أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وهيب أيوب - حصاد غوغائية العربان














المزيد.....

حصاد غوغائية العربان


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 8170 - 2024 / 11 / 23 - 12:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مَن أوصل لبنان إلى الكارثة الحالية، ليس فقط حزب الله كما يريد البعض تصويره، وإقناع الناس بأن حزب الله هو المسؤول الوحيد عن تلك الحرب المُدمِّرة التي تجري الآن على معظم الأراضي اللبنانيّة.
في واقع الأمر ومنذ نشوء تنظيم هذا الحزب في الثمانينات، وبعد وصول حسن نصرالله لقيادة الحزب، أعلن بشكل واضح وبالفمِّ الملآن أهداف الحزب ومشروعه دون مواربة؛ بأن لبنان سيكون جزء من مشروع ولاية الفقيه الشيعي في إيران، وأوضح أكثر من مرّة؛ بأن سلاح الحزب وأكله وشربه وأمواله ومعاشاته هي من إيران، فهل هناك أوضح من هذا الكلام؟
أي أن الحزب وبشكل جلي وصريح؛ يُعلن عن مشروعه الطائفي الشيعي على الأرض اللبنانية، هذا دون مسايرة أيّ جهة أو حزب أو طائفة من مكوّنات المجتمع اللبناني، وبهذا يكون الحزب وأمينه العام حسن نصرالله؛ لم يترك حجّة لأحد في لبنان والمنطقة إلى التحليل والتأويل حول أهداف حزبهِ ...
ومع هذا فإن التأييد الذي حصل عليه من أحزاب وفئات كثيرة في لبنان، رسمية وغير رسمية فاقت كل التصوّرات، بحيث كان هؤلاء يُبجّلون ويُمجّدون الحزب وأمينه العام بسبب مقاومته لإسرائيل، وجعلوا ينفخون حسن نصرالله ولا يخاطبونه إلا بسماحة السيّد؛ ورفعوه إلى مصاف القداسة وكأنّه نصف إلَه، حتى طار وحلّق في الفضاء وأُصيب الرجل بالنرجسيّة والغرور الجنوني، وبدأ يُخاطب الآخرين من اللبنانيين والعربان من فوق السحاب وكأنّه "المهدي المُنتظر" وأنه هو وحزبه وجماعته أشرف الناس وأفضلهم ...!
ورأينا الغالبية الساحقة من المثقفين الرعاع والكتّاب والإعلاميين اللبنانيين والعربان الغوغائيين، من وطنجيين وقومجيين وإسلاميين ويساريين وشيوعيين؛ يرفعون صور نصرالله في المظاهرات ويضعونها في غرفهم وفوق رؤوسهم في مكاتبهم وصالوناتهم،
وبهذا أصبح الحزب بقيادة نصرالله قوّة عسكرية وسياسيّة عُظمى في لبنان بحيث سيطر على كل مفاصل الدولة ومؤسّساتها وقتلَ واغتال كل مَن عارضه ووقف في وجههِ، بمن فيهم رئيس الوزراء رفيق الحريري، واستطاع التحكّم في مجلس النوّاب وتشكيل الحكومات وانتخاب الرئيس، وجعل ذلك قانونيّاً ودستوريّاً وسلاحه شرعيّاً بإقرار بيانات كل الحكومات حتى اليوم، فاستطاع بذلك تأسيس دويلة داخل الدولة أقوى منها بسلاحه وتمويله...!
وكان كل هذا التأييد الذي حصل عليه الحزب ونصرالله من غالبية العربان؛ المعروفون بغوغائيتهم وسطحيتهم ومستواهم العقلي والفكري المنخفِض؛ هو نتيجة شعور هؤلاء المسكونين بالهزائم الدائمة بالدونيّة والضآلة أمام الحزب وزعيمه، الذي زعم أنّهم هم وحدهم القادرون على مقارعة إسرائيل ومحاربتها وبل هزيمتها وتحرير فلسطين...!
واليوم يدفع هؤلاء الغوغائيون القاصرون النتائج، ويدفع الحزب نفسه وأمينه المقتول وجماعته؛ فاتورة العقل الغيبي الطائفي الماورائي الغوغائي الواهم.
لكن ذهنية الاستعلاء والفوقيّة والمُكابرة والعنجهيّة الذين اعتادوا عليها مُستمرّة من الحزب وأمينه الجديد "المؤقّت" حتى اللحظة، رغم كل الضحايا وكل هذا الدمار الشامل!
وتوقعاتي الشخصيّة؛ أن هذه الحرب هي الأخيرة مع حزب الله، وأن إسرائيل ستقوم بالقضاء تماماً على قدرات حزب الله وسلاحه في الجنوب اللبناني، بحيث ينعدم خطره وتهديده على إسرائيل، ودفعه إلى شمال الليطاني ثُمّ الإبقاء له على قدراته العسكريّة في الداخل اللبناني ليستمرّ بالسيطرة على الدولة اللبنانية، وهذا يريح إسرائيل التي ستنتقم من هؤلاء المنافقين الذين يصفونها بالعدو، رغم أنّهم في حقيقة دواخلهم فرحون لِما تفعله إسرائيل، لكن إسرائيل لن تُنجز لهم المهمّة كاملة بالقضاء على حزب الله تماماً، وستتركهم في صراع داخلي مُستمرّ معه ...
باختصار؛ إن ما يجري اليوم من قتل ودمار، هو حصاد ومسؤولية كل شخص من اللبنانيين والعربان الرعاع الغوغائيين؛ أيّد وناصر ودعم وهتف لهذا الحزب الطائفي وزعيمه المقتول.
الآن لن ينفع الندم بعد أن سبق السيف العذل، ولا تنفع الشماتة بعد أن وقعت البقرة وكثرت سكاكينها، لقد فات الأوان بعد "خراب البصرة"!



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعجاز علمي !
- باب العامود ، طريق الآلام ، والشاعر -الصعلوك-.
- حضارة واحدة، وتعدّد ثقافات
- أصول الاستبداد عند بني يعرب
- هستيرية بني يعرب!
- نازيون بسمنة ونازيون بزيت ...!
- الحلقة الجهنّميّة !
- -الغزو مستمرّ-
- أهداف خارج المرمى!
- -وداوني بالتي كانت هي الداءُ-
- متى تتناسون ومتى تعتذرون ؟!
- هلاك سوريا؛ الماسون أم البعث ومشتقاته؟
- الدوران حول المورَج ...!
- إخوان الصفا، وسطو ابن خلدون على رسائلهم !
- التلقين والترديد؛ فالتخلّف !
- لزوم الحضارة ؛ متحضّرون
- آفة الخوف والمجتمعات الممسوخة!
- - ناقصات عقلٍ ودين - !
- عن الدين والتربية والأخلاق
- بين المعرّي والشريف المرتضى، وطه حسين وشيخ أزهري


المزيد.....




- أشار إلى عملية البيجر.. سفير إسرائيلي: هناك -طرق أخرى- للتعا ...
- ‌‏غروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم ت ...
- OnePlus تعلن عن حاسب ممتاز وسعره منافس
- جيمس ويب يوثق أغرب كوكب خارج نظامنا الشمسي تم رصده على الإطل ...
- الاستحمام بالماء الساخن.. راحة نفسية أم تهديد صحي خفي؟
- وداعا للوهن!.. علاج ثوري قد يكون مفتاح الشباب الدائم للعضلات ...
- الذكاء الاصطناعي -يفكّر- كالبشر دون تدريب!
- وكالة -مهر-: دوي انفجار شمال شرقي العاصمة الإيرانية طهران
- -‌أكسيوس-: اقتراح لعقد اجتماع بين إدارة ترامب وإيران هذا الأ ...
- وزير الدفاع الأمريكي: سياستنا في الشرق الأوسط دفاعية ولا ني ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وهيب أيوب - حصاد غوغائية العربان