أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - عن الدين والتربية والأخلاق














المزيد.....

عن الدين والتربية والأخلاق


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 7028 - 2021 / 9 / 23 - 14:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تتوالى وتتزايد جرائم القتل في المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل، ويكاد لا يمرّ يوماً دون جريمة قتل جديدة أو أكثر، ومنذ بداية العام 2021 سقط أكثر من تسعين قتيلاً بينهم 12 امرأة، ناهيك عن العنف و"الطوشات" العائلية في بعض المدن بين الفينة والأُخرى.
فهل هناك من حلّ ...؟
أقول رأيي في هذا الموضوع بكل صراحة ووضوح، دون مسايرة أيّ من الطوائف الدينية أو سواهم. وأقترح بعض الحلول.
أولاً؛ وكما ذكرت سابقاً في أكثر من مرّة، أن المشكلة الجوهرية والأساسية في مسألة استشراء العنف والجريمة في المجتمع العربي، ترجع بشكل أساسي إلى مسألة التربية والثقافة والأخلاق التي يحملها هذا المجتمع، وهي التربية والثقافة الدينية الطائفية التي تتشرّبها الأجيال في البيوت والأماكن الدينية، وفي الأخصّ مساجد المسلمين، كونهم الأكثرية وأنهم يتصدّرون تلك الظاهرة وهذا الغلو في العنف، حتى فيما بينهم.
إن إصرار الأديان على أنها تدعو للسلام والمحبة والتسامح والأخلاق الحميدة هو محض كذِب وافتراء ونفاق، وليعلم الجميع أن لكل دين وطائفة أخلاقها الخاصة وإلهها الخاص أيضاً، والله ليس واحداً لدى الجميع، كما يشيع المتدينون المنافقون من كافة الأديان والطوائف!
عند اليهود مثلاً؛ من غير المسموح لليهودي بحسب الكتاب المقدّس؛ أن يأخذ الربا من أخيه اليهودي، لكن مسموح أخذه من الأغيار، كذلك لدى المسيحيين والمسلمين والدروز وسواهم أيضاً أشياء مشابهة، وإن صيغة التعامل والأخلاق تنحصر بين أهل الجماعة المؤمنة بذات العقيدة أنفسهم، لا مع الأغراب!
وجميع الأديان والطوائف، كلٌّ منها يدّعي الحقيقة المُطلقة التي لا شكّ فيها، وأن كلٌّ منها يدّعي دخول الجنّة والآخرون جميعاً كفّار وإلى نار جهنّم.
وهذي في الحقيقة والواقع ليست بأخلاق إنسانية شاملة، بل هي أخلاق فئوية عنصرية تُحابي نفسها، وبنفس الوقت موجّهة ضد الآخر المُختلف.
في اليابان مثلاً؛ أصبح من ضمن مناهج التربية والتعليم دروس وحصص تربية أخلاقية إلزامية للطلاب، وكيفية التعامل الإنساني الأخلاقي مع الجميع، في البيت والشارع والمدرسة والعمل والأماكن العامة دون أي تمييز، وهناك قصص رمزية تُقدّم للأطفال في المراحل الأولى؛ تتناول شتى مناحي الحياة وعن الالتزام بالنظام والقانون والنظافة ومعاملة الآخرين، كما تتضمّن عن كيفية الرفق بالحيوان.
فأين يكمن الحلّ لتلك المعضلة وبناء مجتمع بالفعل متعايش ومُسالم، بدل النفاق والتكاذب ...؟
أولاً؛ من المستحيل الطلب من تلك الأديان والطوائف تغيير عقائدها الدينية، فهذا غير ممكن واقعياً، ولكن من الممكن عدم توريط الأجيال الصاعدة بتلك الثقافات وحشو رؤوسهم بتلك المعتقدات المؤدّية للكراهية والتفرقة العنصرية، وتلقينهم إياها يومياً، فهذا لا يمكن أن يُنتج واقعاً؛ إلا الذي نراه ونسمعه من عنف وقتل يومياً.
والحلّ برأيي بقدر ما هو سهل ومتاح، بقدر ما يحتاج إلى التخلّي عن المكابرة والنكران أولاً، وقناعة وجرأة وإرادة، وقرار من الأخصائيين والتربويين المسؤولين في المجتمع الفلسطيني، ويكمن الحل، وهو كأحد العوامل الأساسية والمهمة في تنشئة أجيال مسالمة غير عنفية، في اتباع النموذج الياباني؛ من خلال مطالبة وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، والضغط بإدخال دروس التربية الأخلاقية في مناهج التعليم كدروس إلزامية لكل الصفوف، بدل دروس الدين والتراث والقصص الأسطورية الخرافية، التي أتخموا فيها الأجيال منذ قرون، بالاستماع إلى خطباء وشيوخ المساجد وتحريضهم الدائم على الكراهية والعنف؛ وباتوا يتقيؤونها اليوم، جرائم قتل وسلوكٌ مُشين!
وهذا ما أقترحه أيضاً على لجنة أولياء الأمور المركزية في الجولان المحتل، وهذا يمكن تحقيقه؛ بالتوجّه للوزارة ذاتها ومطالبتها بإدماج مدارسنا ضمن هذا السياق التربوي، من خلال إلزام جميع الصفوف بتلقي حصص في التربية الإنسانية الأخلاقية الشاملة، بدل دروس التراث "المعتّي"!



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين المعرّي والشريف المرتضى، وطه حسين وشيخ أزهري
- مهزلة ومأساة العقل المسلم !
- خدعوك فقالوا -الحضارة العربية الإسلامية-
- لا تزدني من الشعرِ بيتاً !
- حكاية إبريق الزيت!
- الخالق العبقري ...!!!
- عندَ الامتحان يُكرم المرءُ أو يُهان
- الحروب المتعدّدة للإلَه الواحد!
- جرائم بلا شرف !
- الثقافات الكارثية
- جذور الاستبداد وأزمة النُخب
- مَن أطفأ النور - مَن سدَّ الطريق ؟!
- عن المرأة في قرى الجولان المحتل - القمر بدراً
- من يجرؤ على التفكير ...؟؟!!
- المرأةُ هي البوصَلة
- الطائفيّون في سوريا حلفاء غير مُعلنين لعصابة الأسد وخطر داهم ...
- مَن يعمل على إجهاض -الثورات- العربيّة؟
- الربيع العربي – كثير الشوك قليل الورد!
- العالم ينتظر حتى يُنهي الأسد مهمته - وإسرائيل لاعب رئيسي
- بشار الأسد ونموذج -فرانكشتاين- الفاشل


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - عن الدين والتربية والأخلاق