أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وهيب أيوب - آفة الخوف والمجتمعات الممسوخة!














المزيد.....

آفة الخوف والمجتمعات الممسوخة!


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 7046 - 2021 / 10 / 13 - 15:49
المحور: حقوق الانسان
    


المجتمعات العربية والإسلامية؛ هي أكثر المجتمعات التي تمارس الكذب والنفاق والمداهنة والمسايرة والتقيّة والمجاملات غير الصادقة، وهي المجتمعات التي تختزن في داخلها أكبر وأعظم إرثٍ من الخوف والرعب والقلق.
بالتأكيد هناك أسباب منطقية لوصول تلك المجتمعات إلى هذا الحال، وتقديري أن المجتمعات المحكومة بالقهر والقمع والعنف من أنظمة ديكتاتورية مستبدّة، يُدفعون فيها الناس إلى الكذب دفعاً، لعدم جرأتهم على البوح وقول الحقيقة بما يخصّ مجمل حياتهم اليومية بوجه السلطة الطاغية؛ خوفاً من العقاب والسجن والتنكيل والاضطهاد.
حتى الطفل الذي يُعاقب دائماً بالتعنيف والضرب، سيتحوّل لاحقاً إلى فنان مُبدع بالكذب والمراوغة وإخفاء الحقيقة، خوفاً من العقاب الذي ينتظره فيما لو اعترف بحقيقة ما اقترفه من ذنب أو خطأٍ ما، وسوف يُصرّ على الكذب رغم الضرب!
السبب الثاني؛ تلك المجتمعات تتكوّن من قوميات وأديان وطوائف ومذاهب متعدّدة، وتمارس الطائفة الأكبر قهرها للأقليات، مما يجعل تلك الأقليات الدينية والطائفية بأن تُمارس المساترة والتقيّة والكذب والنفاق وإخفاء حقيقة معتقداتها وإظهار ما لا تبطنه، لاتقاء شرّ الأكثرية الدينية من الاضطهاد والتنكيل والقتل أحياناً، كما رأينا في السنوات السابقة وكما جرى عبر التاريخ البعيد.
كما أن الأكثرية القومية وهي العروبة؛ مارست عبر تاريخها منذ نشوئها حتى الآن؛ الاضطهاد والقمع والتهميش وهضم الحقوق تجاه القوميات الأُخرى، وحرمتهم حتى من ممارسة ثقافاتهم ولغاتهم القومية ...
إذاً ؛ خوف الجميع من السلطة وخوف السلطة من تمرّد الناس عليها، وخوف الأديان والطوائف والمذاهب من بعضها البعض، وخوف الأكثرية الدينية من تآمر وتمرّد الأقليات الدينية عليها، وخوف القوميات الصغيرة من القومية الأكبر؛ الاستبدادية الفاشية العروبية الطاغية، وخوف القومية الأكبر من الأقليات القومية في التحالف مع جهات خارجية.
يعني في النهاية خوف الكل من الكل، ويُصبح الكذب ممارسة اجتماعية يومية على مدار الساعة أمرٌ لا فكاك منه.
في النهاية؛ هذا سيخلق بالتأكيد مجتمعاً فاقد الثقة كُلٌّ بالآخر، مجتمع يكذب وينافق ويساتر ويجامل كلٌّ على الآخر من أجل الأمن والسلامة والحياة والبقاء. لأن تجارب التاريخ والمجازر التي ارتُكبت بحق بعض الأديان والطوائف والأقليات من قِبل السلطة حيناً ومن الطائفة الأكبر أي الأكثر عدداً أحياناً أُخرى؛ علّمت هؤلاء ألا يقولوا إلا ما يُرضي السلطة والأكثرية الدينية، وأن يسكتوا عن الحق والحقوق التي لهم، حتى ولو كانت بائنة كالشمس، فلا يستغرب ويستعجب البعض من تلك السلوكيات،
فا "اللي اتلسع من الشوربة بينفخ فى الزبادي"
"واللّي ما ذاق المغراية ما بيعرف شو الحكاية"!
إضافة لكل ذلك، فإن خوف الأفراد في مجتمعات محافظة من ممارسة حرياتهم الشخصية نتيجة العادات والتقاليد، يدفع هؤلاء للكذب للتغطية على ممارساتهم التي يدنها المجتمع ويقمعها رجال الدين، فيغدو الحب والعشق في السر وممارسة العلاقات الحميمة في الخفاء ، خوفاً من الفضيحة، وحتى البوح بحقيقة الآراء والمواقف والمشاعر قد تؤدّي إلى العقاب، والكل يخاف من الكل!
في كتابين "الإنسان المقهور" و "الإنسان المهدور" للكاتب اللبناني مصطفى حجازي، وهما كتابان في التحليل النفسي والاجتماعي، يوضح حجازي بالتفصيل المُمل؛ كيف أن الخوف والرعب من القمع والاضطهاد والعقاب، يجعل من أفراد المجتمع مجرّد مجتمع قطيعي ممسوخ يُطيع مُضطهديه، ويُمسي الفرد كالكلب المُدرّب الذي يُطيع صاحبه ويتبعه أينما شاء.



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - ناقصات عقلٍ ودين - !
- عن الدين والتربية والأخلاق
- بين المعرّي والشريف المرتضى، وطه حسين وشيخ أزهري
- مهزلة ومأساة العقل المسلم !
- خدعوك فقالوا -الحضارة العربية الإسلامية-
- لا تزدني من الشعرِ بيتاً !
- حكاية إبريق الزيت!
- الخالق العبقري ...!!!
- عندَ الامتحان يُكرم المرءُ أو يُهان
- الحروب المتعدّدة للإلَه الواحد!
- جرائم بلا شرف !
- الثقافات الكارثية
- جذور الاستبداد وأزمة النُخب
- مَن أطفأ النور - مَن سدَّ الطريق ؟!
- عن المرأة في قرى الجولان المحتل - القمر بدراً
- من يجرؤ على التفكير ...؟؟!!
- المرأةُ هي البوصَلة
- الطائفيّون في سوريا حلفاء غير مُعلنين لعصابة الأسد وخطر داهم ...
- مَن يعمل على إجهاض -الثورات- العربيّة؟
- الربيع العربي – كثير الشوك قليل الورد!


المزيد.....




- الصراع في السودان يعطل الدراسة ويحول مؤسسات التعليم إلى مراك ...
- وزير المهجرين اللبناني: لبنان سيستأنف تسيير قوافل إعادة النا ...
- تقرير حقوقي يرسم صورة قاتمة لوضع الأسرى الفلسطينيين بسجون ال ...
- لا أهلا ولا سهلا بالفاشية “ميلوني” صديقة الكيان الصهيوني وعد ...
- الخارجية الروسية: حرية التعبير في أوكرانيا تدهورت إلى مستوى ...
- الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا ...
- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وهيب أيوب - آفة الخوف والمجتمعات الممسوخة!