلَفِ *1 مَنْحُوتٌ مِن تَرقُّبٍ بِلا قِناعٍ عَبْرَ فُرْجةَ الفَراغِ فِي جِدارِ التَّلاشي المَدى صَليبٌ، وأنا المَصْلوبُ الفَذُّ : شَجرةٌ، شَمْعٌ، دَمْعي يَجْرِي أُطِلُّ على آجُرِّ ظلِّكَِ المتَفحِّمِ، قريشٌ/ أُميَّةُ ما فتِئتْ تُطارِدُهُ ذِئابُ الرِّمالِ ..وا أسَفي هلْ لي من العُمرِ المَسروقِ منْ خلَفِ دُونَ شِباكِي المَرْقُوعِ بشَذا نِسْرين خَيالها أَمَامَ شُبّاكِي المَرْقُوعِ بوَسنِ طَرْفِ طَيْفِها أَجْتَرُّ حُبًّا مَجْنُونًا أَجْتَرُّ حُزْنًا مَلْعُونًا فِي السِّرِّ فِي العَلنِ فِي التُّقى فِي الضَّلالِ دَأَبَ التَّاريخُ التَّصَبَّبَ صَدًى التَّصَبَّبَ رَجَاءً التَّصَبَّبَ وَجَلًا
حَافِيةٌ مَقْبرةُ الغُرَباءِ*2 الآن، فمَن سينثُرُ على قَبْري شَقائِقَ النُّعمان؟ أُرِيقَ مَاءُ الوَطَنِ* كِنْدةُ ضَاعتْ وَبَعْدها نُقْطةُ الزَّيْتِ*3 ضَاعتْ ..وا أسَفي هلْ لي من العُمرِ المَسروقِ منْ خلَفِ مَاتَ الْجُنْديُّ *4 مَاتَ الْمَاغُوطُ * 5 مَاتَ خَضُّورُ *6 فَمَنْ لِي لِكُورِ الزُّهُورِ*7 دَلِيلٌ وَمَنْ لِي بِكُورِ الزُّهُورِ دَلِيلٌ
وَحْدَهُ جَواد مُوسى بْنُ غَسَّانَ *8 بَقيَ مَرْفُوعَ القَدمَيْنِ دُونَ خُشُوعٍ أَطْفَأَ الزُّغَابِيُّ *9 قِنْديلَ قَصْرِ الغالِبِ باللَّهِ *10 وَخَطَّ أَخْرَ السُّطُورِ فِي دَفْترِ عُمُرِ عَائِشَةَ الْحُرَّةِ*11
سَلَامًا مَقْبرَةَ الْغُرَباءِ سَلَامًا زَنابِقَ قَاسِيُونَ
هَجَرَ المَعَرّة أَبِي الْعَلَاء أَبَى أَخْذَ العَزَاء
خَرائِبُ ثَغْر مِتْراسِنا الأَخِيرِ تُؤرِّقُ نَافِذتي أَصَابِعُ رِيحٍ تَعيثُ بِخَيْطانِ النِّسْيانِ تُفجِّرُ نَدى جَسدِ مَزامِيرِ نَبْضي ..وا أسَفي هلْ لي من العُمرِ المَسروقِ منْ خلَفِ قَلْبي هَرِمٌ مِثْلَ فُوهةِ بُرْكانٍ تَوَقَّدَ الحُزْنَ ضَوْءَ مَجرَّةٍ تَوغَّلَ عَميقًا فِي عَتْمَةِ نَفْسي عِنْدما تَعلَّمَ الدُّوريُّ ضَربَ نَاقُوسَ كَاتِدْرائيَّةِ دِمَشْقَ المَهْجُورةَ هاجرَ الياسمينُ الأفياءَ العتيقةَ، ها أنذا أحمِلُ ضريحي وأدرُجُ خلفَ جحافلِ الفراقِ، سَرابُ سِربِ بطٍّ، حفيفُ رايةِ وداعٍ، ليلُ سُباتٍ طويلٍ، رفيفُ ذاكرةٍ منكوبةٍ كشراعِ مركبٍ مثقوبٍ وسطَ الضبابِ، رايةُ جيشٍ مهزومٍ ملقاةٌ فوقَ كُدسِ القتلى ..وا أسَفي هلْ لي من العُمرِ المَسروقِ منْ خلَفِ
القَمرُ ذَرفَ القَرْنفُلَ واليَاقُوتَ فِي حُِضْنِ نَعْشِ الدِّيجُورِ فِي حُِضْنِ مَنْ كَانَتْ مَحَارِمٌ وَحَرَامٌ*12 طُوبُ المَعْنى وَهَجُّ الوجعِ ودَاليَّةُ التَّكْوينِ نَبِيذُ الأَملِ المَنْفَى بَطَانةُ الرُّوحِ وَالعالَمُ شَوَاخِصُ غِيابٍ تَعلَّمْتُ لُغةَ مَنْ عَلَّمَ آدمَ الأَسْماء كُلَّها*13 بِالصَّمْتِ هَشَّمْتُ زُجاجَ المَسافاتِ تَجاذبْنا سِيمياءَ العَلاماتِ رَغْمَ تَنائِينا فِي التِّيهِ قَرأْتُ مَلامِحَ قَلْبي فعرَفتُ تضاريسَهُ لَمْ أَخَفْ يَومًا وَحْشةَ طرِيقٍ قَطعتُهُ وَحْدي وَجْهي غَرْبالٌ ثَلاثًا نَقَّبهُ الزَّمانُ مَلْءَ زَمْزَمِيتي دُموعٌ أَمْضِي ضَارِبًا فِي عَرْضِ الصَّحْراءِ نَاقَتي قَدَمي خَيْمَتي رَبِّي دَلِيلي حُبِّي أَعْطِي جَميعَ القُرَى ظَهْرِي حَسْبي كُونتريل*14 خَلَّفهُ عُرْوةُ بْنِ الوَرْدِ *15 - لحى الله الصَّعالِيكَ وفُتَّاكُهم أَيْنَ همو اليَوْم -
الصَّبَاحُ سَقْفُ مَذْبَحٍ فِيهِ تَصْهَلُ أُضْحِيَةُ الْمَرَاثي كَلِمَاتُ نَشِيدٍ مُبْهَمٍ يُضمِّدُ خَيْبةَ الِانْتِظارِ تَبْرُقُ خُلَّبُ السُّحُبِ -تَتَعَثَّرُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ- تَنْتَهِبُ سَماءَ قِبابِ التُّرْكُوازِ الَّتِي كَسَاهَا غُبَارُ الْغُزاةِ فَانْمَحى مَسْرى جُورِ النَّوى ..وا أسَفي هلْ لي من العُمرِ المَسروقِ منْ خلَفِ
قَشرَتْ شَرِيعةُ الصَّبْرِ تَثاقلَ خَطَْواتي يَوْمُ الصَّدرِ عَنِ الشَّامِ فكُلّ آنٍ بَوحُ تَهَجُّدٍ جَدِيدٍ مَسْفُوكٌ مِنْ جَيْبِ قَمِيصِ الْأَمْسِ: مُخْملُ ذِكْرَى تَنْسلُّ لِأَجْفَانِ وَجْدِي تَمْلَأُ خَوَاطِرِي بهَفِيفِ فَانُوسِ وَعْدٍ قَدِيمٍ فَيجِفُّ رِّقْراقُ الْمُنَى ..وا أسَفي هلْ لي من العُمرِ المَسروقِ منْ خلَفِ
- لحى الله الصَّعالِيكَ وفُتَّاكُهم أَيْنَ همو اليَوْم - قد أَيَبسَ الخَريفُ المُقيمُ الغَضى فَاحْرقَتْ جَمْراتُهُ جَوَانِحَ قَطَا العُمُرِ -أَيْنَ أَ هلُ الغَضى؟- فَمَضى يَحْبُو لِحَتْفِهِ حَفْرًا مُخَلِّفًا جُرْحًا نِيسَميًّا يَذْبحُ لَحْمَ الصَّحْراءِ يَقُودُ لَمثْواهُ الأَخيرِ... ..وا أسَفي هلْ لي من العُمرِ المَسروقِ منْ خلَفِ .. ******** 1*سبْعٌ مضَتْ منْ زَمانِ اللّيْلِ وا أسَفي هلْ لي من العُمرِ المَسروقِ منْ خلَفِ* لسان الدين الخطيب 2* مقبرة الغرباء في ضاحية زينب/ دمشق 3* سَلَمية( مدينة سورية ثلاثين كيلومتراً شرق مدينة حماة .. توظيفها في النص لخصوصيتها التي يمكن للمتلقي التعرف عليها وخلق المعنى الدلالي ) نقطة زيت كبيرة في ماء الوطن .. جملة للشاعر السَّلَميّ محمد الماغوط 4*علي محمد الجندي شاعر من سَلَمية 5* محمد الماغوط شاعر من سَلَمية 6*فايز علي خَضُّور شاعر ولد في القامشلي أصله من سَلَمية 7* كور الزهور من الأسماء القديمة لمدينة سَلَمية وغير خاف على القارئ المقاصد من ايراد الاسم القديم هذا والدلالة المركبة لاستعماله شعريا 8 * هو آخر الفرسان القادة الذين دافعوا عن غرناطة ولم يقبل باستسلام ابو عبد الله الصغير وهناك العديد من الروايات عن نهايته يمكن للمتتبع استقصاؤها 9*لقب اطلقة العرب على ابو عبدالله الصغير وهو أخر حكام غرناطة ويعني المشؤوم ولقب الصغير الذي شاع هو تسمية الأسبان له 10*هو باني قصر الحمراء الشهير 11* هي والدة ابو عبد الله أخر حكام غرناطة ونسب إليها القول الذي نعتقد أنه من صنع الكارهين للعرب من الأسبان وهو (ابكِ كالنساء ملك لم تحافظ عليه كالرجال ...) 12*حَيِّ الشامَ و قِفْ أمامها خاشِعاً إنَّ الشام محارِم وحرامُ نزار قباني 13*الإية 31 من سورة البقرة 14*خطوط بيضاء تخلفها الطائرات وهي مسارات التكاثف تتكون من بخار الماء المجمد الذي يتكثف حول جزيئات السخام الناتجة عن احتراق الوقود في محركات الطائرات النفاثة..والمقاصد هنا شعريا متروكة للمتلقي 15* قال عنه عبد الملك بن مروان: "من قال إن حاتمًا أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد.. وهو شاعر جاهلي وفارس وصعلوك من المعدودين من عبس يسرق ليطعم الفقراء . لقب عروة الصعاليك لجمعه إياهم وقيامه بأمرهم وقيل: لقب عروة الصعاليك لقوله: لحى الله صعلوكاً إذا جن ليلـه مصافي المشاش آلفاً كل مجزر يعد الغنى من دهره كـل لـيلة أصاب قراها من صديق ميسر ولله صعلوك صفيحة وجـهـه كضوء شهاب القابس المتنـور
#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
[3](عَزَاءٌ لِلْغُرَباءِ فِي أُورُوكَ)
-
[2](عَزَاءٌ لِلْغُرَباءِ فِي أُورُوكَ)
-
[1] (عَزَاءٌ لِلْغُرَباءِ فِي أُورُوكَ)
-
(بغدادُ في عيُونِ ميدوزا ميِّتة)
-
(لَفَأَتني عن قلبي عيناكِ )
-
(طُوْبَى لِمَنْ خَبَرَ الرَّسْم، واعْتَبَر)
-
كيفَ بالآمالِ أتجمّلُ؟)
-
(النازل نسغ العبد الصاعد)
-
( محو وصحو)
-
(وجْهُكَِ والبِلادُ)
-
(تجلّيات وجْد)
-
(العمرُ والأيامُ)
-
(أوجاعُ وهجٍ)
-
(بِروفايلٌ جانِبيٌّ لِظِلِّ بَغْدادَ مُؤَطَّرٌ في مِرآةٍ سَو
...
-
(أَنا ونافِذتي: رُوحَانِ جَرِيحانِ مَنْقُوعانِ فِي مَِلْحِ ا
...
-
(حِضْنُ الهوى أُفُق)
-
هُتافُ صدى نٰديان
-
تحت شجرة نارنج
-
نَايٌ مُفْرَدٌ فِي مَعْبَدٍ مَهْجُورٍ--
-
صرخة إنسان
المزيد.....
-
إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم
...
-
مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
-
مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
-
أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
-
ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري
...
-
الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني
...
-
فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
-
فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز
...
-
كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
-
فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو
...
المزيد.....
-
الرملة 4000
/ رانية مرجية
-
هبنّقة
/ كمال التاغوتي
-
يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025
/ السيد حافظ
-
للجرح شكل الوتر
/ د. خالد زغريت
-
الثريا في ليالينا نائمة
/ د. خالد زغريت
-
حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول
/ السيد حافظ
-
يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر
/ السيد حافظ
-
نقوش على الجدار الحزين
/ مأمون أحمد مصطفى زيدان
-
مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس
...
/ ريمة بن عيسى
-
يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|