أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - وهيب أيوب - التلقين والترديد؛ فالتخلّف !














المزيد.....

التلقين والترديد؛ فالتخلّف !


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 7088 - 2021 / 11 / 26 - 12:55
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


في العام 1957 أطلق الاتحاد السوفياتي السابق أول قمر صناعي " سبوتنك "، بعدها بأربع سنوات وفي 12 نيسان من عام 1961 أطلق السوفيت أيضاً مركبة "فوستوك 1" الفضائية لتحلّق برائد الفضاء السوفيتي "يوري جاجارين" في الفضاء الخارجي ويدور حول الأرض.
صُعق العلماء الأميركيون من هذين الإنجازين العظيمين وأُصيبوا بالإحباط الشديد جرّاء تخطّي السوفيت لهم في مجال غزو الفضاء، فاجتمعت الإدارة الأميريكية، وبعد نقاشات مطوّلة؛ قرّروا زيادة حصص الرياضيات والفيزياء والكيمياء في المناهج الدراسية في المدارس والجامعات الأميريكية، وصمّموا على أن يكونوا السبّاقين للهبوط على سطح القمر قبل السوفيت، وهكذا كان عام 1969 حيث هبط أول رائد فضاء أميريكي "نيل أرمسترونغ" على سطح القمر.
إذاً كانت العبرة تتعلّق بمناهج التعليم.
والمقصود من تلك المقدمة المختصرة، أنه لو نظرنا اليوم إلى كل الدول المتقدّمة، وخاصة الدول التي كانت تُعتبر متخلّفة قياساً بالغرب، مثل اليابان والصين والهند وكوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة وفيتنام اليوم وسواهم، تلك الدول التي خطت خطوات جبّارة في مجال التقدّم الصناعي والإنمائي الاقتصادي بشكل مذهل وبسرعة قياسية.
إن كل التقدّم الذي حصل في تلك الدول؛ كان جرّاء اعتمادها برامج ومناهج جديدة وحديثة في مجال التربية والتعليم والتي خرّجت لاحقاً من مدارسها وجامعاتها جيوشاً من الاختصاصيين والمفكرين والمبدعين في كافة المجالات، فبنوا ونهضوا ببلدانهم إلى مصاف الدول المتقدّمة.
إذاً؛ فمعالم الطريق إلى التقدّم والتطوّر باتت واضحة ومعروفة، ولا يتجاهلها إلا الأغبياء الغارقون في الخرافات والغيبيات التي لا تفيد واقع الإنسان والحياة في شيء، بل تزيدهم جهلاً وتخلفاً، لا بل تقهقرأ!
أصل هنا إلى سبب تخلّف وتقهقر دول العربان، الذين ما زالوا يتّبعون أنظمة تعليمية وتربوية متخلّفة عفا عليها الزمن.
في كتاب "ذهنية التحريم" للمفكّر صادق جلال العظم، يورد نصّاً نقله عن الدكتور أنور عبد الملك من كتابه "دراسات في الثقافة الوطنية" يشرح فيها طبيعة السياسة التعليمية للاستعمار البريطاني التي اتبعها اللورد كرومر حاكم مصر حينها ومستشاره للتربية المستر دانلوب، ويشرحها على النحو التالي:
" واستند دانلوب إلى خاصية معينة من خصائص العقلية الشرقية، ألا وهي تقديسها للمكتوب، للكلمة المكتوبة، للنصوص، وراح يقيم تعليماته الدورية إلى المفتشين والنظّار على أساس تنمية الذاكرة والحفظ بالذاكرة، دون كل ما من شأنه أن ينمّي ملكة التفكير النقدي الإبداعي الخلاّق.
ورأى دانلوب مستشار التربية أيام اللورد كرومر، أن الضمان الوحيد لاستعباد مصر على مرّ الأجيال، لا يكمن في الاحتلال العسكري والاستعمار الاقتصادي، بقدر ما يكمن في ضرب الفكر المصري في الصميم بحيث يصبح عاجزاً عن التطوّر والإبداع والخلق، ويظل معتمداً على غيره ليتحرّك. ورأى دانلوب أنه لكي يتحقق هذا الهدف؛ لا بدّ من أن تتجه سياسة التعليم كلّها- في مرحلة الابتدائية والثانوية والعالية على السواء- نحو الحفظ دون مناقشة، والترتيل دون النقد، ومحاكاة المراجع والاساتذة دون تشريحها وتكوين رأي مستقلفيها، واحترام الكلمة المكتوبة دون امتحانها والتصارع فكرياً معها". انتهى الاقتباس
المفاجأة غير السّارة هنا؛ أن كل سياسات اللورد كرومر الاستعمارية وتوصيات مستشاره للتعليم السير دانلوب، أخذتها واتّبعتها حرفياً كمناهج للتربية والتعليم جميع أنظمة دول العربان التي يُقال أنها استقلّت، وكأن كرومر ودانلوب كانوا يوصون أولئك الحكّام والأنظمة باتباع تلك الأساليب التعليمية الببغاوية للسيطرة على شعوبهم واستعبادها، فما كذّبوا خبراً، وهم حتى اليوم على ذات المنوال والمنهاج، وحتى لا نُلصق تلك التهمة بالسير دانلوب، فهو اعتمد بالأساس على الذهنية العربية المنمّطة والمبرمجة لتطبيق تلك الأساليب، بدليل أنها ما زالت مُتّبعة إلى اليوم في دول الأنظمة العربية ومدارسها وجامعاتها، وذلك من أجل السيطرة على شعوبها، وهي لا تحتاج توصية من دانلوب أو سواه!
ولمزيدٍ من التوضيح، في اتباع تلك الأنظمة الاستبدادية العربية ومؤسساتها التربوية والتعليمية لهذا النهج ولإبقاء هيمنتها واستعبادها لشعوبها.
يقول عبد الرحمن الكواكبي في كتابه الرائع "طبائع الاستبداد" ما يلي :
( فكما أنه ليس من صالح الوصي أن يبلغ الأيتام رشدهم، كذلك ليس من غرض المُستبد أن تتنوّر الرعية بالعلم؛ فلا يخفى على المُستبد مهما كان غبيّاً؛ أن لا استعباد ولا اعتساف، إلا ما دامت الرعيّة حمقاء تخبط في ظلامةِ جهلٍ وتيهِ عماءٍ).
فتفكّروا يا رعاكم الطغيان والاستبداد !!!



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لزوم الحضارة ؛ متحضّرون
- آفة الخوف والمجتمعات الممسوخة!
- - ناقصات عقلٍ ودين - !
- عن الدين والتربية والأخلاق
- بين المعرّي والشريف المرتضى، وطه حسين وشيخ أزهري
- مهزلة ومأساة العقل المسلم !
- خدعوك فقالوا -الحضارة العربية الإسلامية-
- لا تزدني من الشعرِ بيتاً !
- حكاية إبريق الزيت!
- الخالق العبقري ...!!!
- عندَ الامتحان يُكرم المرءُ أو يُهان
- الحروب المتعدّدة للإلَه الواحد!
- جرائم بلا شرف !
- الثقافات الكارثية
- جذور الاستبداد وأزمة النُخب
- مَن أطفأ النور - مَن سدَّ الطريق ؟!
- عن المرأة في قرى الجولان المحتل - القمر بدراً
- من يجرؤ على التفكير ...؟؟!!
- المرأةُ هي البوصَلة
- الطائفيّون في سوريا حلفاء غير مُعلنين لعصابة الأسد وخطر داهم ...


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - وهيب أيوب - التلقين والترديد؛ فالتخلّف !