جرائم بلا شرف !

وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 6945 - 2021 / 7 / 1 - 12:18
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

ميسّر عثمان من حيّ الحلّيصة في حيفا، هي المرأة الضحية الثامنة منذ بداية هذا العام من الوسط العربي في إسرائيل، وقد قُتلت ميسّر إبنة الـ 27 عاماً أمام أطفالها الأربعة دون رحمة أو رأفة ودون ذرّة شرف ولا ضمير.
وفي العام المنصرم كانت نسبة النساء الذين قُتلن في إسرائيل 70% منهن من الوسط العربي، والذين يُشكلون 20% فقط من المجتمع الإسرائيلي .
يدفن الفلسطينيون وقادتهم من عربان إسرائيل، أعضاء كنيست وبلديات ومثقفين، كغيرهم من بني يعرب من المحيط للخليج رؤوسهم بالرمال كالنعامة، بتجاهلهم للأسباب الدينية والثقافية والتراثية والتربوية التقليدية؛ التي تقف خلف اضطهاد المرأة واحتقارها وكراهيتها وبالتالي قتلها ، على خلفية ما يُسمى "الشرف"!
فأين الشرف وأين الأخلاق والضمير، وأين الرجولة من تلك الجرائم البشعة التي تُنهي حياة إنسانة في عزِّ شبابها وتُيتّم أطفالها الأربعة، ليقضوا باقي عمرهم دون حنان ورعاية الأم التي لا يمكن تعويضها بأي رعاية أو عاطفة أُخرى ..؟

إن أزمة العربان المسلمين قاطبةً دول ومجتمعات؛ هي الإصرار على التمسّك بتلك الثقافة والعصبية الدينية وعدم التراجع عنها ، وعدم الاكتراث في إحداث تغيير حقيقي في تلك القيَم القاتلة والأخلاق الفاسدة تجاه التعامل مع المرأة،
المرأة الأم والزوجة والإبنة والأخت والصديقة والحبيبة .
وستبقى تلك الدول والمجتمعات ؛ فاشلة متخلّفة غير مُنتجة وفي أسفل سلّم الأمم المتحضّرة، ما لم تتغيّر تلك الثقافة المُدمِّرة للإنسان والمجتمع، وما لم تأخذ المرأة حقها في المساواة وحقها في لعب دورها كشريكة حقيقية في بناء الأسرة والمجتمع والمؤسسات، وكشريكة في العمل وبناء الاقتصاد وكافة شؤون الدولة والمجتمع.
رأينا كيف يخرج الناس كالمجانين الغوغاء للدفاع عن حجارة وصخور صامتة، عن ما يُسمى المُقدّسات ، عن المسجد الأقصى أو عن أي رمز ديني جامد لا روح فيه، ولا يكترثون لحياة الإنسان ولا لقيمة وجوده ...؟!
تلك الثقافة البائسة ؛ التي تتبنّى ثقافة الكراهية والموت على ثقافة الحياة واحترام الإنسان ، غير قابلة لحياة حرّة وكريمة ، مهما حاول المتشدّقون المتفذلكون في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل، نكران تلك الخلفيات والأسباب الدينية والثقافية؛ التي ما زالت إلى اللحظة؛ تلِدُ كل يوم جريمة وأكثر ..!!!

#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل